255

0

الكاتب الفلسطيني حلمي أبو طه لبركة نيوز"لو لم أكن فلسطينيًا لتمنيت أن أكون جزائريًا، لأنكم كنتم دائمًا صوت الحق والكرامة"

 

أود أن أعبر عن خالص شكري وتقديري لكم على استضافتي في هذا اللقاء المباشر المميز، لقد كانت فرصة رائعة للتواصل مع جمهور عزيز على قلبي، خاصة في الجزائر الحبيبة التي أكنّ لها كل الحب والتقدير، ولولاية وهران تلك المدينة الساحرة، التي احتضنتني بمحبة ودفىء، فبادلتها الحب بصدق، شكرًا لكل شعب الجزائر الكرام على مشاعرهم الصادقة وترحيبهم الكبير بكل ما هو فلسطيني.

تشكلت هويتي الأدبية عبر مراحل زمنية متعاقبة، بدأت منذ المرحلة الإعدادية عندما طلب منا كتابة موضوع عن ذكرى المولد النبوي، حيث نال ما كتبت استحسان وإعجاب أستاذ اللغة العربية، مما شكّل دافعًا مبكرًا لدي.

وفي المرحلة الثانوية طلب منا أستاذ الجغرافيا كتابة بحث عن المشكلة السكانية، وعلى الرغم من اجتهادي، كانت علامتي أقل من المتوقع لأنني لم ألجأ إلى المراجع العلمية والنسخ الحرفي كغيري من الزملاء، وحين واجهته أوضح لي أن هدفه الأساسي كان تعليمنا القراءة والبحث العلمي، وهي تجربة تركت أثرًا عميقًا في توجهي البحثي.

وفي المرحلة الجامعية في جامعة السانية بوهران، اعتمدت الدراسة بشكل أساسي على البحث العلمي، مما ساهم في صقل مهاراتي البحثية، وفي السنة الرابعة بدأت أكتب ما يسمى شعر، ولا زلت أحتفظ بكل ما كتبت والتي لم أشاركها مع أحد حتى الآن.

بعد تأسيسي لـ"صالون حلمي الثقافي" عام (2015)، تفاعلت بشكل أعمق مع النخب المثقفة من خلال جلسات الصالون التي طالت كل مناحي الحياة، مما عمّق فهمي للواقع الفلسطيني وأبعاده السياسية والاجتماعية.

هذا التفاعل المستمر مع الواقع المعاش كان بمثابة وقود لصقل رؤيتي الأدبية، وأتاح لي التعبير بصدق عن الألم والأمل اللذين يرافقان مسيرتنا كشعب فلسطيني، وخلال مرحلة دراسة الماجستير، كان الدكتور حسن السعدوني، وهو من خريجي الجامعات الجزائرية، يشجعنا باستمرار على الكتابة، وقد لقي أغلب زملائي دعمه وإشادته.

ورغم أنني كنت الأفضل في كتابة البحوث الأكاديمية، ونلت تقدير الدكتور في هذا الجانب، فإنني كنت الوحيد تقريبًا الذي لم يكتب خارج إطار المتطلبات الأكاديمية. بعد إنهاء مرحلة الماجستير، بدأت أكتب وأنشر بشكل متقطع. وبعد انتهائي من كتابة أطروحة الدكتوراه، وجدت نفسي أكثر تفرغًا لمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت أعلّق على ما يُنشر هناك. شيئًا فشيئًا، وجدت نفسي أسترسل في الردود، وكأنني أمام بركان من الأفكار والمواضيع التي أحتاج للتعبير عنها.

   ما هي التحديات التي واجهتك ككاتب فلسطيني، وكيف تغلبت عليها في مسيرتك الأدبية؟

لا أرى التحديات كعوائق، بل أعتبرها فرص لتحويلها إلى نجاحات، أؤمن بأن كل تحدٍّ يحمل في طياته فرصة للتطور والنمو، وأن القدرة على التعامل مع التحديات بإيجابية تساعدني على تعزيز التصالح مع ذاتي ومع ما يحيط بي، بفضل هذا التصالح أستطيع تجاوز التحديات بثقة وإبداع، مما يمكنني من الاستمرار في مسيرتي بقوة وإصرار.

