47

0

في ظل العنجهية الصهيونية ،الدعم الأمريكي المفضوح والصمت العالمي الرهيب !..

أين يتجه عالم الفرعنة الترامبية .. !؟

بقلم:مسعود قادري

أبدأ من البداية لأقول: أنا لست محللا إعلاميا بالمفهوم السائد حاليا ولا مختصا في السياسة ، بل فقط ، أنا مواطن من الدرجة المتواضعة جدا، ألاحظ ما يجري حولي في العالم منذ سبعينيات القرن الماضي من خلال مهنة الإعلام التي أتاحت لي معرفة القليل القليل مما يدبر للبشرية وما يحاك في الكواليس ضد ضعاف الخلق في هذه المعمورة التي ترتفع فيها درجة الظلم تدريجيا لتصل قمتها زمن الشمولية والعولمة والأحادية التي تريد فرض نمط من العيش والحياة على الخلق،  بمحو كل الثقافات والقيم النبيلة الراقية وبث سخافات الماسونية والسامية المزيفة عنوة وتشجيع الظلم وقهر المظلومين باسم الحرية والديمقراطية وسيادة النزعة الصهيونية النصرانية الحديثة على العالم بإقامة شرذمة عدوانية أقيمت ظلما وعدوانا اعتمادا على مفاهيم عرقية وعقائدية عنصرية كاذبة ما أنزل الله بها من سلطان ومصالح مادية غربية ، على أرض لا علاقة لها بها، وليست لها أصلا في أي شريعة من الشرائع السماوية والوضعية ، إلا ما يتصوره أحبار اليهود وبعض من قساوسة النصارى المتطرفين انطلاقا مما حرفه الأحبار وصدقه السذج ممن يدعون الانتماء للسامية المنبوذة والعنصريون من الغرب عامة ومن اليهود المتطرفين والنصارى الحاقدين بالدرجة الأولى .

لقد وجدوا من يدعمهم في زمننا طبعا في مادياتهم المتنامية بالربا واللصوصية.. في منطقة العرب من خلال طائفة ضالة مظلة من الحكام العرب والمسلمين الذين صنعتهم الإمبراطورية البريطانية ذات زمان ليكونا جدارا منيعا يحمي دويلة الصهيونية ـ هؤلاء الحكام لو تم التحقيق من أصولهم فقد تكون لهم جذور عميقة مع يهود المنطقة قديما وحنوا لأصولهم ..؟؟ـ

إنهم يشكلون الجدار الواقي للنظام الفاشي الذي زرع في قلب الأمة الإسلامية ليشتت طاقاتها ويمنع بكل الوسائل وحدتها بخلق الصراعات الطائفية بين مكونات دولها والخلافات السياسية بين حكامها بسبب أو بدونه ليسهل عليه الاستقرار والاستمرار في خدمة مصالح الغرب عامة ودولة الكيان التي أوجدت ليرتاح الحكام الغرب من دسائس اليهود الذين استولوا على مشاعر الغرب بكذبة المحرقة ومعاداة السامية لإثارة المشاعر الإنسانية للشعوب التي تومن بكل ما يقدم لها من الإعلام الصهيوني ..؟ ..

 عفوا على الإطالة ، لقد بدأت أتابع مايعرف بالصراع العربي الإسرائيلي مع حرب جوان 67 والنكبة التي الحقت بالجيوش العربية بسبب تضليل سياسة الديماغوجية والكلام الفارغ على الإعداد الجيد للحرب وتجريد الجيوش العربية من سلاحها الفعال ـ كما هو شانها اليوم ـ بالحث على الجهاد ومواجهة العدو في الميدان بحثا عن النصر أو الاستشهاد وليس من أجل المكاسب والرتب.. فالجندي المسلم الذي لا روح له لا فرق بينه وبين أي عسكري آخر يفوقه قوة في العدد والعدة.؟.

