75
0
جمعية الأمل تنظم ندوة صحفية حول سرطان الثدي
بالشراكة مع شركة روش الجزائر

نظمت اليوم الثلاثاء، جمعية الأمل، بالتعاون مع شركة روش الجزائر المختصة في صناعة الأدوية، ندوة صحفية تم خلالها تسليط الضوء على أهمية التوعية بسرطان الثدي، إلى جانب تقديم تفاصيل الشراكة القائمة بين الطرفين في إطار أكتوبر الوردي.
نسرين بوزيان
من مرض قاتل إلى حالة مزمنة قابلة للشفاء
وفي كلمتها بالمناسبة، أكدت الأمينة العامة لجمعية الأمل ورئيسة الفيدرالية الجزائرية لمرضى السرطان، حميدة كتاب، أن شهر أكتوبر يعد محطة مهمة للتذكير بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، معتبرة أن اللون الوردي يرمز للأمل، خاصة في ظل التطور الكبير الذي تعرفه العلاجات اليوم، والتي تسمح بتحقيق نسب عالية من الشفاء.
وأضافت أن سرطان الثدي لم يعد مرادفا للموت، بل بات يصنف كمرض مزمن، وفق ما أقرته منظمة الصحة العالمية، مع التوضيح أن الفارق بينه وبين الأمراض المزمنة الأخرى كارتفاع ضغط الدم أو السكري، هو أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي يمنح فرصة كبيرة للشفاء التام.
وأشارت إلى أن الجزائر تسجل أكثر من 15 ألف حالة جديدة سنويا من سرطان الثدي، إلى جانب حوالي 4200 وفاة، أي بمعدل 13 حالة وفاة يوميا، وهو ما يستدعي مضاعفة جهود التوعية والتحسيس، لأن الكشف المبكر يظل الوسيلة الأنجع لمحاربة هذا المرض.
وبينت أن الجمعية تعمل على إيصال هذه الرسالة إلى كافة النساء، ليس فقط في المدن، بل كذلك في القرى والمناطق النائية، إذ أن عامل الوقت يشكل عنصرا حاسما في مواجهة المرض.
وفيما يتعلق بالشراكة مع شركة "روش الجزائر"، أوضحت كتاب أن الاتفاق يهدف إلى تنظيم حملات مجانية للفحص والتشخيص المبكر في المناطق المعزولة، من خلال إطلاق حافلة "ماموبيل" المجهزة بالمعدات والتقنيات الضرورية لتقريب خدمات الكشف من المواطنات، وترسيخ مبدأ الإنصاف والعدالة الصحية.
وستنطلق القافلة - حسب كتاب- في 9 من الشهر الجاري بالتعاون مع وزارة الصحة، وستزور ولايات أدرار، تيميمون، بني عباس، ثم بجاية (دشرة بن معوش)، غليزان، ومعسكر، مشيرة إلى أن هذه الشراكة ستمتد لثلاثة أشهر.
كما أكدت أن الجزائر تسجل اليوم 22 مركزا لعلاج السرطان، إلى جانب مراكز "القراءة الثانية" عن بعد، مثلما هو الحال في بسكرة، وتعمل الجمعية على تعميم ثقافة التشخيص المبكر، موضحة أن الفئة الأكثر عرضة للإصابة تتراوح أعمارها بين 47 و48 عاما، مع تسجيل حالات حتى لدى نساء في الثلاثينيات.
سرطان الثدي عبء صحي متصاعد
من جانبها، أكدت المديرة الطبية لشركة "روش الجزائر"، عزيزة شعبان، أن هذه المبادرة تندرج في إطار التزام الشركة بمحاربة سرطان الثدي، وتعزيز فرص الوقاية والتشخيص والعلاج، مشيرة إلى أن سرطان الثدي يشكل عبئا صحيا كبيرا، سواء على المستوى العالمي أو في الجزائر، حيث لا يزال يحتل المرتبة الأولى من حيث عدد الإصابات والوفيات. وشددت على أن التشخيص المبكر يمثل اليوم الركيزة الأساسية لضمان فرص علاج أكبر وتحقيق العدالة في الحصول على الرعاية الصحية، مشيرة إلى أن المرض لم يعد قاتلا كما في السابق، بل أصبح من الأمراض التي يمكن التعايش معها بفضل العلاجات الحديثة.
علامات الاصابة بالمرض
وفي ردها على سؤال " بركة نيوز" حول أبرز الأعراض التي ينبغي الانتباه لها، أوضحت كتاب أن من بين العلامات التي تستدعي التوجه للطبيب وجود كتل في الثدي أو تحت الإبط أو الرقبة، وخروج إفرازات من الحلمة سواء شفافة أو ممزوجة بالدم، إلى جانب تغير في شكل الثدي أو الحلمة أو ملمس الجلد، ولفتت إلى أن الوزارة ستصدر منشورا يوضح هذه الأعراض بهدف تعزيز الوعي.
وتطرقت كتاب إلى الأسباب التي تمنع بعض النساء من الإقبال على الفحص، على غرار الحياء أو الخوف من اكتشاف المرض، خاصة في المناطق ذات الطابع المحافظ، غير أنها نوهت بالتطور الحاصل في مستوى الوعي، مشيرة إلى أن حملات الكشف في الجنوب الجزائري شهدت تفاعلا كبيرا، حيث لاحظت مشاركة الرجال في أخذ المواعيد لزوجاتهم وأخواتهم، وهو ما يعكس تغيرا ايجابيا في الذهنيات.
وختمت اجابتها بالتأكيد على أنه لا يوجد سبب مباشر للإصابة بسرطان الثدي، لكن هناك عوامل قد تساهم في رفع احتمالية الإصابة، مثل التعرض للإشعاعات، والمواد الكيميائية، ومزيلات العرق المحتوية على الألمنيوم، وكذلك مادة الأميانت (الأسبستوس).
وأضافت أن الدولة الجزائرية تعمل على سحب هذه المواد من السوق، إلا أن هذه العوامل تظل محفزات وليست أسبابا مؤكدة للمرض.
وفي تصريح لجريدة " بركة نيوز" أكدت الطبيبة المختصة في أمراض وجراحة أورام الثدي، سناء قناوي، أن السلطات العليا توفر بروتكول العلاج الموحد لمرض السرطان من خلال تقنيات علاجية حديثة متقدمة ومتنوعة منها الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الدوائي الكيميائي والهرموني والموجه، موضحة أن اختيار الخطة العلاجية يتم حسب نوع الورم ومرحلة المرض وحالة المريضة الصحية.
كما شدددت قناوي على أهمية إجراء التشخيص المبكر باعتباره السلاح الأقوى في مواجهة المرض.