719

0

حب الوطن فريضة.. والوعي الوطني حصن منيع

موضوع خطبة الجمعة

كشفت وزارة اشؤون الدينية والاوقاف، اليوم، أن خطبة الجمعة 14 صفر 1447 الموافق 08 أوت 2025 جاءت  بعنوان: "حب الوطن فريضة... والوعي الوطني حصن منيع"

ماريا لعجال 

الوزارة وفي منشور لها على صفحتها الرسمية، والموسوم بصدى المنابر، كشفت أن خطبة الجم٧ة كانت كالتالي:

الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي أمر بعمارة الأرض، ودعا إلى الإصلاح فيها، ونهى عن الفساد وسوء العمل، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحمد في الأولى والآخرة، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبدُه ورسولُه، خيرُ من أحبَّ أوطانَه، ودعا لأمَّتِه، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأوصيكم عباد الله ونفسي المقصّرة بتقوى الله، فهي وصية الله للأولين والآخرين، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 131].
عباد الله،
إن حب الوطن ليس مجرد عاطفة آنية أو شعورٍ عابر، بل هو قيمة راسخة في ديننا، وغريزة فطر الله عليها خلقه، ومن هنا فإن الانتماء للوطن والولاء له، والحفاظ عليه، واجب ديني ومبدأ شرعي، يترجمه سلوك الإنسان ووعيه وانضباطه.
لقد ضرب نبينا محمد ﷺ أروع الأمثلة في حب الوطن، فقد وقف عند خروجه من مكة مهاجرًا إلى المدينة وقال يخاطبها والدمعة في عينيه: "والله إنكِ لخيرُ أرض الله، وأحب أرض الله إليّ، ولولا أن قومك أخرجوني ما خرجت" رواه الترمذي وابن ماجه.
وهذا نبي الله إبراهيم عليه السلام، دعا ربه أن يجعل وطنه آمنًا فقال: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا ﴾ \[البقرة: 126]،
وقال أيضًا: ﴿ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا ﴾ [إبراهيم: 35].
فالأمن والاستقرار من أعظم النعم، لا يعرف قدرها إلا من فقدها، وقد امتنّ الله بها على قريش فقال: ﴿ الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 4].
بل جعل رسول الله ﷺ اجتماع الأمن، والصحة، والغذاء، بمنزلة امتلاك الدنيا كلها، فقال في الحديث الصحيح: "من أصبح منكم آمناً في سربه، معافىً في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا" رواه الترمذي.
أيها المؤمنون،
إن الوعي الاجتماعي والروح الوطنية هما من ثمرات الإيمان الصحيح، ومن شواهد صدق الانتماء، فالوطن ليس أرضًا نعيش عليها فحسب، بل هو كيان نذود عنه ونصونه، ووحدة نحرسها، وهوية نعتز بها، وتاريخ نحميه.

الخطبة الثانية:
الحمد لله حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، والصلاة والسلام على من أُرسل رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عباد الله،
إن ترسيخ معاني الانتماء للوطن في النفوس مطلب شرعي وتربوي، وهو ما يجب أن ينشأ عليه أبناؤنا، وذلك من خلال زرع حب الجزائر في قلوبهم، وتعليمهم أن الوطن مسؤولية، وأن المواطن الحق هو من يترجم حبه لوطنه إلى عمل إيجابي وسلوك بنّاء.
وقد علّمنا النبي ﷺ كيف نحب وطننا دون أن نُقصّر في أداء حقوق الآخرين، وكيف نبني ونُصلح، لا أن نُهدم ونُفرّق. فالوطن لا تُحفظ وحدته بالشعارات فقط، بل بالتضحية والعمل، وبالصبر والولاء، وبالوحدة والتآخي، قال الله تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103].
ونحن اليوم، مدعوون أكثر من أي وقت مضى إلى المحافظة على وحدتنا الوطنية، والوقوف صفًا واحدًا في وجه دعاة الفتنة، وأصحاب الأجندات الهدّامة، والمتربصين بالوطن في وحدته ومقدّراته.
يا أبناء الجزائر،
إن حبكم لوطنكم يُقاس بقدر ما تبذلونه من أجل رفعته، وما تحقّقونه من إنجازات في مؤسساته، وما تسهمون به في بنائه وتقدّمه. ولتكن لكم في الشهداء الأبرار قدوة ومثال، فقد قدّموا أرواحهم فداءً لهذا الوطن، وخلّدوا أسماءهم في سجل المجد والتاريخ.
علموا أبناءكم أن حب الوطن ليس كلمات تُقال، بل مسؤولية تُحمَل، ومواقف تُثبت، وسلوك يُتّبع. علموهم أن الجزائر أمانة في أعناقنا جميعًا، وأن بناءها فرض وطني، وواجب ديني.
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ﴾[الرعد: 11]
 وقال رسول الله ﷺ: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته".
اللهم احفظ بلادنا الجزائر آمنة مطمئنة، سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين.
اللهم اجعل هذا البلد آمناً، وأدم عليه نعمة السكينة والوحدة والاستقرار.
اللهم اجعلنا من الصادقين في حب وطننا، العاملين على رُقيه، المُخلصين له في السر والعلن.
اللهم اجز شهداءنا الأبرار خير الجزاء، وارفع درجتهم في عليين، واحشرنا معهم في الصالحين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار،
وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services