2329
0
جمعية تحدي المرأة الماكثة في البيت تنظم "عرس الطبخ الجزائري"
نظمت جمعية "تحدي المرأة الماكثة في البيت" اليوم الثلاثاء، عرس الطبخ الجزائري، والمتمثل في مسابقة موجهة للمرأة الماكثة في البيت تجمع بين الطبخ التقليدي والعصري تحت شعار "بين البارح واليوم"، جرت الفعاليات بقاعة الحفلات "الغزال" بباش جراح الجزائر.
تغطية كريمة بندو، صور: شيماء منصور بوناب
شارك في المسابقة ربات بيت من مختلف مناطق الوطن، الوسط الشرق الجنوب والغرب، وهذا ما أعطاها طابع التنوع في الأطباق بين التقليدي والعصري، ولأن المطبخ الجزائري معروف حول العالم بتنوعه وتميزه وذوقه الرفيع، فإن المرأة الجزائرية تجد نفسها أمام بحر من الوصفات الشهية والمتنوعة في ذوقها وفنها وحسها الراقي والأصيل.
قويدر " اتخذنا من التحدي عنوانا "
وفي تصريح أدلت به لجريدة "بركة نيوز"، أوضحت رئيسة جمعية تحدي المرأة الماكثة في البيت شهيرة قويدر، بأنها استعانت بكلمة "التحدي " واتخذتها عنوانا لجمعيتها، حيث انها مكثت في البيت بعد فترة من العمل، وعايشت الاحساس الذي يعتري المرأة الماكثة في البيت حيث تكون بحاجة لمساحة ولو صغيرة من أجل إثبات ذاتها، ومن هذا المنطلق تبادر إلى ذهني إنشاء الجمعية.
مضيفة، الإنطلاقة كانت في 19 أكتوبر 2019، والحمد لله تمكنا من تجسيد عدة فعاليات وتظاهرات ومسابقات شاركنا في عدة معارض خاصة بالحرف والصناعات التقليدية ومهرجانات خاصة بالعادات والتقاليد الجزائرية وبرامج لفائدة المرأة.
وبالنسبة لتظاهرة اليوم حاولنا الجمع بين "البارح واليوم" في مجال الطبخ، حيث جمعنا بين الأطباق التقليدية والمعاصرة والتي تتفنن فيها أنامل المرأة الجزائرية المبدعة، حيث حاولنا الجمع بين التراث والعصرنة، ونطمح لبناء جسر بين الماضي والحاضر.
وفي ردها حول برنامج الجمعية في الأشهر المقبلة، كشفت قويدر أن الفعالية القريبة التي ستنظمها جمعية تحدي المرأة الماكثة بالبيت ستكون في تونس وتتمثل في مسابقة الطبخ التي ستجمع بين متسابقين من الجزائر ومن تونس تحت شعار "ابداعات الحراير تونس والجزائر" بالتنسيق مع الشاف أمال شاوش، والتي ستشمل عدة تخصصات منها مسابقة حلويات عروض أزياء ومعرض للصناعات التقليدية، وإن شاء الله من تونس نطمح للانطلاقة إلى العالمية.
كما شدّدت قويدر على أن مثل هذه المسابقات تعمل على بناء الثقة بالنفس لدى المرأة، من خلال إعداد الأطباق المطلوبة وعرضها أمام الضيوف والمدعوين ولجنة التحكيم ، التي تقيمها بدقة متناهية، وثناؤهم عليها في أحيان كثيرة يرفع من معنويات المتسابقات، ويعزز ثقتهن بأنفسهن.
مسابقات الطهي.. ملتقى لتبادل الخبرات وتطوير الذات
وتمثل مسابقات الطبخ، لاسيما الخاصة بربات البيوت، مناسبة لكثيرات لعرض مواهبهن في فنون الطهي، والتعريف بثقافات وتقاليد هذا البلد القارة والغني بتراثه اللامادي الأصيل، وتتفنن المرأة الجزائرية في إعداد أطباق بنكهة خاصة، تمثل تنوع هذا الوطن الكبير، مما يجعل هذه المسابقات ملتقى لتبادل الخبرات، بين المشاركات والخبراء المحكمين في المسابقات.
وتنوعت الأطباق المشاركة بين الكسكسي بشكله التقليدي والعصري والشخشوخة بتنوع أذواقها ومناطقها وأشكالها وبهاراتها والزفيطي البوسعادي بمذاقه المتميز والرفيس، وعدة أطباق أخرى لا يسعني ذكرها بالتفصيل.
