531
0
جمعية سبل الخير....رؤية جديدة تسعى لإشراك المجتمع المدني في المجال التربوي
جمعية سبل الخير جمعية اجتماعية ولائية ذات طابع خيري بدأت بوادر نشأتها من أسوار احدى المدارس ببرج الكيفان من قبل بعض من أعضاء الطاقم التربوي النسوي تحت اشراف الأستاذة و المختصة التربوية نادية لعزيزي التي عملت على بلورة أبعاد الفكر الجمعوي من داخل المؤسسة التربوية قصد تنمية القيم المجتمعية لدى التلاميذ كرؤية جديدة تعكس مدى أهمية اشراك المجتمع المدني في مجال التربية و التعليم.
شيماء منصور بوناب
من هذا المنطلق بدأت عمليات تقنين العمل الإنساني الخيري سنة 2014 بصفة حيث تم تحدد الأهداف و المهام على صعيد أوسع شمل كبداية أولى بلدية برج الكيفان في صيغة محلية تراعي تقديم المساعدات للمواطنين التابعين لها فقط ، وحسب ما أفادت به الأستاذة نادية لعزيزي رئيسة الجمعية فإن العمل الجمعوي في انطلاقته كان ذو تسيير نسوي بامتياز حين ضم في كنفه مختصات تربويات و حتى ربات البيوت اللواتي انضممن للجمعية رغبة من هن في ابراز مواهب المرأة الجزائرية الحرفية الماكثة في البيت ودورها في المجتمع .
محاربة الآفات الإجتماعية في المدارس
وعن العمل التطوعي في الجمعية تنوه ذات المتحدثة للحملات التحسيسية الخاصة بالآفات الاجتماعية التي بدأت فكرتها نتيجة انتشار مظاهر الانحلال الأخلاقي في الوسط التعليمي في المتوسطات و الثانويات في الآونة الأخيرة، وهو ما فرض تدخل عاجل لأطياف المجتمع المدني لحلها قبل تأزم الوضع ، وبما أن جمعية سبل الخير من بين الجمعيات التي تنشط في المجال التوعوي و التربوي أيضا تؤكد محدثتنا بأن الجمعية كانت السباقة في هذا المجال بشكل ميداني واقعي من داخل المقاعد التربوية التعليمية في احدى مدارس بلدية برج الكيفان.
وتضيف مشيرة للدور الكبير التي لعبته الحملة في تنوير أذهان التلاميذ بمخاطر الآفات الاجتماعية من خلال اشراكهم في عملية التحسيس ثم الوقوف أمام التحديات الكبرى لعلاجها بأسلوب التعديل و التغيير.
المعارض النسوية ... استعراض لمواهب المرأة الجزائرية
وتحت شعار دعم المرأة الماكثة في البيت بدأ اهتمام جمعية سبل الخير سنة2015 بالنساء الماكثات في البيت خاصة الارامل و المطلقات و ذوات الدخل المحدود ،ثم دمجهن في العمل الجمعوي عبر معارض ترويجية للأعمال الحرفية التي تقوم بها المرأة ذاتيا خاصة في الخياطة و الطرز أو الطبخ.
وعن ما يميز هذه المعارض تشير لعزيزي للطابع البسيط العفوي للنساء المشاركات اللواتي آمن بأنفسهن و بقدراتهن الحرفية في بيع منتجاتهم بكل ثقة ، لتضيف بذلك أن ثمار تجربة المعارض كانت السبب في زيادة الدعم الخيري للجمعية التي باتت المشاركات فيها من بين الداعمات و المتطوعات للجمعية في كل المناسبات ، لعل أهمها في شهر رمضان أو العيدين حين كانت النساء تقدمن في كل مرة ما تصنعه اناملهن لفائدة الجمعية بدافع خيري .
