491
0
في شهر التراث.... معرض ثقافي يجمع أصالة الحضارة الجزائرية و الفلسطينية
تزامنا مع إحياء شهر التراث الجزائر الممتد من18أفريل إلى غاية 18ماي" ، نظمت مديرية الثقافة لولاية الجزائر بالتنسيق مع المركز الثقافي مصطفى كاتب و الملتقى الفلسطيني الجزائري للتراث الشعبي ؛ معرضا فنيا يحي معالم الثقافة الجزائرية و الفلسطينية.
شيماء منصور بوناب
وبالمناسبة أكد الأسير المحرر فواز أبو كوش عميد الملتقى الفلسطيني الجزائري للتراث الشعبي، أن المعرض الثقافي هو تجسيد للروح الأخوية التي تجمع الشعب الجزائري بالشعب الفلسطيني في إطار التضامن مع القضية المركزية التي كانت ولا تزال محور أولويات الجزائر .
منوها لأهمية ابراز الثقافة الفلسطينية باعتبارها رافد أساسي من روافد التاريخ الذي استهدفه الكيان الصهيوني من خلال تدميره لمختلف المؤسسات و المراكز الثقافية و التاريخية التي تعبر عن شخصية الشعب الغزاوي خاصة و الفلسطيني عامة.
وبخصوص واقع القضية الفلسطينية والوضع في غزة ؛ قال الأسير المحرر "اخواننا في غزة يعيشون وقت جد صعب وحرج في ضل نقص الامدادات الطبية و الغذائية التي تعيلهم في نكبتهم خاصة بعد زيادة شدة الهجمات الصهيونية العنصرية التي جعلت من حصيلة الشهداء في ارتفاع رهيب لم يسلم منه الأطفال و النساء أيضا".
الثقافة الجزائرية .... صرح ثقافي لامتناهي
وبحكم أن الجزائر صرح ثقافي لامتناهي من العادات والتقاليد ،فهي بذلك تعرف منوعات تراثية من أبرزها الزربية الغرداوية التي عرفنا بها الحرفي حسين بازين ؛ حين قال أن سر رواج الزربية يكمن في تفاصيل حكياكتها اليدوية التي تعكس ثقافة منطقة تراثية تنبض بالحضارة و تعيش الفن و الثقافة .
وتابع مشيرا إلى أن صدى الاهتمام بالزربية الغرداوية وصل مداه إلى خارج الوطن؛ لأنها تمثل حضارة بلد تاريخه يعود لعقود مضت وثقافته معلومة وواضحة تتجسد معالمها في شكل حرف وصناعات تقليدية حافظ عليها ابناؤها تجسيدا لروابط الاجيال و اخلاصا للهوية الوطنية التي تفرض ابراز الموروث الثقافي والحفاظ عليه من السرقة والنهب.
جنود التراث و الثقافة.... يشددون على ضرورة تكثيف المعارض و الفعاليات الثقافية
وهو ما ثمنته الحرفية طاوش زهيرة مختصة في صناعة الحلي التقليدي بلمسة عصرية، التي أفادت بأن الحرفين هم جنود التراث و الثقافة يروجون لها في مجمل أعمالهم ومعارضهم كل وتخصصه سواء في الطرز أو الحياكة وحتى الطبخ و الرسم ؛ الذي يجسد الهوية الوطنية ويحفظ خصوصيتها.
وعن ما يميز منتجاتها وضحت أن تحقيق التكامل بين العصري والتقليدي يفرض الجمع بين الأحجار الكريمة و الأحجار نصف ثمينة وذلك قصد إعطاء صورة جديدة للمجوهرات التقليدية الجزائرية بالشكل الذي يسمح باقتنائها يوميا دون المناسبات فقط كما يجعلها ملائمة لجيب المواطن البسيط.
أما في سياق الصعوبات و العراقيل التي تواجه الحرفي الجزائري ، شددت طاوش على حقوق المشاركة في المعارض التي أصبحت بمبالغ خيالية يعجز الحرفي على تحمل تكلفتها؛ يضاف إليها شح المعارض التي أصبحت موسمية فقط رغم انها تعد عند الكثير من الحرفيين مصدر قوتهم ودخلهم اليومي.
