اشرف وزير الشباب مكلف بالمجلس الأعلى للشباب مصطفى حيداوي، اليوم السبت، على مستوى محطة الحج بمطار الجزائر هواري بومدين، على مراسم استقبال أول وفد من أبناء الجالية، وهذا بحضور سفيان شايب، كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية، مكلّف بالجالية الوطنية بالخارج.

شروق طالب 

وبالمناسبة، أوضح حيداوي، بأن مبادرة اشراك أطفال الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج ضمن المخيمات الصيفية، تأتي تنفيذاً لرؤية رئيس الجمهورية الشاملة، التي تهدف إلى تعزيز الترابط الوطني بين أبناء الجزائر داخل الوطن وخارجه.

وأضاف حيداوي بأنه حسب تعليمات رئيس الجمهورية، القاضية بتخصيص حصة قدرها 2000 طفل من أبناء الجالية المشاركة في المخيمات الصيفية، تم استقبال اليوم فوجين من أطفال الجالية المقيمة في فرنسا، يضم كل فوج 77 طفل. 

وأوضح حيداوي أن تجميع قوائم المشاركين كان بالتنسيق مع مسجد باريس الكبير، الذي قام بتقسيمهم إلى فوجين، كل فوج يضم 1000 طفل، مؤكداً أنه على المستوى المحلي تكفل قطاع الشباب بالإعداد الكامل للمخيمات الصيفية، بالتعاون مع مختلف القطاعات على غرار قطاع النقل، قطاع الطاقة المتمثل في شركة سونطراك، الوكالة الوطنية لتسلية الشباب، فضلا عن مطار هواري بومدين، الذي ساهم في تسهيل إجراءات النقل والاستقبال. 

كما أشار حيداوي أن المراكز الصيفية التي ستستقبل الأطفال معدة بجميع الموارد البشرية والمادية، والتي ستكون على مستوى 7 ولايات، على غرار الجزائر العاصمة، جيجل، بجاية، بومرداس، المستغانم، وعين تموشنت، مشيرًا إلى أن كل فوج سيقضي 12 يومًا.

انشطة متنوعة لتعزيز المهارات

وفيما يخص البرنامج، أكد حيداوي بأنه يشمل أنشطة متنوعة تهدف إلى تعزيز مختلف المهارات، لاسيما المهارات الأساسية التي تتمثل في مهارة القيادة، مهارة التواصل والحوار، الاعتماد على النفس، فضلا عن تعزيز قيم المواطنة، والانتماء، والمقولاتية، ضمن ورشات ثقافية وتعليمية ورياضية، بالإضافة إلى رحلات لاكتشاف التراث الجزائري والمناخ المحلي.

وعن هدف اشراك أبناء الجالية في المخيمات الصيفية، قال حيداوي "ان الهدف الأسمى هو تقوية الروابط بين أبناء الجالية وأشقائهم داخل الوطن، عبر التفاعل المباشر والأنشطة المشتركة، مما يساهم في تعزيز الروابط الوطنية والانتماء بين أطفال الجالية ووطنهم الأم، عبر حضورهم المباشر واحتكاكهم باقرانهم من الجزائر. 

ربط الناشئة بتاريخهم المجيد

من جانبه، أكد زويكري كمال مدير الوكالة الوطنية لتسيلة الشباب، بأنه في إطار الطبعة الثالثة على التوالي من البرنامج الوطني لاستقبال أبناء الجالية الجزائرية بالخارج، تم استقبال وفداً من أبناء الجالية الجزائرية بفرنسا، ضمن الدورة الأولى، في مبادرة تكرس قيم الوفاء والانتماء للوطن.

كما أشار زويكري إلى أن هذا البرنامج يُعد امتداداً لسلسلة من الدورات التي أطلقتها الدولة لتعزيز الروابط الثقافية والتاريخية بين الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج ووطنها الأم، إذ تم سابقاً استقبال أكثر من 32 ألف طفل من ولايات الجنوب عبر 14 ولاية ساحلية، بمعدل مركز إلى ثلاثة مراكز استقبال في كل ولاية.

بينما ستنطلق الدوة الثانية من هذه المبادرة في 26 جويلية إلى غاية 6 أوت، عبر مراكز اصطياف منتشرة بعدد من الولايات الساحلية، والتي ستستمر إلى غاية 7 سبتمبر.

وأضاف ذات المسؤول بأن الهدف من هذه المبادرة هو ربط الناشئة بتاريخهم المجيد وثقافتهم الوطنية، لاسيما ونحن نعيش أجواء الاحتفال بعيد الاستقلال والشباب، وذلك لغرس روح التضامن والتآخي بين أبناء الوطن الواحد، أينما وجدوا.  

من جهته صرح بغداد غزال، المكلف بالإعلام على مستوى مخيم بن باديس بسيدي فرج، أن اليوم يعتبر بمثابة حفل بهيج استقبل فيه أطفال الوطن اقرانهم من أبناء الجالية الجزائرية المقيمة في فرنسا، للمشاركة معنا في المخيمات الصيفية، تحت شعار هذه السنة "مخيمي فرصتي لاسموا"، وهي رسالة تؤكد أن الأطفال قد يتركون آثار أقدامهم على رمال البحر، لكنهم سيعودون محملين بالقيم والمعارف التي ترافقهم مدى الحياة.

وعن البرامج اليومية لأطفال المخيم، ذكر غزال بأنه يتنوع بين أنشطة بيداغوجية، ثقافية وتربوية، حيث ينطلق صباحاً بجلسات للسباحة والألعاب الشاطئية، فيما تُنظم مساء جولات سياحية وسهرات تنشيطية تعتمد على الألعاب الذهنية والورشات الهادفة، في جو ترفيهي منظم ومحضر له مسبقاً.

ترسيخ قيم المواطنة والوفاء 

ومن بين المحطات التربوية المميزة في البرنامج، زيارة متحف المجاهد، الذي يعرف الأطفال على حقب تاريخية مهمة من كفاح الشعب الجزائري، لترسيخ قيم الوطنية والاعتزاز بالهوية، فضلا عن زيارة المعالم التاريخية والسياحية والدينية كجامع الجزائر. 

وفي ذات السياق، أكد بن علية هشام مدير المخيم الصيفي، أن اليوم يتم استقبال أطفال الجالية لنقلهم إلى إقامة تربوية متميزة احتضنها المركز الصيفي بالكرمة، ولاية بومرداس، خلال الفترة الممتدة من 12 إلى 23 جويلية، بمشاركة 70 طفلًا.

وأبرز أن هذا المخيم الثري يضم مجموعة من النشاطات الثقافية، الترفيهية والتربوية، من أهمها تنظيم زيارات ميدانية إلى المعالم الأثرية والمتاحف كمتحف رومانية بولاية تيبازة، وذلك من أجل تعريف الأطفال بتاريخ الجزائر العريق وربطهم بجذورهم الحضارية.

وأضاف أن الأطفال سيشاركون في ورشات متنوعة في المسرح والرقص التعبيري، ومن بين المحطات البارزة ضمن هذا البرنامج، تنظيم زيارة معلم تيكجدة، والتي خصصت لاكتشاف العادات والتقاليد الأمازيغية، وذلك بهدف ترسيخ القيم والعادات الجزائرية لدى أطفال الجالية.