740

0

في ظل نقص الإمكانيات والتكوين ...سعي النخبة لرفع مستوى رياضة كرة السلة في الجزائر

تعرف رياضة كرة السلة أنها لعبة جماعية شعبية أصولها تعود إلى أمريكا، من قبل مدرب التربية البدنية المدرس الكندي جيمس نايسميث عام 1891م، حيث تجرى المنافسة بين فريقين، يتكون كل فريق من خمسة لاعبين، يهدف كل فريق إلى تسجيل نقاط أكثر على حساب الفريق الخصم وإحراز الأهداف.

 ازدهرت كرة السلة في بداية القرن العشرين ولعل أبرز الرابطات العالمية هي الرابطة الوطنية لكرة السلة NBA المنشأة عام 1946، كما اشتهرت في الولايات المتحدة ثم انتقلت إلى مناطق أخرى من العالم.

 قدم نايسميث سنة 1892 القواعد الـ 13 الأولى المنظمة للرياضة، وكانت حينها فقط هذه القواعد هي من تتحكم في كرة السلة، وبعد انتشارها في أوروبا، تطورت اللعبة بسرعة كبيرة وأقيمت حينها أول مباراة دولية في سان بطرسبرج عام 1909 حيث هزم فيها مايا سان بطرسبرج فريق. YMCA الأمريكي.

 نزيهة سعودي

كانت كرة السلة العالمية تنمو بشكل متواصل أدى هذا النمو إلى تشكيل الفيديرالية الدولية لكرة السلة في 1932 بجنيف،وهي أول منظمة دولية حقيقية لتنسيق البطولات والفرق، بعدها ساعد الدوري الأميركي للمحترفين في نشركرة السلة في أجزاء أخرى من العالم وهذا بفضل النجوم البارزين الذين ساهموا في إعطاء دفعة قوية للعبة على مر السنين.

 بدايات كرة السلة في الجزائر سنوات 1963

 محاولة منا معرفة تفاصيل أكثر حول بدايات رياضة كرة السلة في الجزائر تنقلت بركة نيوز إلى الإتحادية الجزائر لكرة السلة و كان لنا لقاء مع رئيس الاتحادية رابح بوعريفي، لاعب في المنتخب الوطني ومدرب سابق شغل مناصب عديدة مثل مسير نادي الجزائر الوسطى، وعندما تأسست الرابطة الجهوية سنة 1996 كان نائبا لرئيس الرابطة، ثم قرر الالتحاق الاتحادية بعدما طلب منه بعض الزملاء فانخرط كعضو ليستفاد من تجربته, واصل مشواره إلى أن أصبح رئيس الإتحادية كمتطوع هنا قال بوعريفي " كل ما تكسبه الإتحادية من تمويل تضعه تحت تصرف الشباب محبي هذه الرياضة، و نحضرهم ليكون لنا خلف  و يواصلوا المسيرة و تطوير هذه الرياضة أكثر".

 

وفي سياق آخر تحدث بوعريفي عن بدايات الرياضة في الجزائر موضحا أن بعد سنة 1962 كل الرياضات كانت  منظمة تحت غطاء الفيدرالية ولكن في سنة1963 أصبح لكل  رياضة فدرالية خاصة بها، أين أصبحت لكرة السلة فيدرالية تحديدا في 17 نوفمبر 1963 رسميا ، مشيرا أن المسيرين القدماء عملوا إلى غاية أن تحصلوا على الإعتماد في 12 فيفري 1977،

 أصبحت تعرف رياضة كرة السلة في كل 4 سنوات عهدة أولمبية وهذا المعمول به في كل الاتحاديات،و في 24 فيفري 2021 تم انتخاب مكتب فيدرالي جديد أين كان السيد بوعريفي على رأسه رفقة 10 أعضاء، و يقول محدثنا " سنجري انتخابات أخرى للمكتب الفيدرالي ( للإشارة فالمكتب الفدرالي له برنامج تصادق عليه الجمعية العامة وله أهداف مسطرة)، كما تمتلك إلإتحادية موقع إلكتروني، وتعمل على إطلاق موقع إلكتروني آخر خاص بانشغالات الشباب فقط.

