26
0
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تدعوا الى عدم الانسياق خلف حملات التشكيك في دين الأمة وثوابتها
.jpeg)
دعت جمعية العلماء المسلمين، الأمة الجزائرية، اليوم، ألاّ تقبل بدعوات التمييز العنصري، ودعوات العداء والعصبية المنتنة، ولا بدعوات التشكيك في دين الأمة وثوابتها، والطعن في سنة نبيها وفي علمائها وأخيارها.
ماريا لعجال
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وفي بيان لها، كشفت عن قلقها البالغ ما يُتداول في وسائل الإعلام ومواقع التواصل - في هذه المرحلة الحساسة - من استقطاب خطير، واستغلال مشين لمسألة ثوابت الأمة، وتنوّع مكوّناتها التاريخية العرقية والثقافية، لضرب وحدتها، وتفكيك أُلفتها، وزرع العداوة بين أبنائها.
وتابع ذات المصدر: " وتزامنا مع ذكرى تأسيسها المبارك يوم 5 ماي 1931م الموافق لــ: 17 ذي الحجة 1349 هـ لتحقيق أهداف عظيمة ومقاصد جليلة، منها جمع شمل الأمة على كلمة سواء، وتوحيد جهود الجزائريين لمقارعة الاستعمار ومَن والاه من الأعداء، ولتربية الأجيال على الإسلام ونُصرته، وعلى الفضيلة والتحلي بها، والعلم والاهتداء به فهي - إذ تحتفي بهاته الذكرى وتُذكّر الأجيال بها عبر نشاطاتها المختلفة – تستغل الظرف لتؤكد على ما يلى:
أولا: تمسكها الراسخ بثوابت الأمة، ولحمة أفرادها من عرب وأمازيغ، كما قرر ذلك إمامُها
الأول عبد الحميد بن باديس بقوله: "إن أبناء يعرب وأبناء مازيغ قد جمع بينهم الإسلام منذ بضع عشرة قرنا، ثم دأبت تلك القرون تمزج ما بينهم في الشدة والرخاء، وتؤلف بينهم في العسر واليسر، وتوحدهم في السراء والضراء، حتى كونت منهم منذ أحقاب بعيدة عنصراً مسلما جزائرياً، أمُّه الجزائر وأبوه الإسلام".
ثانيا: إدانة أيِّ تدخّل أجنبي من شأنه: تفكيك اللحمة الوطنية وإذكاء الاستقطاب بين أبناء وطننا الموحد تحت راية الإسلام والاستقلال والثوابت الوطنية الجامعة.
ثالثا: التنبيه على خطورة المرحلة التي تمرّ بها البلاد، والتي تكالب فيها القريب والبعيد عليها، وكثرت فيها المخاطر على عقيدة الأمة وثوابتها وعوامل أمنها واستقرارها، مما يقتضي يقظة وحذرا وتعاونا أكثر؛ لصدِّ كل المخاطر وعلاج كلِّ الإشكالات بحكمة الحكماء ورشد الراشدين، وعلم العلماء، وخبرة الخبراء، وسلطان الأمراء، ويقتضي - أيضا - استعداداً مادياً ومعنويا وأخذًا بكل أسباب الحصانة والقوّة مما يثمر - إن شاء الله – عزما وثباتا واستبشارا عند كل من يريد بنا خيرا، وخوفا ورهبة عند كل من يريد بنا شرا، کما قال الله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ {الأنفال60}.
وبناءً على كل ذلك وغيره من معطيات؛ فإن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين توجه نداءً إلى الأمة – حكاما ومحكومين - ترى أن في الاستجابة له خيراً كثيراً للجزائريين جميعا، خصوصا في هذه المرحلة الحساسة:
-أولا : نوجه نداءنا لرئيس البلاد، السيد عبد المجيد تبون المحترم بوصفه رمزاً لوحدتها الوطنية، وضامنا لدستورها وسيادتها، وقائما على تطورها، وإرساء دعائم العدل بين أبنائها، وعلى إسعاد مواطنيها، وبوصفه القاضي الأول في البلاد، والقائد الأعلى للقوات المسلحة؛ فنلتمس منه التكرم بالاستجابة لنداءات العقلاء والحكماء؛ والمبادرة بحكمته لعلاج الإشكالات والمشكلات، خصوصا ما يتعلق بالعلماء والباحثين والأفاضل والخبراء، وذلك بحسن تقديره لعطائهم وإخلاصهم ومكانتهم وسبقهم وخدمتهم الكبيرة للجزائر، ومحافظتهم على عزتها وكرامتها، والدفاع عنها في كل المحافل، وللحفاظ على بصماتهم الخالدة في ماضي البلاد وحاضرها ومستقبلها، والتغاضي - إن أمكن - عما قد يفوتهم مما لا يسلم منه بشر، ومما يُغمر في بحر أفضالهم وحسناتهم.
ثانيا: نوجه نداء للأمة الجزائرية أن تتمسك بمبادئها الإسلامية، وأُخوّتها الإيمانية، وهويّتها الوطنية، وألا تنجرَّ وراء دعوات الفرقة والعداوة بين أبناء الوطن الواحد وأبناء الأمة جميعا، والتي تُستغل لزرع الفتنة في البلاد، وأن تتغاضى عن خلافاتها المذهبية والعرقية واللغوية وعن مصالحها
الشخصية؛ لأجل المصلحة العامة للبلاد والعباد، لأن الله قال في قرآنه المجيد: ﴿إن أكرمكم عند الله أتقاكم﴾ {الحجرات 13}."