476
0
حريق مقر القنصلية الجزائرية بسويسرا..يلهب مواقع التواصل الاجتماعي باستفسارات شرعية بريئة لجاليتنا!!
مصطفى محمد حابس- جينيف /
العربية و الغربية، فقد شب حريق مهول ليلة الثلاثاء الماضي في مقر القنصلية العامة الجزائرية في جنيف بسويسرا، دون تسجيل ضحايا بشرية - ولله الحمد -، ومع حرارة الصيف و عطلته، ألهب هذا الخبر مواقع التواصل الاجتماعي لجاليتنا في الخارج !!
و كنت أول من عالج هذا الخبر وكتب عنه بالعربية والفرنسية نقلا جريدة "20 دقيقة" السويسرية، صباح الثلاثاء، حيث أشرت الى أن الحريق الذي شب في مقر القنصلية العامة الجزائرية في جنيف بسويسرا، قد مر بسلامة، وقد تداولته عنا الوكالات والمجلات العربية خصوصا، و قد أخبرني أحد الصحافيين الجزائريين، رئيس تحرير، إحدى يوميتنا الوطنية، أن الخبر بغض النظر عن صحته، إلا أن بعض الزملاء في الجرائد الوطنية و المواقع رفضت أعادة نشره، لأن وزارة الخارجية الجزائرية، لم تصدر بعد بيانا في الموضوع !!
فتساءلت بكل عفوية و براءة، براءة الذئب من دم ابن يعقوب، مع هذا الاخ الفاضل، " وما دخل وزارة الخارجية الجزائرية في الموضوع"، هذا خبر عام متداول يخص جاليتنا في الخارج، ويهم قنصلية جزائرية بعينها في أوروبا و في إمكان أي مسؤول في القنصلية، وبجملة واحدة يوضح الأمر في بيان مقتضب تكميما للأفواه ، أما من جهتي فكل ما في الأمر أني كجزائري يغار على سمعة بلاده وأرض أجداده، وأعيش في هذه الديار الغربية المضيافة يعنيني الأمر قبل أي إعلامي أو كاتب آخر..
و قد تهاطلت علي في تلك الصبيحة الاتصالات الهاتفية من بعض الافاضل من دول عديدة، كأنني أنا القنصل أو السفير، لا لشيء إلا لأن جينيف عاصمة حقوق الإنسان الدولية ممثلة فيها كل الهيئات والسفارات، ولم نسمع في التاريخ الحديث أو القريب عن حرق أية سفارة أو قنصلية او أية تمثيليات دولية في سويسرا، و قد كتبت تحديدا الخبر كما وصلني بالفرنسية، دون أي تعليق مني أو تحليل إضافي لأني لست المحقق العدلي في الموضوع، كما أنه كان الاجدر بأي مسؤول في السفارة أو القنصلية التصريح عاجلا بما وقع بكل أريحية، كخبر عابر لتطمين جاليتنا، ولا يُترك بعد يوم أو يومين، لتفرخ فيه و تعشش التأويلات والتحليلات الصحيحة و المكذوبة أو المغرضة!!
ولكي أشرح أكثر للقارئ الكريم، وأنا أعرف المكان جيدا، كتبت حينها ما ترجمة نصه، التالي، تحت عنوان " حريق مهول في مقر القنصلية العامة الجزائرية بسويسرا"، موضحا، بقولي :
شبّ حريق في مقر القنصلية العامة الجزائرية في جنيف بسويسرا، البارحة ليلة الاثنين 12 إلى الثلاثاء 13 آب/أوت الجاري، دون تسجيل ضحايا بشرية حسب مركز الإعلام في قوات الحماية المدنية السويسرية بمدينة جنيف، التي هرعت للمكان في لحظاته الأولى، وقد تطلب الحريق استخدام أربعة شاحنات إطفاء في وقت واحد.
وانطلقت إثر ذلك صفارات الإنذار في المبنى الواقع على شارع لوزان في مدخل مدينة جنيف، ما استدعى التدخل السريع لقوات الإطفاء والإنقاذ السويسرية، كعادتها، في مثل هذه الحالات.
ووفق ما ذكر موقع جريدة "20 دقيقة" السويسرية، فإن النيران اشتعلت حوالي الساعة 1:30 صباحًا بالتوقيت المحلي، في مطبخ يقع في الطابق الأرضي من المبنى الذي يضم مقر القنصلية العامة الجزائرية بجنيف.
