484
0
هكذا سرق الاحتلال أحلام وأماني الطفلة بتول!

تقرير: علي سمودي
لم تفرح الطفلة بتول (13 عاماً)، كباقي الأطفال بعيد الأضحى المبارك الذي استقبلته مع والدتها وأسرتها في مقبرة الشهداء بمخيم جنين، بزيارة والدها وشقيقها اللذان استشهدا برصاص الاحتلال خلال العدوان الإسرائيلي على المخيم بفارق 6 شهور، فشقيقها البكر المقاوم قتله قناص إسرائيلي خلال مجزرة المخيم الجديدة التي ارتقى فيها 10 شهداء بتاريخ 26-1-2023، أما والدها الذي ترتبط به بعلاقة وطيدة، فقد قتل برصاص قناص خلال العدوان الأخير على المخيم بتاريخ 20-6-2023 والذي ارتفع عدد شهداءه لـ7. بحزن وألم، قالت الطفلة بتول لـ"القدس" دوت كوم، "ما ظل بحياتنا فرح وعيد، الاحتلال دمر كل شيء، قتلوا والدي وشقيقي، فأي معنى وطعم للعيد؟، راح نظل حادين طوال العمر".فشلت كل المحاولات، للتخفيف من صدمة وألم الطفلة، التي بكت بلوعة على ضريح والدها وشقيقها في عيدهما الأول بعد استشهادهما، وأبكت الجميع وهي تروي على مسامعهم، تفاصيل آخر لحظة جمعتها مع والدها الليلة التي سبقت استشهاده، فحدثها عن حلم جميل، وما زالت تردد، أن "الاحتلال سرقه منها بحرمانها والدها للأبد".تقول الطفلة بتول: "في آخر ليلة، تعيشنا مع بعض، أنا وأبوي وشرح لنا عن خطته عشان بدنا نبني بالأرض الي اشتراها، كان سعيد جداً وهو يقبلني ويفرجيني موقع غرفتي الي بده يبنيها الي، وحكالي بدي أحطلك عليها برندة عشان تجلسي وتدرسي وتفرحي".وتكمل وهي تبكي: "مين بده يبني بيتنا ويحقق حلمي، أبوي حكالي بدي أعملك غرفة جميلة، وأحطلك مكتب، حتى زعل أخوي محمد، وقاله بدي غرفة زي بتول، واليوم استشهد أبوي، وسرق الاحتلال حلمي".في مخيم جنين، ولد وعاش وتزوج اللاجئ أمجد عارف أبو جعص، ورزق بأربعة أفراد بينهم طفلة، عاش حياته مكافحاً من أجل أسرته التي فجعت بنبأ استشهاده، وتقول زوجته أم وسيم، " \لم يكن مسلحاً أو مطلوباً أو يشكل خطراً على الأمن الإسرائيلي، سعى دوماً لنعيش حياة كريمة، ولكنه كان يرفض الاحتلال والذل ويؤيد المقاومة، فكان يشجع وســيــم ويعتز ببطولته وجرأته في مقاومة الاحتلال".بحسب الشهود، فإن المواطن جعص ، كان يمر قرب مدرسة الوكالة على أطراف المخيم مستخدما عربة "سكوتر" بشكل طبيعي، وفجأة بدأ قناصة الاحتلال بإطلاق النار، أثناء العدوان على المخيم، صبيحة 20-6-2023، والذي تحول لمواجهات مسلحة عنيفة وكمائن تمكنت خلالها المقاومة من إعطاب 7 دوريات الاحتلال وإصابة 7 من جنوده. ويؤكد الشهود، أن الموقع الذي تواجد فيه جعص لحظة إصابته، كان بعيداً عن موقع العملية والمواجهات في حي "الجابريات"، لكن قناصة الاحتلال تعمدوا إطلاق النار الذي، أدى لوقوع إصابات لمدنيين في المنازل كالطفلة سديل نغنغية التي استشهدت لاحقاً بعدما أصيبت بساحة منزلها، أما أبو جعص، فعندما اشتد