1800
0
هل تموت المقاومة باستشهاد السنوار كما ماتت الثورة الجزائرية باستشهاد بن مهيدي وديدوش؟!
اعتقاد ساذج من محتل غبي...
بقلم زهور بن عياد
للأسف الشديد المستعمرالمحتل تلميذ غبي، كما قال ذات مرة الجنيرال جياب بطل معركة ديان بيان فو، عن فرنسا التي لقنها درسا قاسيا وألحق بها هزيمة نكراء، وخرجت بعدها من الفيتنام مذلولة مدحورة، لتتفرغ للجزائر وتستعد لمجابهة ثورة نوفمبرالمجيدة بعد أشهر قليلة، وهي لم تستوعب الدرس بعد، و أن المحتل مهما طال بقاؤه لن يدوم.
انطلقت ثورة الأحرار المجيدة بقيادة رجال من طينة عظماء الأمة أمثال بن مهيدي وزبانة وديدوش مراد والقائمة طويلة ضمت الألاف ممن أرهبوا جنيرالات فرنسا، وجعلوا ذاك الكبرياء المزعوم والغطرسة تتهاوى أمام إرادة العظماء، ليجبر مجرمي فرنسا في النهاية ممن يحسبون أنهم أرقى الأجناس، للجلوس في طاولة واحدة مع رجال من الآهالي"الأندجينا" كما أطلق عليهم، وهناك اكتشف المحتل غبائه وضعفه وقلة حيلته.
فهل بعد استشهاد الأبطال الذين خططوا وهندسوا لإندلاع الثورة توقفت الثورة وانتهت المقاومة...استشهد العربي بن مهيدي وعميروش وديدوش مراد...وغيرهم ولكن الثورة زاد لهيبها وتأججت نارها حتى تحقق النصر واسترجعت الجزائر استقلالها وسيادتها.
فالحال نفسه بالنسبة للمحتل الصهيوني الذي لم يكتف بحرب الإبادة وقتل الأطفال والنساء والأبرياء، بل انتهج سياسة تصفية الزعماء وأبرز القادة، فمنذ طوفان الأقصى اغتال صالح العروري نائب رئيس المكتب الوطني لحماس وبعد أشهر اغتال اسماعيل هنية قائد الحركة، ليستشهد منذ يومين يحي السنوار مهندس طوفان الأقصى والرجل الأكثر طلبا لإسرائيل والذي شكل مصدر رعب وخوف لجبناء الإحتلال.
ارتقى البطل الذي جمع بين العمل السياسي والعسكري في معركة محتدمة بين المقاومة وقوات الإحتلال، بشهادة نالها كما تمناها، حارب إلى آخر قطرة من دمائه بشهادة أعدائه ونال الفخرحيا وميتا.
رحل عظيما كما عاش أربك عدوه، حتى بعد استشهاده ولطالما كانت نظرته تخيف المحتل وتستفزه بتحدي وكبرياء...
ولغباء المحتل اعتقد أن بتصفية السنوار ستموت المقاومة وتنطفئ شعلتها وترضخ فلسطين؟ وهل رضخت الجزائر بعد استشهاد قادتها ؟
تلميذ فعلا غبي لا يستوعب دروسه ولا يستفيد من الماضي، لأن الإبادة ستخلف جيلا ارتوى من الجور والظلم وشرب من القهر حتى الثمالة فلا يخيفه الموت ولا يرعبه العدو...
جيلا يعشق الشهادة في أرض ولادة للعظماء وستلد عوض السنوار المئات وستنجب ألف هنية وعظماء آخرون سيسطرون أخر فصل من وجود الإحتلال وتستعيد القدس بريقها الغائب وتسترجع فلسطين مجدها ومجد الأمة..