حيث أبدعت أنامل الفحلات الجزائريات من مختلف مناطق الوطن في رسم لوحة فنية رائعة الجمال نقلتنا في سويعات من وسط الجزائر إلى شرقها وغربها وجنوبها.
وقالت إحدى المشاركات في المسابقة: « الهدف الأساسي لاشتراكي في المسابقة أن أبرز مهاراتي في مجال الطبخ، وتبادل الخبرات »، وأضافت بأن " الجمعية منظمة المسابقة تركت لهن حرية اختيار الأطباق التي نرغب في تحضيرها، حيث قمت بإعداد طبق الكسكسي، وأشعر بسعادة عارمة، كوني تمكنت من المشاركة في المسابقة، وآمل أن يحالفني الحظ للفوز "
خبرة منزلية طويلة في مجال الطبخ
كما عبرت مشاركة أخرى عن سعادتها بهذه المشاركة مؤكدة «رغبتي في مشاركة نظيراتي من ربات البيوت، بخبرة تفوق 30 سنة في مجال الطبخ، دفعتني إلى خوض غمار التجربة التي أسهمت في رفع معنوياتي، وعززت ثقتي بنفسي، وبقدراتي ومهاراتي في هذا المجال، لاسيما أنني اطبخ أمام عشرات المشاركات والضيوف، كما منحتني المسابقة فرصة التعرف على وصفات جديدة لم أكن أعرفها من قبل"
وأوضحت مشاركة أخرى أن حبها الكبير لمجال الطبخ دفعها للمشاركة في المسابقة التي منحتها فرصة تعريف المشاركات بالمطبخ العنابي الذي تنتمي إليه، وتدرك أساسياته وفنونه المتنوعة .
إبداع المرأة الماكثة في البيت قد يتعدى مهارات أشهر الطهاة
من جهتها صرحت الإعلامية الغنية عن التعريف أمينة زيري من إذاعة البهجة، بأنها تتشرف بالمشاركة في مثل هذه التظاهرات التي تبرز إبداع المرأة الجزائرية، مؤكدة أن مثل هذه المسابقات تسهم في الحفاظ على الموروث الثقافي الجزائري، خاصة أمام الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الجزائر في هذا الخصوص، للتصدي لمحاولات الاستيلاء على تقاليد بلدنا الغنية والمتنوعة في جميع المجالات.
مضيفة بأن مثل هذه المسابقات تمنح فرصة لربات البيوت للمشاركة بخبرتهن الكبيرة في مجال الطبخ التي قد تتعدى خبرة أشهر الطهاة، وتسمح لهن في الوقت نفسه بالتعرف على وصفات مختلفة من مناطق أخرى.
من جهتها وجهت المطربة الجزائرية في الفن الأندلسي زكية قارة تركي شكرها لجمعية المرأة الماكثة بالبيت على الدعوة التي حظيت بها للمشاركة في هذا العرس الجميل، كما وجهت أسمى معاني العرفان للمرأة الجزائرية التي تناضل للحفاظ على الموروث الثقافي والتقليدي الجزائري الأصيل في جميع المجالات بما فيها الطبخ، مؤكدة ضرورة الحفاظ على تقاليدنا الجميلة والرائعة سواء في الطبخ أو الخياطة والألبسة أو الحرف اليديوية وغيرها من الكنوز التي تزخر بها بلادنا.
دعم وترويج للثقافة الجزائرية
ولا يقتصر الهدف من تنظيم مسابقات الطهي المختلفة على إتاحة الفرصة أمام ربات البيوت لإثبات مهاراتهن، بل يتعداه إلى الترويج لعاداتنا وتقاليدنا وموروثنا الحضاري والثقافي الغني والمتميز وتسليط الضوء عليه.
في الأخير تم الإعلان عن المتسابقات الفائزات في هذا العرس الثقافي، حيث كانت المرتبة الأولى في مسابقة الطبخ العصري من نصيب أم حسان، أما المرتبة الثانية فتحصلت عليها حنان جلول، وبالنسبة للمرتبة الثالثة فتوجت بها بلقاضي نسيمة.
أما في الطبخ التقليدي فتحصلت بن داحلي عائشة من بوسعادة على المرتبة الأولى، في حين جاءت المرتبة الثانية من نصيب شيبي ليلى وأحرزت المرتبة الثالثة فراج شهرزاد.