 فيما يخص علاقات الإتحادية الرياضية لكرة السلة مع إتحادات أخرى يقول بوعريفي أنها منخرطة مع الإتحاد الأفريقي وكذا الاتحاد الدولي إضافة إلى عضويتها في الإتحاد العربي منذ 1980، بعدها اقترحوا توسيع الإتحاد المغاربي من أجل انخراط بعض الدول التي يمكنها أن تساعد في التنظيم مثل مصر.

 طموحات نحو التطور وتألق الفرق النسوية 

 أما عن البطولة في الجزائر فهي مكونة من عدة مستويات المستوى الأول حاليا يظم 18 فريق لهذه السنة، في انتظار تقليصها في السنة القادمة إلى 16 فريق في مجموعة واحدة، اما المستوى الوطني ذكور يعرف 16 فريق في الجهة الشرقية و الغربية أما الفرق الأخرى التي تلعب على المستوى الجهوي متكونة من 4 رابطات جهوية.

 وبخصوص الرياضة النسوية في الجزائر يعتبر بوعريفي أنها أصبحت في خطر حيث انسحبت عدة فرق نتيجة الظروف الاجتماعية لكل لاعبة، مشيرا إلى أن الإتحادية تظم 10 فرق نسوية في المستوى الأول و 9 فرق في المستوى الثاني، وفي ذات الصدد يتم  التشجيع على تكوين رياضة نسوية لأن من غير اللائق تواجد 19 فريق نسوي فقط في الجزائر.

 التحضير للألعاب العربية

 و من جانب آخر كشف رئيس إتحادية كرة السلة أن الإتحادية تظم 29 رابطة منها 4 رابطات جهوية و أخرى ولائية فهذه الرياضة متواجدة في كل ربوع الوطن تقريبا باستثناء الولايات الجديدة التي يتم  تشجيعها على خلق رابطات كرة السلة، أما عن الفرق الوطنية يتابع ذات المسؤول بالقول " لدينا فريق وطني أكابر رجال يحضر للألعاب العربية التي ستجرى في الجزائر من 5 إلى 15 جويلية، لكن في نفس الوقت ستجرى البطولة الافريقية للمحليين ربما في أونغولا في نفس فترة الألعاب العربية، لذا نفكر في تحضير فريق وطني 3ضد 3 و 5ضد 5 للسيدات و الرجال".

 "أما عن فئة تحت 16 سنة نحن بصدد تكوين المنتخب الذي الوطني سيشارك في البطولة الإفريقية و العربية و مدعم بلاعبين جزائريين من الخارج مشاركتهم هامة جدا خاصة و أننا اعتمدنا على مشاركتهم في البطولة الإفريقية السابقة التي جرت في مصر و تحصلنا على ميدالية برونزية"، يضيف بوعريفي.

 وعلى صعيد آخر ومن جانب الإمكانيات الموجودة لتحضير فرق وطنية يشير رئيس اتحادية كرة السلة أنه ضئيل جدا ودعا المسؤولين  لتقديم إعانة لدعمهم، لأن المبلغ المقدم لا يسمح بتسيير كل الفرق الوطنية والتربصات، هذا المشكل يجعل الإتحادية تلجأ إلى دعم آخر من أجل المشاركة في كل المحافل الدولية، وأشار إلى نقص الإمكانيات لتكوين المدربين وتدريب الفرق الشبانية إضافة إلى تدريب الحكام القدماء المرتبطين بسلسلة كرة السلة لرفع المستوى والإستفادة من خبراتهم.

 كما قامت الإتحادية بتكوين لجنة وطنية مخصصة للعمل في الميدان كونت فريقا متكاملا شارك في ألعاب البحر الأبيض المتوسط أين قام الفريق الوطني تحت 23 سنة بدورة ممتازة من بين 13 فريق دولي حازت فيها الجزائر على المرتبة 5 في هذه الرياضة وهذا ما شجعهم على المواصلة خاصة وأنها المشاركة الأولى في مثل هذا المستوى العالي حيث فاز الفريق الجزائري على البرتغال وتركيا اللذان لهما تجربة كبيرة في الميدان، وفي ختام كلامه أكد بوعريفي أن لهذه الرياضة مستقبل زاهر في الجزائر وطموح الاتحادية التطور أكثر.

