162

0

معرض الجزائر الدولي للكتاب قبلة المثقفين


بقلم: بختي بنعلية 
 أستاذ الأدب العربي، مهتم بالفكر والثقافة 

  كان يوم افتتاح صالون الجزائر الدولي في طبعته الثامنة والعشرين بتاريخ 29 من نوفمبر 2025 مشهودا .. 
  الجزائري، من كلّ جهات الوطن، شدّ الرّحال وجعل قبلته في هذه الأيام المباركات أيام العلم والعلماء، وجهته التي لا يحيد عنها ولا يميل قيد أنملة .. 
  الكتاب في ذهن كلّ جزائري محبّ للمعارف والعلوم والفنون هو ملاذه وهو أمانه في وقت اشتدّ فيه الصراع الفكري وزاد فيه التضليل الإعلامي في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ..!!
  استطعنا في هذا العرس البهيج أن نلتقط صورا ونسجل مشاهد تزيّن فيها الصالون بأعلام الدول المشاركة فرفرفت فرحة مسرورة بالضيوف الذين شرّفوا الجزائر بدورهم التي تزيّنت بها رفوف مكتباتهم؛ فكانت العناوين لافتة وكان الطلب عليها متزايدا .. 
  لم نستطع أن نأتي بكلّ تفاصيل ما يدور في المعرض وما يحدث حوله من جديد ومستجدّات، ولكننا حاولنا أن نأخذ صورة عامة للمشهد تفي بغرض مهمّ، يكون مدعاة في قادم الأيام لتحضر الأسر إلى هذا العرس الذي اجتمعت فيه كلّ الأعمار وتلاقى فيه الجنسان واجتمع الكلّ في هذا الصالون المعرفي . 
  جمعتنا أمّنا الجزائر، ككلّ سنة، في هذا الصالون الكبير؛ فكان الحرف سيّد المشهد وكانت الكلمة قبلة كلّ مثقف .. 
  أراد الكلّ أن يتدبّر حاله في معترك حياة ماديّة مستهترة وحياة فكرية مضلّلة، تكاد تنسف برفوف الكتب؛ فوقف القارئ الجزائري صامدا يواجه التيارين بعلم ودراية لما يحاك ضدّ أمّتنا  .. 
  طلّاب المعرفة يتزايدون، والمولعون بالكتاب لا تنقطع خطواتهم؛ فهم متواجدون في كلّ سنة من تاريخ أيام هذه المناسبة .. 
  الفرصة كانت سانحة للكثير من المثقّفين في ربوع وطننا العزيز لبيع إصداراتهم الجديدة بالتوقيع ..
  كانت الصور التذكارية حاضرة في كلّ مكان من الصالون، وفي كلّ زاوية من الدّور؛ فهذا يلتقط صورة مع أديبه المفضّل الذي وقّع له على كتابه الذي اشتراه، وذاك يلتقط صورة لنفسه، والآخر يلتقط صورة مع أسرته، والكلّ هنا وهناك وهنالك، يلتقط صورة عامة لأجنحة المعرض .. 
كم كان مشهد العرس جميلا وكم كان أهل العاصمة محظوظين..!!
  النّدوات، هي الأخرى، كانت سيّدة الصباحيات والأمسيات فتناولت موضوعات مختلفة؛ أعطت صورة ناصعة للمشهد الثقافي في الجزائر كالنّدوة التي احتضنها فضاء فلسطين "غسان كنفاني "والتي جاءت تحت عنوان :"فلسطين في مواجهة الصمت " 
والندوة التي أقامتها " جمعية العلماء المسلمين الجزائريين " في فضاء فلسطين " غسان كنفاني " أيضا والتي جاءت تحت عنوان : " جهود الجزائر الرسمية والشعبية في دعم القضية الفلسطينية. 
  والندوة الثقافية الموسومة بـ " منصة وقع الكلمة " التي احتضنها كذلك فضاء فلسطين " غسان كنفاني " الفنّ فعل حرّ ومقاوم لمارسيل خليفة . 
  واحتضنت قاعة المحاضرات الكبرى " أسيا جبار " ندوة بعنوان : الذكاء الاصطناعي والإبداع .. 
  وفي نفس القاعة أقيمت ندوة مهمّة ولها قيمتها في مستقبل الأجيال جاءت تحت عنوان : " الرموز الوطنية في أدب الطفل " وغيرها من الندوات التي شهدها الصالون في طبعته الثامنة والعشرين . 
  تشرّفت مدينة حاسي بحبح، ولاية الجلفة، بمشاركة القاص بختي ضيف الله في ندوة بعنوان : " في الذكرى المئوية في ميلاده كيف نقرأ عبدالحميد بن هدوقة " .
  وكذلك تشرّفت مدينة حاسي بحبح ولبست ثوب المشاركة أيضا مع الروائي عبد الوهاب عيساوي في ندوة بـعنوان : "الرواية وسؤال الفكر"  بــ " قاعة المحاضرات الكبرى " قصر المعارض . 
  نحبّ أن نشير، في عجالة، أن ضيف شرف الطبعة الـثامنة والعشرين من صالون الجزائر الدولي للكتاب دولة الجمهورية الإسلامية الموريتانية، التي تلقب ببلد المليون شاعر . 
  كانت أيام الراحة لتلاميذ المدارس والمتوسطات والثانويات وطلّاب الجامعة فرصة لزيارة المعرض؛ فاكتظّ الصالون بالضيوف ولكنّه لم يضق بهم بل اتّسع .. 
  رحّبت بهم أجنحة المعرض واستقبلتهم كأنهم وفود رسميون؛ لابد من أداء الواجب معهم ..
  كان لجناح الأطفال وقعه في نفوسنا؛ فأجواؤه كانت مليئة بالبهجة والسرور؛ فهذا الطفل يرسم، وهذا يكتب، وهذا يسمع، وهذا يلعب، والكلّ يجري هنا وهناك ويضحك .. 
  كان لكلمات المشرفين على الدّور العربية الإسلامية والدور الأجنبية صدى عميقا؛ أثبتوا فيها أن الجزائري قارئ مثقف له اهتمام بالكتاب قلّ نظيره .. 
  نحن نحبّ أن نحدّث أنفسنا في هذه المناسبة ونقول لغيرنا من ضيوف المعرض :
 أنتم مندهشون لهذا الإقبال الذي أثار الفضول في أنفسكم دون أدنى شكّ ..!! 
  لكم الحقّ في هذا ولكن لا تنسوا: أن جزائر الثّوار الأحرار هي جزائر تحفيظ كتاب الله والتّفقه في دين الله وهي جزائر العلماء والمصلحين والدّعاة المخلصين .. 
  الجزائر لها كوادرها العلمية في كلّ العلوم، وينال أبناؤها اليوم الجوائز في مختلف الفنون في مناسبات وطنية وعربية إسلامية وعالمية أيضا؛ فلذا لا تتعجبوا ولا تستغربوا هذه الأعداد التي لا تنتهي في كلّ يوم من أيام المعرض زائرة ملبية نداء " اقرأ " .. 
  لقد حددت هذه الأجيال الواعية من أبناء  الجزائر  بوصلتها، وعرفت  طريقها؛ فكان  اختيارها  لصحبة  الكتاب  موفقا " وخير جليس في الزمان كتاب ".

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services