953
0
حرية الصحافة... تضحيات يرسمها الاعلاميين بشجاعة
لطالما ارتبطت الصحافة بالحقيقة والشفافية في نقل الأخبار، فأصبحت مع مرور الوقت وتصاعد الأوضاع الدولية تقدم تضحيات جسام ترسمها أيادي الصحفيين لتقدم رسالة مفادها "أن الحقيقة لن تتغير والانتهاكات لن تستمر ما دامت الاخبار تصل لجميع دول العالم".
بثينة ناصري
ويحتفي العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة المصادف للثالث من شهر ماي من كل عام، والذي أعلنت عنه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993، ليكون فرصة للاحتفاء بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وتقييمها في كل أنحاء العالم، والدفاع عن وسائط الإعلام أمام الهجمات التي تشن على حريتها، والإشادة بالصحفيين الذين فقدوا أرواحهم في أثناء أداء واجبهم.
كما تنص المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن “لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية”.
نصوص قانونية وتعليمات وزارية تعزز حرية التعبير وتوجه الممارسة الاعلامية
عملت السلطات الجزائرية وفي مقدمتها وزارة الاتصال إلى ارساء قواعد قانونية جديدة توازن بين الحرية والمسؤولية وتتطابق مع أحكام الدستور والمعاهدات الدولية التي صادقت عليها الجزائر، والرامية إلى تعميم الوصول للمعلومات وهذا بالنظر إلى العولمة التي طغت على العالم فما كان للمنظومة الاعلامية إلا أن تحمي نفسها من أي أخبارٍ مغلوطة بتعزيز حق الصحفي في الوصول إلى المعلومة وحماية مصادره من خلال إقرار حقه في السر المهني وإلزام الهيئات بتسهيل ولوجه إليها.
ومن جهة اخرى لقي القانون العضوي الجديد للاعلام المصادقة عليه في البرلمان بغرفتيه رواجًا كبيرا واستحسانا لدى ممارسي المجال، معتبرين إياه منظف المهنة من أصحاب الاموال الذين استغلوا المجال الاعلامي مما جعلها تحت مقولة "مهنة من لا مهنة له"، وبهذا جرى القانون في طريق تكريس وعود رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بما يخدم متطلبات و مقومات الدولة الجزائرية.
فقي كل مرة يشدد وزير الاتصال محمد لعقاب على ضرورة تطوير عالم الصحافة في الجزائر تماشيا مع معايير ترقية جودة الخدمة الإعلامية وبناء خطاب إعلامي مسؤول، بالإضافة إلى ضمان شفافية تمويل وسائل الإعلام.
فيما أكد الوزير على ضرورة دخول المنظومة الاعلامية في التخصص وهذا من خلال تنظيمه لمختلف الدورات التكوينية للصحفيين وذلك اتباعا لنص القانون الذي يتضمن مادة واضحة وصريحة تتعلق بإلزامية التكوين بالنسبة للمؤسسات الإعلامية التي يتعين عليها وضع ميزانية خاصة بذلك.
شبه ممارسات اعلامية تعبر عن حقدها للجزائر
وعلى الصعيد الدولي فقد شهدت الجزائر في الايام الفارطة عدة اعتداءات وانتهاكات من طرف دول مجاورة بهدف المساس بالمنظومة الحكومية تحت مسمى حرية التعبير والديمقراطية وحقوق الإنسان، متناسين بذلك مواضيع أهم من محاولات فاشلة في سب وشتم دولة ذات تاريخ وسيادة ومواقف دولية مشرفة.
فكل هذه التصرفات و الممارسات التي ليس لها أية علاقة بالممارسة الاعلامية لم ولن تؤثر على دولة بحجم قارة، ولا يمكن للجزائر أن تنزل من مكانتها وتشغل نفسها بمثل هذه السلوكيات الغير مسؤولة، في ظل الأحداث الدولية التي تشهدها الدول العربية المستعمرة مثل القضية الفلسطينية والصحراء الغربية.
تضحيات الصحافة الفلسطينية .. عزيمة من فولاذ واصرار متواصل
وفي ذات السياق فقد لا يتناسى المجتمع العربي المسلم دور الصحافة النبيل في نقل الحقائق واخبار قطاع غزة المحتلة، فالانتهاكات والجرائم التي تعمد الاحتلال الاسرائيلي على ارتكابها كان للصحفيين الفلسطينيين أكبر حصة منها.
محاولات فاشلة للاحتلال في استهداف عدد لا يحصى من خدام القضية الفلسطينية كالصحفي "حمزه وائل حمدان الدحدوح، أكرم الشافعي، وائل رجب أبو فنونة، وسامر خليل أبو دقة" وغيرهم من المناضلين، فهؤلاء الشهداء ممن غرسوا بذرة الشجاعة والامل والعزيمة في نفوس البقية ليزدادو اصرار.
كما وصفت منظمة "مراسلون بلا حدود " قطاع غزة بـ "مقبرة الصحفيين "، حيث يتعمد الاحتلال ممارسة مختلف الانتهاكات في حقهم، فضلا عن التهجير والحصار المفروض عليهم، مؤكدة أن فلسطين باتت تشكل المكان الأكثر خطورة على حياة الصحفيين في العالم.
فيما قيدت الصحافة في غزة بشكل حاد، بما في ذلك منع صحفيين أجانب من الوصول بشكل مستقل إلى القطاع تحت وطأة الحرب الإسرائيلية المكثفة مع تكرار انقطاع الاتصالات ونقص الأغذية والوقود والمأوى.
ضريبة باهظة دفعها الصحفيون والإعلاميون الفلسطينيون في قطاع غزة لنقل حقيقة وحشية الاحتلال الذي حاول نقل روايته المضللة للعالم ليجد مبرر لارتكاب الكثير من المجازر ضد الشعب الفلسطيني.
في حين واصل الاحتلال الصهيوني استهداف العديد من المواقع عبر منصات التواصل الاجتماعي والتي تحمل محتوى فلسطيني بشكل عام ومحتوى إعلامي خاصة من خلال إغلاق مواقع وصفحات وحسابات لمؤسسات إعلامية او لإعلاميين بشكل دائم أو جزئي لفترة من الزمن.
وفي الأخير تحيي جريدة "بركة نيوز" جميع الصحفيين على أدائهم الاعلامي وآداء مهنتهم الشريفة، ووقفة إجلال وإكبار للصحفيين الفلسطينيين الذين يوثقون الجرائم الصهيونية ضد شعبهم الأعزل تحت وطأة القمع الصهيوني المتواصل الذي يوظف كل الأسلحة المحرمة دوليا ضدهم.