 

 

رئيس رابطة  الجزائر العاصمة: "جهود كبيرة تنتظرها رياضة كرة السلة في الجزائر"

 

وفي سياق آخر أوضح آيت يزيد ابراهيم رئيس رابطة كرة السلة الجزائر العاصمة بأن تأسيس الرابطة كان منذ الإستقلال سنة 1962 على يد عمار ميكيداش، وجاء بعده الياس بن حمد من بين أهم من ترأس هذه الرابطة منذ 25 سنة، بعده ترأس محدثنا الرابطة منذ 2009 إلى يومنا هذا .

 أما بخصوص اللاعبين المتألقين هم من خريجي رابطة ولاية الجزائر العاصمة ذكر منهم هاروني فرج الله، سفيان بولحية، فايد بلال ومهناوي سمير وكانوا من بين لاعبي الفريق الوطني مشيرا أن كل لاعبي الأندية لولاية الجزائر هم خريجي الرابطة.

 

 بالنسبة لتطور هذه الرياضة في الجزائر فسر محدثنا أنه ينتظر  من القائمين عليها عمل كبير، والنتائج على المستوى الإفريقي والعالمي لا تزال  متواضعة، مع ضرورة إعادة النظر في نظام هذه الرياضة خاصة على مستوى القاعات والمنشآت هذا هو المشكل الأساسي لرياضة كرة السلة.

 

8500 منخرط على مستوى الرابطة

 

كما تابع بالتأكيد على أن الفرق التي لديها قاعة أداء لاعيبها أحسن  من اللذين لا يملكون قاعات وهنا يكمن الفرق، علاوة على كثرة الفرق  أدى إلى خلط كبير، من بين الحلول المناسبة دعا إلى  تكوين فئة شبانية في قاعات مناسبة من طرف أحسن المدربين الكفء لإنشاء مدارس في رياضة كرة السلة.

 

وفي ذات السياق قدم نبذة عن الرابطة في سنوات حيث تعرف حوالي 8500 منخرط على مستوى ولاية الجزائر، وعلى المستوى الوطني  24000منخرط، و62 فريق على مستوى كل الولايات، باستثناء وداد بوفاريك المنخرط في رابطة الجزائر العاصمة، وهنا يشير رئيس الرابطة أن كل لاعبي الفرق الوطنية الصغرى سواء إناث أو ذكور 75% منهم خريجي فرق رابطة الجزائر وهذا يعنى أن الفرق في شرق وغرب الجزائر لها عدة مشاكل وهذا أدى إلى اندثارها يستوجب تدخل الفيدرالية أو الوزارة لتحسين الوضع.

 

 نقص دعم الأندية يعيق تطور كرة السلة  

 للتعرف على بعض النوادي لكرة السلة تحدث آيت قاسي كمال تقني سامي في الرياضة تخصص كرة السلة التحق بفريق نادي اسطاوالي منذ 2019 مصرحا بأن الفريق متكون من 8 لاعبين شباب فئة 23 سنة، مبرزا أن هذا الفريق بني على ثلاث لاعبين منهم فوضالة أنيس، غريب سيد علي، وهاب خالد إضافة إلى لاعبين آخرين متمكنين ومؤهلين للمشاركة في الفريق الوطني أمثال معطوب زكرياء و بوسعد محمد يتميزون ببنية جسدية عالية تمكنهم من الالتحاق بالفريق الوطني.

 

توقف النادي عن التدريب سنة 2019 بسبب كوفيد بعدما صنف في المرتبة الثانية وتأهل إلى الدور الربع نهائي، بعد توقف دام عامين رجع سنة 2021_2022 وتحصل على البطولة الجزائرية وقدم موسم ممتاز، عرف خسارة لمرة واحدة فقط على حساب فريق مولودية الجزائر فيما حقق الفوز في المقابلات الأخرى، وهذا بفضل مجهودات جبارة من قبل عناصر النادي ، خاصة بعد سنتين من توقف البطولة.

 

شارك فريق نادي اسطاوالي في البطولة العربية سنة 2018، بعدها لم يشارك في المواسم الأخرى وذلك راجع لنقص الإمكانيات مع نقص المدربين لفئة الأصاغر والأشبال لاسيما فرق أخرى تعاني مشاكل مادية كبيرة، كما اقترح ضرورة استرجاع  لمكانة اللاعبين القدماء لجعلهم قدوة لهؤلاء اللاعبين الشباب وليدركوا أهمية هذه الرياضة خاصة وأنها تعرف جيل جديد، كما عبر عن سعي النادي للتفوق للحصول على اللقب لهذه السنة بعدما عرف في المراحل السابقة من 3 إلى 4 بطولات لاسترجاع المستوى المطلوب.

