647

0

جمعية فن و أصالة تحتفي بعيد المرأة بمعرض للحرفيين

تظاهرة ثقافية للترويج و الحفاظ على الإرث الجزائري

إحتفاءا باليوم العالمي للمرأة المصادف ل 8 مارس من كل سنة، نظمت جمعية فن و أصالة معرضا للحرف و الصناعات التقليدية من 25 إلى 29 فيفري ذلك بالمركز الثقافي أحمد عياد بالأبيار و بمشاركة أكثر من 30 مشروع حرفي من مختلف ربوع الوطن للتعريف بمنتجاتهم و الحفاظ على الموروث الثقافي الجزائري.

نزيهة سعودي 

و في هذا الصدد أكدت فخارجي نبيلة رئيسة جمعية فن و أصالة لجريدة بركة نيوز أن الجمعية نظمت هذه التظاهرة الثقافية احياءا لليوم العالمي للمرأة،كما شاءت الصدف أنه تزامن مع اقتراب حلول شهر رمضان الفضيل، بحيث تميزت أروقة المعرض بتواجد حرفيين من مختلف المناطق الجزائرية ذلك للترويج بمنتجاتهم مع تشجيع الشباب على المواصلة في نشر هذا الموروث الذي يفتخر و يعتز به كل جزائري.

إضافة إلى ذلك جرت ورشات حية في الحرف التقليدية و إعادة بعض الحرف التي هي في طريق الزوال بمشاركة حرفيين يتقنون هذه الحرفة لتعليمها للشباب و الحفاظ عليها و مواصلة مشوار الأجداد و تمضي من جيل إلى آخر، بهدف المحافظة على هذا الإرث و الترويج له.

فبمناسبة يوم المرأة وجهت رئيسة جمعية فن و أصالة كلمة تفحيز و تشجيعا للنساء الجزائريات تقول فيها " المرأة الجزائرية بصفة خاصة لها شهادات دراسية عالية و في نفس الوقت تتقن حرف متنوعة هذا يبرز ما يمكن أن تقوم به المرأة الجزائرية سواء منها المتقاعدة أو الماكثة في البيت و العاملة و غيرها وجب التمسك بأحلامهن و تحقيقها و السعي للنجاح، فالمرأة هي الأم و الزوجة و الأخت و مربية لأجيال و المعلمة و الحرفية، و عضو فعال في المجتمع تمنياتي لكل منهن الارتقاء لإكمال مشرارهن كل حسب تخصصها و مهنتها.

ورشات حية لمختلف الحرف

من بين الحرف التي تواجدت بأروقة المعرض نجد كل من صناعة الدوم صناعة الحلويات التقليدية، الحلي، السيراميك، طرز صناعة الشموع، لاسيما ورشات حية حول صناعة نوع من غرزات الخياطة من خلال حرفية تعلمها للشباب ، محاولة منها إعادة إحياءها و إتقانها خاصة للشباب،مع محاولة إعطاء الطابع العصري و تطوير بعض الحرف، و كل ما يخص شهر رمضان من مواد حافظة طبيعية و كل ما تحتاجه المرأة في شهر رمضان.

و بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للقصبة شاركت الجمعية بالتنسيق مع إذاعة البهجة بالأطباق العاصمية المحضة و الحلويات التقليدية و القعدة العاصمية القديمة و اللباس التقليدي أبرزت كل ما هو تقليدي محض، أين تم الرجوع بالحاضرين إلى القعدات العاصمية القديمة التي عاشها أجدادنا.

و على صعيد آخر وخلال تجوالنا في أروقة المعرض توجهت بركة نيوز للحديث مع بعض الحرفيين الذين أثبتوا حضورهم من خلال أعمالهم المتميزة حيث شاركت كل من الأخوات الثلاث عائلة قصباجي حرفيات كل منهن لها حرفتها الخاصة حيث نجد السيدة لمياء قصباجي حرفية في صناعة الشموع انطلقت منذ سنة في هذه الحرفة بكل حب و إتقان، و في هذا السياق تقول محدثتنا "حققنا طموحاتنا من خلال تجسيدنا لمشاركتنا الخاصة و اليوم نشارك في هذه التظاهرة للترويج لمنتجاتنا، فمن جهتها لم تلقى حرفة صناعة الشموع في البداية إقبال كبير من طرف الجمهور ولكن مع مرور الوقت بات يروج لها شيئا فشيئا آملة أن ترقى المرأة الجزائرية إلى المناصب العليا و تحافظ على الموروث الذي تركه أسلافنا. 