إطلاق النار، اختبأ مع صحفيين ومدنيين قرب مبنى مدرسة وكالة الغوث قرب دوار العودة، وفجأة وقع ممداً على الأرض بعدما أصابه قناص بعيار بالبطن، وبقي ينزف على الأرض لفترة من الوقت دون أن يتمكن أحد من الوصول إليه ونجدته بسبب كثافة إطلاق النار، وبعد فترة تمكنت طواقم الإسعاف من انتشاله ونقله في حالة خطيرة للمشفى. وتقول الزوجة أم وسيم: "وصلني الخبر من الناس، أصبحوا يرسلون لي فيديوهات لحظة إصابته التي كانت مروعة وشاهده على جريمة الاحتلال، فقد تبين أن الرصاص من نوع دمدم، انفجرت في بطنه".وتكمل: "أصيب بنزيف وتناثرت الشظايا في البطن، ونقل لمستشفيات نابلس، لكن فشلت جهود الأطباء في إنقاذ حياته، وانضم لابننا البكر الشهيد وسيم، رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته، وربي يشفي جرحانا ويرحم كل شهداء فلسطين".كباقي العائلة، وفي مقدمتها والدي الشهيدين وأطفاله، انهارت أم وسيم في لحظات الوداع الأخيرة لرفيق دربها، وقالت: "قبل 6 شهور، ودعت ابني بحزن ولوعة، واليوم زوجي، فأي شريعة أو قانون يجيز هذا الظلم والإرهاب، إلى متى سيبقى الاحتلال يدمر حياتنا ويحرمنا الأحبة؟".وتكمل: "منذ استشهاد وسيم، وأحمد يتمنى اللحاق به والشهادة، لقد أوصانا بدفنه لجانبه، واليوم كرمه رب العالمين بالشهادة وذهب عن حبيب قلبه وسيم، ربي يهنيهم بالجنة".بين الدموع والأهازيج ، ودعت العائلة ونساء المخيم الشهيد جعص، وألقى والده نفسه فوق جسده، وهو يقبله ويبكي، وقال: "ودعت الابن والحفيد والحمد الله، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم الذي نسأله أن يتقبلهم من الشهداء الصالحين".وأضاف: "ابني امجد الثالث في أولادي، لكنه دائماً حنون علينا كثير، و كل ما كان يروح من الشغل لازم يمر علي ويسلم ويبوسني ويبوس والدته، ويشرب فنجان قهوة عنا ويروح على بيتوا، ما كان يتركنا، وكل آخر شهر يعطينا مصروف".وأضاف: "من النكبة حتى اليوم، شفت كثير ويلات ومأسي وأحزان، لكن ما في اشي أصعب من خبر استشهاد حفيدي وسيم وأبوه، ولكن الحمد الله على كل حال، إن شاء الله يكونوا مقبولين عند الله".طوال حديثه، قاوم الجد جعص الدموع التي سرعان ما انهمرت وهو يستقبل المعزين بعد دفن أمجد، لكنه سرعان ما استعاد عزيمته ومعنوياته، وقال بغضب: "رسالتي للاحتلال، احنا صامدين ومابهمنا، كل يوم احنا بنقدم شهيد وعلى درب المقاومة".وأضاف: "ما في مجال يضلوا يقتلوا فينا، و ما في مفر احنا مع المقاومين وبدنا نقاوم وبدنا حقنا ونعيش بكرامتنا، لا همي قابلين يعملوا صلح ولا سلام، أخذوا أراضينا في النكبة، ولاحقينا على أرض ساكنين فيها احنا ومش النا".وأكمل: "بدنا نقاوم ونظل حاملين راية أمجد ووسيم، في النكبة أخذوا أرضنا الي فيها أوراق طابو تركي ومساحتها 400 دونم، وراح يجي يوم ونرجعها ونحقق حلم أمجد وكل الشهداء".
