574
0
جزائريات يحتفلن بالسنة الهجرية الجديدة على طريقتهن الخاصة .
.
تتفنن النساء الجزائريات ككل مناسبة دينية في الاحتفال بالعام الهجري الجديد كل بطريقتها ولمستها الخاصة ،مناسبة يستغلها الجزائريون للاجتماع كعائلة حول مائدة واحدة تزينها مختلف الأطباق التقليدية الجزائرية التي اعدتها النسوة بكل حب للاحتفال بعشاء بأول محرم كتقليد موروث منذ القدم .
نسيمة الوافي
تزين الجزائريات في اول محرم طاولاتها باشهى والذ الأطباق التقليدية كالرشتة الشخشوخة تريدة والكسكسي وغيرها من الاكلات كل حسب منطقته.
أطباق متنوعة
حيث يشتهر سكان الوسط الجزائري بطبق الرشتة التي تزينها نثرات القرفة وافخاذ الدجاج مصحوب بمرق ذهبي خاثر .
كما تعتبر الشخشوخة من المعجنات المحببة لدى العائلات الجزائرية بصفة عامة فهناك من يطلق عليها اسم الشخشوخة البسكرية وغيرها لكن الكل اتفق على حبها ،طبق يعد من عجينة رقيقة يتم تقطيعها إلى قطع صغيرة توضع في طبق مصنوع من الفخار أو النحاس كتقليد جزائري أصيل ليتم بعد ذلك وضع الخضار واللحم فوقها وهناك من يضيف عليها حبات من البيض المسلوق كنوع من الزينة .
أمال واحدة من السيدات الجزائريات اللواتي لا يضيعن مناسبة الا واحتفلن بها حيث تقوم ربة البيت هذه بإعداد طبق شخشوخة الظفر القسنطينية كونها من الشرق الجزائري، تسكت أمال لبرهة من الزمن ثم تتنهد قائلة كان النسوة قديما يقمن بإعداد شخشوخة الظفر في المنزل أين تجتمع نساء البيت الواحد في باحة المنزل واحدة تقوم بالعجن واخرى تقص العجينة ، كنا نستعد للاحتفال بقدوم السنة الهجرية الجديدة بشكل خاص وطابع مميز ، كنا نعد اطباق متنوعة ونجتمع حول مائدة واحدة نتسامر ونضحك بقلوب صافية تقول أمال لكن للأسف احتفالات اليوم باتت دون نكهة خاصة مع هجرة ابنها وزواج ابنتيها في ولاية بعيدة عنها لكن رغم ذلك تقوم بالاحتفال كغيرها من الجزائريين.
انتعاش محلات بيع الأطباق التقليدية
تعرف محلات بيع الأطباق والحلويات التقليدية حركة كبيرة من قبل السيدات خاصة العاملات اللواتي لا يستطعن اعداد اطباقهن بانفسهن نتيجة ضيق الوقت وازدحام جدول مواعيدهن الأمر الذي جعل السيدة زينب صاحبة محل لبيع الاكلات التقليدية وغيرها تعمل لساعات اضافية بغية تسليم طلبات الزبونات التي تنوعت بين الشخشوخة المسمن البراج كل حسب رغبته في موعدها المحدد .
تقوم زينب ببيع 12 ورقة من الشخشوخة ب 200 دج مبلغ رمزي حسبها لا يغطي تكاليف الكراء والتعب والجهد البدني الذي تقوم به الا انها نعمة .
كتف لحم العيد لإحياء عشاء محرم .
بما ان شهر محرم يأتي بأيام قلائل بعد عيد الأضحى المبارك تقوم بعض العائلات الجزائرية ان لم نقل غالبيتها بإخفاء جزء من لحم العيد أو الكتف عموما في المجمد لإعداد عشاء محرم وهناك من يخفيه لإحياء عاشوراء تقليد موجود منذ القدم حيث كانت الجزائريات قديما يقمن بتجفيف اللحم بالملح والذي يعرف " بالقديد " ، عادات ورثنها من جداتهن رغم عدم معرفتهن لاسبابها الا ان الغاية منها اليوم مجابهة غلاء اسعار اللحوم التي تفوق قدرة المواطن البسيط .
لماذا سميت بالسنة الهجرية ؟
يرجع أصل هذه التسمية حسب الشيخ "عبد الرحمن قدي " إمام وخطيب بجامع سعد بن الربيع بالرغاية إلى هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة منذ اكثر من 1440 عاما ،ولاهميتها الكبيرة في خروج الناس من الكفر إلى الإيمان والتحول أو الانتصار الديني الكبير في تأسيس الدولة الاسلامية لخير الأنام فقد جعلها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه بداية للعام الهجري تحديدا في يوم 639 ميلادي ،حيث تتكون الاشهر الهجرية من اثنتا عشر شهرا تبدأ بشهر محرم وتنتهي بشهر ذو الحجة كما يعتبر شهر محرم من بين الاشهر الحرم التي هي من مواسم الطاعات حيث يقول الامام عبد الرحمن ان الله عز وجل ضاعف في هذه الاشهر بالذات الحسنات فيها أعظم شعائر الله أين يتزود الإنسان بالعبادات والطاعات كالصوم خاصة يوم عشوراء .
كما أضاف الشيخ ان حكمةالله اقتضت في ان يعقب شهر رمضان باشهر الحج ليتسنى للمؤمن ان ينتقل من موسم ايماني إلى غيره فرصة لتصحيح الذات واعادة النظر في الرسالة الدينية والمعنى السامي لهذا الشهر فينبغي على العبد المؤمن تبليغ رسالة دينية أينما حل ووطأت قدماه من خلال صدقه و حسن أخلاقه وغيرها من القيم التي علمنا اياها رسولنا الكريم والتي تميز الدين الإسلامي عن غيره .
ولأن لشهر محرم ميزة خاصة فقد حددت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الأول من محرم لدفع نصاب الزكاة في الجزائر بعد حول كامل.
هل الإحتفال بعشاء أول محرم بدعة ؟
في هذا الشان بالذات يقول الشيخ عبد الرحمن قدي امام بجامع سعد إبن الربيع بالرغاية ان الاحتفال بعشاء محرم يجوز ومحبب ما لم يخرج عن النطاق او الإطار الشرعي لانه يمثل محطة دينية هامة للأمة الاسلامية وهو فرصة لأنفسنا قبل كل شيء لاستخلاص العبر من هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
أول محرم عطلة مدفوعة الأجر في الجزائر.
على غرار باقي المناسبات دينية كانت أو غيرها يعد الأول من محرم في الجزائر عطلة مدفوعة الأجر سواء كان للقطاع الخاص او العام طبقا لاحكام القانون الجزائري المتضمن لقائمة الأعياد والعطل الرسمية المعدلة والمتممة .