ومن جانب توسيع آفاق الصناعات التقليدية الجزائرية، عرجت الحرفية ونداجي صليحة لمجال عملها في صناعة حقائب التسوق ، والذي كان ولوجها اليها قبل سنين بعد تقاعدها من سلك التعليم؛ أين اختارت مجال يحقق التوازن بين التنمية البيئة و الاقتصادية بحكم أن صناعة الحقائب اليدوية من القماش يعوض استخدام الحقائب البلاستيكية التي تضر بالبيئة والمحيط كما يكون اضافة جدية للسوق.
وبالعودة لمجال الطبخ والحلويات التقليدية؛ وضحت لعماري صونيا حرفية في صناع المربي الطبيعي و الحلويات الجزائرية،أن دور الحرفي يظهر جليا في اسهامات في الحفاظ على القيمة الثقافية والتراثية لبلده من خلال التمسك بالبصمة التقليدية في اعماله دون محاولة طمسها بأساليب عصرية وحديثة.
وهو الحال في مجال صناعة الحلويات التي باتت نشهد مبالغة كبيرة من حيث التزين و الشكل وهو ما ألغى ما هيتها الطبيعة وغير فيها، وفي ذلك قالت الحرفية بأن التمسك بالطابع التقليدي هو أولوية تكسبنا الحصانة في الحفاظ على موروثنا الثقافي و حمايته من أي هجمات من الدول الشقيقة التي تحاول استنزافه ونهبه حتى دون تغيير اسمه و خصوصيته الجزائرية.
وفي مجال الصناعات التجميلة، أكدت بن سماية جويدة حرفية في صناعة مواد التجميل الطبيعية؛ أن هذا المجال لاقى رواجا كبيرا مؤخرا ، كونه بديل طبيعي صحي عن المواد الكميائية التي تفطن لخطورتها الشباب الذين باتوا يراعون الإحتياط في اقتنائهم للمنتجات التجميلة.
مشيرة في ذات السياق، إلى بعض العراقيل التي تقف حاجزا أما صمود الحرفين ؛ولعل أبرزها غلاء المواد الاولية التي تشهد في كل مرة ارتفاع كبير فيها وهو ما يفرض بصفة آنية زيادة تكلفة المنتجات التجميلية الطبيعية مقارنة بسعر المواد الكميائية بالرغم من أنها مواد محلية وطنية.
الجمعيات الثقافية...محطة ترويج وتعريف بالموروث الجزائري
عرف ذات الحدث مشاركة بعض من الجمعيات الثقافية ،أبرزها جمعية فن و أصالة التي وضحت رئيسها فخارجي نبيلة أن الجمعية تسعى للحفاظ على الشخصية الجزائرية و الموروث الثقافي الوطني من خلال المشاركة في مثل هذه المعارض و الفعاليات التي تحيي المعالم الثقافية و الحضارية للجزائر.
وفي إطار إحياء شهر التراث قالت فخارجي أن حضور الجمعية اليوم في المعرض هو دليل على نضج الوعي الثقافي خاصة وأن المنتجات التي تم المشاركة بها هي تجسيد لواقع العائلة الجزائرية سواء من ناحية الحلويات التقليدية أو المقتنيات والمستلزمات اليومية ذات الطابع العاصمي .
وفي إطار الحفاظ على الموروث الثقافي الجزائري دعت ذات المتحدثة لضرورة التمسك بالعادات والتقاليد الجزائرية بنفس بصمتها التقليدية دون أي إضافات وذلك من خلال تعزيز مظاهر الترويج و كذا التعريف بها في كل المحافل الفنية والثقافية خاصة أمام الزوار الأجانب والسياح.
وقبل أن تختم كلمتها، أشارت فخارجي لتوجه الجمعية نحو تشجيع المواهب الشبابية في إطار احتضان أفكارهم و احتواء ابداعاتهم التي تخدم المجمتع من جهة وكذا ابراز كفاءة النخبة الشبابية كل ومجاله، وعلى سبيل المثال ذكرت أشغال إحدى الفنانات التي استقت من الفن التشكيلي مشروعا جسدته على الملابس و الأقمشة ببصمة فريدة من نوعها لا تخضع للمماثلة أي يتم تجسيد اللوحة الفنية على قطعة من الملابس دون اعادة طبعها مرة اخرى .