الاحتلال يحول الأسير الصحفي محمد منى للاعتقال الإداري
حولت سلطات الاحتلال، اليوم الأحد، الصحفي محمد منى للاعتقال الإداري. وأفادت زوجة الصحفي منى أن المحكمة العسكرية في سالم حكمت عليه بالاعتقال الإداري لمدة 6 أشهر. واعتقلت قوات الاحتلال الصحفي منى (41 عاما) فجر الثلاثاء الماضي، بعد مداهمة منزله في منطقة زواتا غربي مدينة نابلس. يذكر أن هذا هو الاعتقال السابع للصحفي منى في سجون الاحتلال، وقد أمضى سبع سنوات ونصف في السجن، غالبيتها بالاعتقال الإداري، وشارك بالإضراب المفتوح عن الطعام الذي خاضه الأسرى الإداريين عام 2014.
الاحتلال يجدد الاعتقال الإداري بحق الأسيرين أوس الشلبي وأحمد عباهرة
جددّت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، الاعتقال الإداري بحق الأسير أوس عماد الشلبي وأحمد عباهرة من مدينة جنين.
وبحسب مصادر محلية، فإن سلطات الاحتلال جددت الاعتقال الإداري للمرة الثالثة على التوالي بحق شلبي لمدة 6 أشهر، بعد أن كان مفترضا أن يتم إطلاق سراحه اليوم. وأوضحت المصادر، أن إدارة سجن "النقب" سلّمت الأسير شلبي قرار التمديد، دون مثوله أمام محكمة الاحتلال العسكرية، تحت مسمى "الملف السري". كما جددت محكمة الإحتلال الإعتقال الإداري بحق الأسير أحمد محمود عباهرة لمدة 6 أشهر، وذلك للمرة الثانية.
المعتقلون شديد وتلاحمة وعبيدو يعلّقون إضرابهم المفتوح عن الطعام بعد وعود تقضي بتحديد سقف اعتقالهم الإداريّ
أكّد نادي الأسير الفلسطيني، أنّ المعتقلين الإداريين أنس شديد، ومحمود تلاحمة، وعبد الله عبيدو من الخليل، قد علّقوا إضرابهم المفتوح عن الطعام، والذي استمر لمدة (15) يومًا، رفضًا لاعتقالهم الإداريّ. وقال نادي الأسير، إن خطوة تعليق الإضراب، جاءت بعد وعود تلقوها تقضي بتحديد سقف اعتقالهم الإداريّ، لافتًا إلى أنّه وبعد تعليقهم الإضراب، تم نقلهم من زنازين سجن (عوفر) إلى الأقسام العامة للأسرى. وأوضح نادي الأسير، أنّه وعلى مدار 15 يومًا من إضرابهم، نفّذت إدارة السّجون إجراءات تنكيلية بحقّهم، وكان أولى هذه الخطوات نقلهم إلى الزنازين، والضغط عليهم، واحتجازهم في ظروف قاسية وصعبة، كما أنها قامت بنقلهم لعدة أيام إلى عزل سجن (أيالون – الرملة). وذكر نادي الأسير، أنّ إضراب المعتقلين الثلاثة كان بمثابة صرخة جديدة بوجه جريمة الاعتقال الإداريّ المتصاعدة بشكل غير مسبوق، حيث أننا لم نشهد هذا التصاعد في أعداد المعتقلين الإداريين منذ عام 2003. ولفت نادي الأسير، إلى أنّ المعتقل شديد، تعرض للاعتقال ثلاث مرات سابقًا، وجميع اعتقالاته إدارية، ومجموع سنوات ما أمضاه في سجون الاحتلال ثلاث سنوات، وخلال هذه الاعتقالات نفّذ إضرابين الأول مدته 90 يومًا وكان في عام 2016، والثاني لمدة 25 يومًا، علمًا أنه معتقل منذ 22 آذار 2023، وقد صدر بحقّه أمر اعتقال إداري مدته 6 شهور، خلال هذه الفترة تقدم محاميه باستئناف ضد أمر اعتقاله الإداريّ، إلا أنّ المحكمة رفضت الاستئناف. كذلك المعتقل تلاحمة، هو محامي وأسير سابق أمضى عامين ونصف في سجون الاحتلال، وخضع لأكثر من مرة للتحقيق، علمًا أنه متزوج وأب لطفلين، وهو معتقل منذ 22 آذار 2023، وقد صدر بحقّه أمر اعتقال إداريّ مدته 6 شهور، وخلال هذه الفترة تقدم محاميه باستئناف ضد أمر اعتقاله الإداريّ، إلا أنّ المحكمة رفضت الاستئناف.
