92

0

“حشد” تصدر رؤية شبابية جديدة: نحو استقلال يبدأ من الإنسان لا من الشعارات

بمناسبة يوم الإستقلال، كشفت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” عن ورقة رؤية شبابية جديدة أعدّتها المحامية والناشطة الحقوقية رنا هديب، بعنوان: “في ذكرى الإستقلال… رؤية شبابية نحو استقلال حقيقي: بين إرث النكبة وواقع ما بعد حرب غزة”.

قسم التحرير
وتقدم الورقة قراءة معمّقة للتحولات التي شهدها وعي الجيل الفلسطيني الشاب بعد النكبة والحروب المتتالية، خاصة حرب غزة (2023–2025)، مؤكدة أن مفهوم الإستقلال لم يعد مرتبطاً بالرموز بقدر ارتباطه بالعدالة والمساءلة وبناء الإنسان.

وتشير الورقة إلى مرور 77 عامًا على النكبة و37 عاماً على إعلان الإستقلال، بينما يبقى الإستقلال الفلسطيني “غائبا” في ظل إستمرار الإحتلال والانقسام السياسي الداخلي. كما توضح أن الجيل الشاب ورث النكبة “كرؤية ووعي”، تشكل عبر دورات من الفقد والحصار وانهيار منظومات الحماية خلال الحرب الأخيرة.

وتبرز الورقة أن الشباب باتوا ينظرون إلى الإستقلال باعتباره مشروعاً تراكميا يبدأ من الإنسان، ويقوم على تحريره من الإحتلال ومن الإستبداد والفساد والمحاصصة. وتنقل أن السؤال الأكثر ترديدا خلال الحرب لم يكن: “أين الدولة؟” بل: “هل ما زالت هناك دولة أصلا؟”.

وتستشهد الورقة باستطلاعات رأي تظهر فقدان أكثر من 80% من الشباب ثقتهم بالقيادة السياسية، ما يعكس عمق الأزمة الوطنية ويدفع نحو ضرورة إعادة بناء منظومة سياسية موحدة خاضعة للمساءلة، وتجديد الشرعيات، وصياغة مشروع وطني يعبر عن الإرادة الشعبية.

وتتناول الورقة المتغيرات النفسية والإجتماعية التي أصابت شباب غزة بعد الحرب، مشيرة إلى موجة مبادرات مدنية وريادية أطلقها الجيل الجديد رغم الدمار، من منصات التوثيق القانوني والدبلوماسية الرقمية، إلى حركات الإحتجاج على الفساد والمشاريع الإقتصادية الصغيرة.

وتطرح الورقة تصورا عمليا لبناء استقلال حقيقي قائم على دولة المؤسسات، والعدالة الانتقالية، والإقتصاد المنتج، والخطاب السياسي الحقوقي، وضمان مشاركة فعالة للشباب في صناعة القرار عبر آليات تمثيل واضحة.

كما تدعو إلى خطوات تنفيذية مباشرة، منها إنشاء منصة رؤية وطنية توحد المبادرات الشبابية، وإطلاق برنامج شبابي لإعادة الإعمار، والضغط لإجراء انتخابات عامة، وتشكيل فرق بحث للعدالة الانتقالية، وتعزيز قدرات الشباب في الدبلوماسية الرقمية.

واختتمت “حشد” بالتأكيد أن الورقة تعكس تحوّلا تاريخياً في وعي الجيل الفلسطيني الشاب، الذي بات يرى الإستقلال مشروعاً تحرريا طويل المدى، يبدأ من الإنسان ويحمي كرامته، معتبرة أن الشباب هو “الوارث الحقيقي” لمشروع التحرر الوطني، والطاقة القادرة على تحويل الألم إلى فعل وطني بناء.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services