495

1

أمالو صاحب دار النشر "الرؤية عبر المعرفة'....جهود لتعزيز حقوق المكفوفين وضعاف البصر في المطالعة والتعلم

 لم تعد فئة المكفوفون مجرد حضور يمكن تهميشه ، بل أصبحت تشكل جزءًا لا يمكن تجاهله في المجتمع، فقد أثبتت هذه الفئة نفسها بنجاحاتها ونشاطاتها المتنوعة،وأبرزت مواهبها المختلفة في كل المجالات، ورغم محاولات الدولة الجزائرية  لتحسين أوضاع هذه الفئة، إلا أن الواقع يكشف عن استمرار تحدياتهم و ومعاناتهم.

مريم بوطرة

في ذات السياق يسعى الكاتب والفنان عبد الرحمن أمالو صاحب دار النشر "الرؤية عبر المعرفة " جاهدا لتوفير الفرص المتساوية تعليمياً واجتماعياً لهذه الفئة، إلا أن الواقع لا يزال بحاجة إلى كثير من العمل، إذ لا تزال  لغة البراي غير منتشرة على نحو واسع، كما أن حقوق هؤلاء لا تزال تنتظر التحقيق.

كما تبرز دار نشر "الرؤية عبر المعرفة" التي تم تأسيسها عام2012 ، متخصصة في كتابة البراي أومايسمى بالبرايل . لديها حتى الآن 45 كتابًا من مختلف المجالات مثل التاريخ، الموسيقى، والأدب ، تعززت إصداراتها من بين هذه الإصدارات بكتاب حول شخصية لويس برايل،وهو مخترع هذا النظام للكتابة والقراءة خاص بالمكفوفين وضعاف البصر.

يقوم هذا النظام على تجسيد الحروف على ورق خاص بنقاط ناتئة أو مقعرة يُمكن تحسسها باللمس، ويُعبر عن كل حرف بتشكيلة من النقاط البارزة تُطبع على الورقة بفضل ريشة خاصة تُعرف بريشة برايل، ويعتبر اختراع كتابة المكفوفين قد أكمل النقص الذي كان يعانيه نظامهم التعليمي، بأن صار الطلاب المكفوفون أو غيرهم قادرين على القراءة والكتابة كغيرهم من الأشخاص العاديين وإن اختلفت الطريقة.

إسهامات دار النشر الرائدة في رعاية المكفوفين وضعاف البصر

وبالعودة إلى إصدارات "الرؤية عبر المعرفة" منذ نشأتها وهي تعمل على توعية المجتمع بأهمية رعاية المكفوفين وضعاف البصر الذين يتجاوز عددهم 200 ألف شخص في الجزائر، حيث أبدى أمالو حرصه على تسهيلهم  للقراءة سواء للتعلم أو الترفيه.

وماميز هذه الدار هو إمكانية حصول هؤلاء الأشخاص المحتاجين على الكتب بطريقة البرايل مجانًا، نظرًا لعدم توفرها في السوق الجزائرية ،و خلال زيارة جريدة "بركة نيوز " ل "الرؤية عبر المعرفة " إستعرض لنا أمالو أعماله الجديدة والقديمة مثلا ماتعلق بالنشيد الوطني مكتوب بطريقة البرايل.

 بالإضافة إلى كتاب حول مؤتمر الصومام الذي يصف مجريات أحداث الثورة الجزائرية لكون هؤلاء الفئة دائما يبحثون عن الحقيقة التي كانت إبان الثورة وقد لا تتوفر لديهم المصادر ، حيث عمد أمالو العودة بهؤلاء إلى الذاكرة الجزائرية والإستشهاد بمؤتمر الصومام كحدث هام ومصيري بالنسبة للثورة الجزائرية، كما تم  إنتاج سلسلة تضم كتبا تناولت حياة أبطال حرب الاستقلال، على غرار: "العربي بن مهيدي"، "زيغود يوسف" و "حسيبة بن بوعلي" وغيرهم.