كما أنّ المعتقل عبيدو هو أسير سابق أمضى ما مجموعه في سجون الاحتلال 5 سنوات ونصف، جلها رهن الاعتقال الإداريّ، وكان الاحتلال قد أعاد اعتقاله في شهر أيار 2023، وهو متزوج وأب لخمسة من الأبناء، وقد صدر بحقّه أمر اعتقال إداري لمدة أربعة شهور.
الأسرى الفلسطينيون والوحدة الوطنية الاعتقالية
بقلم : الأسير قتيبه مسلم – رئيس اللجنة التعليمية العليا لسجن جلبوع المركزي
عميد أسرى حركة فتح – محافظة نابلس
مما لا شك فيه أنّ عملية الصراع التي يخوضها الشعب الفلسطيني كطليعة نضالية للأمة العربية والإسلامية ضد المشروع الصهيوني التفريغي الاحلالي الاستيطاني بكل مكوناته الكفاحية لا تستطيع هزيمة هذا المشروع واسقاطاته ووقائعه الخطيرة التهويدية إلا عبر وحدة المقاومة ووحدة القيادة ووحدة البرنامج ووحدة التخطيط والإدارة والسياسات. وهذه الوحدة تمثل بوابة الحرية وحصن القوة الفلسطيني ومرتكز الاشتباك الجماعي لأنّ كافة الأعمال والتكتيكات والسياسات التي تنتصر لصالح أجندات واجتهادات حزبية لن تستطيع مواجهة وهزيمة وحصار هذا المشروع الاستعماري الصهيوني واجتثاثه. وقد سبق الأسرى بكل مكوناتهم الحزبية والسياسية قياداتهم الخارجية في تجسيد رؤية الوحدة الوطنية كمفهوم وقاعدة ارتكاز وصمام أمان ومبدأ للعمل المشترك دفاعاً عن حقوقهم ومكتسباتهم الاعتقالية رغم المنعطفات العديدة التي عاشها الأسرى أيضاً فيما بينهم فالصورة لا تختلف عن التباينات والتناقضات الخارجية وانعكاساتها الخطيرة على وحدة صفهم وتفاهمهم وانسجامهم وانشدادهم نحو المصالح الضيقة في أحيان على حساب المصالح العليا الجمعية. ومن تجارب الوحدة التي مررت بها خلال تجربتي الاعتقالية في فترة التسعينات في سجن نابلس القديم وعلى أثر عمليات إطلاق سراح العديد من الأسرى بعد عام 1994 من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية حيث اختلفت نسبة أعداد أسرى فتح قياساً مع أسرى حماس وكون المرافق المتنوعة كانت توزع داخل السجن حسب النسب العددية للأسرى فلقد طالبت حركة حماس باستلام مسؤولية بعض المواقع مثل المطبخ والمكتبة والعيادة وما شابه ذلك وكان هناك خشية وخوف من أسرى حركة فتح من هذا التطور المفاجئ ونتائجه ونتاج العلاقة الشخصية التفاهمية الوطنية التي جمعتني مع قيادة حماس وكممثل لحركة فتح استطعتُ إقناع قيادة فتح بضرورة التعاون الوطني وأن نغلب المصلحة الوطنية الجمعية على أي مصالح أخرى وأن نصنع تجربة مشتركة ولهذا قمت بمبادرة تسليم حركة حماس كافة المرافق الاعتقالية وعلى رأسها التمثيل الاعتقالي. وفي ظل هذه الخطوة كان هناك تجاوب وتفهم عند قيادة حماس التي أصرت أن يبقى التمثيل الاعتقالي بيد حركة فتح حتى لو بقيَ أسير واحد في ظل وجود كفاءة اعتقاليه عند حركة فتح واستطعنا معاً وبعيداً عن لغة الأرقام والنسب المئوية ترتيب كافة المرافق بشكل وطني وبتراضي