احتفلت جامعة الجزائر 3، اليوم الخميس، باختتام السنة الجامعية 2024–2025، وذلك في حفل رسمي نظم على مستوى مدرج نيلسون مانديلا بكلية علوم الإعلام والاتصال، والذي شهد حضورا لافتا لأساتذة ورؤساء الكليات والمعاهد التابعة للجامعة، إلى جانب الطلبة المتفوقين وعائلاتهم، في أجواء احتفالية جسدت ثمرة عام دراسي حافل بالاجتهاد والنجاح.

شروق طالب 

وبهذه المناسبة، صرح رئيس جامعة الجزائر 3، البروفيسور خالد رواسكي، أن احتفال اليوم ينظم للسنة الثانية على التوالي، ويأتي تكريسا لتقليد أكاديمي يهدف إلى تكريم الطلبة المتفوقين في مختلف التخصصات والكليات التابعة للجامعة، على غرار طلبة كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير، كلية الإعلام والاتصال، ومعهد التربية البدنية والرياضية، بالإضافة إلى الطلبة الدوليين المبتعثين، وكذا مجموعة من الطلبة الرياضيين الذين أحرزوا ألقابا قارية ودولية مشرفة.

وأشار رواسكي، إلى أن هذا الحفل يعد عرسا جامعيا يبرز الإنجازات المحققة خلال السنة، من بينها دخول جامعة الجزائر 3 التصنيفات الدولية، إلى جانب عدد من الجامعات الجزائرية الأخرى، فضلا عن التقدم المحقق في مشاريع الوزارة الوصية، التي يشرف عليها وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري، لاسيما في ورشات الرقمنة.

تعميم التدريس باللغة الإنجليزية

وفي ذات الشأن، لفت رواسكي إلى انه تم الانتهاء من رقمنة بكلية الإعلام والاتصال بالكامل، لتصبح ثاني كلية مرقمنة في الجامعة، بالإضافة إلى فتح 10 تخصصات جديدة ذات كفاءة مزدوجة بعد أن كانت اثنتين فقط العام الماضي، إلى جانب الاستمرار للسنة الثانية على التوالي في تقديم 4 تخصصات في نظام الشهادة المزدوجة. 

وفي إطار مسعى رئيس الجمهورية الرامي لتعميم التدريس باللغة العالمية، كشف ذات المسؤول عن بداية تدريس جميع كليات الجامعة وتخصصاتها باللغة الإنجليزية، مما يجعل جامعة الجزائر 3 سباقة في هذا المجال، مع توقع تخريج أول دفعة من الطلبة المكونين باللغة الإنجليزية بداية من السنة القادمة.

وفي سياق دعم ريادة الأعمال، أشار رواسكي إلى تكوين 500 طالب في هذا المجال بفضل مركز تطوير المقاولاتية، حيث حصل 60 طالبًا منهم على تمويل فعلي، مما سيساهم في توظيف أكثر من 120 طالبًا آخر.

كما نجحت الجامعة في إطلاق 8 شركات ناشئة تابعة لطلبتها، تعمل الآن بصفة رسمية وتمتلك سجلات تجارية، وكنموذج آخر للابتكار، أسست الجامعة هذا العام أكاديمية رياضية معترف بها وطنيا، والتي حققت رقم أعمال مشرف ينتظر أن تكون قاطرة لبقية المؤسسات المشابهة، حسب ما ذكره رواسكي.

ومن جانبه، صرح عبد الجبار داودي، مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وممثله في الحفل، أن يوم تخرج الطلبة المتفوقين يعد لحظة مميزة طال انتظارها من طرف الطلبة الذين اجتهدوا طيلة الموسم الجامعي، مشيرًا إلى أن جامعة الجزائر 3 نظمت حفلاً يليق بالمناسبة، والتي تتزامن مع الذكرى الـ63 لعيد الاستقلال والشباب، وهو ما أضفى على المناسبة طابعا مزدوجا ووطنيا.

ارتفاع عدد حاملي المشاريع من الطلبة

وأكد داودي أن جامعة الجزائر 3 حققت خلال هذه السنة نجاحات ملحوظة على الصعيدين الوطني والدولي، من خلال تحسين تصنيفها الدولي وتصدرها المرتبة الأولى مغاربيًا وعربيًا وإفريقيًا للسنة الثانية على التوالي.

 كما أشاد بالدور المتزايد للجامعة في دعم الاقتصاد الوطني، من خلال تعزيز الابتكار وريادة الأعمال، والذي يبرز من خلال ارتفاع عدد حاملي المشاريع من الطلبة، مؤكدا أن هذه المشاريع تحظى بدعم واهتمام من أعلى هرم في الدولة.

وأضاف أن الدولة تعول على النخبة الجامعية لرفع تحديات التنمية الاقتصادية في مختلف المجالات العلمية، الثقافية، والرياضية، مؤكدا أن الطلبة أصبحوا اليوم جزءا من معادلة النجاح الرياضي الوطني، وهو ما يعكس توجهات السياسة العليا للبلاد نحو استرجاع أمجاد الرياضة الجزائرية من داخل الجامعة.

وفي ذات السياق، أكد الدكتور عز الدين سمير، عميد كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير، أن تتويج الطلبة المتفوقين يُعد ثمرة سنة جامعية ناجحة تم تنفيذها وفق استراتيجية مدروسة، ركزت على التطبيق العملي وتشجيع المبادرات الإيجابية داخل الكلية.

وأشار إلى أن الكلية تعد من أكبر الكليات على مستوى الجامعة، حيث تشهد حاليًا تكوين ما يقارب 1000 طالب في اللغة الإنجليزية، انسجامًا مع توجهات رئيس الجمهورية نحو تعزيز التعليم متعدد اللغات.

كما تستقبل الكلية عددًا مماثلا من الطلبة المتمدرسين ضمن نظام الدراسة الليلية، ما يعكس تنوع أنماط التكوين المتاحة.

تعزيز التحول الرقمي

وأوضح عز الدين أن الكلية استفادت مؤخرا من عمليات ترميم شاملة، بالإضافة إلى حصولها على منح مالية موجهة لدعم مذكرات التخرج والمشاريع البحثية، ما ساهم في تحسين ظروف الدراسة وتعزيز البحث العلمي.

كما أكد استمرار الجهود لتحسين الهياكل والمرافق، حيث يرتقب استكمال أشغال عدة مشاريع خلال السنة القادمة، بما يسهم في خلق بيئة ملائمة للبحث العلمي والابتكار، وذلك بالتوازي مع تعزيز التحول الرقمي، الذي أتاح للطلبة متابعة نتائجهم وامتحاناتهم عن بعد.

وفي ختام حديثه، شدد عز الدين على أن كلية الاقتصاد تسعى لأن تكون بوابة وطنية في التكوين الاقتصادي وريادة الأعمال، من خلال تثمين مشاريع الطلبة وأبحاث الأساتذة، وتنظيم دورات تكوينية، شملت هذا العام 500 طالب، بالتنسيق مع مكتب الرقمنة (CDO)، وذلك ضمن مشروع شامل يهدف إلى تطوير الكفاءات وتكوين المكونين.