347

0

هل ستندثر مهنة المتاعب أمام طوفان الذكاء الإصطناعي....مخاوف وحلول يطرحها أهل الإختصاص

هل ستندثر مهنة الصحافة يوماً و يغيب معها دور الصحفي، و هل يمكن استبدال الإبداع البشري بالذكاء الاصطناعي، هي أسئلة و تخوفات تجول في عقول محبي و ممتهني مهنة الإعلام و من يعشقون مهنة المتاعب.

نزيهة سعودي 

هي إشكالية تطرح بين مؤيدي دور الذكاء الاصطناعي و قدرته على إزالة هذه المهنة من الوجود لكن هناك من يؤيد الطرح الثاني بأن الإنسان لا بديل له و أن الذكاء الاصطناعي محدود و غير قادر على التكيف و التركيز على الإيحاءات بدل المباشرة في إعطاء الآراء و تحديد المواقف.

الذكاء الاصطناعي .. تحدي أخلاقي في مهنة الصحافة

في هذا الإطار يؤكد الخبير في تكنولوجيا المعلومات يزيد أقدال حول قضية الذكاء الاصطناعي الذي سيلغي الوظائف، أن الكثير من المهن تعتمد على مهام متكررة و واضحة منها مهام يمكن للذكاء الاصطناعي تعويضها فعلى سبيل المثال فإن الشركة تحتاج إلى 100 موظف في مناصب معينة، باستخدام الذكاء الاصطناعي قد تحتاج إلى 20 موظف فقط لأن بقية المهام ستسند للذكاء الاصطناعي، بالتالي الكثير من المهن التي تعتمد على التكرار و قابلة للانتاج بطريقة أوتوماتيكية عبر برامج الذكاء الاصطناعي مهددة و كلها ستتأثر بشكل أو بآخر، فهناك مهن مهددة بالزوال و هناك من يجب أن تتكيف و أخرى وظائف جديدة سيتم إنشاءها بفضل الذكاء الاصطناعي.

فبالنسبة لمهنة الصحافة يقول أقدال أن الذكاء الاصطناعي تحدي أخلاقي من باب الأمانة العلمية لأن الذكاء الاصطناعي يمكنه كتابة مقال أحسن من الذي يحرره الصحفي، كما سيطرح تحدي الرقابة داخل المؤسسات الصحفية لمعرفة إن كتبه إنسان أم استعان بالذكاء الاصطناعي قد تكون هناك أدوات تساعد في هذا المجال و قد تدخل في عمل المؤسسات الصحفية.

من بين تحديات أخرى -يضيف- هناك تحدي المصداقية فعندما يستعين الصحفي بالذكاء الاصطناعي للحصول على معلومات معينة هل هذه المعلومات صحيحة و ذات مصداقية أم العكس؟، قد تطرح تحدي الدخلاء أيضا فهناك أشخاص بعيدين عن عالم الصحافة يمكنهم لعب دور الصحفي باستعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي و العديد من التحديات فمن بين هذه التحديات يمكن للمؤسسات الصحفية و الإعلامية تتطلب أقل عدد من الصحفيين لأن مهام معينة يمكن إسنادها للذكاء الاصطناعي و الأمر ليس مرتبط بالصحافة فقط فكل المجالات و المهن معنية بدخول الذكاء الاصطناعي إلى يومياتها.

 و هذا السياق يذكر الخبير أن قضية المصداقية و التحلي بالموضوعية أمر صعب جدا أن يكون متوفر في الذكاء الاصطناعي لأنها هي مجموعة برامج تتغذى على معطيات معينة في اتجاه معين حسب المعطيات و التدريب و التعليم الذي تم إجراءه للذكاء الاصطناعي، و الكثير من المواضيع الحساسة و التي قد تلزم الصحفي بجزء معين الحيادية أو الموضوعية قد يعجز الذكاء الاصطناعي أن يكون بهذا المستوى من الحيادية و المصداقية و بالتالي وجب دائما أخذ طبيعة المواضيع التي يعالجها الذكاء الاصطناعي و إدراك أن هذا البرنامج ليس موضوعي و هو مرتبط بمن برمجه و طبيعة المعلومات و التعليم الذي تم برمجته.