داخلي وهزيمة محاولات إدارة السجن أن تفرق بيننا وأن نسير علاقاتنا الوحدوية بكل تفاهم وانسجام بعيداً عن أي ارتدادات فكرية أو سياسية لأنّ ساحة العمل الاعتقالي كانت تستهدفنا جميعاً وقد كان للأخوة عبد الحكيم الحنيني وسميح عليوي وعباس السيد وأحمد مشهود رحمهم الله دوراً حيوياً في وحدة موقفنا من قبل حركة حماس. وفي سجن عسقلان قلعة الشهيد عبد القادر أبو فحم عشتُ تجربة الوحدة والانسجام بين فتح وحماس وكافة الفصائل الأخرى في بداية عام 2000 بعد اندلاع شرارة انتفاضة الأقصى لدرجة أنه في العلاقات الداخلية البينية كان الأسرى لا يستطيعون التفريق بين ممثل حماس وممثل الجبهة الشعبية وممثل حركة فتح وكذلك في الانتخابات الداخلية لحركة فتح كان ممثل حركة حماس الأخ زاهر جبارين وممثل الجبهة الشعبية الرفيق رأفت العروقي يحصلون على أصوات لأنّ بعض أسرى فتح الجدد كانوا لا يستطيعون التمييز والتفرقة بينهم وبين ممثلي فتح وعلى رأسهم الأخ أبو الناجي وعثمان ناجي وأبو عوض كميل ونزار التميمي وفيصل أبو الرب وصالح السبتي وغيرهما. وقد جاءت الخلافات الخارجية العنفية للأسف الشديد رغم تورط الكل بها ونتائجها كارثية على وحدة الأسرى وحياتهم المشتركة حيث شهدت الحركة الأسيرة الانقسام ذاته والتباعد والتباين الداخلي وإيجاد أقسام على أساس تنظيمي أو جغرافي وما يترتب على ذلك من وجود حواجز نفسية وحواجز نضالية وحواجز تفصل الأسرى مستقبلاً في الحياة المجتمعية رغم حرص الأغلبية من قيادات كافة التنظيمات التي تمتلك الخبرة والوعي على التواصل الاجتماعي والزيارات والتواصل التنظيمي قناعةً من الجميع بأنً القضية الوطنية الجمعية تستوجب توحد الكل المقاوم حولها وتجاوز كافة الخلافات والنتائج الكارثية.
وقد كان قسم (3) في سجن هيداريم حالياً سجن نفحة نموذجاً وحدوياً متمايزاً بين كل الفصائل دون أي تأثر بكل الأحداث الخارجية وذلك بسبب طبيعة الكادر الاعتقالي الفصائلي وسياسة الحرص الجماعي وسياسة التعليم الداخلية والاستهداف للكل من قبل إدارة السجون وتمكنت هذه التجربة أن تفجر وتقود انتفاضة الكرامة والحرية بملحمة عام 2017 التي استمرت بالإضراب الجماعي لمدة 42 يوماً. ولكنّ التطور الحقيقي الذي حققته هذه الوحدة الداخلية كان في شهر 3 عام 2022 حيث انطلاق لجنة الطوارئ الوطنية الموحدة العليا الممثلة لكل الفصائل وبروحية جماعية متمايزة والتي حظيت بدعم أغلبية الأسرى من كافة التنظيمات والتي تجنبت منطق المحاصصة واهتمت بالجوهر والمشروع النضالي الجماعي حيث حاولت إدارة السجون استثمار ارتدادات نفق الحرية والهجوم على الأسرى وحقوقهم ومكتسباتهم وإنجازاتهم وتمكن الأسرى بوحدة خلاقة جماعية تجسيد صورة تمثل حقيقة الإرادة الفلسطينية المقاومة والوعي الثوري الاعتقالي وتكرر المشهد الموحد عبر قيادة لجنة الطوارئ لمعركة شهر 9 عام 2022 ومعركة شهر 3 عام 2023.
