955

0

معرض الجزائر....ملتقى حضاري يعرف بالموروث الثقافي

تزامنا مع التحضير القمة السابعة لرؤساء الدول والحكومات المصدرة للغاز ،نظمت مديرية السياحة و الصناعة التقليدية بالتنسيق مع غرفة الصناعة التقليدية و الحرف معرض الجزائر للصناعة التقليدية على مستوى ساحة البريد المركزي بالعاصمة تحت اشراف بلدية الجزائر الوسطى ورعاية ولاية الجزائر.

شيماء منصور بوناب

اكدت دليلة حميس رئيسة جمعية حواء النسوية لولاية الجزائر في كلمة لها بالمناسبة أن المعرض التقليدي مستمر منذ أسبوع تحت شعار "تراثنا فخر لنا" ،شاركت فيه نسوة الجمعية بلوحات حية تشكل مجموع العادات والتقاليد التي تميز كل ولاية على حدى بما فيها تيزي وزو و البويرة و غرداية و بومرداس و غيرها من الولايات التي تجمع تفاصيل الثقافة الجزائرية في طابع حي يمزج بين الاصالة و الهوية .

معرض الجزائر....تراث وهوية

وعن ما يميز التظاهرة أشارت حميس للحضور النوعي للمطبخ الجزائري ببصمته التقليدية التي تفننت فيها النسوة وساهمت في الترويج له بصورة جديدة حافظت من خلالها على الأصل التقليدي لتحضيره و تقديمه، يضاف إليه النسيج الذي كان و لا يزال هواية المرأة الجزائرية التي اتخذت من المغزل سانحة للتعبير عن ابداعها في صنع البرانيس و الزرابي و السجادات التي تعكس ماهية الحضارة الجزائرية و ابعادها الفنية و الثقافية.

و إلى جانب ذلك حسب ما افادته ذات المتحدثة ،يتواجد الشعر الملحون بين أروقة المعرض ،الذي تتغنى به المرأة الامازيغية في جلساتها و مناسباتها ، وكذا نجد لوحة اثرية من المقتنيات التاريخية التي جمعها الباحثون و المهتمون بالتراث في اطار العودة للتاريخ الأصيل ذات الدلالة الوطنية المعبرة عن الهوية الجزائرية الراقية.

وفيما يخص الإقبال اكدت ان المعرض شهد توافد كبير للمواطنين فضولا منهم للتعرف عن الثقافة الجزائرية التقليدية ، وفي ذلك كان المقصد للاطلاع على كل ما يخص العادات الجزائرية المتوارثة من الأجداد والتي تستدعى النظر فيها من حيث أهميتها و دورها في تثبيت الهوية و حمايتها من أي نهب.

أما عن أهداف التظاهرة اكدت حميس على استقبال الوفود الأجنبية في زيارة الجزائر للتعرف على اصالة عاداتها و ثقافتها ، وكذا التعريف بالموروث الثقافي التي تزخر به الجزائر من شرقها الى غربها و من شمالها لجنوبها في اطار ترسيخ تلك العادات و التقاليد في جيل اليوم لتعزيز حب الوطن و الوطنية فيهم.

السياحة و الصناعة التقليدية عصب الحضارة

من جهته أفاد الحرفي صالح بن داود تريشين من ولاية غرداية ،أن تواجده في معرض الجزائر هو فرصة ترويجية للزربية الغرداوية لواد مزاب التي تعتبر واجهة الثقافة في غرداية والتي يشترك في صنعها نسوة المنطقة باعتبارها سفراء الثقافة الجزائرية.

وتابع مشيرا لدور الحرفي في التسويق و الترويج للمنتجات التقليدية الوطنية التي مع الأسف لا تزال غير معروفة عالميا بسبب نقص الترويج لأعمال المرأة الجزائرية و التي تستدعى الإلمام بماهية تلك المنتجات التي تصنعها وتنسجها يدويا، مع الاخذ بعين الاعتبار إعادة النظر في التسهيلات الجمركية او في معاملات النقل لضمان توصيل الزربية الغرداوية الجزائرية للمعرض العالمية الدولية.

وفي حديثه عن اهم العراقيل التي تقف حاجزا أمام الترويج للهوية الجزائرية أشار الحرفي لمجال الاهتمام بالسياحة الذي عرف في سنوات مضت اهمال نسبي مقارنة بالخطوة الريادية للجزائر اليوم في هذا المجال لإقلاع به نحو الاحترافية و التميز كونه من بين الأقطاب الاقتصادية المهمة التي تدفع بعجلة التنمية .

وهو ما دعمته أيضا الحرفية من ولاية بومرداس حمداش هجيرة مختصة في الرسم و الزخرفة على القواعد ،من خلال حديثها عن الحرف كعصب السياحة الذي يثري معالمها و يزيد الاقبال عليها في المنحى الذي يساعد على التعرف عليها كبلد ثقافي تاريخي زخم بالعادات و التقاليد.