 المغالطة في الأساس في الطرح الذي فرض على العرب من الخارج على أن القضية صراع عربي إسرائيلي مع أنها قضية تصفية استعمار وتحرير ارض مغتصبة عنوة من عالم مستبد ظالم اختار فلسطين كأرض ذات موقع جغرافي، تاريخي، ودينيي، استراتيجي باعتباره محور الحركة بين القارات الثلاث المتقاربة ونقطة التقاء في حياة البشر الدينية والاقتصادية.. هذه المواصفات الرئيسية التي يعرف حكام إنجلترا والغرب سابقا ثم خلفهم الآن أهميتها هي التي جعلتهم يختارون فلسطين ويفضلونها على مواقع أخرى لإقامة موطن لليهود المشردين في العالم على حساب أصحاب الأرض الشرعيين. الذين حرفت قضيتهم ولم تعالج منذ أكثر من سبعين سنة كقضية تصفية استعمار كبقية المستعمرات الأخرى ، بل ، أعطيت لها مفاهيم أخرى جعلت من الغريب وريثا شرعيا لوطن ليس لا علاقة له به .

لم يتوقف العالم الغربي عند هذا الحد ، بل وقف ظلما مع الشرذمة الفاسدة التي جمعت من كل دول العالم تحمل كل بذور الحقد والغل وتتسلح بمفاهيم خاطئة عن أهل الأرض الذين شردوا ونفوا من أرضهم إلى أوطان أخرى مجاورة ، قبلت قهرا واستكانة استقبالهم تسهيلا لاستقرارالمحتلين بأمر من القوى الغربية الكبرى على أمل عودتهم بعد وقت إلى وطنهم...؟ ..

 راحت أجيال ولحقتها أخرى وأصبح شرط العدو الأساسي أن لا يعود المهجرون إلى أراضيهم ولا يعترف بحق أهل الأرض في إقامة دولتهم في جواره ، بل مواصلة سياسة التهجير والتشريد على مرأى من العالم الذي وجد أقوياؤها مصطلحات جديدة وعنيفة لمواجهة مطالب أهل البلد الشرعية بتحرير وطنهم ومواجهة العدو بنفس السلاح الذي يسلطه عليهم ، فاعبروا إرهابيين كغيرهم من المرتزقة الذين شكلتهم المخابرات الغربية لزرع العنف و الفوضى في العالم ليسهل عليها التدخل باسم المنقذ من التيه والضلال وهي اكبر المظللين والمتسببين في كل الكوارث التي ألحقها الإرهاب بالعالم من خلال تنظيمات لها مسميات مختلفة ومصدر إنشائها واحد!؟ ... المخابرات الأمريكية والغربية عامة. مستخدمة أموال المخدرات والمحرمات والممنوعات لتشكيل عصابات من المرتزقة تنسبهم لجهة معينة ـ الإسلام بصفة عامة لضرب مقومات الدين الحنيف وإثارة النزاعات العسكرية المسلحة التي تدمر الدول وتشتيت أفكار الشعوب عن مصدر المشكل ثم توجيه التهم للمجاهدين الذين يدافعون عن حقهم في التحرر والانعتاق والتخلص من التبعية للنظام الاستدماري القديم والجديد على السواء.

 بين يقظة الشعوب ومماطلة الأنظمة ضد الإبادة في غزة

الشعوب الغربية ـ دون العربية ـ التي ظللها الإعلام الغربي الصهيوني طويلا حول حقيقة الصراع في فلسطين، أيقظها واقع غزة المرير وما يتعرض له الشعب الفلسطيني الأعزل من تدمير وتقتيل وإبادة جماعية يوميا وعلى مدى سنتين تقريبا بإيعاز من أمريكا ورؤسائها المنحازين كليا للمعتدين الناقمين على أهل البلد الذين يتهمونهم جورا بالإرهاب، مع أن الواقع يؤكد أن الإرهابيين الحقيقيين هم الصهاينة الذين لا رحمة ولا شفقة عندهم على المخلوقات التي تستوطن غزة وفلسطين عامة دون تمييز بين البشر والبهائم والشجر والحجر. فالأمريكان الذين يمدونهم بمختلف أسلحة الدمار الشامل ويساندونهم في كل مخططاتهم العدوانية بما فيها الاعتداء على سيادة دول مستقلة بعيدة وضعت ثقتها فيهم لحمايتها وأعطتهم أرضها لإقامة قواعد تضمن سلامتها الترابية فخذلتهم وخانتهم فكانت كالكلب النائم عندما هجم اللصوص على الدار وأخذوا ما فيها ولم يستيقظ على الأقل لتنبيه أهل البيت لكونه شم رائحة اللص من المعارف..كذلك قواعد أمريكا التي أخذت من أجلها بلايين الدولارات وطائرات فخمة إكراما لرئيس كاذب لا عهد له ولا ميثاق ..

