1072
0
جمعية كافل اليتيم الوطنية.. مسار حافل بالإنجازات في سبيل دعم الأرملة و مرافقة اليتيم
بخطى ثابتة تواصل جمعية كافل اليتيم الوطنية و مختلف فروعها التابعة لها، عملها الدؤوب في صناعة الحدث من خلال دعم و مساندة الأرامل و الايتام عبر كامل التراب الوطني، وصلت إلى حد الاحترافية محققة العديد من المشاريع و البرامج الخيرية منذ نشأتها و مازالت تفتح أبوابها لخدمة هذه الفئة الحساسة من المجتمع و تقديم يد العون لهم.
نزيهة سعودي
تتجسد أهداف الجمعية من حيث جملة من التدابير والآليات للرفع من مكانة اليتيم وجعله في مصاف غيره من الفئات الاجتماعية الأخرى.
أولى الجمعيات في الجزائر
تأسست جمعية كافل اليتيم في 1988 بولاية البليدة، و من يومها انطلقت بتخطيط سليم بضرورة فتح مقرات الجمعية أمام اليتامى و الأرامل، وقد سخرت الجمعية منذ بدايتها موارد بشرية هائلة من متخصصين و متعاونين، جُندوا للعمل من أجل النهوض بالعمل الخيري المتعلق باليتيم.
في 2 مارس 1989 نظم أعضاء الجمعية حفل في مسجد بن بولعيد بحضور مشايخ وعلماء، حيث أعلن رئيس بلدية البليدة آنذاك عن منح الجمعية مقر خاص بها ليتوجه إليه المحسنين، حيث تم اختيار مكان استراتيجي أمام جامع البدر في باب السبت، ومع توسع نشاطاتها كسبت ثقة الناس والسلطات، هذه الثقة جعلت الجمعية يذيع صيتها وتنتشر سمعتها حتى خارج ولاية البليدة.
فكرت منذ ذلك الحين بالارتقاء إلى أن تكون جمعية وطنية، حيث قُدم الطلب سنة 2006 و ، قامت في تلك الفترة بفتح فروع ما يقارب 30 مكتب ولائي عبر الوطن، و مازال العمل في تطورا خاصة و أن الجمعية تعرف ترحيب كبير من قبل المجتمع،خاصة وأن بعض بدأت المؤسسات تستشعر أهمية دعم ومرافقة هذه الفئة من المجتمع.
توسعت الجمعية الخيرية كافل اليتيم إلى جمعيةٍ وطنيةٍ وفق ما نص عليه قانون الجمعيات، حيث اعتمدت من طرف وزارة الداخلية والجماعات المحلية تحت رقم: 340، يوم 17ديسمبر2011، وتمّت مطابقتها مع القانون 06/12 الصادر في 12 جانفي 2012، المتعلّق بالجمعيات تحت رقم 72/14 بتاريخ 16 أكتوبر2014 فأصبح لها مكاتب بعدد ولايات الوطن، مع بعض المكاتب للمقاطعات المنتدبة.
55 مكتب ولائي .. و مساعي حثيثة لإنشاء مكاتب في الولايات المتبقية
تحصي الجمعية حاليا 55 مكتب ولائي عبر الوطن -حسب تصريحات رئيسها شعواطي- من أصل 58 ولاية و هي تشتغل على تدعيم هذه المكاتب وتسعى في الوقت القريب لإنشاء مكاتب في ولايات أخرى مثل ولاية جانت و غيرها.
تتنوع نشاطات الجمعية وفق برنامج سنوي تتوزع فيها المهام عبر عدة لجان التي تكفل الجوانب العامة لحياة اليتيم والأرملة.
بالنسبة لمجال عملها يكمن في خدمة الأيتام و الأرامل تقدم الجمعية لهم جملة من الخدمات المادية والمعنوية، بالنسبة للأمورالمعنوية تقدم مساعدات في شكل ألبسة و مواد غذائية مع التكفل بالجانب الطبي للأرامل، وهناك عائلات تستفيد من منح شهرية تتفاوت حسب ظروف الأرملة و قدرات الجمعية في الولايات تتراوح من 10 إلى 30 ألف دينار، بفضل دعم و عطاء المحسنين.
