باتت المقاولاتية الخضراء، تأخذ اليوم يأخذ حيزا واسعا من اهتمامات شباب الذين اتخذواها منطلقا لبناء مشاريعهم وتجسيد أفكارهم في عدة ميادين تلبي فضولهم ، وقد حولت هذه المشاريع المشاكل البيئية إلى أفكار ابتكارية تعيد الأولوية للطبيعية للعيش في بيئة سليمة تخدمها التكنولوجيا و تطورها ابداعات مواطنيها أمثال الشاب ياسين قطارني صاحب مؤسسة Green tech Innovation.

شيماء منصور بوناب

الشاب ياسين قطارني متخرج من جامعة بومرداس، متحصل على شهادة مهندس فيالالكترونيك، عمل في مجال الطاقة في شركة أجنبية بحاسي مسعود ، ثم زاول دراسته خارج الوطن،حيث عمل في عدة شركات أخرى  خاصة بالطاقة و الرقمنة لمدة  خمسة عشر سنة ، ليعود إلى للجزائربرؤية جديدة في البيئة والتكنولوجيا الرقمية  التي جعلته يؤسس شركته الناشئة Green tech Innovation التي  تهدف لتعزيز الابتكار الصديق للبيئة .

Green tech Innovation....رؤية استشرافية للارتقاء بالعالم الأخضر

وعن ما يميز شركته يوضح الشاب ياسين قطارني  أنها وليدة نظرة استشرافية تمزج بين حب المقاولاتية و العالم الأخضر بمنظور معزز للإبتكار للحفاظ على البيئة انطلاقا من وطننا الأم الذي بات اليوم  يفرض ربط المفاهيم الرقمية و التكنولوجية  بمشاكلنا البيئية التي تحتاج رعاية دقيقة  للبحث في أسبابها و حلولها.

وبخصوص الأهداف يشير محدثنا لكون   Green tech Innovation ترتكز في استراتيجيتها على  جزئيين أساسيين، أولهما متعلق بالجانب التعليمي النظري الذي يختص في تعليم المنتسبين اليها   منطلقات التكنولوجيا الحديثة بكل تفاصيلها و ركائزها الأولية ،ثم الجانب التطبيقي التقني الذي يهدف  إلى تجسيد الأفكار واقعيا مع مراعاة الطرق المستعملة في الحفاظ على البيئة عبر ضمان المرافقة التامة للابتكارات الصديقة للبيئة.

Fablab Space....أول مخبر رقمي  جزائري خاص داعم للابتكارات و الابداعات 

بعد تأسيس Green tech Innovationيعرج ذات المتحدث لإنشاء مخبررقمي مزود بآلات تقنية حديثة مستوردة تسمح بتجسيد الأفكار و المشاريع   المختلفة، وباعتباره أول مخبر خاص بالجزائر فإن  الفكرة منه تشبه مقاهي الانترنت التي تفتح المجال للمهتمين لإكتشاف قدراتهم التكنولوجية و الرقمية ثم تجسيدها في أرض الواقع للتحقيق التحول من النظرية في الأفكار إلى النمذجة.

وعن ما يحتويه المخبر يفيد ياسين قطارني أنه مكان تجتمع فيه المميزات الحديثة والتكنولوجية الدقيقة لتجسيد الأفكار و المشاريع ، عبر اتاحة الفرصة للمهتمين لمعرفة دور وأهداف المخبر بكل آلاته التي تشمل الطابعة ثلاثية الأبعاد لطبع المجسمات الميكانيكية بعد عملية التصميم التي تسمح برسم أفكار المبتكرين في   قالب شكلي أولي يحول إلى مجسم ثلاثي الابعاد ،ثم  قاطعة الليزر التي تختص في تقطيع الأشياء بتقنية عالية الجودة ترفق بآلة نحت الخشب بصيغة مستحدثة الكترونية يتم برمجتها حسب الغرض و الهدف.

وعلى صعيد الورشات التكوينية  يقول قطارني أن التعليم هو الأساس قبل الابتكار و تجسيد الأفكار كونه  يمهد الطريق للمبتكرين عبر تعليمهم الأدوات و التقنيات الخاصة بمشاريعهم و التي تؤهلهم لتحقيق النجاعة و الاحترافية.

وبما أن التكوين التطبيقي هو أساس التعليم الأكاديمي ، فان المخبر يفتح ابوابه للطلبة المبتكرين لتلقي التعليم الأساسي في مشاريعهم النهائية المقدمة في نهاية مسارهم الجامعي مع ضمان المرافقة و المتابعة في كل التفاصيل.

