تتواصل في هذه الأثناء جهود فرق الحماية المدنية لإخماد الحريق المهول الذي اندلع في غابة الجعافرة بولاية برج بوعريريج وسط استنفار غير مسبوق لجميع الوسائل البشرية والمادية، ومشاركة واسعة لتشكيلات الدعم من ولايات مجاورة مع توزيع محكم للفرق حسب طبيعة التضاريس واتجاه الرياح.

ضياء الدين سعداوي

ألسنة اللهب تحاصر القرى... والأولوية لحماية السكان

بدأت الشرارة الأولى للحريق منتصف نهار أمس الاربعاء بمنطقة البوني التابعة لبلدية ثنية النصر، قبل أن تمتد بسرعة نحو بلدية الجعافرة بفعل الرياح الساخنة.

وقد حاصرت ألسنة اللهب العديد من القرى والمداشر وهددت الممتلكات والمنازل، مما استدعى إبعاد السكان بشكل وقائي وتعزيز الحماية في محيط النطاقات السكنية.

وأفاد بيان حديث للحماية المدنية أن الأولوية القصوى حاليًا تتمثل في حماية المواطنين والممتلكات والعمل على محاصرة ألسنة اللهب ومنع انتشارها نحو المناطق السكنية، في وقت تتقدم فيه الفرق نحو البؤر المشتعلة رغم الصعوبات الميدانية.

9 طائرات إطفاء وBE200 في الجوّ... ودعم من ولايات مجاورة

في واحدة من أكبر عمليات الإطفاء الجوية المسجلة بالمنطقة تم تسخير 09 طائرات إخماد من نوع AT802، مدعومة بـ طائرة BE200، في عمليات رش دقيقة ومركزة لتطويق الحريق الذي يمتد على مساحات غابية وعرة.

وقد عززت فرق الحماية المدنية من قدراتها بدعم الرتل المتنقل لولايتي المسيلة وبجاية إلى جانب الرتل المتنقل المحلي لولاية برج بوعريريج والمفرزة الجهوية لمكافحة حرائق الغابات من ولاية سطيف، تحت إشراف مباشر من المدير العام للحماية المدنية العقيد بوعلام بوغلاف ومدير تنظيم وتنسيق العمليات.

توزيع ميداني محكم واستراتيجية للتدخل السريع

أشارت الحماية المدنية في بيانها الجديد إلى أنه تم توزيع فرق التدخل ميدانيًا بشكل محكم مع الأخذ بعين الإعتبار طبيعة التضاريس واتجاه الرياح لضمان تدخل فعّال وسريع في كل بؤرة مشتعلة، خاصة في المناطق ذات الإنحدارات الوعرة أو المحيطة بالمساكن.

كما نصب مركز قيادة عملي بموقع الحريق لتنسيق التحركات الجوية والبرية وتسهيل اتخاذ القرارات الميدانية الحاسمة في الوقت الحقيقي، بما يتيح التدخل السريع في حال تغير الظروف المناخية أو توسع رقعة النيران.

الهلال الأحمر حاضر والرياح تزيد من تعقيد المهمة

إلى جانب الحماية المدنية تواجد ميدانيًا فرسان اللجنة الولائية للهلال الأحمر الجزائري ببرج بوعريريج لتقديم الدعم اللوجستي والمعنوي للفرق العاملة والسكان المتضررين في وقت لا تزال فيه قوة الرياح تمثل التحدي الأكبر حيث تسهم في تجدد الحريق وانتقاله بسرعة من موقع إلى آخر ما يصعب مهمة الإطفاء.

نداء إلى المواطنين من أجل اليقظة و التعاون

جددت السلطات المحلية دعوتها للمواطنين إلى توخي الحذر وعدم الإقتراب من بؤر الحريق أو عرقلة عمل الفرق المتدخلة مؤكدة أن التبليغ السريع عن أي اشتعال جديد يمثل مساهمة فعالة في إنقاذ الأرواح والممتلكات.

وتعد هذه الحرائق من بين الأضخم التي عرفتها جبال الجعافرة منذ سنوات من حيث الإنتشار والخطورة ما استدعى تعبئة وطنية واسعة لمواجهتها. وتبقى فرق الحماية المدنية، مدعومة بالسند الجوي واللوجستي في سباق مع الزمن لإخماد اللهب واستعادة السيطرة الكاملة على الوضع.