مواكبة الصحفيين لتقنيات الذكاء الاصطناعي.. أمر حتمي

بخصوص متابعة الصحفيين لمجال الذكاء الاصطناعي يتوقع ذات الخبير أن الموضوع ليس اختياري فعلى كل صحفي أن يواكب هاته الموجة و تعلم مختلف أدوات الذكاء الاصطناعي خصوصاً التي قد تكون مواجهة لعالم الصحافة  لأن chatt gpt ليس هو الأداة الوحيدة للذكاء الاصطناعي، و الصحفي مدعوا للاطلاع على كل ما يكتب في عالم الصحافة قد يكون عبر دورات تدريبية و المطالعة و الاتصال بأخصائيين فهو واقع، و مع الوقت سيكون اختلاف في المستوى والمعلومات وحتى طبيعة المواضيع المعالجة بين الصحفي الذي يتحكم في الذكاء الاصطناعي و صحفي آخر لا يتحكم فيه، لذا الأصل على كل المؤسسات الصحفية أن تدرس كيفية التأقلم و التكيف مع مجال الذكاء الاصطناعي و دخوله عالم الصحافة، كما قد يستلزم الأمر-يتابع أقدال-حتى استثمارات في أدوات معينة و تكوينات و اشتراكات في مواقع معينة متخصصة و دورات تدريبية فالأمر ليس خيار بل مع الوقت سيصبح حتمي.

الخبير قرار "رجال القانون أمام معضلة كبيرة حول حدود استعمال الذكاء الاصطناعي"

في سياق مغاير، عرف الدكتور يونس قرار مستشار في مجال تكنولوجيات الإعلام ، أن الذكاء الاصطناعي  أجهزة و برامج تحاكي ما يقوم به الانسان و لكن في الكثير من الحالات يقوم بهذه الأعمال بطريقة أفضل و أدق من الإنسان، شهدنا روبوتات تقوم بأعمال يقوم بها الانسان ويمكنها أن تخلف الموظفين في بعض الورشات و المصانع و نشاطات أخرى حرجة بالنسبة للإنسان .

ففي مجال معالجة النصوص كتحليلها و ترجمتها و شرحها هي كلها لاحظنا مؤخرا مع chatt gpt، و ما نشرته بعض مكاتب الدراسات و تقارير عبر الانترنت بما يسمى بالمهن المهددة بالاختفاء نظرا لتطور هذا الذكاء الاصطناعي و هذه الأدوات التي أصبحت مشهورة.

نجد كذلك فيديوهات و أشرطة حول كيفية تحرير تقرير صحفي باستعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي أو لتطوير شريط فيديو هي كلها أمور تتطور أكثر فأكثر، في كل المجالات و تجعل المهنيين يعتمدون كثيرا على أدوات الذكاء الاصطناعي و هذه الأدوات تثري أكثر قاعدة بياناتها و تصبح وسيلة ناجعة يلجأ إليها المهنيين في مجالات مختلفة و تعطي نتائج تتحسن يوماً بعد يوم، فأمر بديهي أن بعض المهن ستختفي مثل المحامي و القاضي و المعلم و الطبيب و المترجم و السائق و غيرها من المهن، يكفي أن يرجع الإنسان إلى الإنترنت و يبحث عن المهن المهددة بالاختفاء نظرا لتطور الذكاء الاصطناعي سيجد الكثير منها.

 في ظل الانتشار الرهيب للخبر و السرقات العلمية التي بات يعاني منها الصحفيين، ركز الدكتور يونس قرار من الناحية القانونية على أن رجال القانون هم أمام معضلة كبيرة فلا بد من نقاش و دراسات لتحديد المسؤوليات للإنسان الذي يستعمل الذكاء الاصطناعي لأن الناس ستلجأ إليه كثيرا.

يجري ذلك أيضاً من الناحية الأخلاقية فمثلا بعض الشخصيات في العالم يطالبون بالتقليل من هذا التطور الرهيب للذكاء الاصطناعي لأن له خطورة كبيرة على الإنسانية و البشرية، هنا يقول الخبير قرار أنه " يجب متابعة ما تحدثه الحكومات و بعض المنظمات الدولية في هذا المجال لذلك نرى بعض التقارير و الدراسات التي ظهرت في العالم، و تحاول أن تشرح ماهي تحديات الذكاء الاصطناعي و كيف يمكن تحيين هذه القوانين لتأخذ بعين الاعتبار هذه التحديات الجديدة في كل المجالات لأنه يمس الكثير من المجالات" ، كما أشار إلى مثال السيارة الذكية التي تسيرلوحدها و يقع خلل فيها يسبب حادث مرور تخلف عنه وفاة شخص تقع فيها قضية جناية بسبب حادث المرور ، فهنا من يتحمل المسؤولية ؟ 

كما واصل حديثه بالقول "هذه المسؤوليات القانونية يجب أن تحدد و رجال القانون عليهم أن يسارعوا في معالجة هذه القضايا في أقرب وقت لحل هاته الإشكاليات و يبقى الفراغ القانوني يدخل الكثير من النشاطات في الفوضوية".