كما تقوم الجمعية بحملات خلال شهر رمضان و في الأعياد و المناسبات الدينية و الدخول المدرسي، كما أطلقت الجمعية حملة "القلوب الدافئة" لتجهيز العائلات مما يحتاجونه من أغطية و أفرشة و كل ما يحتاجونه خلال فصل الشتاء، بالإضافة إلى ترميم البيوت الجاهزة للأرامل و مساعدتهم في تهيئة المنازل، مع تقديم المرافقة في الجانب النفسي، إضافة إلى مجال التكوين للارامل و اليتيمات في صناعة الحلويات و الطرز و الصناعات التقليدية.
تشجيع الأرامل لانجاز مشارعهن
كما أطلقت جمعية كافل اليتيم مشروع مهم جدا تسعى فيه لتمكين الأرملة ليكون لديها مشروع منتج يتم تمويلها عن طريق الجمعية في حدود 40 إلى 50 مليون سنتيم لتسويق منتوجها و يصبح لها مدخول عوض حصولها على منحة، فضلاً عن تشجيع الأطفال المسجلين على حفظ القرآن الكريم و تنظيم مخيمات صيفية و العطل الشتوية و الربيعية.
بالنسبة لطريقة الجمعية في معرفة احتياجات اليتيم فهناك أبعاد استراتيجية تشتغل عليها الجمعية منها معرفة ما يحتاجه اليتيم بالضبط، و هذا عبر ورشات و مختصين من أجل تحديد ما يحتاجه بالنظر للفئات العمرية المختلفة للأيتام، فلكل حالة احتياجاتها الخاصة.
تهتم الجمعية بالجانب الإعلامي والذي تعتمد عليه في تسويق أعمالها والتعريف بها، وتسهيل التعرف على أُسر الأرامل واليتامى، من خلال هذه الوسائل، بعض الحصص المتلفزة في القنوات وصفحات التواصل الاجتماعي، في حين ترمق الجمعية إلى الأفق وتطمح إلى مستقبل واعد وأجمل، أملاً أن تكون لها قناة تلفزيونية خاصة بها، أو إذاعة وطنية تتكفل بالدور الإعلامي.
الجامعة الصيفية ...آلية من آليات التكوين في الجانب الإداري
أما بخصوص الصعوبات التي تعاني منها الجمعيات اعتبر رئيس الجمعية أن نقص التكوين من أهم التحديات، لهذا يتم الإشتعال على هذا المجال، من خلال التحضير للجامعة الصيفية كآلية من آليات التكوين خاصة في الجانب الإداري، كما يتم تنظيم ندوات ولائية و لقاءات مع مختصين لبلوغ الاحترافية عبر هذا التكوين.
تبعا لاستراتيجيتها الجديدة في تنصيب لجان مختصة في مختلف مجالاتها ، أنشأت الجمعية مؤخرا لجنة قانونية مكونة من خبراء في المجال القانوني للعمل على هذا المحور الذي يعطي المصداقية للجمعية في تعاملاتها اليومية، مع تنصيب لجنة في التدقيق والمرافقة و المتابعة المالية بهدف اضفاء الشفافية العملية التبرع.
تم مؤخرا أيضاً تنصيب لجنة متخصصة في الجانب الشرعي لتكون تعاملات الجمعية متوافقة مع الجانب القانوني، بمشاركة أساتذة أكاديميين في المجال الشرعي ترجع إليها الجمعية فيما يخص تعاملاتها اليومية، و هي مقبلة في الأيام القليلة القادمة على تنصيب لجان في مجال الصحة و التدريب و التكوين و كذا الجانب الإداري، بعدها تجمع كل هذه اللجان في هيئة استشارية تابعة لجمعية كافل اليتيم الوطنية.
أنا بخصوص انشغالات الجمعية فهي تقريبا نفس التحديات التي تعانيها كل منظمة، حيث تحاول الجمعية استقطاب الكفاءات التي لها قدرة و قيم أخلاق تخدم الجمعية لتسير نحو الأفضل، كما تفتح الفرصة للشباب لاكتشاف طاقات شبانية و المساهمة في إعطاء قيمة للإعلام عبر النشاطات التي تنظمها الجمعية.
جمعية كافل اليتيم اليوم وصلت إلى ما كان يطمح إليه مؤسسوها كما تسعى إلى المحافظة على هذه المكانة التي اكتسبتها في المجتمع الجزائري لأن طريقة عملها كانت مرتكزة على الصبر والحكمة والإخلاص والشفافية المطلقة في التسيير.