230

0

حوار بين طبيب ألماني وطبيب مسلم بقلم الأستاذ قاسم الشاغوري

 

 

المقال المختار من مجلة منار الإسلام الشهرية  التي كانت تصدرهاوزارة العدل والشؤون الإسلامية بدولة الإمارات، وكانت توزع على أوسع نطاق. متنوعة برؤية متوازنة وثرية، وبإخرج فني رفيع . لكن للأسف الشديد جرفها التوجه الجديد ، وحذف أرشيفها من موقع الوزارة التابعة التي كانت تصدرها .

                                                                  °°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

منذ عدة سنين  عقد أطباء من أقطار كثيرة مؤتمرا طبيا في ألمانيا الغربية، للبحث في شؤون طبية وللمداولة ببعض الأمور ومعالجة الحوادث الناشئة عن بعض الأمراض والأدوية المكتشفة وغير ذلك من أمور مهنية .

وعقب جلسات المؤتمر، يخرج الأطباء من قاعة الاجتماع ليتحلقوا في البهو حلقات لتبادل الأحاديث وإجراء التعارف، والمداولة في الأبحاث والمقترحات التي بحثت واقترحت خلال المؤتمر .

وكان طبيبنا المسلم يجلس في إحدى الحلقات حيث الزملاء يتناولون بعض المشروبات المحرمة. و كان يبادلهم الأحاديث ويبحث معهم المقترحات دون أن يشاركهم في مشروبهم، والتفت إليه الدكتور الألماني يسأله : أراك يا دكتور لا تشاركنا في مشروبنا فهل هناك ما يمنعك عن المشروب صحيا؟ فتبسم الدكتور المسلم وقال :هناك ما يمنعني دينيا، وقال الدكتور الألماني : أ أنت محمدي؟ وأجابه الدكتور  بكل برود وبابتسامة خفيفة : أنا مسلم يا دكتور ولست محمديا، وقال الدكتور الألماني باستغراب : أنتم المسلمون أ تعبدون محمدا؟ فأجابه : لا يا دكتور نحن نعبد الله رب محمد صلى الله عليه وسلم، نعبد خالق محمد صلى الله عليه وسلم ، نحن نعبد الله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ، وما محمد إلا عبد من عبيد الله ، وقد أمره الله تعالى في القرآن الكريم أن يقول : ۞ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ ۚ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآب۞الرعد 36 . وخاطبه ربه قائلا : ۞قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ ۞الزمر 11 ، وأبلغه اللله تعالى أن يقول : ۞قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ۞الكهف 110، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه :" إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديدبمكة".

وقد اختاره الله تعالى من بين عباده وحمله رسالته إلى البشرية جمعاء، و رسالته التي حمله الله تعالى إياها هي القضاء على عبادة الأصنام والأوثان والأشخاص، والاقتصار على عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، وللقضاء على الجهالة والضلالة ورفع قيمة الإنسان، إذ أخبر الله تعالى تبيه قائلا :" ۞ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا۞ الإسراء 70، ليشعر البشر كافة أنهم إخوة لا فضل لأحد على أحد إلا بالعمل الذي يخدم فيه إخوته لأن الله تعالى قال : ۞ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ۞  الحجرات 10    يعني المؤمن أخو المؤمن ، والناس كلهم سواسية كأسنان المشط ... وأن كل من يخالف تعاليم الله تعالى ، يحاسب حسابا عسيرا ، حيث يبدأ في القبر بعد الموت ، وقد أخبرنا ربنا بواسطة نبيه قائلا  : ۞فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ۞ الزلزلة7 فعندما تقوم القيامة أي يوم الدينونة كما يصفه الإنجيل ، فيسأل كل إنسان عن عقيدته وأعماله، فإن كانت حسنة يساق إلى النعيم الأبدي، وإن كانت سيئة يساق إلى الجحيم.

وظهر التعجب والتساؤل على وجه الألماني ورفاقه، وقد سيطر عليهم الصمت ، ثم قال الألماني : إذا من هو الإله الذي تعبدونه؟ وما نوعه؟ وما شكله؟وأجاب الطبيب المسلم: إن الله  سبحانه وتعالى الذي نعبده نحن ونبينا وجميع الأنبياء والرسل ، هو  خالق الأرض  والسماء مكون الأكوان ، وأنه سبحانه وتعالى لا يوصف بشكل أو بلون ، أنه هو الذي سخر الشمس والقمر، وينزل من السماء ماء ليخرج به نبات الأرض، وهو الذي يصور المخلوقات بالأرحام ، وهو الذي يحي ويميت ، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار, ليس بجسم مصور، ولا بجوهر محدد ، وأنه لا يشبه بالأجسام، ولا يعتريه قصور ولا عجز، ولا تأخذه سنة ولا نوم ، أحد فرد صمد ، لم يلد ولم يولد ، وليس له شريك في الملك ، عالم لايعزب عن علمه مثقال ذرة ، محيط بالسماوات والأرض خالق الجنة والنار ، وعلى كل إنسان أن يؤمن به وبرسله الذين أرسلهم لتعليم الناس،ودلالتهم على ربهم لتطبيق أوامره والابتعاد عن نواهيه .

