استقبل صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمّة، صبيحة يوم السبت، محمد بمب ولد مكت، رئيس الجمعية الوطنية للجمهورية الإسلامية الموريتانية ،اللقاء كان فرصة لاستعراض وجهات النظر حول مختلف القضايا التي تحظى بلاهتمام المتبادل، مثل الوضع الراهن في الساحل والصحراء، وتطورات القضية الفلسطينية، ذلك بمقر المجلس.
مريم بوطرة 
وبالمناسبة عدد رئيس مجلس الأمة بتفصيل الأدلة التي تشير إلى التقدم السريع والعزم المتبادل الذي يشد السلطات في البلدين نحو تعزيز التعاون الاقتصادي، مبرزا هذه الجهود التي تشمل فتح السوق الحرة بين البلدين وإقامة المعابر الحدودية، بالإضافة إلى إنشاء الطريق البري الذي يربط ولاية تندوف بمدينة الزويرات الموريتانية ،موضحا أن هذا النموذج يعد مثالا يحتذى به في التعاون بين دول المغرب العربي، وبين دول القارة الإفريقية بشكل عام.

ومن جهته،أشاد محمد بمب ولد مكت رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية، بعلاقات التعاون المميزة التي تربط بلده بالجزائر، وهي التي تعرف تكثيفاً في الزيارات رفيعة المستوى في الاتجاهين، وهو ما سيعود بالنفع والخير على البلدين والشعبين  ومن خلالهما شعوب المنطقة والقارة.

وتم خلال هذا اللقاء  استعراض وجهات النظر حول مختلف القضايا التي تحظى بالاهتمام المتبادل، مثل الوضع الراهن في الساحل والصحراء، وتطورات القضية الفلسطينية والعدوان الإجرامي على غزة. 

وفي ذات الشأن أكد قوجيل على مبادئ الدبلوماسية الجزائرية المبنية على عدم الانحياز والتماشي مع تراث نوفمبر الخالد، الذي يشجع على رفض العنف وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتفضيل الحلول السلمية لتسوية الخلافات. 

وشدد على أهمية القضية الفلسطينية لدى قيادة البلاد وشعب الجزائر، مؤكدا على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني، مستشهدًا بثورة نوفمبر 1954 ومعتبرًا توحيد الجهود الفلسطينية ضرورة ملحة لا اختيارًا.
كما تطرقا الطرفين للوضع المأساوي والخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة وحملة الابادة الجماعية التي يتعرض لها قطاع غزة، حيث جددا التأكيد على موقفهما الموحد ضد العدوان الإسرائيلي والداعم لحق الشعب الفلسطيني في المقاومة حتى اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، طبقا لقرارات الشرعية الدولية.

ونوه بمب ولد مكت بالدور الذي تقوم به الجزائر بقيادة  الرئيس عبد المجيد تبون من خلال عضويتها بمجلس الأمن الدولي للفترة 2024-2025، مثمنا مقترح الجزائر لعقد اجتماع حول التهجير القسري للفلسطينيين، والذي لقي اجماع ينم عن احترام وتقدير جمعي لدور الجزائر.
قوجيل يدعو لتكثيف الجهود من أجل تمكين الشعب الصحراوي حقه

كما أكد قوجيل على موقف الجزائر الثابت تجاه القضية الصحراوية العادلة، حيث استعرض خطورة الانتهاكات الموثقة دوليا في الأراضي الصحراوية المحتلة على أمن دول المنطقة وعلى استقرارها واقتصاداتها، داعيا الى تكثيف الجهود من اجل تطبيق الشرعية الدولية وتمكين الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتقادم أو التصرف في تقرير مصيره والاستقلال .

وجاء في هذا اللقاء، التأكيد على إرادة الطرفين في تطوير العلاقات البرلمانية الثنائية مع تكثيف التنسيق والتشاور في مختلف الهيئات والكيانات البرلمانية العربية والإسلامية والقارية والدولية، وذلك في إطار ما تُتيحه الدبلوماسية البرلمانية.
  كما شدّد الجانبان على أهمية إيلاء العناية اللازمة لموضوع "البرلمان الافريقي" من خلال تكتيف التعاون والتنسيق للحفاظ على هذا المنتظم البرلماني القاري الحامل لأمال وطموحات الشعوب الافريقية، والوقوف أمام سعي بعض الأطراف لتقويض عمل احدى أهم مؤسسات الاتحاد الافريقي.