العمل الخيري هو عمل لا يعتمد على تحقيق أي مردود مادي أو أرباح بل يقدم مجموعة من الخدمات الإنسانية للأفراد المحتاجين لها، ويعرف أيضاً بأنّه قيام مجموعة من الأفراد مثل الجمعيات، والمؤسسات بتقديم الدعم والمساعدة للأشخاص المحتاجين، من طعام ودواء ومأوى وغيرها.

نزيهة سعودي 

و يكمن هدف هذا العمل في نشر الخير و التكافل والتّضامن الاجتماعي بين أفراد المجتمع باختلاف مستوياته، للمحافظة على تعزيز دور القيم الدينية والأخلاق الحميدة في النهوض بالمجتمعات.

من بين الجمعيات الناشطة في المجال الاجتماعي و الخيري، نجد جمعية درة الفلاح  برئاسة السيد ابراهيم مكمش عضو في لجنة الشؤون الاجتماعية و الثقافة لبلدية زرالدة، تأسست في 22 فيفري 2014 بزرالدة و تظم 16 عضو رسمي حيث تنشط في هذا المجال منذ 11 سنة.

تزامن أول نشاط للجمعية مع الاحتفال باليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة الموافق ل14 مارس من كل سنة، حيث عرفت  المبادرة اقبالا كبيرا بحضور فرق إنشادية و هدايا لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة و أن هذه الفئة كانت تحتاج الرعاية والاهتمام و في تلك السنوات كانت المنحة جد منخفضة لا تلبي احتياجاتهم، إلى أن قام رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بالتفاتة طيبة حيث تعززت قيمة جميع الفئات الهشة في الجزائر.

توزيع قفف شهرية للعائلات المعوزة 

 تم اعتماد الجمعية سنة 2015 في تلك الفترة إنطلقت في أول مشروع لها و هو القفة الشهرية حيث تقوم الجمعية بتوزيع قفف شهرية ل حوالي 80 إلى 120 عائلة، سنة 2020 مع انتشار وباء كوفيد 19الذي اكتسح العالم بسببه تراجع اقتصادها، عرفت الجزائر كباقي الدول تراجع في التبرعات و لكن الجمعية ضلت متمسكة بمشروعها و لازالت تنشط في المجال الخيري.

و في سياق آخر أكد ابرهيم مكمش أنه في كل عيد أضحى مبارك تقوم الجمعية بتقديم الاضاحي للعائلات المعوزة، كما أشار بالقول " نسعى هذه السنة لتوزيع الأضاحي أو اللحوم و القفف الشهرية من مواد غذائية متنوعة، كما جرت العادة منذ 6 سنوات، نوزع الكباش على 15 عائلة معوزة ذلك حسب قدرات الجمعية"، و لكن نظراً للغلاء الفاحش و الارتفاع الغير مشهود له خلال هذه السنة وجه رسالة لمربي المواشي قائلاً فيها " ديننا الحنيف يدعونا لفعل الخير ليس من أجل الدنيا بل للآخرة، و المسلمين أولى في خفض الأسعار خاصة في المناسبات لنكون قدوة للبلدان الأخرى الكافرة".

و في إطار المناسبات و الأعياد الوطنية و الدولية و بالتحديد في اليوم العالمي للطفولة قامت الجمعية باحتفالية متنوعة من وصلات إنشادية دينية هادفة فيها رسالة تربوية للاطفال مع تخصيص مساحة فكاهية للمهرج، و كان اقبال و صدى الجمهور كبيرا.

كما تحتفل الجمعية في كل سنة بيوم الاستقلال و الشباب بمدينة زرالدة من خلال تظاهرة كبيرة بمشاركة نساء تبرزن تراث الجزائر بلباسهن التقليدي و الأعلام الجزائرية و السيارات القديمة، وستكون حاضرة بمناسبة يوم الطفل الجزائري المصادف ل15 جويلية و يوم عاشوراء بعدها الاحتفال بذكرى مولد الرسول من خلال وصلات إنشادية و الحديث عن سيرة الرسول عليه الصلاة و السلام، بالإضافة إلى ذكرى أول نوفمبر و كذا الاحتفال باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة.

و فيما يتعلق بالرحلات السياحية، تساهم الجمعية كذلك عن طريق إتاحة خرجات استجمامية للمسنين إلى الحمامات مع توفير كل وسائل الراحة مدة ثلاث أيام ، كما تسعى الجمعية لإطلاق مشروع العمرة و الحج للمسنين و المسنات.

و على صعيد آخر ذكر محدثنا أن فترة الوباء الجمعية كانت من بين الاوائل على مستوى الولاية من حيث نشاطاتها حيث كانت تنقل الاعانات للعائلات المعوزة، كما قامت بعمليات تحسيسية على مستوى الولاية من خلال تعقيم المدارس و الأماكن العمومية حيث استقبلهم الوالي آنذاك و قدم تشكراته الخاصة نظير المجهودات التي قام بها أعضاء الجمعية في تلك الفترة.

حملة شتاء دافئ ...استفادة 200 عائلة من العملية 

و بالنسبة لشهر رمضان تقوم الجمعية في ليلة القدر بتوزيع ملابس الختان و العيد على الأطفال ،كما تسعى في بداية كل موسم دراسي إلى توزيع الأدوات المدرسية و تنظيم حملات توعية خاصة بالوطن و في هذا السياق يقول ذات المتحدث " خاصة و أننا مقبلين على الانتخابات الرئاسية تبادر الجمعية بحملات تحسيسية للشباب و المواطن من أجل المشاركة في الإنتخابات حفاظا على بلدنا الحبيب الذي يترصد له الكثير من الاعداد من القريب و البعيد".