 هل يمكنك التحدث عن تأثير الثقافة الشعبية الفلسطينية على كتاباتك؟

أنا ابن رفح ومخيماتها، حيث عشت في بيئة متعددة الثقافات تجمع بين المتعلم والأمي، وتشمل أشخاصًا قدموا من مدن وقرى هجّرهم منها الاحتلال، لكل منهم ثقافته الخاصة التي نهلت منها، لقد تأثرت أيضًا بتراث جدي الحاج علي، الذي عاش في مدينة يافا ومارس التجارة فيها، مستفيدًا من بحر ثقافتها، فقد كانت يافا تُعدّ عاصمة الثقافة الفلسطينية.

جدي كان يستقبل الضيوف في "ديوانه"، وكنت أجلس معهم وأستمع إلى أحاديثهم، فتعلمت من تلك الحوارات الكثير، كما أنني من خلال "صالون حلمي الثقافي"، الذي نظمت فيه أكثر من (120) جلسة واستضفت خلاله ما يزيد عن خمسة آلاف شخص، تشكلت لدي رؤية أعمق تجاه الثقافة الشعبية الفلسطينية.

هذه الثقافة بمفرداتها من أمثال شعبية، أغاني، وقصص تُجسد الشجاعة، المعاناة، والأمل، أصبحت جزءًا لا يتجزأ من كتاباتي الأدبية، فأنا أستخدمها لإيصال صوت الشعب الفلسطيني ومعاناته بأسلوب أدبي يمزج بين الأصالة والحداثة.

 كيف تسهم في تعزيز الحوار الثقافي من خلال صالونك، وما هي الإنجازات التي تحققت حتى الآن؟

جاءت فكرة تأسيس "صالون حلمي الثقافي" من مجموعة من النخب المثقفة، شملت مفكرين وكتّابًا وشعراء وفنانين وأكاديميين وإعلاميين ورجال أعمال ورجال دين ورجال اصلاح. من الذين لاحظوا اهتمامي برعاية ودعم المواهب والفعاليات الوطنية والاجتماعية والانسانية. اقترحوا فكرة الصالون يكون منصة للحوار الثقافي المفتوح، وهم من اختاروا اسمه "صالون حلمي الثقافي".

اتفقنا على عقد جلسة شهرية يتخللها جلسات تحضيرية، لتكون مساحة للتفاعل بين مختلف الأطياف الثقافية والفكرية. يهدف الصالون إلى تعزيز الوعي الثقافي وتوحيد الجهود في مواجهة التحديات، ونشر ثقافة التفاهم بين الأجيال، حتى الآن نظمنا أكثر من (120) جلسة، جمعت بين كافة الاطياف الحزبية والانتماءات الفكرية، واستضفنا العديد من الفعاليات والأنشطة، إضافة إلى المسابقات الثقافية التي ساعدت في تبادل الأفكار وتوسيع دائرة الحوار البناء.

تعتبر هذه الإنجازات خطوة مهمة في تعزيز التواصل الثقافي والمجتمعي، وترسيخ القيم الثقافية الفلسطينية الأصيلة.

 ما هو الدور الذي تلعبه الفنون الأدبية في تعزيز الهوية الفلسطينية في صالونك الثقافي؟

تلعب الفنون الأدبية دورًا محوريًا في تعزيز الهوية الفلسطينية في "صالون حلمي الثقافي"، حيث نسعى من خلال جلساته إلى إحياء التراث الفلسطيني وتسليط الضوء على تجارب الشعب الفلسطيني وتاريخه الغني بالصمود والمقاومة.

نطرح في جلسات الصالون قضايا مجتمعية معاصرة ونربطها بالبعد الثقافي والتراثي، كما نستضيف مختصين ومثقفين يمتلكون فهمًا عميقًا لهذه القضايا، لضمان مناقشات ثرية تساهم في توثيق الرواية الفلسطينية بعيدًا عن التشويه والتزييف.

