294

0

حديقة "عبد النور العقون" ببريكة... مشروعٌ في سبات منذ عقدٍ من الزمن

في قلب مدينة بريكة التي تعاني أحياؤها من نقص فادح في الفضاءات الترفيهية والبيئية، ترقد "حديقة عبد النور العقون" في الوصفان كفكرةٍ لم تُنجز و مشروعٍ عمره عشر سنوات لم يغادر بعدُ عتبة الورق والوعود.

ضياء الدين سعداوي

 منذ 2015 ظلّ هذا المشروع حبيس الأدراج بينما ظلّ سكان المدينة ينتظرون بفارغ الصبر لحظة تدشينه كمتنفس حضري يُعانق تطلعاتهم.

*وعود... ثم جمود!*

يعود الحديث عن حديقة عبد النور العقون إلى سنة 2015 حين تم الإعلان عنها كمشروع بيئي وسياحي واعد يهدف لتوفير فضاء عمومي راقٍ للعائلات وخاصة الأطفال وسط مدينة تفتقر لمثل هذه المرافق الحيوية، غير أن ما كان يُفترض أن يكون "جوهرةً خضراء" لبريكة، سرعان ما تحوّل إلى "أرضٍ مهجورة" يغزوها الإهمال وتحاصرها الأعشاب اليابسة و الأسوار المتآكلة.

ورغم مرور عقدٍ كامل تقريبًا لا تزال الحديقة خارج الخدمة بعدما اصطدم المشروع بعراقيل إدارية وتقنية عطلت مسار الإنجاز من أبرزها غياب شبكات التهيئة الأساسية كالكهرباء، والماء والصرف الصحي.

*مشروع معطل... وسكان ساخطون*

يُجمع العديد من سكان بريكة ممن تحدثنا إليهم على أن التأخر غير المبرّر في إنجاز هذه الحديقة، يُعدّ "حرمانًا جماعيًا" من حقّهم في الراحة والترفيه وبيئة صحية ، يقول أحد السكان بغضب: "نتساءل منذ سنوات، لماذا عُلّق هذا المشروع؟ أين الجهات المعنية؟ وكيف لمدينة بحجم بريكة ألا تملك حديقة محترمة؟".

وتزداد هذه التساؤلات إلحاحًا في ظل تدهور البيئة الحضرية للمدينة وافتقارها لفضاءات تنفسية، في وقتٍ تتزايد فيه أعداد السكان وتتراجع فيه مؤشرات نوعية الحياة.

*توضيحات رسمية: المشروع تغيّر مساره*

وفي تطور لافت قدّم المدير المنتدب للسياحة و الصناعة التقليدية بالولاية المنتدبة بريكة، عبد العالي مختاش، توضيحات للموقع الإخباري "بركة نيوز" حول خلفيات تأخر المشروع، مؤكدًا أن السبب يعود إلى تغيير طبيعة المشروع الأصلية.

وقال مختاش:"المشروع كان من قبل عبارة عن حديقة ألعاب وتسلية، لكن صاحبه قدّم في منتصف سنة 2024 ملفًا جديدًا إلى مديرية السياحة لولاية باتنة، متمثلاً في مشروع مركب سياحي يضم فندقًا وحديقة مائية."

"وقد تمت دراسة المشروع والموافقة على مخططاته وهو الآن في مرحلة استخراج رخصة البناء بعدما أودع ملفه على مستوى الشباك الموحد لولاية باتنة."

هذا التصريح يُشير إلى أن المشروع لا يزال ضمن أجندة الاستثمار المحلي لكنه تغيّر في طبيعته وحجمه مما تطلب إعادة الدراسة الإدارية والمعمارية من جديد ما تسبب في هذا "الفراغ الزمني الطويل" الذي أثار استياء المواطنين.

*نداء للسلطات... وطلبات مستعجلة*

رغم هذا التوضيح لا تزال أصوات المواطنين تطالب بـرفع التجميد الإداري والتقني الذي طال المشروع لسنوات و متابعة تنفيذ المخطط الجديد بصرامة ومواعيد دقيقة ، إلى جانب برمجة الوعاء العقاري ضمن أولويات التهيئة الحضرية لا سيما في ظل غياب شبكات الكهرباء والماء والصرف الصحي.

 *زيارة ميدانية وضرورة المتابعة*

وفي رسالة مفتوحة إلى الوالي المنتدب ببريكة، وجّه ناشطون محليون دعوة صريحة لبرمجة زيارة ميدانية عاجلة إلى موقع الحديقة، للوقوف شخصيًا على حالتها ومتابعة مدى تطابق الواقع مع التصريحات الرسمية، كما دعوا مدير السياحة الجديد إلى إدراج المشروع ضمن أولوياته الميدانية لما يمثله من قيمة مضافة للسياحة المحلية والبيئة الحضرية في المدينة.

*بريكة... مدينة تبحث عن متنفس*

مدينة بريكة التي تُعدّ من كبريات حواضر ولاية باتنة تعاني منذ سنوات من تراجع كبير في المشاريع المهيكلة خصوصًا في الجانب البيئي والترفيهي ، بإستثناء بعض الساحات الصغيرة لا تملك المدينة ما يمكن أن يُسمى بفضاء عمومي لائق ما يُعمّق من مظاهر الإختناق الإجتماعي ويدفع بالعائلات إلى التنقل نحو مدن مجاورة بحثًا عن فضاءات للراحة واللعب.

ولذلك يُنظر إلى مشروع الحديقة بصيغته الجديدة أو القديمة على أنه أكثر من مجرد مرفق ترفيهي بل هو واجهة حضرية تعكس مدى اهتمام الدولة بنمط الحياة في المدينة.

 *هل يتحقق الحلم بعد طول انتظار؟*

يبقى الأمل معلقًا على جدية المتابعة وتكامل التنسيق بين مختلف المصالح الولائية والمستثمر المعني في سبيل إخراج المشروع إلى النور بعد سنوات من السكون ، ومع أن الحلم قد تغيّر في ملامحه فإن سكان بريكة لا يزالون يتطلعون إلى اليوم الذي يتحول فيه ذلك الفضاء المهجور إلى مركب سياحي ينبض بالحياة ويمنح مدينتهم متنفسًا طال انتظاره.

بريكة تُراقب... فهل تُبعث الحياة في حديقة العقون؟

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services