 

طموحات لنيل اللقب والبطولة

 

و من جهته أوضح ميري حكيم مسير في فريق نادي كرة السلة اسطاوالي و مدير قاعة متعددة الرياضات بأن النادي تأسس في 1964 باسم الجمعية الرياضية لبلدية اسطاوالي وفي 2007 تغير اسمه إلى نادي كرة السلة اسطاوالي، مضيفا بأن النادي يملك 3 لاعبين ضمن صفوف المنتخب الوطني وهم فوضالة أنيس، ديكاكار هشام، سدود شكيب، و فيما يخص فئة الأشبال الصاعدين في فريق الأكابر هم فريق الأمل منهم ثلاث لاعبين كزرقي عماد الدين و بلعليا ،مكونين في النادي منذ نشأتهم.

 

حسب مسير النادي فإن تحديات الرياضات الجماعية بصفة عامة ككرة اليد والطائرة وكرة السلة أغلبية الفرق تعاني من نقص الدعم وتأخر التمويل وهذا لا يخدم تطور الرياضة، أما عن الطموحات المستقبلية يواصل حكيم ميري بالقول أنه من بين خطة أعملنا هو تكوين اللاعبين في كل الفئات، أما عن طموح فريق الأكابر كبير وهو اللعب من أجل اللقب خاصة أنه فريق شاب.

 

نبيل زرڨة مدرب نادي اسطاوالي فئة 18 سنة،  بدأ في ممارسة رياضة كرة السلة  منذ بلوغه 12سنة إلى غاية سنة 2000 ولعب في العديد من النوادي في القسم الممتاز  كما كان مدرب نخبوي فئة 16سنة و 18سنة و شارك في الألعاب الأولمبية الشبانية و في البطولة العربية فئة 16 سنة و البطولة العربية فئة 18 سنة 3×3، و أختير كمدرب نخبوي في البطولة الأفريقية فئة 16 سنة.

 

عن تأسيس النادي يقول زرڨة أنه أنشأ سنة 1963 مقره بقاعة متعددة الرياضات اسطاوالي، تخصص المدرب في كرة السلة وله شهادة تقني سامي في كرة السلة ويمارس في النادي حوالي 4 سنوات ويعرف 150 منخرط، كما يشارك النادي في المنافسات الوطنية وحاز على أربع ألقاب وطنية، أما بالنسبة لأسماء لاعبين بعد الاستقلال ذكر المدرب من بينهم رشام جابر، سالمي جمال،و عن أسماء الأبطال المتألقين حاليا هم جمال سقال وسعيدي أحمد وغيرهم.

 

 

فضالة انيس لاعب في المنتخب الوطني ومتحصل على كاس الجزائر 

 

من الأبطال المتألقين في رياضة كرة السلة تواصلت بركة نيوز مع اللاعب فظالة محمد أنيس 33 سنة، رياضي في كرة السلة ترعرع في نادي اسطاوالي لكرة السلة منذ صغره، لعب في صفوف المنتخب الوطني عدة مرات صنف أشبال وأيضا استدعي في صنف الأكابر عدة مرات.

 بالنسبة للمراتب والبطولات المتحصل عليها فقد تحصلت فظالة على عدة القاب وميداليات في الفئات العمرية أواسط وأشبال وأيضا عدة ألقاب مثل كأس الجزائر ولقب الدوري مرات عديدة، أما في صنف الأكابر لم يحالفه الحظ كثيرا ويواصل بذل جهود كبيرة مع العمل والإجتهاد مع زملائه في الفريق لتحقيق الفوز.

 

كما تحصل فظالة مع فريقه على المرتبة الأولى لكأس الجزائر 2022 أما بالنسبة للبطولة العربية تحصل على المرتبة الثانية سنة 2015، وبالحديث عن التحديات يقول "ليس هناك شيء اسمه مستحيل بالمثابرة والإستمرارية وعدم الإستسلام للفشل والعمل على نقاط الضعف نتغلب على كل التحديات والمشاكل ان شاء الله، وبالنسبة لطموحاتنا نتمنى النجاح هذا الموسم و نفوز بكأس الجزائر و أيضا بلقب البطولة الجزائرية"

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services