12
0
"حشد" تكشفٌ مخرجات تقرير "عامان على حرب الإبادة الجماعية"

بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان واليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية، نظّمت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، صباح اليوم، مؤتمراً صحفياً أمام المستشفى الميداني للهلال الأحمر في ساحة السرايا بمدينة غزة، وذلك لعرض تقريرها الحقوقي الشامل: "عامان على حرب الإبادة الجماعية في غزة".
م.لعجال
جاء المؤتمر في وقت ما تزال غزة ترزح تحت أنقاض حرب وُصفت بأنها الأعنف والأوسع تدميراً في القرن الحادي والعشرين، وفي ظل ظروف شتوية قاسية تهدد حياة مئات آلاف النازحين المنتشرين في مختلف مناطق القطاع.
شهد المؤتمر حضوراً بارزاً لوسائل الإعلام المحلية والدولية، إلى جانب فريق الهيئة المشارك في إعداد التقرير، وعلى رأسه:
د. علي العطار عضو مجلس الإدارة، والمحامون والباحثون: رنا هديب، محمد سليم، أدهم المجدلاوي، لبنى ذيب، آلاء دواد، مجد أبو صفية، مهند جادالله، رمزي أبو عون.
وقدّمت المحامية رنا هديب – مديرة الدائرة القانونية والأبحاث – البيان الصحفي الذي تضمن أبرز مخرجات التقرير الحقوقي، مؤكدة أن الوثيقة تُعد إدانة مكتملة الأركان للاحتلال وتضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته القانونية والأخلاقية.
وكشف التقرير عن أرقام وصفها البيان بـ"الصادمة"، أبرزها 70,360 شهيداً، بينهم 20 ألف طفل و12,500 امرأة، إجمالي الضحايا بين شهيد وجريح ومفقود: نحو 260 ألف شخص، تهجير نحو 2 مليون فلسطيني (85% من سكان القطاع)، تدمير 500 ألف وحدة سكنية، سقاط 200 ألف طن من المتفجرات، أي عشرات أضعاف قنبلة هيروشيما.
كما وثق التقرير تدميراً شاملاً للبنى التحتية يشمل: 38 مستشفى، 670 مدرسة، 165 مؤسسة تعليمية، 835 مسجداً، 3 كنائس، 40 مقبرة، وظهور 7 مقابر جماعية جديدة
أما في القطاع الصحي، فقد أدى الانهيار الكامل للمنظومة الطبية إلى وفاة أكثر من 10 آلاف مريض نتيجة منع العلاج، بينهم 12,500 مريض سرطان. كما تعطلت 94% من المستشفيات، وانخفضت الأدوية الأساسية بنسبة 52%.
كما حذّر التقرير من تفاقم الوضع الإنساني، مشيراً إلى:
90% من سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
500 ألف شخص يعيشون مجاعة فعلية.
حصة الفرد من المياه: أقل من 3 لترات يومياً.
توقف الزراعة بنسبة 80% والصيد بنسبة 95%.
كما وثق التقرير استهداف الاحتلال للمساعدات الإنسانية:
مهاجمة 128 قافلة إغاثية
استشهاد 760 عامل إغاثة ومتطوعاً
منع دخول 300 ألف خيمة ومأوى متنقل
وذلك في وقت يقترب فيه المنخفض القطبي "بيرون"، الذي يهدد حياة مئات آلاف العائلات النازحة.
ورصدت الهيئة أيضاً انتهاكات واسعة في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر 2023، أبرزها:
1,119 شهيداً
12 ألف جريح
24,083 معتقلاً بينهم 1,600 طفل
تخصيص 2.7 مليار شيكل لبناء 17 مستوطنة جديدة
تهجير أكثر من 32 ألف فلسطيني
تنفيذ 450 اقتحاماً للمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح
كما وثقت استشهاد 110 أسرى تحت التعذيب، و 142 من الطواقم الطبية، و 257 صحفياً، إلى جانب اعتقال 362 من العاملين الصحيين.
ودعت المحامية رنا هديب إلى تحرك دولي فوري يشمل:
1. وقف العمليات العسكرية والإبادة في غزة والضفة.
2. فتح المعابر الإنسانية لإدخال الغذاء والدواء والإيواء.
3. توفير حماية دولية للمدنيين والأسرى.
4. إحالة الجرائم للمحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة المسؤولين.
5. تفعيل قرار مجلس الأمن 2803 لضمان الانسحاب من غزة ونشر قوة حماية دولية.
6. دعم إعادة الإعمار والإسراع بعقد مؤتمر دولي تحت إشراف عربي ودولي.
7. وقف الاستيطان والضم والتهجير القسري.
8. دعوة شعوب العالم لمواصلة التضامن والمقاطعة وحظر السلاح عن الاحتلال.
أعقب ذلك تقديم البيان باللغة الإنجليزية من قبل الباحث القانوني محمد سليم
اختُتم المؤتمر بتصريحات د. علي العطار الذي أكد أن الذكرى الـ77 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان "تفقد قيمتها الحقيقية إذا لم تُترجم إلى حماية فعلية للمدنيين في فلسطين"، مشدداً على أن حماية الفلسطينيين اليوم هي الاختبار الحقيقي لمصداقية النظام الدولي، وأن التأخير في التحرك يعني "مزيداً من الضحايا ومزيداً من الانهيار وفقدان الثقة بمنظومة حقوق الإنسان العالمية".

