374
0
خبراء يناقشون دور الديبلوماسية الطاقوية للجزائر في تحقيق التوافقات بين الدول الأعضاء
ندوة الإذاعة الوطنية لمنتدى الدول المصدرة للغاز
في إطار التحضيرات للانطلاق في القمة السابعة لرؤساء دول و حكومات منتدى الدول المصدرة للغاز التي ستنعقد بالجزائر، احتضنت قاعة عيسى مسعودي بالإذاعة الجزائرية اليوم الأربعاء ندوة حول الديبلوماسية الطاقوية للجزائر و دورها في تحقيق التوافقات بين الدول الأعضاء في منتدى الدول المصدرة للغاز.
نزيهة سعودي
حيث تم فتح النقاش مع كل من الدكتور في الفكر السياسي و العلاقات الدولية رائد المصري و الخبير الطاقوي و نائب رئيس الأكاديمية الجزائرية للعلوم و التكنولوجيات المستدامة الباحث في سونطراك الدكتور محمد خوجة بحضور الصحافة الوطنية و إطارات الإذاعة و التلفزيون الجزائري.
و في هذا الصدد كشف الدكتور رائد المصري أنه في لحظات تاريخية و تقاطعات إقليمية و دولية حدث للجزائر التي أسست قاعدتها الإنتاجية على مستوى الغاز و الاقتصادي، ركزت على الدور الإقليمي الكبير لها و الدول المنتجة للغاز لتركز على وحدتها و قوتها الاقتصادية على أعلى مستوى خاصة أنها انتهت بشكل عملي من بناء قاعدتها الإنتاجية الاقتصادية الداخلية و حررتها من الهيمنة و البنود التي لها ثغرات و طورت من اقتصادها و زراعتها و انتقلت اليوم لتحدد على مستوى الغازي و الطاقوي ليكون لها دور مستقبلي هام و وازن على مستوى الإقليم و تشكل للنظام العالمي الذي يشهد في هذه المرحلة تخبطات كبيرة نتيجة عدم وجود تنظيم في إدارة العلاقات الدولية.
و أشار إلى أن هذه الدول و الممررات الغير آمنة هي في حالة تخبط و استنفار و تعديات و هذا ما يهدد الأمن و السلم الدوليين، و هو جزء أساسي من استراتيجية الجزائر التي عزمت أن تقوم بهذه المبادرة مع مواكبة إعلامية و أكاديمية كبيرة من خبراء و متخصصين و بقاعدة إنتاجية قوية ممكن أن تبني من حولها حاضنة كبيرة من الدول لتمكينها من فرض رؤيتها على هذا المستوى بوجه كل الدول التي مارست الإمبريالية و نهب ثروات الشعوب.
و ذكر رائد المصري على أن الجزائر تؤكد على بناء اقتصادات قائمة على السيادة و الاستقلالية في اتخاذ القرارات الحرة داخل كل دولة و هو أمر مهم جدا لم يشهد مثله على مستوى العلاقات الدولية من عشرات السنين، لذلك يقول "نحن أمام سياسة ديبلوماسية واعدة و مهمة جدا و قاعدة تشريعية يجب أن تتبناها الأمم المتحدة بهذا المستوى".
و حول توحيد الديبلوماسية لتوحيد صف هذه الدول المنتجة و لتكون بعيدة عن تأثيرات القوة العظمى، أبرز ذات المتحدث أن الديبلوماسية خلقت من أجل وحدة التنسيق و أن لا تطغى الدول الكبرى على ثروات الدول الصغرى و هي مسألة بغاية الخطورة و الأهمية في نفس الوقت، قال بأن " السيادة للدولة في إدارة مواردها، فإذا ما توحدت هذه الدول العربية الوازنة و كانت لها الجرئة و القوة في طرح أفكار على مستوى العلاقات الدولية سيكون لها تحديد مصير هذا العالم المتشكل و النظام الإقلمي وفق رؤيتها"
و من جهته اعتبر الدكتور محمد خوجة أن الدول المصدرة للغاز مرغمة أن تتكاثف جهودها، و الجزائر اليوم كثالث دولة عالميا من ناحية الاحتياطات و الغاز الصخري هذا يعطي الغاز الطبيعي أثر جد معتبر بحكم أنه يمثل اليوم له أفق واسع يعتبر قوة لتتمكن الدول في الحوار بين المستهلك و إيجاد نقاط تبادل و تكامل من أجل حماية مصالح الدول المنتجة و المصدرة.
و في سياق متصل و حول مصير الدول المصدرين لأوروبا يشير الخبير الطاقوي أن اليوم وجود منشآت من أجل النقل و التمييع بالجزائر يضعها في الواجهة أنها من أهم الدول المصدرين للدول الأوروبية و مشاريع أخرى مستقبلية مع إيطاليا لمد خط آخر من الغاز و الهيدروجين، كل هذا يجعلها مورد موثوق و آمن من أجل استغلال موارده الطاقوية و تمكنه من إمداد أوروبا بطاقة آمنة و نظيفة نظراً لقربها لمصادر البعث.
و بخصوص إذا كان إمداد الغاز نقطة قوة لدول المنتدى يقول الباحث محمد خوجة أن اليوم لا يمكن أن تقطع إمداداتها لأن إقتصاداتها متعلقة جدا بالمحروقات سواء البترول أو الغاز، الفكرة بعيدة ربما مستقبلا نعم أفق 2040 إذا كانت طاقات نظيفة مثل طاقات الشمس و الرياح و الهيدروجين هذا سينقص من أثر الغاز و البترول في المزيج الطاقوي العلمي، و ربما اقتصادات الدول تكون أحسن و متعلقة بصناعة جديدة كالفلاحة أو السياحة في تلك الفترة يمكنها أن تفكر بقطع الإمدادات.