50
0
قادة الثورة كانوا يؤمنون بفكرة تسليح الثورة من العدو
خلال ندوة بيومية المجاهد

نظمت أمس الأربعاء جمعية مشعل الشهيد بالتعاون مع يومية المجاهد ندوة ضمن فعاليات منتدى المجاهد بعنوان: "تهريب الأسلحة من الثكنات الفرنسية والالتحاق بجيش التحرير الوطني"، بحضور حشد من المهتمين بتاريخ الثورة التحريرية وإطارات سامية في الدولة.
ذهبية عبدالقادر
خلال الندوة، قدم الباحث الصادق بخوش عرضا لتجربة الشهيد مصطفى خوجة الملقب بعلي خوجة، متتبعا نشأته فقد ولد في بلكور بالعاصمة في 21 جانفي 1933 وانتقلت أسرته إلى بن عكنون، حيث درس علي خوجة التعليم الابتدائي، ولم يطل به الأمز إذ طرد من التعليم لأسباب عنصرية لأنه لم يقبل الذل ، ليلتحق بمركز تكوين في المهن ثم نال شهادة خراط، ولما بلغ العشرين من العمر جند في صفوف الجيش الفرنسي لأداء بالخدمة العسكرية في صفوف الجيش الفرنسي على مدى 18 شهرا ، ثم عمل لمساعدة أسرته بعد وفاة والده.
المجاهد علي خوجة قائد الكوموندوس
وأشار الباحث بخوش إلى أنه بعد اندلاع ثورة أول نوفمبر 1954 أعيد استدعاؤه لمحاربة أشقائه المجاهدين وإلحاقه بثكنة لارسونال ببلكور برتبة عريف، إلا أن حسه الوطني دفعه إلى التواصل سرا مع قيادة المنطقة الرابعة التي كان على رإسها عمر أعمران، حيث راودته فكرة تسليح الثورة من العدو، فتمكن مع رفيقه من الفرار حامِلين أسلحة وذخيرة، وأخفياها في مستودع بالقصبة ثم التحق بجبال زبربر يوم 18 أكتوبر 1955.
حيث ألتقى بالقائد أوعمران الذي كلفه بتكوين فصيلة الكوموندو، وتمكن سريعا من تدريب أكثر من 30 مقاتلا مزودين بأسلحة جيدة وإرادة قوية، وشارك في مواجهات ضد قوات الاحتلال في المنطقة الرابعة، قبل أن تصبح الولاية الرابعة بعد انعقاد مؤتمر الصومام.
وأكد الباحث بخوش أنه في نفس الوقت ظهر قائد آخر شهيد هو"سي رابح" الذي تسمى الأخضرية باسمه ، وقد تنافسا كل في فصيلته من الكوموندو على القيام بعمليات جريئة أربكت القوات الخاصة الفرنسية بقيادة بيجار، وأشار نفس المتدخل إلى أن علي خوجة فكر بأن لا تبق عمليات الكوموندو في الجبال وحسب ، حيث قرر أن يوسع المواجهة العسكرية مع العدوفي المتيجة وذلك حتى لا تبقى حكرا على تواجد العدو، وقال المحاضر:" شكل علي خوجة فريقا من رجاله، وهم رجال النخبة (رجال الصاعقة) ونزل من جبال الزبربر إلى منطقة برج الكيفان حيث اكتشف العدو وجودهم قرب مزرعة (تابتي ) ودرات هناك معركة طاحنة استعمل فيها العدو كل أنواع الأسلحة ضد مجموعة الكوموندو وهكذا استشهد هذا البطل ولم يتجاوز ال24 سنة من عمره".
