31
0
العرب وكأس العالم 2026 هل سيدعم إنجاز قطر في أمريكا...؟! الجزء "2"

بقلم مسعود قادري
وماذا عن دورة أمريكا ...؟
سأحاول بإذن الله، الانطلاق في تقديم نظرة موضوعية عن منتخباتنا السبعة المشاركة في الدورة الأمريكية، منطلقا من واقع كروي عالمي أساسه التساوي في الحظوظ مع التفاوت في الخبرة العامة والقدرات الفردية والجماعية والإمكانيات .
فقد صار متعارفا عن أهل الكرة أنه لا يمكن ان يصنف منتخبا يتأهل لكأس العالم بعد مشوار تنافسي كبير وعسير في التصفيات القارية بأنه منتخب ضعيف أولا يعد في حسابات المدربين، فسوء التقدير هذا سبب مشاكل عويصة لمنتخبات عالمية كبيرة وكاد أن يبعدها من المنافسة، بل لقد ذهب أبطال عديدون في منافسات سابقة ضحية سوء تقدير المنافس واعتباره ضعيفا لاحساب له.
لا أريد هنا تعداد المباريات التي وقع فيها الأقوياء في أخطاء سوء التقدير والتقليل من قيمة المنافس لآنها كثيرة، ففي دورة قطر الأخيرة أمثلة عديدة على ما نذهب إليه من نتائج كانت لصالح منتخبات ضعيفة، قلبت الطاولة على أبطال سابقين وهزمتهم ، السعودية مع الأرجنتين ، تونس ضد فرنسا ، اليابان مع المانيا والمغرب مع إسبانيا والبرتغال كرواتيا ضد العديد من المنتخبات الأوروبية القوية والأمثلة في تاريخ الكاس عديدة خاصة مع نهاية الهيمنة الأوروبية على "الفيفا" أواخر حقبة السبعينيات من القرن الماضي وإتاحة فرصة الحضور لمنتخبات أسيوية وإفريقية لتعرض قدراتها وتعبر عن إمكانياتها وتظهر مواهبها التي تملأ ملاعب العلم نشاطا وحيوية ،ولا تقل قيمتها الكروية عند كبار المدربين في الأندية العالمية.
العنابي سيحاول تحسين حضوره في الدورة
ننطلق في عرضنا هذا عن تصور شخصي لما يمكن للمنتخبات العربية السبعة أن تقدمه في القارة الأمريكية ودولها المنظمة الثلاث،من منتخب العنابي لقطر الذي يشارك لثاني مرة ضمن المجموعةالثانية المكونة من منتخبات تبدو عادية، كندا، سويسرا وملحق لم يعين بعد..، وبإمكان القطريين في رأيي أن لا يتنازلوا عن حقهم في هذه المجموعة وأن لا يدخلوا المنافسة وكأنهم الحلقة الضعيفة في الفوج بل سيكون في متناولهم التحاور دون رهبة مع أي منهم مع الشروع من الآن يفي التحضير على جبهتين ، الأولى في الإعداد النفسي والبدني لعناصر المنتخب والثانية المتابعة الدقيقة لكل ما يجري لدى المنافسين وما يملكونه كمن طاقة وأين تكمن فعاليته ونقاط ضعفهم في الخطوط الثلاثة .. .
فتجربة الدورة السابقة بالديار كفيلة بأن تعطي دفعا معنويا وإرادة قويتين لتحسين أداء اللاعبين، خاصة أنهم سيكونون خارج الديار ومتحررين من كل الضغوط.. ماقيل للقطرين عن التحضير لاأظن أن إطارهم التقني وبقية الأطر التقنية للمنتخبات العربي تجهل ذلك، بل إّن المنتخبات العالمية المهمة صارت تملك فرق متابعة علمية، تقنية، نفسية واستخباراتية ـ بالمعنى الرياضي دون السياسي والعسكريـ، تسهر على توفير كل المعلومات الضرورية، صغيرها وكبيرها، عن لاعبي المنتخب وكل ظروف وأحوال منافسيه وعناصرهم الفاعلة في الميدان ليكون الاستعداد كاملا، ويبقى الأمر بعدذلك للميدان وما يقدم فيه كل مدرب من تكتيك في اللعب والتغيير و...
أسود الأطلس: احترام المسار السابق . !؟.
في المجموعة الثالثة، أعتقد مع التحفظ للطواري وانقلابات الكرة أن اسود الأطلس سيمرون بسهولة إلى الدور الـ 32 مع البرازيل أمام اسكتلندا وهايتي .. فالمغاربة سبق لهم أن تفوقوا على إسكتلندا (3\0) في فرنسا 98 ، وهايتي منتخب غير معروف لكن يجب الحيطة دون الخوف منه ،خاصة أن المغاربة لهم رصيد وتاريخ جيد في نهائيات كأس العالم وهو الآن رابع منتخب في الترتيب العالمي حسب آخر منافسة بقطر ولا يحق لهم في نظر أنصارهم وكل المتتبعين للكرة العالمية أن ينزلوا إلى أقل من ذلك إن لم يصعدوا وهم أهل لها ..