معرض الطفل الحرفي....اكتشاف للمواهب و الابداعات
بمناسبة يوم الطفولة نظمت جمعية سبل الخير معارض حرفية للأطفال للكشف عن ميولاتهم الإبداعية في الصناعات الحرفية و التقليدية التي يراها الطفل متنفس فني لخلجاته ورغباته التي تؤهله للخوض في عالم التجارة و بيع منتجاته الصغيرة المصنوعة يدويا والتي وصل عدد المشاركين فيها ازيد من ثمانين طفلا في المعرض الواحد.
أما بالنسبة للورشات المقامة بجانب المعارض تشير رئيسة الجمعية أن زوار المعرض من الأطفال الذين تكفلت بهم الجمعية وسعت لإدماجهم في ورشات تدريبية في تعليم أساسيات الصناعة اليدوية في الحلي الحقائب و الطرز وغيرها من الحرف التي تناسب فضولهم، وذلك بالتنسيق مع الغرفة الولائية للصناعات التقليدية و الحرف و المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية حي مختار زرهوني.
وواصلت حديثها مؤكدة على دور تعليم الطفل الحرف البسيطة للخروج من قوقعته لتحقيق الادماج الفعلي مع بيئته عبر تنمية قدراته الفنية و التقنية التي تجعل منه مواطن مسؤول في سن صغير كما تكسبه ثقة في نفسه و غيره ثم تبين له قدراته و مواهبه التي عجز عن اكتشافها مسبقا.
جمعية سبل الخير ترتقي بمفاهيم العمل الجمعوي بأبعاد جديدة
بعد أربع سنوات من العطاء الخيري و الاجتماعي فكر أعضاء جمعية سبل الخير في توسيع نشاط الجمعية من العمل المحلي إلى المستوى الولائي مع ادراج رجال كأعضاء فيها بسبب بعض العراقيل التي وقفت أمام استمرارية نشاط الجمعية في طابعها النسوي فقط.
تطوير عمل الجمعية لم يقتصر على الميدان الخيري فقط انما شمل المجال التحسيسي أيضا الذي يواكب المناسبات و الأيام الوطنية و العالمية مثل " الحملات التحسيسية للحد من الإصابة بالسكري أو سرطان الثدي أو الدخول المدرسي و غيرها من الحملات المهمة للمجتمع ...
ومن ناحية الورشات قمنا بضم أعضاء مختصين في الجمعية في مجال الطب و الكوتشينغ و التنمية البشرية لتقديم استشارة للأولياء أو التلاميذ و كل المهتمين سواء عبر الاعلام في الإذاعة والتيلفزيون أو عبر أبواب الجمعية التي أخذت من منطلق التوعية منهاجا جديد لتنمية معتقدات الفرد المحتاج.
وكاختصاص في العمل الجمعوي تركز نادية لعزيزي على الاطعام "مطعم الرحمة " في رمضان وفق استراتيجية محكمة ماديا و تقنيا و منضبطة الأبعاد سواء من ناحية ما يقدم أو ما يسير العمل الذي يشترط النظافة و المصداقية ثم التفاني و الإخلاص في العمل الجمعوي .
افتقار إلى التكوين من أهم التحديات التي تواجهها الجمعيات
ومن ناحية الصعوبات تشدد ذات المتحدثة على الجانب المادي الذي يكبح شغف طاقم الجمعية للاستمرار في العمل الخيري الذي يستند بالأساس على التطوع و الدعم المادي الذي تستفيد منه الجمعيات .
وعن آفاق العمل الجمعوي بالجزائر تضيف انه رغم وجود جمعيات في المجتمع إلا أنها تفتقر للتكوين و التوجيه الحقيقي الذي يساعدها على إدارة ازماتها و تحقيق الاستمرارية في عملها خاصة في من جانب كيفية تأسيس الجمعية وإدارة فريقها ثم في كيفية الوصول للتميز في العمل الجمعوي.
أما في سياق الرقمنة ومواكبة مستجدات العصر الحديث تنوه نادية لعزيزي لكون الجمعيات لا تزال متأخرة في هذا الشق لعدة أسباب و نقاط تفرض تعميمها في كل القطاعات بشكل فعلي و حقيقي ثم توسيعها داخل أطياف المجتمع المدني .