كما أن رواد الصالون هم من كتّاب وشعراء وفنانين واعلاميين وأكاديميين يعبرون عن الهوية الفلسطينية عبر الأدب والشعر والمسرح، مما يعزز الوعي الجمعي ويحافظ على الذاكرة الثقافية الفلسطينية.

كما نحرص على دعم المواهب الشابة، ونشجعهم على التعبير عن هويتهم وتراثهم من خلال الكتابة والإبداع، ما يعمّق انتماءهم الوطني ويجعل الفن وسيلة نضالية وثقافية للتعبير عن الذات والقضية. وبهذه الطريقة، أصبح "صالون حلمي الثقافي" فضاءً حيويًا للحوار الثقافي والإبداعي، يرسخ الهوية الفلسطينية ويحملها للأجيال القادمة، ويمنحها صوتًا متجددًا في مواجهة التحديات.

  كيف ترى التحولات الأخيرة في السياسة العربية تجاه القضية الفلسطينية، وما تأثيرها على مستقبل الصراع؟

تشهد السياسة العربية تجاه القضية الفلسطينية تحولات ملحوظة في السنوات الأخيرة، بعضها يعكس تراجعًا عن الدعم التقليدي، ما يزيد من شعور الإحباط لدى الفلسطينيين، خاصة في غزة،  ورغم ذلك تبقى القضية الفلسطينية حية في ضمير الشعوب العربية.

ويبقى الشعب الفلسطيني هو العامل الأهم في تحريك الصراع، وقادر على تحويل التحديات إلى فرص إذا توفرت وحدة الموقف ورؤية واضحة، كما أن المستقبل يتطلب استراتيجية متماسكة تستند إلى دعم شعبي ودولي، مع استمرار الجهود الدبلوماسية لتعزيز الرواية الفلسطينية ومواجهة التحديات بمرونة ووعي.

 ما هي رؤيتك لمستقبل الدولة الفلسطينية في ظل التغيرات الجيوسياسية الإقليمية والدولية؟

رغم التحديات الجيوسياسية الحالية، دعونا نفرق بين القضية الفلسطينية والدولة الفلسطينية.

فالقضية الفلسطينية ستظل قضية محورية في ضمير العرب والمجتمع الدولي، لذلك المستقبل يتطلب استراتيجيات فعّالة تركز على توحيد الشعب الفلسطيني وتعزيز موقفه في الساحة الدولية، مما يسهم في الضغط على المجتمع الدولي لتحقيق العدالة والحقوق المشروعة لفلسطين.

أما عن الدولة الفلسطينية، فلا أرى أنها ستكون واقعًا في ظل الصراع الإسرائيلي مع فلسطين، الذي يرفض تقاسم أراضي فلسطين لتشكيل دولتين، حيث لديهم عقيدة أن هذه الأرض لا تقبل القسمة على اثنين. وبالنظر إلى موازين القوى التي تحدث عنها القرآن الكريم، فإنهم ضمن مرحلة العلو الكبير الذي نشاهده بالعين من دعم عالمي. لذا نحن بحاجة إلى تكوين جبهة دبلوماسية قوية تستثمر التحولات الدولية والإقليمية لصالح الإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية، مع الحفاظ على التفاؤل بالحرية والاستقلال رغم كافة الصعوبات.

 كيف تعكس تجربة الأسرى الفلسطينيين واقع الصراع، وما الرسالة التي تود إيصالها للعالم حول قضيتهم؟

الأسرى هم قادة الشعب الفلسطيني، وهم من بدأوا الكفاح وهم جزء أصيل من هذا الشعب ورمز للصمود والتحدي،  تجربتهم تعكس الواقع المؤلم الذي نعيشه تحت الاحتلال، وما تشهده غزة اليوم هو نتيجة لما يعيشه الأسرى، فهم بالنسبة لأهالي غزة شرف وقلب الغزيين.

أما عن الرسالة التي أود إيصالها فقد كنت قد وجهتها ضمن رسالتي للرئيس الأمريكي، حيث قلت: "سيادة الرئيس، المشهد الذي أثار حفيظتكم، والمتمثل في الحالة الصحية للأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم يوم السبت (8 فبراير 2025)، يستدعي نظرة مماثلة نحو الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية.