مع ذلك حذار من الغرور فالكرة لها هداتنا ولا تخضع لقوانين الطبيعة أو للحسابات الدقيقة ، بل وضعهم الحالي يحسدون عليه لأنهم سيكونون هدفا لكل المنتخبات الطموحة الضعيفة والقوية على السواء وهو حال كل من يصعد القمة فيجد من يسعى بكل طاقاته ليكون خيرا منه أو ينزله عن قمته على الأقل ..هذا أمر لا يخفى على مدرب الأسود ولا على اللاعبين أنفسهم لكن الحذر مطلوب واليقظة واجبة فبلوغ القمة أسهل من البقاء فيها ..
نسور قرطاج في مجموعة قوية نسبيا
المجموعة السادسة التي تضم طواحين هولندا، الساموراي اليابانيين ونسور قرطاج مع النيوزلنديين ستكون مهمة النسور فيها صعبة، لكنها ليست مستحيلة بالنظر إلى الخبرة التونسية في نهائيات كأس العالم وآخرها في قطر حيث أوقعت بطل كأس العالم في موسكو ووصيف دورة قطر(فرنسا)، وتعادلت مع الدانمارك وخانها الحظ في المباراة الثالثة التي ضاعت منها بهدف يتيم.. هنا أقول أنه بإمكان التونسيين أن يحسنوا مسارهم ويرفعوا قليلا من مستوى حضورهم وهذا لايتطلب غير التحضير الجيد ومتابعة إعداد المنافسين لمعرفة مستوياتهم ومكوناتهم البشرية استعدادا لمواجهتها ميدانيا ..
حظوظ أم الدنيا في تخطى الدور الأول .
منتخب الفراعنة المنتمي للمجموعة السابعة مع كل من إيران، بلجيكا وملحق، له فرصة سانحة لتخطي الدور الأول باعتبار أن شياطين بلجيكا التي أبهرت العالم في دورة موسكو، تراجعت في الدورة السابقة ولعلها لم تحافظ على مكوناتها من النجوم التي لها القدرة على تكرار تجربة روسيا ، فالفراعنة بإمكانهم الاستفادة من خبرتهم الكبيرة وما يتوفرون عليه من نجوم أن يتخطوا الشياطين والإيرانيين وأن يسجلوا خطوة إلى الأمام في مسارهم الكروي بكأس العالم بكأس العالم في رابع مشاركة لهم في هذا المستوى..
الأخضر السعودي في وضع مريح ...؟
يبدو لي والله أعلم بالمستقبل وما يخبئه ، أن المنتخب العربي السعودي يكون في مجموعته الثامنة مع إسبانا ،الأرغواي والرأس الأخضر في وضع مريح مقارنة بغيره ، مع التحضير من منتخب الرأس الخضر الذي فاجأ الأفارقة في الدورة الأخيرة لكأ س الأمم الإفريقية ولعب أدوارا أساسية على حساب منتخبات كانت تقلل من شانه كمثل لدولة صغيرة في غرب القارة الإفريقية ، لكنه سمك قرش حقيقي ابتلع الكثير من المنتخبات الرئيسة في القارة وـاهله إلى نهائيات كأس العالم على حساب منتخبات قوية في القارة دليل على ما نذهب إليه ،كلامنا لا يعني إعطاء هذا المنتخب اكثر من حقه مقارنة بالأخضر السعودي الذي صار من رواد كأس العالم آسيويا وعربيا وله من التجربة و الطاقات البشرية ما يجعله في منأى عن كل المفاجآت غير السارة .
حقيقة المنتخبان الآخران، إسبانيا والأرغواي بطلان سابقان، لكنهما لم يبقيا على حالهما، فلعلهما يرتكزان على خبرتهما وتجربتهما التاريخية في الحضور والإعداد، لكن بقاء الحال من المحال والتاريخ القريب يبين لنا ماقع لهما في دورة قطر وما حققاه من نتائج لم تكن في مستوى سمعتهما التاريخية.
هذه المعطيات تجعل الأخضر السعودي يأخذ كل احتياطاته للاستفادة من الثغرات التي تظهر لدي المنافسين مع اتخاذ كل أسباب النجاح المادية والمعنوية، التحضيرية والاستخباراتية عن المنافسين وتحركاتهم في المرحلة الإعدادية للدورة..

