358
0
جامع الجزائر يحيي ذكرى عيد النصر باستذكار بطولات المسلمين في فتح مكة

تحت شعار "نَصْرٌ مِنَ اَللَّه وفتحٌ قريبٌ"، أحيى قسم الخطابة والدرس المسجدي بالتنسيق مع المجلس العلمي بجامع الجزائر، ذكرى يوم النصر المصادف لـ 19 مارس من كل سنة، بتنظيم ندوة علمية تحت عنوان "صفحات من بطولات المسلمين ... وفقة مع فتح مكة ويوم النصر"، بحضور عدد من الأئمة والمشايخ والمرشدات.
بثينة ناصري
وفي مستهل اللقاء، أكد عميد جامع الجزائر الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، أن الجزائر تعيش في هذه الأيام يوم الفتح في نسمات الذكرى الثالثة والسّتين لعيد النصر، معتبراً النصر روعة وذكرى أثر ومتعة لنضال الجزائريين، الذين خرجوا لمقارعة أعتى قوّة استعمارية، في ظروف توحي بأنّ النّصر كان بعيد المنال، لكنّه أقرب إلى إيمان المجاهدين من حبل الوريد.
وأوضح المأمون القاسمي أنه في هذه الذكرى العظيمة تطوف في نفس الوقت ذِكرى يومٍ من أيّامِ الإسلامِ مُشرقِ الصَّفحات، وهو يومُ الفتحِ المبين يوم فتحِ مكة، اليوم المشهود الذي كان تتويجا لجهاد طويل، أين سقطت قريش أمام ضربات بدر، كما سقط الاستدمار في الجزائر، فحتّمٌ أن يسقط الاحتلال عن أرض فلسطين وإن طال الزمن، منوها إلى عظمة انتصار الجزائر حين سقط الاستدمار ولم يبقى له أثر إلّا في ذاكرة التاريخ.
ونوه إلى أنه في مثل هذا اليوم رفعت راية الجزائر عاليا، بعد احتلال دام قرنًا وثلث قرن، من خلال تسطير الشعب الجزائري في مقاومته أروع ملاحم البطولة لمواجهة احتلالا غاشما جثم على صدر الجزائر، وحاول أن يقتلع من شعبها العقيدة والهُوّيّة، مبرزا إلى استعادة الجزائر مجدها بنصر مؤزّر، يشبه في قدره يوم بدر وفتح مكة، ويمتدّ بروحه إلى معركة العصر الكبرى، التي تحمل الروح ذاتها، معركة فلسطين "ملحمة طوفان الأقصى".
وقال عميد جامع الجزائر "نحيي ذكرى عيد النصر في الجزائر، ولا نملك إلّا أن نرى صورته في وجوه الصامدين في غزّة، وفي ثبات المقاومين في جنين وفي تكبيرات الأحرار المرابطين في المسجد الأقصى، الّذين يمشون دربًا سلكناه نحن قبل عقود، ونعلم نهايته الحتمية".
وأشار إلى أن نصر الجزائر كان نصرا حقيقيا لأن انتصار أرض الجزائر يعد انتصارا لحقوق وعدالة الجزائر، وأما نصر الاحتلال فهو زائف لأنه قام على اغتصاب الأرض، وإبادة شعبها وما قام على الظلم، يزول بسُنن الله في الكون.
وأضاف "نستلهم الدروس من غزوة بدر ومن فتح مكّة، ومن نصر الجزائر ونستلهم يقينًا بأن طريق فلسطين هو طريقنا وأن فجرَها قريب، كما كان فجرنا بالأمس قريبًا، كما نحتفل اليوم في الجزائر بعيد النصر، فسنحتفل بالنصر الذي يحقّقه الشعب الفلسطيني، بتأييد الله ثمّ بفضل صبره ورباطه، واستمائته وجهاده.
وفي كلمة لمدير الفضاء المسجدي، عماد بن عامر، أوضح أن نشاط اليوم جمع في عنوانه وشعاره أعظم المحطات التاريخية لمجتمعنا الاسلامي والتي تتضمن المحاور الكبرى لفتح مكة و يوم النصر باعتبارهما وجهان لعملة واحدة تتحقق مقاصدها في وطن واحد يقيم دعائمه ويحفظ اركانه بما تمليه الشريعة الاسلامية .
مشيرا في ذات السياق، لدور المجالس العلمية والندوات الفكرية في رفع الوعي الحضاري و تعزيز الرصيد المعرفي، في ظل ما يتم الترويج له في حملات التشكيك الغربية التي تستهد قيمنا و مقاصدنا الحنيفة، والتي تفرض في الوقت آنه بناء حصانة منيعة مع كل المغالطات و الدعايات المروج لها استنادا على تاريخنا الأصيل وديننا العزيز.
فيما تناولت الندوة العلمية عدد من الندوات بعدد من الدكاترة الذين أجمعوا أن فلسطين اليوم تعيش كثير الجزائر وسيكون لها النصر القريب، مؤكدين على ضرورة احياء المناسبات باعتبارها مقصد شرعي وواجب وطني، يحتاج فيه النصر إلى قوة وسلاح بينما الفتح يحتاج إلى منهاج واضح المعالم كما جرى الحال في فتح مكة، دون تناسي البعد الانساني.