203
0
جمعية الجاحظية تنظم ندوة فكرية حول كتاب "شاهد ثقافي على الإبادة"
لبوعلام رمضاني

نظمت جمعية الجاحظية، أمسية اليوم السبت، ندوة فكرية من تنشيط الصحفي والكاتب المغترب بوعلام رمضاني، حول آخر كتبه له تحت عنوان "شاهد ثقافي على الإبادة"، وذلك بحضور نخبة من مثقفي وأوفياء الجاحظية.
شروق طالب
افتتحت الندوة بكلمة رئيس جمعية الجاحظية، عبد الحميد صحراوي، الذي رحب من خلالها بالأساتذة والمثقفين الحاضرين، معبرا عن امتنانه بهذا اللقاء الذي ان دل على شيء ، حسبه، إنما يدل على استمرار عطاء الجاحضية في إثراء المشهد الثقافي وكذا دعمها للقضايا العادلة.
وعن كتاب "شاهد ثقافي على الابادة"، قال صحراوي بان الاستاذ بوعلام رمضاني جاء من فرنسا، لتقديم هذا الكتاب الذي جمع فيه مختلف المثقفين العالميين الذين رفعوا أصواتهم عاليا للتنديد بجرائم القتل والإبادة في فلسطين وفي غزة.
ومن جانبه قال يوسف شنيتي بان الجاحظية من خلال هذه اللقاءات تؤكد على أنها مازالت تحمل نهج ورسالة الطاهر وطار، مشيرا إلى أن ندوة اليوم تدخل في السياق الدولي الذي لا يبدو مألوفا علينا، مؤكدا اندهاشه من سياسات العالم الغربي ولعل أبرزها التهجير القصري لسكان غزة، لتعكس لنا صورة البلد الذي لطالما وصف نفسه ببلد العدل والمساواة.
كما ثمن شنيتي كتاب شاهد ثقافي على الابادة، وقال أنه تناول مسألة جوهرية من خلال محاورة المثقفين، ومن خلال طرح سؤال لماذا تمنع النخبة من وصف ما حدث في غزة من حرب وابادة حقيقة ؟
الصحفي والكاتب بوعلام رمضاني...أحد المخلصين للقضايا العادلة
بكلمات متأثرة يصف الصحفي والكاتب بوعلام رمضاني غيرته على وطنه وعلى فلسطين الذي اعتبر حبه لها لا يقل على حبه لوطنه الأم الجزائر، بكل ما يحمله من تاريخ وشعب ومبادئ، واليوم يظهر اخلاصه مرة أخرى في كتاب حمل في طياته العديد من الحوارات والشواهد لمفكري وشرفاء العالم اتجاه القضية الفلسطينية، وهو يعكس اجتهاده والمعنى الحرفي لعبارة تسخير القلم للدفاع عن القضايا العادلة.
هاهو اليوم في بيت الجاحظية هذا البيت الذي أسسه عمي الطاهر، الذي اعتبر حداثي بالرغم من أن الطاهر وطار كان يرى نفسه بدوي، وذلك لانه ترك وراءه الجاحظية كلمة ليست ككل الكلمات، وفضاء جمع مختلف النخب بتنوعهم وانتماءهم.
كما ذكر بان من يغادر وطنه ويهاجر إلى باريس مشكوك في أمره ولابد أن يبذل مجهود خرافي حتى يثبت عكس ذلك، الذي يرجع إلى طبيعة العلاقة بين الجزائر وفرنسا لان ما فعله نتنياهو بغزة فعله فيما سبق بيجو وأمثاله في الجزائر.
كتاب شاهد ثقافي على الابادة...بوصف مؤلفه
وفي هذا الشأن، كشف رمضاني بان كتاب شاهد ثقافي على الابادة ألفه في مقر إقامته بباريس، والذي اعتبره كتاب حياتي، لأنه يتحدث عن القضية الفلسطينية من زاوية المثقفين الذي تعرضوا للمعارضة عن آرائهم بطرق مباشرة وغير مباشرة، متمنيا بان يكون هذا الكتاب مصدر إلهام لخدمة الوطن.
وبخصوص محتوى الكتاب، ذكر رمضاني بانه ينقسم الى ثلاث فصول، حيث يتناول الفصل الأول أحاديث وشهادات، أما الفصل الثاني شهادات الاعتراف والنكران بين التأكيد والتضليل، والفصل الأخير خصص لشهادات عن فلسطين المقاومة والتاريخ والابداع.
وفي هذا الشأن، اعتبر رمضاني بان الاجانب في كل مكان قد تأخذ ارائهم طابع وجداني وآخر ايديولوجي، لكن ما يحدث في غزة هو مسألة الإنسان الشريف اتجاه القضايا العادلة، مشيرا بان اليوم أصبح الحديث عن ابادة غزة مرادف للمنع والسجن حتى في بلد الانوار التي انطفأ نورها بعد الابادة.
وتتجسد هذه المظاهر من خلال ماحدث للشخصيات التي حاورها رمضاني، من بينهم آلان غريش الذي قال بان الحرية تنتهي عندما يبدأ الحديث عن فلسطين، كما قال "تتحدثون عن السابع أكتوبر وتعتقدون انه إرهاب لماذا لا تتحدثون عن السادس أكتوبر".
أما إبراهيم عبد الله وهو مسجون حاليا في باريس قال بان ما تقوم به حماس اقلق العديد من الصامتين في العالم، أما اليهودي إلان بابيه بسبب قوله لكلمة الحق بعد السابع أكتوبر تم التحقيق معه لساعات في مطار أمريكي عن علاقته بحماس.
والصحفي الفرنسي سيلفان سبيال بعد ما كان مراسل اصبح متقاعد يكتب في موقع، بعد أن قال أن السابع أكتوبر دليل على عدم موت القضية الفلسطينية، أما الفلسطيني الفرنسي صلاح حموري الذي تعرض للسجن والتعذيب في السجون الإسرائيلية، قال كنت شاهد في السجون الإسرائيلية بان النساء يضعن مولودهن بالاغلال، وفي بعض الحالات تتعفن أيديهم حتى تبتر، كما ذكر بان بعض المساجين عندما يموتون قبل انتهاء فترة حكمهم تبقى جثثهم مسجونة.