بين الصعوبات و الآفاق .... واقع يفرض نفسه

فالاهداف المحققة المتعلقة بالمشاريع البيئية تختص في ثمانية تكنولوجيات تركزعلى المدينة الذكية التي تسمح للمشاركين بمعرفة التكنولوجيات و الاستفادة منها في الحفاظ على البيئة.

ومن جهة خلق قيمة مضافة للشركة  الناشئة Green tech Innovation يفيد صاحبها  بأن فكرة الحاضنة  هي من ضمن الأهداف المسطرة والآفاق التي نصبوا إليها من خلال احتضان  المشاريع التي تخدم البيئة وتدعمها بأفكار جديدة تطويرية في كل مرة ،ولعل هذا المنطلق هو ما جعلنا نختار ولاية بومرداس كمنطقة تحتوي على كل العوامل المساعدة على  تحقيق الاستمرارية و الشمولية للمشروع .

 ومن بين هذه العوامل نجد أن ولاية بومرداس تضم في كنفها جامعة كبيرة بتخصصاتها التقنية و العلمية التي تستدعى تعزيز مرافقتنا لطلابها الذين يتخذون من مخبرنا وجهة علمية لتحسين الأداء و تعزيز الابتكار  ،  يضاف إلى ذلك  أن مدينة بومرداس تضم أيضا أهم  الشركات الكبرى الجزائرية العامة و الخاصة  .

رغم الدراسة الاستطلاعية التي قام بها فريق Green tech Innovation في الهدف و المكان و الآفاق إلى أن بعض الحواجزوالعراقيل تقف بينهم و بين الاستمرارية التي تفرض اعانات مادية معتبرة تمكن الشركة من فتح فروع و مكاتب في مختلف الولايات .

يضاف اليها حسب ما أفاده قطارني في نقطة أن أكبر تحدي في الجزائر هو نقص الوعي بالمجال البيئي على مستوى عامة الناس و عند المؤسسات، و هوما فرض علينا مشركة ناشئة  تغير منطلق تعريفها من مؤسسة بيئية الى مؤسسة تكنولوجية خاصة بالمجال البيئي  من اجل تقريب المفاهيم للناس.

وتدعيما لهذا المجال و خدمة للوعي البيئي يضيف قطارني أن استراتيجيته المتبعة تنص في بنودها تشجيع الاستثمارات و المشاريع الهادفة عبر عقد اتفاقيات مع بعض المؤسسات  و الهيئات التي  تفعل آفاق الرؤية الجديدة بين البيئة و التكنولوجيا التي جعلت Green tech Innovation تعمل في مجال التحسيس مع  دار البيئة التي فتحت المجال أمام المبتكرين في النمذجة والمقاولاتية، و التي روفقت بعد ذلك باتفاقية أخرى مع مؤسسة جزائرية تشجع الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي و الرقمنة ، يضاف اليها سلك مرافقة المؤسسات الناشئة في مجال البيئة عبر اتفاقية عملية مع بعض الهيئات و المكاتب الدولية.

بين الأهداف المحققة ...مشاريع جديدة تضمن الاستمرارية

قام فريق Green tech Innovation  السنة الماضية بتنظيم دورةScratch for green impact  التي تختص في تعليم لغة البرمجة للمبتدئين الأطفال ، من خلال اطلاعهم على أهم  التحديات  البيئية التي تستهدف محيطهم و تفرض عليهم كفاعلين تحديد برنامج توعوي موجه في  الكهرباء و الماء و الاكياس البلاستكية و النفايات التي توجه  برامجهم حسب تخيلاتهم و رسالتهم التي تصف سلوكياتهم للحفاض على البيئة على المدى القريب و البعيد و المتوسط.

ونظرا لنجاح الدورة السابقة سيتم مرافقتها هذه السنة في ضل الأسابيع المقبلة ببرنامج السياحة الايكولوجية المتزامن مع فصل الصيف لتعليم السياح أساسيات المحافظة على البيئة باتباع خطوات بسيطة تكسب المحيط نظرة جمالية نظيفة تخلق الوعي في المواطنين تجاه بيئتهم.

وفي اطاراحتواء الأطفال فكريا تسعى المؤسسة لفتح فضاءاتها للمبدعين الصغار من خلال تعليمهم  النمذجة الحقيقية لصنع ألعابهم بذاتهم سواء كانت رقمية أو ميكانيكية ، تتحقق الهدف التربوي وتحافظ على البيئة.