وقد كان كل رسول يرسل إلى أمته أو قومه أو قريته ، أما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد أرسله الله تعالى إلى الناس كافة ، وهو آخر الرسل ، ورسالته خاتمة الرسالات ، وشريعته ناسخة لكل الشرائع، وقد خاطب الله تعالى قائلا : ۞ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ۞ سبأ 28  ) وقال الطبيب الألماني : إذن ما علاقة السيد المسيح من مريم بالإله الخالق؟ قالوا لمريم : ۞يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا۞ مريم 28 وقال المسيح عليه السلام : ۞قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا، وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ۞ مريم30،31 .يقول عليه السلام : ۞وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ مريم 36 ، كما يقص علينا ربنا جل وعلا  فيقول  : ۞ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۖ هُوَ الْغَنِيُّ ۖ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَٰذَا ۚ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ۞  يونس 68 ، ثم يقول تعالى  : ۞مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ ۖ سُبْحَانَهُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ۞ مريم35    ، وَقَالَ الْمَسِيحُ  ۞يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ۞ المائدة 72.

أما ورد في الإنجيل الذي أخفاه عنكم رجال الكهنوت في الفصل 71 فقرة 6 فهو : فقال حينئذ يسوع ، ولعمر الله أني لست بقادر على غفران الخطايا ولا أحد آخر ، ولكن الله وحده يغفر ، ولكني كخادم لله أقدر أن أتوسل إليه لآجل خطايا الآخرين ، توسلت إليه لأجل هذا المريض وأني موقن بأن الله قد استجاب دعائي ، ولكي تعلموا الحق أقول لهذا الانسان ، باسم إله أبائنا إبراهيم وأبنائه قم معافى ، ولما قال يسوع هذا قام المريض معافى ومجد الله.

وورد في الفصل 72 من المقرر 8 إلى الفقرة 11 ما يلي : " ولا تضطرب قلوبكم ولا تخافوا لأني لست أنا الذي خلقكم بل الله الذي خلقكم يحميكم ، أما من خصوصي فأني أتيت لاهييء لرسول الله الذي سيأتي بخلاص للعالم،ولكن احذروا أن تغشوا لأنه سيأتي أنبياء كذبة كثيرون يأخذون كلامي ويبخسون انجيلي"ثم يقول في الفصل 70 فقرة 5، وفقرة 6، أجاب بطرس : إنك أنت ابن الله ، فغضب حينئذ يسوع وانتهره بغضب قائلا :" اذهب وانصرف عني لأنك أنت الشيطان، وتحاول أن تسيء إلي 7 . وهدد الأحد عشر قائلا : ويل لكم إذا صدقتم هذا لأني ظفرت بلعنة كبيرة من الله ... على كل من يصدق هذا 11، فبكى بطرس وقال يا سيد لقد تكلمت بغباوة فاضرع إلى الله أن يغفر لي .

وأصيب الطبيب الألماني بالذهول والشرود، والتفت هنا وهناك ثم قال لزميله المسلم قائلا :" اسمح لي يا دكتور أن أقول لك إن المسلمين مجرمون !!  وقال الطبيب المسلم لماذا؟

أجاب الطبيب الألماني بحماسة :أنتم مجرمون بحق الإنسانية ... أنت تقول : أن نبيكم حمل رسالة الله إلى البشرية بأسرها . وباعتباره بشرا فأنه سيموت وأنه قد مات ، فهل تموت الإنسانية بكاملها وإنها دائمة ما دامت الدنيا . أليس كذلك ؟  ، وإذا مات الرسول هل تموت الرسالة؟فالرسالة كما تقول للإنسانية بكاملها وأنها دائمة ما دامت الدنيا ، أليس كذلك ؟

قال الطبيب المسلم بلى :قال الطبيب الألماني : إذا يجب على اتباعه إيصال رسالته ونشرها وتعميمها على البشرية. وأنا شخصيا : إذا سئلت غدا كما تقول عن سؤال : أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم لم تصلني تفصيلا ، ولم أطلع عليها بحثا . ان أتباع محمد صلى الله عليه وسلم لم يبلغوني رسالته، ولم يدلوني على الطريق القويم ، فهم يشاركوني في التقصير .

وسكت الطبيب المسلم حيث لم يعد باستطاعته أن يقول شيئا أمام ذلك التقريع الذي صدر عن تفكير صادق وعن حفيقة واقعة .

هل أخطأ الطبيب الألماني ؟أقول : لا ؛ إنه لم يخطئ بل أنطقه الله تعالى بالصواب والواقع ، وأجرى على لسانه التأنيب للمسلمين ، وإذا وجدت بعض المبررات للكثير من المسلمين فإن المسؤولية الكبرى تقع على علماء المسلمين ومفكريهم ودعاتهم ، لأنهم هم المسؤولون بالدرجة الأولى عن نشر الرسالة والعمل على تعميمها .

