ألقى الشيخ محمد كرمة، إمام مسجد القطب بولاية تيارت وأمين المجلس العلمي، خطبة الجمعة ليوم 29 أوت 2025 الموافق لـ 05 ربيع الأول 1447 هـ، في أجواء روحانية تزامنت مع إحياء ذكرى مولد خير الأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

ماريا لعجال 

وأكد الخطيب في مستهل خطبته أن ميلاد النبي الكريم كان حدثًا عظيمًا ومنّة كبرى على الإنسانية جمعاء، مشيرًا إلى أن الله تعالى قال في محكم تنزيله: "لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين".

وشدد الشيخ كرمة على أن ولادة المصطفى صلى الله عليه وسلم مثلت ميلادًا للفضائل والأخلاق، إذ بعث ليتمم مكارم الأخلاق وليكون قدوة حسنة ومثلا أعلى للإنسانية في العقيدة والسلوك والمعاملات.

كما دعا الخطيب إلى ترسيخ حب النبي صلى الله عليه وسلم في القلوب والعقول والسلوك، من خلال الاقتداء بهديه وسنته في حياتنا اليومية، مشيدًا بجهود العلماء وشيوخ الزوايا وأئمة الجزائر في تأكيد جواز الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف عبر الدروس والمحاضرات والأنشطة الدينية التي تُعرّف بسيرته العطرة وقيمه السامية.

وفي سياق متصل، حث الشيخ محمد كرمة على الوحدة ورص الصفوف والحفاظ على المرجعية الدينية والوطنية، محذرًا من الفتن والأفكار الهدامة التي تهدد تماسك المجتمع، مستشهدًا بقول الله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا".

أما في الخطبة الثانية، فقد دعا الإمام إلى التمسك بخصال التقوى والصدق والأمانة وحسن الجوار والرحمة باليتيم، مستلهمًا وصايا النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة، ومؤكدًا أن الاقتداء برسول الله هو السبيل لإصلاح الفرد والمجتمع وبناء حضارة قائمة على القيم والعدالة.

وختم خطبته برفع أكف الضراعة إلى الله تعالى أن يحفظ الجزائر وأهلها، ويوفق قيادتها لما فيه خير البلاد والعباد، كما توجه بالدعاء إلى الله أن يفرج الكرب عن أهل غزة وفلسطين، وأن ينصرهم ويثبت أقدامهم.