المجاهد عبد الرحمن بن سالم ..رفض المسؤوليات وعاد إلى الدوار
أما الشخصية الثانية التي تناولها المتدخل الصادق بخوش فهي عن المجاهد والقائد الفذ عبد الرحمن بن سالم في القاعدة الشرقية ، وأشار الباحث الصادق بخوش إلى انه تجند في القوات الفرنسية سنة 1942 لمقاتلة الألمان على ارض تونس ثم الجزائر ،ثم في ألمانيا بمنطقة شتوتغرات حيث أصيب في إحدى المعارك وتم أسره ولم يطلق سراحه إلا في 1945 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، وقال المحاضر :" ونظرا لكفاءته كواحد من كبا ر الرماة مع رفاقه من الجزائريين ومن شمال إفريقيا وكل إفريقيا أرسل إلى الحرب الصينية في الفيتنام ، وشارك في معركة "ديان بيان فو" في أوت 1954 ،حيث أصيب واسر، وقد هزمت فرنسا على يد الفيتناميين بقيادة الجنرال جياب ،وبعد أن أطلق سراحه اندلعت ثورة التحرير في الجزائر فجاءت به القوات الفرنسية ليكون في صفوفها لمقاتلة أشقائه، وأرسلته أولا إلى الاوراس ثم الرغاية ثم إلى منطقة سوق أهراس في إحدى الثكنات الكبرى مابين سوق أهراس المدينة وسدراته في منطقة معزولة تسمى"بطيحة" وقد لا حظ بن سالم هو ورفاقه وكان قائد كتيبة من الرماة الجزائريين في الجيش الفرنسي كيف كان يتعامل المحتل مع المواطنين العزل من قتل واحتقار وتدمير وظلم الأمر الذي أثر فيه فبدأ يخطط للفرار بالتنسيق مع رفيقه محمد عواشرية".
مؤكدا أن المجاهد عبد الرحمن بن سالم كان هو الأخر مثل المجاهد علي خوجة يؤمن بفكرة تسليح الثورة من العدو، فبعد اتصالات سرية مع طلائع المجاهدين في القاعدة الشرقية خططوا للفرار بحكمة ودقة استطاعوا أن يقتلوا أربعة قادة كبار من العسكريين الفرنسيين في الثكنة واستولوا على أكثر من 300 سلاح عسكري متنوع وكميات هائلة من الذخيرة تم نقلها على ظهور البغال نحو مراكز المجاهدين ،وقال المحاضر :" ولما تفطنت قوات العدو لهذه العملية لاحقتهم بكل أنواع الأسلحة جوا وبرا ودامت تلك المعركة قرابة يومين ، ولما فشلت قوات العدو في القضاء عليهم ،انتقمت من المواطنين فاغتال 100مواطن بين أعزل من الأسر ، وهكذا واصل عبد الرحمن بن سالم جهاده ضمن كتائب جيش التحرير وقاد المنطقة الشمالية للقاعدة الشرقية، "، وأشار الباحث الصادق بخوش في نهاية مداخلته إلى أن المجاهد عبد الرحمن بن سالم بعد استقلال الجزائر انسحب وعاد على الدوار ورفض المسؤوليات وساعد أبناء الشهداء ،وترك فيلاته لأسرة من الشهداء، وأكد أنه في يوم 9 أكتوبر 1980 بينما كان مع فريق من التلفزيون يشرح للصحفيين ملابسات إحدى المعارك التي قادها في الجبال ، تذكر جنوده الذين إستشهدوا في مواقع مختلفة فأصيب بحاله هسترية وراح يناديهم بأسمائهم ، وهو الأمر الذي حير الحاضرين ولم يطل به المقام إذ أصيب بسكتة قلبية وهكذا فاضت روحه إلى مولاه".
بطولة المجاهد الطاهر زوبير في تسليح الثورة
من جهته تناول الباحث والصحفي عمار بلخوجة في مداخلته مسيرة المجاهد الطاهر زوبير في المنطقة الخامسة التاريخية وأشار إلى أنه قام بعمل مماثل مع رفقائه حيث استطاع أن يفر من القوات الفرنسية حاملا أسلحة كثيرة ومعه العديد من الجنود والتحق بالولاية الخامسة ، مشيرا إلى أن المناضل هنري مايو(1928-1956)جزائري المولد وقد تعاطف مع ثورة التحرير و مع الشعب الجزائري الذي رزخ تحت الإحتلا ل الفرنسي وسياسته القائمة على التمييز العنصري و الظلم الاجتماعي والسياسي فثارت ثائرته ، وهو برتبة ملازم في جيش المحتل ،فتمرد على هذه الأوضاع أللإنسانية ، وأكد المحاضر على أن المناضل هنري مايو لما تعاون مع المجاهدين الجزائريين وساند الثورة الجزائرية إتهم بالخيانة فقال :"أنه لست خائن وهذه الحركة ليست باسم الدين ولا من اجل العرق إننا كمناضلين نحاول تحطيم النظام الإستعماري".