و نقلت مواقع الصحافة السويسرية المحلية و الدولية عن الملازم نيكولا ميلو الضابط في خدمة التدخل السريع، أن النيران كانت تخرج من النافذة المحاذية للشارع العمومي الرئيسي، مؤكدا أن "الحريق اندلع على مستوى مطبخ المبنى ، الموجود في الطابق الأرضي". و أضاف المتحدث للتلفزيون السويسري المحلي بقوله: "لقد قمنا بإجلاء شخصين كانا في الطابق الأول"، مضيفا في تقريره بقوله: " وبعد إطفاء الحريق الذي تطلب استخدام أربعة شاحنات إسعاف و15 رجل إطفاء محترف، تم فتح تحقيق لتحديد الأسباب الدقيقة وراء هذا الحادث !!"
طبعا لتحديد المسؤوليات سترجع العدالة للكاميرات العمومية في الشوارع المحاذية وكذا كاميرات القنصلية، لتحديد السبب المباشر لانطلاق النيران في مكان رسمي و يفترض أن تكون فيه وسائل وأدوات إلكترونية وتقنية لحماية المبنى التابع لهيئة رسمية لدولة ذات سيادة، قصد مقاومة أي نوع من الحرائق أو الكوارث الطبيعية أو التخريبية، لا قدر الله.
تأخر بيان القنصلية فتح باب التأويلات المغرضة و البريئة :
ولحسن الحظ، لم تسجل سوى أضرار مادية معتبرة في المبنى، علما أن البناية عتيقة وقديمة جدا من التراث السويسري العتيق، ولم يصب أحد بأذى - ولله الحمد - لا من العاملين في القنصلية ولا حتى من المارة، علما أن الشارع كان خاليا ليلا، فيما لم تصدر القنصلية العامة الجزائرية في جنيف أي بيان بشأن هذا الحادث الخطير، لأن بناية القنصلية منفردة ومستقلة عن سكنات و فيلات مجاورة تطل على بحيرة " ليمان" بجنيف، وهي أكبر البحيرات السويسرية قاطبة، كما هو معروف.
طبعا بعد هذا الحادث الأليم، سيكون لإدارة التأمين دور كبير في تقييم الخسائر المادية، كما سيكون لها القول الفصل في من يتولى دفع الفاتورة الباهظة، وحسب أحد الخبراء، إن كان خطأ بشريا من طرف عامل بالقنصلية أو قلة صيانة أو إهمال في المبنى أو عمل تخريبي خارجي، أو شيء من هذا القبيل، سيأخذ الوقت الطويل للتحقيق والبحث، لأن التأمين السويسري، كباقي الدول الغربية يأخذ الوقت اللازم و الكافي في أي نوع من أنواع الكوارث صغرى أو كبرى، خاصة الأمر مر بسلام دون ضحايا بشرية، أم الخسائر المادية فتعوض لكن ليس بسهولة، أي بعد تحقيق و تدقيق عميق، و أحيانا قد يغرم صاحب البناية إذا لم يأخذ بكل أنواع الحماية و السلامة و الصيانة المطلوبة في دورياتها المعروفة و المعلن عنها في القانون الدولي و المحلي ، كما يعرف ذلك بالتفصيل الممل من طرف العام الخاص في أوروبا ..
طبعا، مباشرة بعد نشر الخبر اعلاه، هبت تعليقات واستفسارات منها، خصوصا أن حدثني ديبلوماسي جزائري محترم من إحدى سفاراتنا بأوروبا، يقول لي بهدوء و رزانة :" ما هذا التسيب !! من أبجديات العمل الديبلوماسي عندنا، أن تسارع هيئاتنا في جنيف، أو العاصمة بارن، لإعلان الحادث و لو في جملتين، لسد كل أبواب الأبواق المغرضة التي نقراها الآن على الشبكة العنكبوتية من تحليلات المدونين في صفحات المواقع و الحسابات !!"..
القنصلية العامة الجزائرية بجنيف تُوضح و تطمئن !!
