314
0
" مستشير" شركة ناشئة تدرج في بورصة الجزائر

عرفت السنوات الأخيرة إقبالا كبيرا نحو انشاء الشركات المصغرة والناشئة، وذلك بفضل المبادرات التي قامت بها الحكومة الجزائرية في هذا الميدان، لنلاحظ ظهور العديد من المشاريع المبتكرة تقدم حلول لمعظم المشكلات، من بين هذه الشركات الناشئة هي "مستشير".
شروق طالب
وفي هذا الصدد، كان لجريدة بركة نيوز لقاء مع خير الدين بولفعة رئيس الشركة الناشئة مستشير، البالغ من العمر 32 سنة، وهو طالب دكتوراه تخصص مقاولاتية، تحصل على رسالة الماستر في علوم التسير سنة 2017، حول آلية تفعيل بورصة الجزائر.
قام بإنشاء في بداية مسيرته العديد من الشركات التي لم تعرف النجاح الذي شهدته مستشير في سنة 2022، حيث اعتبرها بولفعة فكرة مميزة وفريدة من نوعها في الجزائر وكذا في الدول العربية.
استراتيجية منصة مستشير
وفي شرحه لفكرة "مستشير"، أوضح بولفعة بانها جاءت لمعالجة مشكل الاستشارة، وبالتالي تقديم الاستشارة على شكل معلومة من أصحاب الاختصاص، فضلا عن المساهمة في انتشار الثقافة الاستشارية.
ومنصة مستشير حسب بولفعة جمعت مختلف الكفاءات الجزائرية من خارج وداخل الوطن، والمعروفة في مجالها والتي يرغب الأشخاص في استشارتها، في مكان واحد عبر مكاتب استشارة إلكترونية، وهو ما يسهل كذلك لأي شخص من أي منطقة الوصول إلى المعلومة، بطريقة سلسلة تكمن في خطوتين وهما اختيار تخصص الاستشارة، ودفع ثمن الاستشارة إلكترونيا.
ومن أبرز الميادين التي توفرها مستشير، ذكر بولفعة بان المنصة تقدم استشارات في مختلف المجالات على غرار مجال المؤسسات الناشئة، المجال الصيدلاني، المجال الفلاحي، والمجال الصناعي، من طرف إداريين، محامين ومحاسبين.
وفيما يخص مداخيل شركة مستشير، كشف بولفعة بانها تنقسم إلى 5 مصادر دخل، أولها من الاستشارات، ثانيا من تطوير البرمجيات، ثالثا من تطوير التطبيقات الإلكترونية، رابعا من تطوير التكوينات حضوريا وعن بعد، وأخيرًا من مستشير أكاديمي.
أبرز مشاريع مستشير
وفي هذا الشأن، ذكر بولفعة بانها تتمثل في توسيع بعض مداخيل الشركة الى مشاريع مستقلة، ومن بينها "مستشير أكاديمي" وهو عبارة عن مجموعة من الدورات الإلكترونية عن بعد، بإمكان اي شخص تحميلها والاستفادة منها دون عناء التنقل.
خدمة إدارتي هي كذلك ضمن مشاريع مستشير، الموجهة للمقدمين على إنشاء شركاتهم الخاصة، حيث يتكون هذا المشروع من مجموعة من المحاسبين في المجال الإداري، مهمتهم هي تجهيز كل متطلبات الشركة الناشئة خاصة من الناحية الإدارية.
وأضاف بان العملية تكون عن طريق تقرب الزبون لمقر الشركة للقيام بتوكيل، وفي غضون 20 يوم بإمكان صاحب الشركة الانطلاق في اعماله، مشيرا على ان هذه الخدمة عرفت إقبال كبير من قبل الزبائن، حيث حققت في 6 أشهر الأولى من انطلاقها إنشاء 65 شركة.
توسع مستشير في بعض الدول العربية
و في هذا الجانب قال بولفعة كون امتلاك المنصة مستشرين يقيمون في دول الخليج هذا ما سمح باكتشاف اسواق هذه البلدان ومعرفة احتياجاتهم، حيث لاحظنا انه لا توجد منصة عربية تقدم نفس خدمات مستشير، ومن هنا كان التحدي هو اقتحام هذه الأسواق واستقطاب أكبر عدد ممكن من زبائن دول الخليج.
ولعل من بين العوامل التي جعلت مستشير ترغب في تقديم خدماتها في الأسواق العربية، هو تفاعل هذه الشعوب مع مثل هذه الخدمات، بفضل امتلاكهم الثقافة الاستشارية، بجانب القدرة على الاستهلاك وذلك بسبب سهولة الدفع الإلكترونيا.
وكشف ذات المتحدث، على ان بداية توسع مستشير في الدول العربية ستكون بسلطة عمان والامارات، إلا ان هذه الخطوة تحتاج إلى تمويل أكبر، ومن هنا جاءت فكرة دخول مستشير إلى بورصة الجزائر كخطوة تمر بها أي شركة ناشئة من جهة، ومن جهة أخرى لرفع رأس مالها.