ذكر ذات الخبير أن الكثير من المنظمات الدولية و الحكومات تعمل في هذا المجال من بينها الاتحاد الدولي للاتصال و الاتحاد الاوروبي، و غيرها ينشطون لدراسة مثل هذه الإشكاليات، آملا أن تنشط بعض المنظمات الجزائرية في هذا المجال لأن الأمور تتطور بسرعة كبيرة جدا رغم أننا مستهلكين للذكاء الاصطناعي، لكن تبقى مسؤوليتنا كمستهلكين للتأقلم مع هذه التحديات الجديدة.

من جهة أخرى الأمر يتعلق أيضاً برجال الدين الذين لهم دور في هذا المجال من خلال التوعية وتحديد ما يدخل في إطار الغش من خلال تبني أمور لم يقم بها ذلك الشخص و لكن الحدود ما بين المحتوى المطور من طرف شخص و محتوى يتم الاستعانة به بالذكاء الاصطناعي و يتم تبنيه، هو أمر صعب لمعرفة حدود المهنية أو المصداقية، فعلى سبيل المثال عند إنجاز أطروحة و الاستعانة بأدوات و برمجيات الحساب و كتابة النص هو أمر طبيعي فهي أدوات و لكن حاليا الأمور أصبحت أخطر لأن المحتوى كله تتم صياغته بطريقة chatt gpt بدون تدخل الإنسان، العمل الكبير قامت به الآلة بكل دقة و بالرجوع إلى مئات الآلاف من المقالات و المحتويات  في الجزائر و العالم للخروج بمحتوى  بصيغة تذهل العقول، لذلك الإنسان يبقى مندهش حول كيف يمكن لآلة القيام بشريط فيديو أو كتاب يعالج حالة مرضية أو غيرها.

فمن ناحية المصداقية، يشدد يونس قرارعلى أن علماء الاجتماع و التربية و القانون عليهم أن يبينوا الحدود ما بين الإنسان الذي يستعين بهذه الادوات و يستخرج هذا المحتوى، هل لديه الشجاعة و الأمانة للقول أنه محتوى مقتبس من chatt gpt.

ضرورة تكوين الإعلاميين في استعمال التقنيات الحديثة 

عند التطرق بصفة خاصة لإشكالية موضوعنا يرى الخبير يونس قرار أن الإعلام له تحدي كبير يمس مستقبل مهنته و العمل الذي يقوم به، و يظن أن الإعلاميين الآن يجب أن يكون لديهم موقف من استعمال أدوات الذكاء الاصطناعي التي تهدد هذا التكوين، لهذا لابد على الأقل فتح نقاش بين الإعلاميين و طلبة الإعلام و مسؤولي المؤسسات القانونية مع رجال القانون و الشرع و علم الاجتماع لدراسة هذه الإشكاليات، و النظر حول إمكانية انتقال مهنة الإعلام من أشخاص محررين و مقديمي نشرة الأخبار و الحصص إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بثمن بسيط و الوصول إلى نفس النتيجة و المحتوى دون اللجوء إلى كل هذه المناصب الشغل، هذه الإشكاليات يجب أن تناقش و القول أنه كيف يمكن أن تساهم في معالجة هذه المعضلة و رفع هذا التحدي ؟

الآن من خلال هذا النقاش يجب التفكير في المرحلة الأولى حول كيفية تكوين هؤلاء الإعلاميين على استعمال أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين المردودية و المحتويات و غيرها، أما المرحلة الثانية كيف يمكن الاستعانة بهذه الأدوات مع المحافظة على أخلاقيات الإعلام  هذه الطريقة تجعل الإعلاميين يتأقلمون مع هذه الأدوات مع الاتفاق على أنها ليست كلها من طرف chatt gpt بل هناك بصمة من الإنسان في ذلك المقال أو الخبر و غيرها الأنواع الصحفية، من أجل تحقيق المصداقية و الأمانة العلمية و القول أن هذا المقال "تم الاستعانة به من المرجع و لكن الصياغة النهائية خاصة بالإنسان في حد ذاته".

كما دعا الشركات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي إلى التفكير في صياغة أدوات الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام لإعطاء أدوات ترشد المستهلك الإعلامي بأن هذه المادة التي طلبتها ليست له.