و أشار المتحدث إلى أن هذه الكتب، وفقًا له، تأتي لتعوّض نقص المعرفة لدى المكفوفين حيث كانوا على دراية فقط بالأبطال والشهداء دون معرفة تفاصيل الأحداث التاريخية،  مؤكدا أن هؤلاء الأشخاص انبهروا وفرحوا كثيرًا بتوفر مثل هذه الكتب، خاصة لأنها متاحة مجاناً، ما أدى إلى إثراء معرفتهم  وتلبية احتياجاتهم الفكرية.

شغف المكفوفين وضعاف البصر بالشعر والفن والكتب

أما الكتاب الذي تم تقديمه لهم مؤخرا ، كان يتناول موضوع الشعر، حيث أوضح أن لدى فئة المكفوفين وضعاف البصر اهتماماً بالموسيقى والعزف، بالإضافة إلى شغفهم بالشعر، حيث يتمتعون بقدرة كبيرة على تخيل الأشياء، لذا تعتبرالكتب  وسيلة تقرّبهم من الواقع، و تمكّنهم من التفكير في جوانب متعددة، خاصة مع اعتمادهم على حاسة اللمس.

في هذا السياق، تم الحديث عن مبادرة مشابهة لما سبق ذكره، حيث نظموا رحلة إلى ولاية تيبازة ، هذه الرحلة فتحت لهم الباب لاكتشاف الآثار الرومانية، ملمس الأحجار، والتعرف على جودة السياحة المحلية، حيث بات من الواضح لهم أهمية التعلم من خلال التجربة.

 وعن المبادرة التي قامت بها وزارة الثقافة والفنون و جهودها في إصدار كتب للكتّاب والشعراء موجهة لهذه الفئة الخاصة، أشاد محدثنا بها موضحا  الحاجة الملحة لتوسيع نطاق التصدير ليحظى المكفوفون برؤية شاملة للكتب، ليس فقط للكُتّاب المعروفين أو في مجال الرواية فحسب، بل لجميع المواضيع، وأشار إلى أهمية مراعاة عدد الصفحات حيث أن صفحة واحدة في الكتب العادية تعادل ثلاث صفحات في الكتب المكتوبة بالبرايل.

 ولمراعاة اهتمامهم، عادةً ما يجتمع أمالو معهم لفهم اهتماماتهم الخاصة، حيث يسعى لمعرفة الحجم المفضل للكتب بمقارنة المستوى الدراسي الخاص بهم ،ليتناسب المحتوى مع سهولة الفهم، مما يُمكن أصحاب المستويات الضعيفة من استعاب المعلومات بشكل أفضل.

إدماح المكفوفين في المجتمع

ويخصوص تمويل هذا المشروع الإنساني، أشار أمالو أن عملية التمويل قد تأتي من أشخاص ذوي خير وسخاء يتكفلون بعمليات الطبع وغيرها، وتتحمل دور النشر مسؤولية التوزيع، ومع ذلك فإن التحدي يكمن في نقص الموارد لكتب البرايل. واشاد محدثنا بمبادرة رئيس الجمهورية في زيادة عمليات النشر المتعلقة بكتب القرآن الكريم ، مبرزا الجهود الجبارة التي بذلت والتي سمحت  بنشر العديد من العناوين والكتب الصوتية بطريقة البرايل.

وعن الاستراتيجية التي تسعى لتحقيقها دار النشر "الرؤية عبر المعرفة" أفاد صاحبها أن الهدف الأساسي  تلبية احتياجات هؤلاء الأشخاص وجعل المعرفة والتعلم متاحين لهم بشكل أسهل.

ووبإعتبارهم الوحدين ممن يقومون بتوزيع هذه الأعمال مجانًا، ويعتبرون أنفسهم الناشر الوحيد الذي يخدم هذه الفئة المحتاجة للدعم، وجه أمالو رسالة قائلا: "مشاركتنا لا تقتصر على هذه الأعمال، بل تمثل رسالة موجهة لدور النشر بإصدار روايات مجاناً لفائدة هذه الفئة، لذا نحن نحرص بشدة على خدمة المكفوفين عبر توفير الكتب والتسجيلات الصوتية، وندعو إلى الاهتمام بشكل أكبر بهذه الفئة وتكثيف الجهود لدمجها في المجتمع."

 

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services