كيف هي أحوالهم النفسية والصحية؟ سيادة الرئيس، الأسرى الفلسطينيون ليسوا بخير، فهم يعانون أشد المعاناة في سجون الاحتلال، خاصة تحت إدارة المتطرف إيتمار بن غفير، حيث يُذلون ويُجوعون، ويتعرضون للتعذيب والانتهاكات الجسدية والنفسية في ظل صمت عالمي مخزٍ. لذا فالأمر بسيط، سيادة الرئيس: هلا أتخذتم اليوم قرارًا بتشكيل لجنة طبية ونفسية متخصصة ومهنية للتحقيق في أوضاع الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، حتى تتجلى لكم الحقيقة كاملة؟".

وأود أن أضيف هنا أن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية أرض فقط بل هي قضية إنسانية تتطلب دعماً دولياً حقيقياً لإنهاء معاناة الأسرى وتحريرهم.

 ما هي الخطوات التي تعتقد أنه يجب اتخاذها لدعم حقوق الأسرى الفلسطينيين وتحسين ظروفهم؟

لدعم حقوق الأسرى وتحسين ظروفهم، يجب طرح قضيتهم في جلسات مجلس الأمن الدولي باعتبارها مسألة إنسانية، وضغط المجتمع الدولي على الاحتلال الإسرائيلي للامتثال للاتفاقيات الدولية.

ومن المهم توحيد الجهود الفلسطينية والعربية لرفع الوعي بحالة الأسرى وتوفير الدعم القانوني والإنساني لهم، مع استخدام المنابر الدولية لتعزيز الضغط على إسرائيل.

كما يجب توفير دعم قانوني متخصص لرفع القضايا أمام المحاكم الدولية، وتقديم الرعاية الصحية للأسرى الذين يعانون من سوء المعاملة وتعزيز التضامن الدولي عبر المنظمات الحقوقية لإجبار الدول على اتخاذ إجراءات ملموسة ضد إسرائيل.

 

 كيف أثرت البيئة الأكاديمية في الجزائر على مسيرتك الأدبية والعلمية وأسلوبك في الكتابة؟

البيئة الأكاديمية في الجزائر لعبت دورًا حيويًا في تشكيل مسيرتي الأدبية والعلمية وصقل أسلوبي في الكتابة والتحليل، تجربة الدراسة في كلية الحقوق والعلوم الإدارية غرست منهجية البحث العلمي والدقة في التحليل القانوني، مما انعكس على كتاباتي وأسلوبي في التعبير بعد ذلك.

بالإضافة إلى ذلك انخراطي في العمل النقابي الطلابي جعلني على تماس مباشر مع قضايا الطلبة والنضال من أجل حقوقهم، مما عزز قدرتي على التواصل والنقد البنّاء.

كما أن علاقتي الوثيقة بالقيادات الفلسطينية في تونس، دفعتني إلى الالتزام بالتفوق الأكاديمي والتثقيف المستمر لأكون على مستوى الحوارات والنقاشات مع هذه القامات الفكرية والسياسية، ما جعلني أسعى دائمًا لأن أكون مؤهلاً علميًا وثقافيًا، هذه التجارب مجتمعة منحتني منظورًا واسعًا وعمقًا أكبر في التفكير والتحليل.

 هل هناك تجارب معينة خلال دراستك في الجزائر كانت لها تأثير كبير على رؤيتك للأدب والسياسة؟

خلال دراستي في الجزائر، كان لثلاثة شخصيات بارزة تأثير كبير على رؤيتي للحياة بشكل عام وللأدب والسياسة خاصة.

الأولى ابن العم محمد عبد الجواد شريكي طوال فترة الدراسة بالمسكن فقد كان يدرس في معهد الاقتصاد في وهران وهو بمثابة أستاذ ومعلم لي وكان مرأتي التي تصحح لي المسار فله مني كل الاحترام والتقدير. والشخصية الثانية أيضاً ابن العم الدكتور مثقال أبو إبراهيم، الذي كان يدرس في ولاية مستغانم، كان دائم الدعم لي، ويمتلك ثقافة واسعة، وكان يكتب في الصحف الجزائرية تحت اسم مستعار (ولد الصادق الحسين طه)، كما كان أحد مؤسسي ورواد صالون حلمي الثقافي، وشخصًا قريبًا إلى قلبي ووجداني، ومن خلال منبركم الحر وخلال هذه الأيام المباركة ارجو من الله أن يرحمه رحمة واسعة وأن يسكنه فسيح جناته.

