عرفت المعارض الاقتصادية مشاركة المؤسسات الوطنية في كل طبعة وذلك بهدف عرض إنتاج كل ما هو جديد، مما جعل المواطن الجزائري يصب اهتمامه حول آخر الإبتكارات.

بثينة ناصري 

وضمن التظاهرات الاقتصادية المهمة التي جرت  بحر هذا الأسبوع هذا الشهر معرض الجزائر الدولي في طبعته 55 من  الذي افتتح الاثنين الماضي، بقصر المعارض (الصنوبر البحري) بالجزائر العاصمة، وهذا بمشاركة نحو 700 عارض وطني وأجنبي يمثلون حوالي 20 بلدا، فيما تولي الحكومة الجزائرية أهمية بالغة لهذا المعرض باعتباره جامعًا للدول ومركز تلاقي مختلف المؤسسات وبذلك يتسنى للأجانب الاطلاع على ما تنتجه الجزائر.

 إبراز وترويج الأسلحة الجزائرية المحلية الصنع 

ومن خلال زيارتنا لجناح الصناعات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع الوطني بمعرض الجزائر الدولي، لامست "بركة نيوز" المكانة التي تحوز عليها هذه الصناعة لدى الجماهير الجزائرية، وهذا من خلال التوافد الكبير الذي شهدته منذ ساعات قليلة من افتتاح المعرض.

ومن جهتها تحرص قيادة الجيش الوطني الشعبي، على خدمة الوطن من خلال اعتماد استراتيجية صناعية لتطوير الصناعات العسكرية الوطنية، فمن خلال جولتنا الميدانية اطلعنا على جديد ما توصلت إليه مؤسسة البناءات الميكانيكية، والتي أدخلت سلاحا جديدا ضمن قائمة الأسلحة الجزائرية (بندقية قناصة Fusil de sniper) التي قام رئيس الجمهورية بمعاينتها رفقة الفريق أول السعيد شنڨريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، خلال افتتاح معرض الجزائر الدولي.

وأكد المقدم بحري عبد الوهاب ممثل مؤسسة البناءات الميكانيكية بخنشلة الناحية العسكرية الخاصة، في تصريح خص به "بركة نيوز" أن مشروع الذي تم عرضه في الصالون يعد نموذج أولي لبندقية قناصة، مصممة ومطورة في الجزائر باعتباره صنع محلي على مستوى وحدة البحث والتطوير ومنجزة على مستوى المؤسسة.

مشاريع جديدة تثبت المستوى المرموق للصناعات العسكرية 

ولفت ذات المتحدث إلى أن المؤسسة تعتبر قطب ممتاز في خدمة الصناعة الميكانيكية بفضل الخدمات التي يقدمها، مبرزا بذلك إلى جديد هذه الطبعة والتي تم عرض خلالها مشروع في طور الادماج يتمثل في صناعة انابيب الماسورات متوسطة العيار، والذي سيسمح بالتنقل من الأسلحة الخفيفة إلى الأسلحة المتوسطة.

وأوضح أن أنابيب الماسورات سيشكلون قطع غيار يتم تزويد مختلف وحدات الجيش الوطني الشعبي بها، مشيرا إلى أن هذا المشروع جاء تماشيا والسياسة التي تنتهجها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي للإدماج الممنهج والتدريجي للأنظمة المستعملة على مستوى وحدات الجيش الوطني.

وذكر المقدم بحري بأن المؤسسة ذات طابع صناعي وتجاري تحت وصاية مديرية الصناعة العسكرية لوزارة الوطني، مختصة في صناعة الأسلحة لفائدة الجيش الوطني الشعبي ومختلف الأسلاك الأمنية، كما تقدم خدمات تقنية مختلفة في مجال الصناعة الميكانيكية، على غرار صناعة قطع الغيار المختلفة، وأدوات الإنتاج سواء لإستعمالاتها الداخلية أو لفائدة المؤسسات العمومية والخاصة في اطار المناولة. 

سيارات جديدة تدخل حيز الإنتاج ابتداءً من سنة 2025

وفي ذات السياق تسعى الجزائر بخدمة سواعدها من أفراد الجيش الوطني الشعبي إلى إبراز النموذج الصناعي المسطر بكل احترافية، لتخطو خطوات ثابتة نحو بناء قاعدة صناعية متينة تكون عمود الاقتصاد الوطني، حيث أشاد المقدم عبد الهادي لطفي ممثل مؤسسة تطوير صناعة السيارات بالتوافد الكبير الذي تشهده المؤسسة منذ افتتاح معرض الجزائر الدولي للاطلاع على جديد ما أنتجته صوناكوم.

وأفاد أن المؤسسة تسوق المنتجاتها تحت علامتين مرسيدس بنز وكذلك علامة سوناكوم، وجاءت هذه المرة بـ 6 منتجات جديدة المتمثلة في 3 نماذج من الشاحنات و3 نماذج من الحافلات، موضحاً أن الشاحنات جاءت في نسختين مطورتين من شاحنة k66 والشاحنة k120 المعروفين عند الجزائريين.

وأكد المقدم عبد الهادي أن المؤسسة طورت نسختين جديدتين مختلفتين تماما عن النسختين القديمتين، من ناحية الشكل والعتاد والتطبيقات، مضيفاً إلى أن ثلاث نماذج جديدة للحافلات تتمثل في "حافلة ذات 33 مقعد، حافلة ذات 49 مقعد، بالإضافة إلى حافلة موجهة للنقل الحضري بسعة 100 راكب.

ولفت إلى أن المؤسسة جاءت بنماذج فقط وستباشر في الإنتاج ابتداءً من سنة 2025، ومن ثمَّ يتم تحديد الأسعار، مذكرا أن المؤسسة هي عمومية ذات تابع صناعي وتجاري أي تابعة للقطاع الاقتصادي للجيش الوطني الشعبي، متخصصة في تصميم وتطوير، انتاج، تسويق وكذلك ضمان خدمات ما بعد البيع لكل من الشاحنات والحافلات العربات المقطورة والنصف المقطورة وكذلك عربات نقل البضائع والمسافرين.

 

مشروع البيوت الجاهزة.. مواكبةٌ للتطور الحاصل في مجال العمران 

وفي صناعة آخرى أثارت الإنتباه لدى زوار معرض الجزائر الدولي المتمثلة في صناعة البيوت الجاهزة والذي يعد عالم مميز من الجودة والأناقة في مجال الإنتاج والتصميم، حيث أثبتت شركة "BATI Structure" جدارتها في إنتاج مختلف أنواع البيوت خدمة لمتطلبات الزبون، وهذا ما أكده لنا عبد القادر باشا رئيس الورشة بالمؤسسة مبرزا إلى أن المؤسسة من خلال مجهودات حرصت على توفير صناعة مختلفة تطابق المعايير الدولية.

وأوضح باشا أنه من اولويات المؤسسة توفير الراحة على مستوى إنجازات مشروعها، مؤكدا سعيهم لبناء علاقات موثوقة من خلال تقديم خدمة استثنائية تواكبة التطور الحاصل في المجال العمران.

وكشف ذات المتحدث أن البيت المعروض في صالون الجزائر الدولي يمكن تثبيته على الأرض لمدة يومين، في حين تعد المادة المصنع لهذه الشاليهات ملائمة مع التقلبات الجوية، موضحا أن المؤسسة تحتاج إلى مقر كبير يمكنها من إنجاز مخططاتها.