حقيقة لم تتحرك القنصلية وهيئاتها في جنيف، إلا كرد فعل متاخر و بعد أن فاض الكأس بين تعليقات الجزائريين في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث علق بعضهم أن الأمر يدخل في خانة " أملاك البايلك وعرق الشعب.. لا يهم" وآخر " لا تقلقونا فنحن في عطلة مدفوعة الأجر، طويلة الأمد " !! و غيرها ... لتستفيق القنصلية الجزائرية (بعد 48 ساعة من انتشار الخبر)، بعذر أقبح من ذنب، و تتناقله وسائل الإعلام الجزائرية ببرودة دم ودون تعاليق و لا تحاليل، معنونة ذلك بما يلي :
"القنصلية العامة الجزائرية بجنيف تُوضح بعد تسجيل حريق بمقرها"، شارحة الحادث على أن الأمر عاد ومتحكم فيه، علما أن الحريق كان مهولا فعلا، كما عنونت ذلك في مقالي أنف الذكر، و إلا ما تطلب إطفاءه استخدام أربعة شاحنات إسعاف، نعم 4 و ليس واحدة، و15 رجل إطفاء محترف !!
و " بعد ان طار الحمام" ، كما يقول المثل العربي، تأتي أبواق إعلامية في الجزائر، و التي كانت قد رفضت نشر الخبر، لتقول لنا أخيرا، نقلا عن موقع القنصلية، بعد 48 ساعة من الحريق، أو أكثر !! ، ما نصه :
" طمأنت القنصلية العامة الجزائرية بجنيف، الجالية الوطنية المقيمة بسويسرا حول الحريق الذي نشب في مقر القنصلية" .." وقالت القنصلية في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي : “ إن الحريق الذي تناولته بالأمس بعض وسائل الإعلام السويسرية، قد نشب جزئيا في ملحق تابع لمقر البعثة الدائمة للجزائر، لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف" !!
بين حريق مهول و " أضرار مادية محدودة" !!
وأشارت القنصلية في بيانها إلى أن الحريق لم يخلف إلا أضرارا مادية "محدودة"، كما أكدت أن " مصالحها تزاول نشاطاتها بصفة عادية، وتستمر في استقبال رعاياها وخدمتهم على النحو الذي يريحهم ويستجيب لانشغالاتهم" !!
" وتداولت وسائل إعلام سويسرية الثلاثاء، معلومات عن نشوب حريق في مطبخ بالطابق الأرضي في القنصلية العامة الجزائرية بجنيف، وأضافت أن رجال الإطفاء أخلو المبنى، دون تسجيل أي إصابات."
أما قول القنصلية " أضرارا محدودة "، فصورة الحريق المهول المتداولة نقلا عن الصحافة السويسرية " المحايدة" ، تغني عن أي تقزيم للكارثة، و تبين أن الحريق ليس بالحجم الذي تتكلم عليه قنصليتنا المحترمة، بل لاحظ عدد من الوطنيين الخلص المكان وفيهم حتى من قدم من مدن بعيدة لمعاينة الحدث المروع، في نفس اليوم، و لم ينتظروا بيان مبهم فاتر يأتيهم بعد يومين تقريبا من الكارثة !!
مكان الحدث :
أما الجملة التي ألهبت مواقع التواصل الاجتماعي لجاليتنا في الخارج، والتي قرأت على أنها ضحك على الأذقان، قولها في مقطع من بيانها :
" تأكد القنصلية أن مصالحها تزاول نشاطاتها بصفة عادية، وتستمر في استقبال رعاياها وخدمتهم على النحو الذي يريحهم ويستجيب لانشغالاتهم".
حيث علق بعضهم، " أن هواتف القنصلية لا ترد في وقت الدوام العادي، فما بالك في وقت العطل أو نشوب حادث كهذا" !!، و قد كتب جزائري آخر أنه تنقل" روحا و جسدا"، هو و أسرته لبعض الترتيبات الادارية: " ووجد الابواب مغلقة "، و اخذ صورة لنفسه أمام ركام الحريق، على الشارع الكبير !!
وهناك تعليقات أخرى، تصب كله في الموضوع، كتبت بأقلام عرب و بلغات عديدة حتى باللهجة الجزائرية، وفيهم من يتهكم و فيهم من يدعو بالسلامة للشعب و لبلد المليون و نصف شهيد.. و الحبل على الجرار، و لله في خلقه شؤون !!