و بالحديث عن برنامجها واصل رئيس الجمعية بالتطرق إلى جملة من مشاريعها منها حملة شتاء دافئ  بالتعاون مع مديرية النشاط الاجتماعي و التضامني لولاية الجزائر، والتوجه إلى البنايات الهشة في زرالدة حيث استفادت حوالي 200 عائلة من هذه العملية تزامناً مع فصل الشتاء كما كانت الفرحة كبيرة على وجوه السكان الذين يعانون من شبح البنايات الهشة.

و من جهة أخرى تطمح الجمعية _حسب السيد ابراهيم _ضمن برامجها المستقبلية إلى فتح أقسام خاصة بأطفال التوحد و المعاقين ذهنيا خاصة مع تزايد في عدد هذه الفئة و يرجح محدثنا أن سبب ذلك هو الإفراط في استعمال الهواتف و التكنولوجيا الجديدة  لدى الأطفال بساعات طويلة.

مشروع الحج و العمرة... من بين مساعي الجمعية 

بالإضاقة إلى ذلك تطمح الجمعية لتمكين المسنين و المسنات المتواجدين في دور المسنين من الإستفادة من مشروع الحج و العمرة، كما تسعى لفتح فروعها في الولايات لتصبح جمعية وطنية خاصة بعد التراجع الكبير الذي عرفته جمعيات ذات طابع اجتماعي و خيري و الذي يرجع لنقص التبرعات.

أما عن الدورات التكوينية شاركت جمعية درة الفلاح حينما شاركت بدورة تكوينية  بمبادرة من وزارة التضامن سنة 2022  خاصة بالجمعيات، كما شاركت في يزم تكويني قام بها المرصد الوطني للمجتمع المدني بأقبو في بجاية من خلال  خاص بالجمعيات على مستوى 10 ولايات، حيث تم فتح نقاشات بناءة و مثمرة و تم طرح تساؤلات عديدة و كانت فرصة لتبادل الأفكار والتجارب بين الجمعيات المشاركة.

دأبت جمعية درة الفلاح العزم على مواصلة العمل الخيري توجهت إلى المستشفيات مثل مستشفى الحروق الجديد بزرالدة و مستشفى ذوي الاحتياجات الخاصة باسطاوالي، لاسيما مستشفى الشاطئ الأزرق و آخر خاص بالسرطانات، لتقديم الهدايا لمرضى المستشفيات، كانت وجهتها الأخيرة زيارة عائلة فلسطينية لاجئة بمخيم الشباب بسيدي فرج.

وفي هذا السياق أوضح محدثنا قائلا "نسعى لإدخال البهجة و السرور لهذه الفئات كما قال الله تعالى " و ما تقدموا لأنفسكم من خير تجدون عند الله"، قيمة الصدقة و الخير عظيم عند الله تعالى هذه الأعمال كلها تدل بأن أهل الخير هم أصحاب الجنة و الناس عليهم ألا يغفلون على هذا الأمر بل أن يصدقوا قدر المستطاع".

السعي لتوفير سيارة إسعاف لنقل المرضى للمستشفيات 

ومواصلة لعملها الخيري تسعى الجمعية لتوفير سيارة إسعاف خاصة بالمرضى لنقلهم و إسعافهم من منازلهم إلى المستشفيات، خاصة إذا كان المريض مقعد و له صعوبة في الحركة.

و بخصوص الرحلات الترفيهية الخاصة بالشباب إلى المدن الساحلية تأسف الإمام مكمش بهذا الانتشار الرهيب الذي  تعرفه الآفات الاجتماعية،  لذا فكرنا في تنظيم رحلات ترفيهية بحضورأستاذ في علم النفس و التنمية البشرية و بمرافقة إمام لدعوتهم بتجنب هذا الخطر الذي يعيشونه ،بالإضافة إلى توفير مناصب شغل لهم من خلال التنسيق مع وكالة التشغيل من أجل إبعادهم عن الفراغ و آفة المخدرات و غيرها من المشاكل التي يمكن أن يقترفها أي شاب جزائري.

و بالنسبة للحملات التحسيسية لموسم الاصطياف تقوم الجمعية دائما بالتنسيق مع بلدية ومقاطعة زرالدة بمباردة لتنظيف الشواطئ، هذه السنة عزمت الجمعية على أن تقوم خلال موسم الاصطياف المقبل بتوزيع مياه الشروب على الضيوف المقبلين من الولايات الجزائرية، حيث وجه رئيس الجمعية نداء للمحسنين في هذا الإطار بالتوافد و تقديم المساعدات بمختلف أنواعها و توزيعها على المحتاجين و التقرب لمقر الجمعية للتأكد بأن إعانتتهم تصل إلى المحتاجين.

في ختام كلمته تمنى النصرة للشعب الفلسطيني و تحرير المسجد الأقصى، آملا من الحكام العرب و المسلمين تضافر جهودهم من أجل إعانة إخوانهم في غزة، راجيا النصرة لكل الشعوب المقهورة و البلدان التي تعاني من التقهقر و النزاعات، فالجزائر معروفة بالدفاع عن القضايا العادلة في العالم.