ماذا ننظر من وسيط منحاز ورئيس متفرعن.. !.؟

 لا أدري هنا ، كيف يجتمع العرب والمسلمون في الأمم المتحدة التي عجزت عن مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني على شرعيتها وقوانينها ووقفت مع هيئاتها ومنظماتها مكتوفة الأيدي أمام غطرسة الصهاينة وتجاوزاتهم لكل القيم الأخلاقية التي رموا بها عرض الحائط بدعم من أمريكا وكل من يساوي بين قوة جهادية تواجه العساكر والمعتدين فقط وقوة شريرة لا تفرق بين الطفل والشيخ والضرير.؟. وهنا نطرح سؤالا بسيطا على كل الذي يصدقون أكذوبة الإعلام الغربي عامة بان حماس قتلت مواطنين عزل من إسرائيل ، فنقول كم عدد المدنيين الذين قتلتهم حماس أو احتجزتهم وكم بين من أطفال وقصر ..؟ فهل تمت المقارنة بين من يحارب بأخلاق وقيم تمنعه من الاعتداء على الأطفال والنساء والشيوخ وبين من يقاتل من أجل الإبادة الجماعية دون تفكير فيمن يردم تحت القصف أن يقتل برصاص القناصة أو الدبابة أو يغتال في السجن حيث لا يملك حتى الحق في الكلام ..؟؟؟ .. هل هذه هي عدالة الغرب الذي استيقظت شعوب العالم مؤخرا من أجل صيانتها لكنها لم تجد الآذان الصاغية من حكامه لم تعد لهم القدرة السياسية والأخلاقية على مواجهة تسلط الرئيس الأمريكي ومواقفه المتناقضة ونظرته الأحادية لواقع العالم الذي لا يرى فيه بشرا يتعامل معهم بمنطق بني الإنسان ، بل مكاسب اقتصادية ومالية ترفع من حساباته الشخصية وتزيد من طغيان بلده حتى يدمره الله كما دمر الأمم الطاغية قبلها ..

حاميها حرامها ؟ !..

لقد بين العدوان الصهيوني الأخير، على قطر أن دول الخليج التي أفرغت خزائنها لترامب وأكرمته أكثر مما يجب الكرم العربي لن يحميها من أي عدوان وأن مقتل جندي أمريكي واحد من جنوده في هذه القواعد الكثيرة التي نصبها لحماية مصالحه ومصالح الصهاينة أهم عنده مما يقع خارجها ولو كان كذلك لردت على الطيران الصهيوني ولو بمنعه من الوصول إلى الدوحة.!.؟

إلا أنه بكل بساطة أن القواعد الأمريكية ليست لها حرية التصرف واتخاذ القرار في مواجهة من يهاجم مهما كانت وسائل إشعارها الإلكترونية الحديثة والدقيقة إلا بأمر من واشنطن التي ترد عندما ترى أن المهاجم لا يمس مصالحها أو مصالح ربيبتها العزيزة في المنطقة، وهذا خلافا لمنطوق الاتفاقيات والمعاهدات.. لكن الأمريكان هنا لا يعترفون لا بالدين ولا بالأخلاق والقيم...فمبدأهم هو:" أنا وابن عمي على ابن الجيران.!.؟ . فهم كما يقول المثل حاميها حرامها ..

والعجب هنا أيضا أن يكون ترامب الذي يطمع دون حياء لنيل جائزة السلام العالمية هم من يحرض على الإبادة والتقتيل في غزة وفي نفس الوقت هو من يجمع العرب والمسلمين لإيجاد حل للقضية لا يعترف بحق أهل الأرض فيها معاكسا لكل العالم ومواثيق هيئاته الأممية ، بل يفرض عليهم واقعه الذي يبتغيه وتحبذه عصابة الكيان العنصرية .وقد يفرض على دول الجوار من العرب الراكعين الساجدين له ـ دون رب العالمين ـ ، أن يشاركوا في القضاء على فئة المجاهدين وتعبيد الطريق لترامب والنتن الصهيوني ليتموا مهمتهما الدنيئة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل الذي خانه محيطه القريب والبعيد ولم تبق له إلا ثقته في الله ناصر المظلومين وقاهر الظلمة والمعتدين ...

 فا للهم رد كيدهم في نحورهم وأرحنا من شرورهم ... اللهم كما نجيت بني إسرائيل من عتو فرعون وجبروته نج إخواننا في غزة من طغيان فرعون العصر وجنوده الظالمين ..؟

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services