مستشير أول شركة ناشئة تدرج في بورصة الجزائر
بجانب الأسباب التي ذكرت، أضاف بولفعة بان خطوة دخول مستشير إلى بورصة الجزائر تعكس كذلك مدى نضج بيئة العمل، فضلا عن المساهمة في رفع قيمة الأعمال الجزائرية، من خلال ابراز آفاق جديدة لتمويل أكثر نضجا، وعدم الاكتفاء فقط بمصادر التمويل المتعارف عليها كحاضنات الأعمال والشركات الكبرى.
وذكر بان هذا الادراج كان بعد مدة سنتين من انطلاق مستشير، وهو ما تسطيع فعله كذلك الشركات الأخرى كالشركات التي تجاوزت 5 سنوات، وذلك لأن البورصة هي بمثابة رئة اقتصاد البلد، وتداول أكبر عدد من الشركات فيها هذا ما سيسمح بخلق حركية أموال تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الوطني وقيمة العملة.
مؤكدا كون مستشير أول شركة ناشئة تدرج في البورصة أصبح دورها مهم في بيئة عمل الشركات الناشئة والإقتصاد المحلي.
بدايات مستشير والتحديات التي واجهتها
ولأن المؤسسة تنطلق بفكرة مبتكرة، فحسب بولفعة هو الإيمان بنجاح تلك الفكرة، وحبذا لو تجد أشخاص لديهم نفس الإيمان بهذه الفكرة كيونس وهشام، لأن البدايات تعرف بانها تكون بسيطة وبدون إمكانيات وتحتاج إلى بذل مجهودات أكبر.
وكحال اي شركة ناشئة تبدأ بالتمويل الشخصي من ثم رحلة البحث عن مستثمر وبعد الحصول على التمويل يبدأ الانطلاق الفعلي للمشروع، لكن سرعان ما تبدأ رحلة أخرى وهي إيجاد وتوظيف عمال، ومن هنا تظهر معظلة تخوف معضم الشباب من العمل في الشركات الناشئة ورغبتهم في العمل في كبرى الشركات خاصة أصحاب الكفاءة.
لهذا يقع على عاتق المؤسسين توفير بيئة عمل محفزة، بالإضافة إلى وضع هدف و رؤية واضحة لخطوات تطور المشروع.
هذا بجانب التحديات التي تواجه المؤسس، على مستوى التمويل، حيث تكون المداخيل في البداية قليلة ولا تغطي أقل التكاليف، بالإضافة إلى ان المؤسس لا يكون له دخل لمدة أشهر.
الدفع الإلكتروني هو كذلك من المعظلات التي عرفتها مستشير، حيث أوضح بولفعة بانه يعتبر من بين التحديات في الجزائر كونه يحتاج الى دراسة وبيئة التي هي في طور الإنجاز لكن تطورها يحصل بشكل بطيئ، مما أصبح عقبة أمام الشركات الناشئة.
لهذا اقترح ذات المتحدث، توفير بيئة ملائمة تسهل عمليات الدفع الإلكترونيا، بجانب توفير التجار هذا النوع من الدفع، للزبون يكون مجانا من قبل الهيئات المقدمة لهذه الخدمة، التي بدورها المساهمة في فرض هذا الدفع على المجتمع، باعتباره من ابرز المشكلات التي تعرقل تطور الشركات الناشئة بصفة عامة، أما على مستوى مستشير فتسببت في ضياع 10 آلاف من الاستشارات.
المؤسسات الناشئة من سنة 2020 إلى سنة 2030
منذ سنة 2020 حسب بولفعة، أي الخمس السنوات الأخيرة، شهدت نمو وتطور سريع بسبب توفر بيئة عمل الخاصة بإنشاء الشركات الناشئة، بفضل سياسية رئيس الجمهورية وتعيين وزارة مكلفة بالمؤسسات المصغرة والناشئة، بجانب سن قوانين وتشريعات.
لتشمل بعدها الجامعات الجزائرية التي تعتبر بأساس مكان الابتكار والإبداع وتكوين الطالب بفضل قرار 1275, بجانب إسهامات وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
أما بالنسبة الى توقعات سنة 2030، قال بولفعة بانها ستعرف تطور كبير في هذا الميدان، داعيا الكل باغتنام الفرصة الآن وإنشاء شركة ناشئة، وذلك حسب المستجدات الحالية فان السنوات القادمة مترقب ان تكون بيئة العمل أكثر تحفيزا.
كما دعا كل المسؤولين على مستوى الوزارات بوضع رؤية وخطة واضحة، من خلال تقييم إنجازات و هفوات هذه المرحلة وعلى هذا الأساس تحديد أهداف المرحلة القادمة.