السعي للتأقلم مع أدوات الذكاء الاصطناعي مع ترك بصمة وإبداع الإعلامي  

 بخصوص استعمال الذكاء الاصطناعي في الصورة، عرج قرار أنه يمكن عن طريق الذكاء الاصطناعي صياغة صورة قريبة للمعنى الذي يريده، العمل الذي ستقوم به هذه المؤسسات المتخصصة يتم اقتراح الصورة من طرف الأداة و لكن الصياغة تتغير من طرف الإنسان هنا يصبح الذكاء الاصطناعي إلا متبني للصورة النهائية، و في الأخير يتم الخروج بتقرير نهائي ينتجه الذكاء الاصطناعي يقول فيه أن الصورة مفبركة و الذكاء الاصطناعي من أنتجها و لكن صياغة المحتوى فيها بصمة من الإنسان. 

و في ختام تصريحه لبركة نيوز قال الخبير يونس قرار أنها أمور صعب الفصل فيها، لأن الذكاء الاصطناعي تطور بسرعة كبيرة جدا و مسؤولي المؤسسات الإعلامية و الإعلاميين و المصورين و غيرهم يسعون وراء استعمال هذه الأدوات لتقليل النفقات واختصارالوقت للخروج بنتيجة مرضية و محتوى راقي، لهذا لابد من مواكبة هذه التطورات و محاولة التأقلم معها، لأنه من المستحيل محاربتها أو توقيفها لكن ضروري  مسايرتها لتبقى دائما بصمة الإنسان و إبداعه حاضر في كل عمل.

 داعياً الإعلاميين التعامل مع المؤسسات التي تقترح حلول الذكاء الاصطناعي لأخلقة هذه الأداة و من أجل الأمانة و المصداقية، أما برامج الذكاء الاصطناعي عليها تسجيل كل مستهلك طلب الاستعانة بها، هي تحديات كثيرة أمام الإنسان بصفة عامة و الإعلامي بصفة خاصة لابد للاعلامي التأقلم معها و مواكبتها.

نظرة متفائلة ونظرة متشائمة

من جهته يعتبر الخبير في الرقمنة رياض حميداني حول  أن آراء الخبراء  حول الموضوع تباينت ، مع تحليلات تذهب إلى ما هو أبعد من مجرد إلغاء الوظائف، قائلاً أن "العديد من الاقتصاديين يعتقدون أن تأثير الذكاء الاصطناعي لن يؤدي إلى تدمير هائل للوظائف، بل إلى تحول كبير في المهام داخل المهن وفقا لدراسة أجرتها منظمة العمل الدولية، فمن المرجح أن يكمل الذكاء الاصطناعي التوليدي الوظائف من خلال أتمتة مهام معينة، بدلا من استبدال العمال بالكامل، وتشير هذه الدراسة إلى أن ما يقرب 10 إلى 13% من الوظائف في جميع أنحاء العالم يمكن "تعزيزها" أو تحويلها، مما يفسح المجال أمام أنشطة أكثر تعقيدا.

و عن اختلاف الآراء حول خطورة تأثيرات الذكاء الاصطناعي على التوظيف فمن ناحية، يشير بعض الخبراء إلى أن معظم الوظائف لن تتأثر إلا جزئيًا، وأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحسن جودة العمل والإنتاجية، ومن ناحية أخرى لا تزال هناك مخاوف بشأن خطر الأتمتة، وخاصة بالنسبة للنساء، اللاتي يمكن أن يتأثرن بهذه التغييرات أكثر من الرجال.

على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يهدد بعض الوظائف، يشير حميداني إلى أنه يوفر أيضًا فرصًا للنمو وإعادة الابتكار المهني، ويتفق الخبراء على أن القدرة على التكيف والتعليم المستمر سيكونان عنصرين أساسيين في التعامل مع هذا المشهد المتطور ويجب على العمال الاستعداد لهذه التغييرات من خلال تطوير مهارات جديدة للاستفادة من المزايا التي يقدمها الذكاء الاصطناعي.

و في سياق متصل اعتبر أن الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا متزايد الأهمية في الصحافة الحديثة، حيث يغير الطرق التي يتم بها جمع الأخبار ومعالجتها ونشرها، و شرح جملة  من العوامل الرئيسية التي تجعل الذكاء الاصطناعي مهمًا في هذا المجال، مثل تدوين المقابلات ومراقبة موجزات الأخبار وفرز المعلومات، وهذا يوفر الوقت للصحفيين، مما يسمح لهم بالتركيز على الجوانب الأكثر إبداعًا وتحليلاً لعملهم، بالإضافة إلى تحسين الدقة والسرعة حيث يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي تحليل كميات كبيرة من البيانات بسرعة وإنشاء التقارير في الوقت المناسب بدقة، فعلى سبيل المثال، تستخدم وسائل الإعلام مثل نيويورك تايمز و واشنطن بوست الذكاء الاصطناعي لإدارة تعليقات القراء وتصفيتها، مما يؤدي إلى تحسين كفاءة التفاعلات وملاءمتها.