أما الشخصية الثالثة فهي قامة وهامة قل تكرارها من حيث الوطنية وقوة الشخصية واللباقة والقدرة على الكتابة والتحليل الدكتور عدلي صادق، وقد شغل منصب سفير للجزائر ودول أخرى، ويعدّ اليوم من أبرز الكتاب والمثقفين عالميًا. وبالمناسبة هو أسير سابق ورجل عصامي علمني الكثير، فهو يمثل تجربة لعبت دور رئيس في حياتي، فقد تعودت أن أكون دائم السعي لأكون عند حسن ضن من يثق بي وهو من الشخصيات التي وثقت بي فله مني كل تقدير واجلال واحترام،  هذه الشخصيات شكلت جزءًا كبيرًا من مسيرتي الفكرية وساهمت في تعميق فهمي للأدب والسياسة.

 كيف تقارن بين التجربة التعليمية في الجزائر والتجارب الأخرى التي مررت بها، سواء في فلسطين أو خارجها؟

تجربتي التعليمية في الجزائر كانت فريدة ومميزة، حيث جمعت بين المعرفة الأكاديمية العميقة والروح الوطنية العالية، والحقيقة لم أشعر بالغربة هناك، بل كنت أشعر وكأنني لم أغادر رفح ومخيماتها، نظرًا لكثرة الطلبة الفلسطينيين في جامعات وهران، وكذلك عندما كنت أتنقل بين وهران وعنابة والجزائر، فقد كنت وسط دفء أبناء العائلة وعميدها في الجزائر ابن العم الكبير الحاج أيمن أبو يحيى.

لقد كان سندًا حقيقيًا يوفر لنا راحة البال والثقة والقوة،  وما زلت أتذكر كيف كان جيراني الجزائريين يتسابقون للاحتفاء بي وبضيوفي الكثر من الطلبة والمبعدين والمقاومين، بحيث لم نشعر يومًا بأي ضيق أو تذمر، بل كنا نستقبل بحب وكرم،  في المناسبات، وخاصة خلال شهر رمضان، كانت موائد الطعام تصلنا من كل شقق البناية، بل وتتجاوزها إلى بيوت أبناء وبنات وأشقاء ساكني البناية، هذا الامتداد العميق من الكرم والتضامن الجزائري جعلني أستشعر روح الشهداء والمجاهدين، مما أضاف إلى تجربتي بُعدًا إنسانيًا وفهمًا أعمق لقيمة التضحية والنضال، وهنا أجد أن الجزائر لم تكن مجرد محطة تعليمية، بل مدرسة في العطاء والنضال والتلاحم الإنساني.

 كلمة أخيرة من خلال موقع بركة نيوز للشعب الجزائري والعربي؟

أوجه تحية حب وامتنان عميقة للشعب الجزائري الأبي، الذي لطالما جسّد مثالًا مشرفًا في التضحية والصمود، ووقف بجانب القضية الفلسطينية في كل المحافل بصدق وإخلاص، لقد كنتم دائمًا سندًا للقضية الفلسطينية، ولا ننسى كشعب فلسطيني مقولة الشهيد الخالد الرئيس هواري بومدين "نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، تلك المقولة التي لا تزال تعبر عن عمق التضامن الجزائري مع فلسطين.

واليوم أقولها ومن خلال منبركم الموقر بكل فخر، لو لم أكن فلسطينيًا لتمنيت أن أكون جزائريًا، لأنكم كنتم دائمًا صوت الحق والكرامة، ووجدان الأمة العربية الصادق.

معًا سنظل نواجه التحديات ونمضي قدمًا نحو تحقيق الحرية والعدالة لشعوبنا العربية كافة. أنتم شعب الوفاء والمواقف النبيلة، ولكم مني كل التقدير والاحترام.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services