وبخصوص واقع الفن و الثقافة في الجزائر أفادت حمداش أنه يفرض على الحرفيين التمسك بعاداتهم و هويتهم عبر تداولها في اعمالها بقالب جديد لا يلغى في ماهيته الأصل التقليدي.

مشيرة بذلك لمجال ابداعها في الرسم على الالواح و الصناديق الخشبية و المرايا وحتى الفخار التي تحمل في ثناياها بعض الرموز الأمازيغية نسبة لأصلها القبائلي الامازيغي الذي الهمها لصب ابداعها في قوالب تقليدية تحمل البصمة الامازيغية التي كانت بالنسبة لها مشروع حقيقي للحفاظ على التراث و الهوية .

وفي سياق الصعوبات نوهت الحرفية لبعض التحديات منها نقص الخبرة بالمجال و الأمور المادية و حتى التسويق، في حين كانت الأفكار هي الأساس و النقطة المحورية للانطلاق في المشروع بجانب التكوين الاحترافي الذي يؤهل الحرفي للمشاركة في المعارض بمنتجات متقنة الصنع .

المرأة الأمازيغية ..... منبت الاصالة و الثقافة

وللتعرف على تفاصيل الحضارة الامازيغية ،وضحت تاسعديت من تيزي وزو أن الثقافة القبائلية هي مجمع الثقافات لاحتوائها على نهج لامتناهي من العادات و التقاليد التي يتداول عليها أبناؤها في القري و الاحياء الصغيرة التي لا تزال تشهد نفس الطقوس التقليدية المتوارثة من الأجداد سواء في طريقة الاحتفال او في طريقة العيش اليومية.

وفي ذلك اشارت لمشاركتها في المعرض بعدة صور حية لواقع المرأة الأمازيغية سواء في أكلها أو اطباقها التقليدية المستمدة من الطبيعة الصحية، يضاف اليها القعدات الامازيغية و الجلسات التقليدية التي تعتمدها المرأة في بيتها .

 في ذات الجانب عبرت الحرفية حساني نصيرة مختصة في صناعة الزرابي ، عن اهتمام المرأة القبائلية بالنسيج و صناعة الزرابي بكل احترافية و دقة تتخذ من اللمسات الامازيغية ورموزها رسالة للتعبير عن اصالتها و كفاءتها كامرأة جزائرية مبدعة في مجالها .

الشعر الملحون .... تراث وثقافة

وتحت شعار الشعر الملحون تراث و ثقافة ، قالت الشاعرة سامية موكاح ذات التكوين العصامي أن الثقافة الامازيغية تعني بالضرورة الحفاظ على الهوية الإسلامية التي تتجسد معالمها في شعر ملحون يمدح الرسول عليه الصلاة و السلام او في شعر نصح و ووعض وتذكير بالصحابة و الأنبياء.

في هذا الصدد نوهت رئيسة الجمعية أن الشعر الملحون الذي تتغنى به نسوة القبائل هو بمثابة مديح للرسول عليه الصلاة و السلام ودعوة للخير و الصلاح،.

وفي ذلك وضحت بأن بلاد القبائل هي من بين اكثر المناطق احتواء للزوايا و المساجد و أكثرها فقها بالعلوم الإسلامية التي جعلتها تحتضن نخبة من اهم مشايخ الدين الذين اضافوا للجزائر علما و معرفة تحت لواء الجزائر واحدة موحدة لا عنصرية فيها و لا تمييز بين أبنائها.

على صعيد آخر شددت ذات المتحدثة على عمق الحضارة الجزائرية التي تضرب جذورها لأمد السنين ،وبتراثها العريق و المتنوع الذي اصطدم مؤخرا بموجة اتهامات و نهب و سرقة من بعض الدول الشقيقة التي تزعم احقيتها فيها و تنسب بعض موروثات الجزائر لها .

وعلى ضوء ذلك قالت" اللمسة الجزائرية واضحة في تفاصلها و ابعادها مستثناة من ما يتم تداوله وما يتم الترويج له على انه ثقافة منتسبة لبعض الاشقاء العرب وذلك باعتبار ان العادات و التقاليد الجزائرية صرح ثقافي عريق لا تشوبه شائبة".

في الختام افاد المنقب والباحث عبد المالك بن حمادوش بأن الامتداد التاريخي للجزائر يفرض علينا اليوم إعادة البحث فيه وفي كل تفاصيله الدقيقة انطلاقا من معرفة دلالات ورموز عاداته و تقاليده وكذا تقنيات العيش المتوارثة منذ أجيال مضت.

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services