إنّ لجنة الطوارئ الوطنية الاعتقالية الموحدة تمثل نقطة ضوء ساطع وانحياز نضالي لصالح جبهة المقاومة الموحدة وتجاوز دوائر العمل الحزبي الضيقة لأنّ العدو الصهيوني يخوض حربه ضد الأسرى بأدوات وسياسات قمعية واستراتيجيات موحدة ونظامية.
وهذا يستوجب التوحد الجماعي والقيادة الجماعية ورغم ذلك لا زالت هناك بعض القلاع للأسف متأخرة في اندماجها أو انضباطها لهذا الجسم الوطني الجماعي الذي يستحق أن يكون نموذجاً ملهماً للفصائل في الخارج وخاصة عند تنظيم حركة فتح كون الأزمة الحقيقية بين المكونات الفلسطينية في الخارج تكمن بين حركة فتح وحركة حماس والتي تؤثر على كل نواحي الصراع وإدارته وآلياته ونتائجه وبدون تجاوز الذهنية التقليدية والنمطية في العلاقة البينية الداخلية من قبل الجميع وبكل المستويات القيادية سيبقى الكل الفلسطيني والشعب الفلسطيني والقضية الوطنية الفلسطينية يدفعون الثمن. ونحن داخل قلاع الأسر نمثل تجربة وحدوية مستهدفة من أعدائنا الذين يحرصون على تفكيك صفوفنا وخلق الفتن بين الأسرى والتنظيمات ولكنّ المعاناة والألم والجرح والجوع المشترك والوعي المعرفي والثقافي أحدث نقلات نوعية في ذهنية العديد من القيادات والكوادر عند كل التنظيمات ومراجعات جريئة جعلت الانشداد لقرارات لجنة الطوارئ الوطنية مسؤولية وطنية عليا وواجب نضالي يحمي وحدة الحركة الأسيرة ومستقبلها حتى لو تخلف بعض الأسرى لأسباب وانتقادات تسقط أمام مشهد العمل الوحدوي الجريء. فعلى كل أبناء الفصائل وحركة فتح وحماس بشكل خاص التعالي بالخارج على كل الأزمات والعوائق وتغليب مصلحة القضية الوطنية العليا وقيادتها بشكل جماعي وأن يستوعب أبناء فتح في تربيتهم وثقافتهم الداخلية أن يلتزموا بقرار قائد من حركة حماس وهكذا الأمر عند أفراد حماس أن يستوعبوا أن يكونوا تحت قيادة قائد من حركة فتح وكل ذلك يتم على أرضية الكفاءة الوطنية العليا و يكون المعيار هو الكفاءة والقدرة والعمل الجماعي لأنّ المشروع الصهيوني الاجتثاثي الاحلالي وأدواته المتنوعة وعلى رأسهم المستوطنين النازيون يفرض ذاته علينا فهل سنرى قيادة وطنية عليا حقيقية في كل ساحات الوطن تقود الفعل الاشتباكي المقاوم في كافة نواحيه وعلى كافة المستويات؟ وهل سنرى سيادة وطنية عليا في الشتات كاقتراح تمثل الكل الوطني الفلسطيني تقود الفعل المقاوم المسلح والفدائي ضمن رؤية وطنية تمثل بفعلها إرادة هجوم فلسطيني قادرة على حمل القضية الوطنية الفلسطينية وحمايتها وحماية مكانتها في كافة المحافل الدولية. وعلى الأسرى الفلسطينيون حماية تجربة لجنة الطوارئ الوطنية الاعتقالية الموحدة وتطويرها كرافعة وطنية جمعية وتجنب أي معارك فردية أو فصائلية تضعف وحدتهم ومسيرتهم الوطنية الموحدة.