لقد ترك المبشرون بيوتهم الأنيقة وحياتهم الرافهة وجاؤوا إلى أدغال إفريقيا يعيشون بين الوحوش والأفاعي ، ويتعرضون للحر والقر والجوع والعطش في سبيل تنصير شخص أو أكثر .لا شك أن ذلك الطبيب الألماني محق في دعواه ، والتقصير الكامل صادق على المسلمين حكومات ودعاة ، ويبرأ من ذلك التقصير جماعات وهبت نفسها لله ، وحاولت جهد ما تملك وما تعلم ...

لقد ذكر الدكتور عبد الحليم محمود رحمه الله شيخ الأزهر أنه عندما التحق بجامعة مونبلييه في فرنسا وجد الطلاب يدرسون لغات شتى من لغات أهل الأرض، في مساقات موازية لدراسة الللاهوت ، وعلوم الأكليروس النصراني ، ثم علوم النفس والفلسفة ... إلخ وعن طريق الصدفة سأله أحد الطلاب، لماذا لا تشترك معنا في دراسة لغة كذا؟ إن دارسها يتقاضى راتبا قدره كذا ، وهو بعد تخرجه يلتحق فورا بالعمل إرساله إلى جزر كذا بالمحيط الهادي .وكان هذا السؤال لما رآه الزميل من رقة حال الطالب المصري الأزهري الذي انقطعت عنه النفقة المحدودة التي يتلقاها من أهله  عندما كانت الحرب العالمية الثانية ناشبة، وأمسك الألمان بزمام فرنسا واحكموا قبضتهم عليها ، دون أن تمس جامعة مونبلييه يد ، لأنهم يعرفون لمن تعلم هذه الجامعة، ومن تعد ولماذا قامت . ولقد وفق الله فيما بعد الدكتور عبد الحليم محمود فيما بعد فأبلى بلاء حسنا في دفع تيارات خبيثة أرادت النيل من الأزهر .

مجلة منار الإسلام ،

العدد الأول ، السنة الثامنة

محرم 1402ه ـــ أكتوبر نوفمبر 1982

 المقال غني بالمعاني والقضايا التي تستحق توظيفها وإسقاطها على التطورات والواقع  والمستقبل العربي والإسلامي من زوايا عدة،على رأسها ثلاث قضايا هي : 1.واجب دعوة غير المسلمين { أمة الدعوة }للإسلام . 2. والإعداد العلمي المناسب لمن يتولون مهمة الدعوة بطريقة منظمة مخططة. 3. الدور المنوط بالدول الإسلامية في الموضوع  .

من البدهي أن تطورات كثيرة وجهود فردية وجماعية كثير ة حدثت بعد قصة المقال، أبرزها النموذج الفريد المتمثل في الطبيب الداعية الكويتي عبد الرحمن حمود السميط (1366 هـ / 15 أكتوبر 1947- 8 شوال 1434 هـ / 15 أغسطس 2013). رحمه الله تعالى ، الذي درس في جامعات كندا وكلية الملوك في بريطانيا والكويت ، وانقطع للدعوة في إفريقيا واسلم بحهوده 11 مليون في إفريقيا .

أريد أن أستفيد من المقال في طرح فكرة هي : توسيع مساحة استراتيجية توجهنا إفريقيا ، ليشمل لدراسة خطة دعوية في إفريقيا، نتجه بها إلى المدعويين بصنفيهم : نستهدف "أمة الإجابة" وهم إخواننا المسلمين الأفارقة، بدعمهم ببناء المساجد، والمدارس ومعاهد القرآنية بنمط معاصر نستلهم فيه نموذج معاهد التعليم الأصلي في السبعينيات ؛ يتضمن برامج تعليمية إسلامية برؤية أصيلة معاصرة و برامج معرفية تربوية اجتماعية وثقافية وسلوكية وأخلاقية حسب درجات مستويات ومراحل التعليم .

كما نستهدف "أمة الإجابة" وهم غير المسلمين بخطط دعوية مبنية على دراسات علمية تراعى فيه الإحاطة بديانات الأفارقة  وثقافاتهم ولغاتهم وخصائصهم الاجتماعية والنفسية والمداخل الدعوية المتنوعة. تنفذ هذه البرامج عن طريق الاتفاقيات الثنائية ، والديبلوماسية الروحية باعتبارها نوعا من الدبلوماسية الناعمة .

وتنشأ لهذا العمل الروحي العلمي الطموح هيئة إشراف وتنفيذ، تتبع مسجد الجزائر تضم وزارة الشؤون الدينية والمجلس الإسلامي الأعلى ، ولجان علمية من جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية وكليات  وأقسام العلوم الإسلامية  في الجامعات ، وعضوية كبرى الطرق الصوفية ذات الإمتداد الإفريقي العميق .

ويُفَعّل الوقف الإسلامي في تمويل المساجد والمنشآت والمعلمين والأساتذة  والدعاة، الذين ينتدبون لهذه المهمة الجليلة .

وهنا يجب أن يعاد لشعبة العلوم الإسلامية بالثانوي حقها  الشرعي والدستوري ، وتشجيع فتح أقسام العلوم الإسلامية بالجامعات ، لإعداد الأساتذة والباحثين لهذا المشروع العظيم.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services