1152
0
الحكمة من الإحساس بالجوع في رمضان .... فرصة لإستشعار معانات الفلسطنيين في غزة
في شهر رمضان المبارك، يتجلى تعبير العبادة والتقرب إلى الله من خلال الصيام والامتناع عن الطعام والشراب من طلوع الفجر حتى غروب الشمس حيث تزيد تجربة الصوم من الوعي والتقدير لنعمة الطعام والشراب التي قد نأخذها للوهلة الأولى بدون اعتبار وترتبط هذه التجربة بشكل كبير بقيمة القناعة والتفكير في الآخرين الذين يعانون من الجوع والعطش بصورة دائمة.
مريم بوطرة
وفي حديثنا مع الباحث المتخصص في الكيمياء والطب البديل حسان جواد عن كيفية التعامل مع الجوع والعطش خلال شهر رمضان استند إلى مقولة "نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع" ليعكس مدى قيمة القناعة والاكتفاء بالقليل ، ويرى أن الصيام يعمل على تذكير الإنسان بمعاناة الفقراء والمساكين الذين لا يمتلكون ما يكفيهم من الطعام والشراب، خاصة في الظروف الصعبة مثل الحروب والكوارث الطبيعية.
و أكد الباحث على الحكمة العميقة وراء فرضية الصيام، حيث يرى أن الغرض منها ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب بل التفكير في الآخرين والتعاطف معهم مشيرا إلى أن معاناة إخواننا في فلسطين وبتالي شدد على ضرورة التأمل في معاناة الفقراء والمحتاجين، وقد تكون فرصة للتبرع والعطاء لمساعدتهم.
يضيف الباحث أن الصيام يعمل على تحفيز الإنسان للعمل على إيجاد حلول لقضايا الفقر والجوع في المجتمع، سواء من خلال المشاركة في الأعمال الخيرية أو العمل الاجتماعي مشددا على أهمية التضامن لمواجهة هذه التحديات وتقديم الدعم بكل الوسائل الممكنة.
في سياق متصل، شدد جواد على أهمية التعامل الصحيح مع فترة الصيام، حيث أبرز أنه بعد أذان الإفطار يجب علينا تجنب الإسراف في تناول الطعام والشراب مشيرا إلى أن الشعور بالجوع قد يدفع الإنسان إلى الإفراط والتبذير، مما يتعارض مع تعاليم الدين التي تحث على ضبط النفس وعدم الإسراف، حيث يقول الله تعالى في القرآن "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ".
كما يحذر من الإسراف والتبذير ويذكر قوله عزوجل "إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ" ليوضح الخطر الذي ينطوي على الإسراف والتبذير، ويحث على الامتناع عن مثل هذه السلوكيات التي تقرب الإنسان من الشر والتشبه بالشياطين.
معربا عن أسفه العميق لوجود حاويات مليئة بالخبز خلال شهر رمضان، في حين يعاني البعض، ربما حتى من أفراد الأسرة، من الجوع في هذا الصدد حث بشدة على توخي الحذر .
مشيراً إلى أنه من الضروري على الإنسان أن يتأمل مرتين قبل شراء الطعام، ويضيف بأنه من الممكن أن يكون هناك أطباق تُحضر دون حاجة وتُهدر بعد ذلك، مما يعكس غياب الوعي والتقدير لنعمة الطعام والتشبث بقيمة القناعة والتعامل مع الطعام بحكمة، وأن يأكل مما توفر أمامه دون إسراف أو تبذير.
"كيفية تجنب الإفراط في تناول الطعام خلال السحور: نصائح وتوجيهات"
وبالنسبة لكيفية تجنب الإفراط في تناول الطعام أثناء وجبات السحور شدد محدثنا على أهمية فهم مفهوم الاحتياج وضرورة تفادي الإسراف موضحا أن الشخص عندما يعلم أنه سيحتاج إلى الطعام والشراب خلال اليوم، يصبح أكثر تلهفًا لتناولها، وبالتالي يزداد في شرب الماء وتناول الطعام، وحتى التدخين، لأنه يعلم أنه سيحرم من ذلك لفترة معينة.
أبرز جواد أن هذا التلهف يمكن أن يفسر اندفاع الفقير عندما يتلقى شيئًا بعد فترة طويلة من الاحتياج.
فيما يتعلق بالسحور عموما ، أشار إلى أنه لا يوجد فائدة في شرب كميات كبيرة من الماء قبل بدء الصيام، حيث إن الجسم خلال فترة الصيام سيقوم بتحليل واستهلاك كل المخزونات المتاحة.
ويضيف جواد أن الصيام قد أصبح وسيلة لعلاج العديد من الأمراض، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم "صوموا تصحوا"، حيث يقوم الجسم خلال هذه الفترة بتحليل الدهون الزائدة وتصفية السموم، مما يؤدي إلى تغيرات في المزاج والحالة النفسية للإنسان.
و خلال فترة السحور، عندما يملأ الإنسان بطنه بالمأكولات والمشروبات، فإن ذلك ليس الاحتياط الوحيد الذي سيكون متاحاً له طوال اليوم. يُفضل بدلاً من ذلك أن يتناول الإنسان في هذه الفترة السكريات طويلة الهضم مثل الأرز الكسكسي والأطعمة الغنية بالألياف.
أوضح الباحث أن الشعور بالجوع مرتبط بمدة هضم المعدة، فإذا استغرقت هذه العملية وقتاً أطول، فقد يشعر الإنسان بأقل حد من الجوع. ويضيف بأنه لا يمكن للإنسان أن يصوم دون أن يحس بالجوع، فإن الصيام جعل لهذا السبب، لأنه يرتبط بتجربة الحاجة والاعتدال في تناول الطعام والشراب.