و مرورا لصاحبة مشروع "crochet art mimi" التي تشتهر بصنع les poupons حيث صرحت لنا أنها انطلقت في مشروعها فترة الكوفيد بعدما كانت تقوم بخياطة ملابس للأطفال بالكروشي انتقلت إلى أن أصبحت مهنة لها، محاولة منها أن تنقل مشروعها لتعليم جميع الراغبين في ذلك.

المشكل الرئيسي في هذه الحرفة حسب السيدة ميمي هو عدم توفر المادة الأولية لذلك أحيانا يستوجب عليها إحظارها من خارج الوطن، مع ضرورة استعمالها لصوف ذو جودة رفيعة أما عن الأسعار فهي مرتفعة نوعا ما لأنها تأخذ وقت كبير في صنعها.

مشروع زهرودة ... إحتواء أكثر من 200 إمرأة للطرز

و انتقالا إلى ولاية تقرت نجد السيدة ليندة العوني صاحبة مشروع زهرودة حرفية في الطرز التقليدي و الطرز باليد على جميع الأقمشة، تقول "جئنا من الصحراء للتعريف بمنتوجنا بالعاصمة، عن نفسي انطلقت في هذه المهنة سنة 2016 البداية لم تكن سهلة لكني وصلت إلى مبتغاي، أما بالنسبة للمادة الأولية فالمنتوج متوفر ننسجه بالمواد المتواجدة في الولاية من صوف الخروف الذي ننسجه بأيدينا".

و بخصوص النساء العاملات في المشروع تشير محدثتنا إلى أن معظمهن نساء جامعيات و أخريات ماكثات في البيوت حوالي أكثر من 200 إمرأة متعاونة على صناعة أحسن منتوج، مبرزة أن العمل هذا يتطلب وقت كبير و تقنيات عديدة تستدعي على الأقل دورة تكوينية لإتقان هذا المنتوج في ظرف 6 أشهر، و بمناسبة 8 مارس دعت ليندة العوني كل إمرأة لديها موهبة أو هواية أن تبرزها و لا تيأس في مواصلة مشوارها لتكون خير مثال للنساء.

و من ناحيته أوضح درامشية عبد المجيد متقاعد صاحب 66 سنة من عمره يشتهر بحرفة النحت على الزجاج و الكريستال، تعلق بالفنون كالرسم والمسرح منذ صغره ،  وفي فترة تقاعده انطلق في النحت عن الحطب و الزجاج، أجرى بحوث عبر الأنترنت و كان له الحظ بمعرفة أستاذة ذات سمعة عالمية في هذا المجال.

يروي لنا تفاصيل غوصه في هذا المجال قائلا " بعدما لاحظت الاستاذة أن أستفساراتي في محلها و أيقنت أنني أهوى هذا المجال و لدي خبرة فنية وجهت لي بعض الإرشادات و النصائح للتطور، و قمت بمجهود من ناحيتي و الحمد لله وصلت لدرجة أن إسمي متواجد في سجل المراجع الدولية للنحت على الزجاج، كما يعتبر على المستوى الوطني أول نحات جزائري على الزجاج.

كما تشجعه زوجته و هي الأخرى تقوم بالخياطة و صناعة الشموع إلا أنهما يستشيران بعضهما كل في مهنته التي يمارسها، و بالنسبة لإقبال الناس على النحت على الزجاج يقول " هذه الحرفة لا تلقى ثقافة و إقبال كبير من الجمهور إلى درجة احتسابهم في بعض الأحيان أنها مجرد رسم على الزجاج فقط، رغم أنه اختار أصعب أنواع النحت الذي يتطلب مجهودا كبيرا،  كما أن  صعوبة تسويق  المنتوج تعتبر اكبر التحديات.

 



شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services