247
0
النميمة
الكاتبة نورهان هدايات صياد
في قديم الزمان كانت هناك قبيلتان، قبيلة من الأفاعي و قبيلة من البشر لقد كانت العلاقة حميمة جدا بينهما ، و لكن مستشار رئيس قبيلة الأفاعي أفسد العلاقة و قال للأخير: يا سيدي أليس من المفترض أننا الشعب الوحيد الذي يجب أن يعيش في هذه الأرض اقصد انه ليس من حق البشر أن يقتسموا معنا أرضنا فنحن الأجدر بها و التمتع كما أن البشر بإمكانهم أن يخلفوا الوعد الذي قطعوه لنا في أي وقت و ما أدرانا أنهم طيبون؟؟؟ .
فكر الحاكم جيدا بعد وسوسة المستشار له و قرر أن يقسم الأرض مناصفة بينهم وبين البشر فأصبحت قراراته لا تتخذ إلا بحرب مع بني البشر دام هذا لسنوات عدة و بعدها قرروا أخيرا عقد هدنة بين الأفاعي و البشر بشرط على كل منهما عدم تخطي الحدود الفاصلة بينهما، لكن كان هناك طفل واحدا كان يسعى لحل الخلاف بينهما فتخطى الحدود بشجاعة و حاول التكلم مع الأفاعي و إخبارهم أن يأتوا لأرضهم لأن مفاجأة تنتظرهم و خطته كانت واضحة وضوح الشمس فهي أن يأتي الأفاعي عند البشر و يثبتوا لهم أنهم طيبون .
غضب سكان بني جلدته منه لكنهم سرعان ما تناسوا الأمر بعدما عرفوا هدفه النبيل من ذلك، ففهموا و ساعدوه في تنفيذها استيقظ حاكم الأفاعي فلم يجد سكانه فكر و استنتج و علم أن هذا من تدبيرات البشر قرر شن حرب عليهم دون أن يفهم سبب ذلك، و لكن للأسف لم يجد حتى جيشه و تذكر أنه نقلهم للتدريب خارج البلاد فقرر أن يذهب هو و مستشاره و بعض الحراس إلى وادي البشر لكي يستفسروا عن الموضوع و هم متخوفون من هذه الخطوة التي قاموا بها، لكنهم كانوا مخطئين فالبشررحبوا بهم كثيرا و وجد شعبه من الأفاعي في قمة المرح و الفرح فنسوا الخلاف الذي بينهم و عرف حاكم الأفاعي أن مستشاره كان يخدعه طول هذه السنين فزجه في السجن جزاء ما فعله بالعلاقة الحميمة و عاد كل شيء كما كان سابقا.
و هذا كله بفضل ذلك الطفل الصغير الذي وحد بين الشعبين و عاشوا في سلام .