كما يمكن تعزيز أخلاقيات الصحافة حيث يمكن الذكاء الاصطناعي أيضًا الحفاظ على معايير أخلاقية عالية من خلال التحقق من المقالات بحثًا عن التحيز وضمان توازن التقارير، كما يمكن للأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تحديد الأصوات غير الممثلة واقتراح التحسينات، مع المساعدة في التحقق من الحقائق للحد من المعلومات الخاطئة.

الذكاء الاصطناعي ضروري في بيئة إعلامية دائمة التغيير 

من بين محاسن أخرى ذكرها لنا الخبير حميداني عن الذكاء الاصطناعي أنه يساعد الصحفيين على تتبع الاتجاهات الناشئة وتفسير البيانات المعقدة، وهو أمر ضروري في بيئة إعلامية دائمة التغيير حيث يمكن لنماذج الذكاء الاصطناعي إجراء إحالة مرجعية للبيانات لاكتشاف الإشارات الضعيفة، مما يسمح بتحديد أولويات المعلومات بشكل أفضل.

بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في إنشاء أفكار للمحتوى، وكتابة عناوين جذابة وحتى إنشاء مقاطع فيديو من النص، يتيح ذلك للصحفيين إنتاج محتوى أكثر تنوعًا وجاذبية، مع تحسين عملية الإنشاء.

و بالحديث عن دمج الذكاء الاصطناعي في الصحافة يوضح ذات الخبير أنه لا يحل محل دور الصحفيين، بل يغيره ويثريه ومن خلال استخدام هذه الأدوات بشكل أخلاقي ومسؤول، يستطيع الصحفيون تحسين جودة المعلومات وبناء ثقة الجمهور في وسائل الإعلام، تتطلب التحديات المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وخاصة من حيث التحيز والصدق، تدريبًا مستمرًا ويقظة أخلاقية من جانب المتخصصين في هذا القطاع.

و على صعيد آخر أشار محدثنا إلى أن الذكاء الاصطناعي أحدث تحولًا عميقًا في المشهد الإعلامي، ولكنه يطرح أيضًا تحديات عندما يتعلق الأمر بصحة المعلومات، مبرزا بعض الآليات التي تساعد على تمييز المحتوى الحقيقي عن المواد الملفقة في صناعة المعلومات.

حيث يجري تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمساعدة في التحقق من الحقائق من خلال الإسناد الترافقي للمطالبات مع مصادر موثوقة في الوقت الفعلي، كما يمكن لهذه الأدوات تحليل المحتوى وتحديد التناقضات أو التحيزات المحتملة، مما يساعد في الحفاظ على معايير أخلاقية عالية في الصحافة.

في الأخير لفت الخبير حميداني إلى أن دمج الذكاء الاصطناعي في العملية الصحفية لا يحل محل الصحفيين، ولكنه يساعدهم على العمل بكفاءة أكبر، يستخدم الصحفيون أدوات الذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام المتكررة مما يسمح لهم بالتركيز على التحقيق وسرد القصص، مع البقاء يقظين بشأن صحة المعلومات.

في حين أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهم في انتشار المعلومات الخاطئة، فإنه يقدم أيضًا حلولاً قوية لاكتشافها ومكافحتها، ومن خلال الجمع بين التكنولوجيا والتعليم والممارسات الأخلاقية، والتمييز بين الحقيقي والمصطنع.

تشير التوقعات إلى أن الذكاء الاصطناعي سيسهم في تحول قطاع الإعلام والصحافة بشكل كبير خلال السنوات القادمة.

لقد أثبت الصحفيون أنهم من بين الأوائل الذين تمكنوا من التغيّر والتكيّف في السنوات السابقة، والآن سيحتاجون بشكل خاص إلى قدرات الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تحديد المعلومات المضللة المتزايدة والأخبار المزيفة. 

إن الذكاء الاصطناعي لا يزال غير قادر على الشعور وتحمل المسؤولية واتخاذ القرارات الأخلاقية ووضع السياق والتدقيق وقراءة لغة الجسد ورواية القصص، وهي المهارات التي تشكل جوهر الصحافة كمهنة.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services