446

0

هستيريا الأولياء بضرورة نجاح أبنائهم ضغط نفسي مضاعف على التلميذ الراسب

 

" يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان" وهي المقولة التي تنطبق تماما على التلاميذ الراسبين في امتحانات نهاية التعليم المتوسط او الثانوي حيث غالبا ما يكون التوبيخ القاسي او العقاب نصيب التلاميذ الراسبين، ضغط نفسي من نوع آخر يمارسه الاولياء على إبنهم المتحصل على نتائج ضعيفة أو غير مقبولة في الاختبارات.

نسيمة الوافي

مع بدأ العد العكسي لظهور نتائج امتحانات شهادة التعليم المتوسط يعيش الأولياء ضغطا مضاعفا يحولونه دون قصد منهم او لا اراديا إلى أبنائهم دون ادراكهم لخطورة الموقف على نفسية أولادهم ، ما يدفع بهؤلاء إلى الهروب من المنزل او الانتحار هروبا من العقاب او من نظرة الخيبة التي تعلو وجوه أولياء أمورهم مع الخجل من نظرة المجتمع التي تنظر إلى التلميذ الراسب كإنسان فاشل .

هذا وتختلف أساليب العقاب من ولي أمر إلى آخر فهناك من يلجأ إلى حرمان ابنه من المتطلبات التي يحبها او يحتاجها كنوع من العقاب المادي او حرمانه من الاستمتاع بالعطلة نتيجة رسوبه ، وهناك من يعلي سقف العقاب إلى الضرب المبرح كالأم "سلوى" التي تتوعد ابنها بتلقي أسوأ انواع العقوبات في حال ما اذا فشل في نيل الشهادة ، وبسؤالها عن سبب هذا التهديد والوعيد لابنها قالت بأنها بذلت قصارى جهدها طوال السنة الدراسية لتؤمن لابنها كل متطلباته وحاجياته كونها سيدة مطلقة وهي من تتكفل بمصاريف ابنها لوحدها ما جعلها تعمل عملين منفصلين لتغطية مصاريف الدروس الخصوصية ، اذ تعتبر سلوى نجاح ابنها بمثابة حجر تضعه على الافواه التي تراهن على نجاحها في تربية ابنها وتعليمه حسبها ، تحد صريح رفعته لأشخاص معينين في حياتها غير آبهة للضغط النفسي او حجم المسؤولية التي القتها على عاتق ابنها فقط لإرضاء اوتخريص ابواق المجتمع.

الضغوطات النفسية التي يمارسها الاهالي على أبنائهم أثناء اجتيازهم للاختبار وبعده يعزز حسب الأطباء النفسانيين شعور الاحباط والاكتئاب لدى الطلاب خاصة إذا اخفقوا حيث يقول الدكتور عبد الرحمن أخصائي نفساني بجامعة بوزريعة ان العامل الرئيسي في هروب بعض التلاميذ من منازلهم او حتى تفكيرهم بالانتحار فور صدور نتائج الامتحانات سببه الخوف من ردة فعل الأولياء التي عادة ما تكون ردودا مبالغا فيها فالرسوب او الفشل في اجتياز امتحان ما رغم اهميته حسب الاخصائي لا يعني نهاية العالم او نهاية مشوار التلميذ الدراسي ، مؤكدا على ضرورة احتواء الابن وتشجيعه بعيدا عن سياسة الترهيب التي ينتهجها البعض مع ضرورة إخراج الطفل من دائرة الصراعات و الرهانات العائلية وحتى المجتمعية حتى يتمكن الطفل من عيش حياة طبيعية متوازنة .

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services