مركز فلسطين: 380 حالة اعتقال خلال يونيو بينهم 45 طفلا و10 سيدات
قال مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات الاحتلال واصلت سياسة الاعتقالات المكثفة بحق الفلسطينيين، حيث رصد المركز (380) حالة اعتقال خلال شهر يونيو/ حزيران بينهم 45 طفلاً، و10 سيدات. وأوضح "مركز فلسطين" في تقريره الشهري حول الاعتقالات أن الاحتلال هدم خلال الشهر الماضي ثلاثة منازل لعائلات أسري بعد زراعتهم بالمتفجرات حيث هدم منزل الأسير" كمال جوري" في منطقة شارع تل بنابلس، كما هدم منزل عائلة الأسير أسامة الطويل في نابلس، ومنزل عائلة الأسير "إسلام فروخ" في البلدة القديمة من مدينة رام الله. وأشار مركز فلسطين الى أن محاكم الاحتلال أصدرت خلال يونيو الماضي حكمين بالسجن المؤبد بحق أسيرين وهما الأسير معاذ صالح النجار "حامد"، إضافة الى غرامة مالية كبيرة بقيمة مليون و90 ألف شيكل، بعد ان وجهت له تهمه تنفيذ عملية عام 2015 أدت لمقتل مستوطن، كما أصدرت حكماً بالسجن المؤبد و50 عاما بحق الأسير "علاء كبها"من جنين بعد ادانته بتنفيذ عملية دهس عام 2018 أسفرت عن مقتل جندييْن للاحتلال. وبين مركز فلسطين أن مدينة القدس كالعادة احتلت النسبة الأعلى في عدد المعتقلين بواقع (135) حالة اعتقال بينهم نساء وأطفال، إضافة الى إصدار العديد من أوامر الإبعاد والحبس المنزلي بحق مقدسيين، تليها مدينة بيت لحم والتي تعرضت لحملات اعتقال واسعة طالت أكثر من 90 مواطن. بينما اعتقلت قوات الاحتلال خلال شهر يونيو الماضي 9 مواطنين من قطاع غزة، بينهم 5 صيادين، أحدهم أصيب بعيار مطاطي قبل اعتقاله، وأفرج عن 4 منهم بعد ساعات، بينما الصياد المصاب أفرج عنه في اليوم التالي، إضافة الى اعتقال 4 شبان بعد اجتيازهم الحدود الشرقية شمال ووسط القطاع.
اعتقال الأطفال
مدير المركز الباحث "رياض الأشقر" قال إن الاحتلال واصل خلال شهر يونيو استهداف الأطفال والنساء بالاعتقال والحبس المنزلي والابعاد والتنكيل، حيث رصد (45) حالة اعتقال لقاصرين، منهم 3 دون ال 14 عام أصغرهم الطفل محمد شاهين العارضة (13 عاما) من بلدة عرابة بجنين بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح، كما حولت 4 أطفال إلى الاعتقال الإداري، فيما جددت الاعتقال الإداري للمرة الثانية بحق القاصر "جهاد توفيق عودة" ١٧ عام من قلقيلية لمدة أربعة أشهر. بينما اعتقلت قوات الاحتلال عدد من طلاب الثانوية العامة وحرمتهم من تقديم الامتحانات النهائية منهم الطالب الجريح "جمال براهمة" من أريحا، وأصدر الاحتلال بحقّه أمر اعتقال إداري لمدة 6 شهور، والطالب المقدسي "عبد الله عبيد"، وكذلك الطالب "محمد رويضي" من سلوان بالقدس.
اعتقال النساء
وأضاف الأشقر ان قوات الاحتلال اعتقلت 10 سيدات بينهن الاسيرة المحررة "ليان كايد" من نابلس أعاد الاحتلال اعتقالها بعد اقتحام المنزل التي تقيم به في رام الله، حيث تدرس في جامعة بيرزيت ببرنامج الماجستير، وكانت اعتقلت عام 2020 وأمضت 16 شهراً في سجون الاحتلال. بينما اعتقل الاحتلال زوجة الأسير عاطف أبو عليا ونجله عامر بعد مداهمة منزله في بلده المغير شمال رام الله وأطلق سراحها بعد التحقيق لساعات، واعتقل السيدة "نادية يونس" شقيقة الأسير المحرر "كريم يونس" من الداخل المحتل وأطلق سراحها بعد التحقيق، واعتقل المقدسية "سعاد عبيدية" خلال وجودها في المسجد الأقصى المبارك، واعتقل أربع سيدات من طريق الواد بالقدس القديمة وأطلق سراحهم بعد التحقيق. كما اعتقل في التاسع من يونيو فتاة قرب دوار سلمان الفارسي وسط بلده حوارة جنوب نابلس بعد الاعتداء عليها بالضرب وصعقها بالكهرباء، بزعم محاولتها تنفيذها عملية طعن وتم نقلها بسيارة إسعاف عسكرية إسرائيلية".كذلك اعتقل فتاة أخرى في الثلاثين من يونيو بعد توقيف المركبة التي تستقلها على حاجز عسكري عند مدخل قرية بورين جنوب نابلس، فيما سلم الفتاة المقدسية أسيل عيد استدعاءً للتحقيق، عقب اقتحام منزلها في حي رأس العامود بالقدس المحتلة.
مداهمات وتحقيق ميداني
وبين الأشقر ان سلطات الاحتلال نفذت خلال الشهر الماضي حملة مداهمات واسعة طالت منازل العشرات من القيادات الوطنية والإسلامية وخاصة في مدينة الخليل، وأجرت معهم تحقيقا ميدانيا لساعات وهددتهم بالاعتقال والتنكيل إذا شاركوا في أي نشاطات تتعلق بالمقاومة او التحريض على الاحتلال، ومن بينهم الشيخ عبد الخالق النتشة، والشيخ محمد جمال النتشة، وأنس رصرص، وفراس أبو شرخ، وعيسى الجعبري، ومحمود شبانة، ومنذر الجعبة ومازن النتشة. فيما شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات وتفتيش واسعة لمنازل أسرى ومحررين في القدس المحتلة، وصادرت أموال ومركبات ممتلكات ومصوغات ذهبية، إضافة إلى فرض غرامات مالية باهظة عليه، من بينهم باسل عبيدات، موسى فطافطة، يعقوب أبو عصب، عمر عبيد، علاء صلاح، عز الدين بربر، عبد الرحيم بربر، غازي كنعان، محمد مصطفى، مجد كركي، أنس أبو سنينة، أحمد مناصرة، محمد كمال عبيد، محمد العباسي.
الأوامر الإدارية
وكشف الأشقر ان محاكم الاحتلال واصلت إصدار الأوامر الإدارية بحق الاسرى، حيث أصدرت محاكم الاحتلال (215) قرار ادارى خلال يونيو، من بينها (122) قرار تجديد اعتقال إداري لفترات أخرى تمتد ما بين شهرين إلى 6 شهور، ووصلت الى (5) مرات لبعض الأسرى، بينما (93) قراراً صدرت بحق أسري للمرة الأولى، غالبيتهم أسرى محررين أعيد اعتقالهم مرة أخرى وصدرت بحقهم أوامر اعتقال إداري لفترات مختلفة. وبلغ عدد الاسرى المقدسيين التي صدرت بحقهم خلال يونيو الماضي أوامر اعتقال ادارى 13 اسيراً