227

0

فرنسا وأفريقيا .. حان وقت الطلاق !!

صراع الدب الروسي و التنين الصيني مع الديك الفرنسي في مزارعنا الافريقية.

مصطفى محمد حابس: جنيف/سويسرا 

مع اندلاع مناوشات كلامية شديدة اللهجة بين الجزائر و فرنسا هذه الأيام، و مع ارتفاع حمى جديدة مع نهاية الأسبوع الجاري بين وسائل الإعلام الجزائرية والفرنسية وتهديدات فرنسا التي "لا تستطيع أن تتحمل هذا الوضع"، حسب تصريح وزير داخليتها الجديد، وبالتالي يريد بعض سياسييها أن تعيد فرنسا "تقييم الوضع" و استعمال كل الإجراءات و"الأسلحة الادارية" التي يمكن أن تستخدمها ضد الجزائر والجزائريين المقيمين في فرنسا و القادمين اليها، و يأتي في مقدمتها:

أولاً، سلاح التأشيرات التي تسلم حتى للمرضى الذين يعالجون في فرنسا،

وثانياً، التهديد بالعقوبات الاقتصادية، ومنها الأدوية والعديد من المنتوجات الاستهلاكية و الصناعية التي تستوردها الجزائر من فرنسا منذ عقود.

 أي بالإضافة إلى التأشيرات والاقتصاد، هناك ملف تاريخي وازن يحترق لهيبه بين الدولتين منذ ستينات القرن الماضي، حيث صدرت دعوات ملحة من شخصيات من اليمين واليمين المتطرف لإلغاء الاتفاقية الفرنسية الجزائرية، المسماة "اتفاقيات إفيان" التي تعود إلى عام 1968 !!

و لفهم هذا الوضع المتأرجح الذي قاد و يقود دول إفريقية الى طلاق المضطر لا رجعة فيه مع "أمهم" فرنسا، تعالوا نقرأ بروية الأحداث في شموليتها تاريخا وجغرافية بعيدا عن كل تشنج وعاطفة زائدة، بدأ بالسياسة الفرنسية في عمومها مع مستعمراتها القديمة ومع القارة السمراء تحديدا منذ أجيال، أي منذ عهد الاستعمار القديم.

في قلب هذا الطلاق الاضطراري الأبدي، هناك تاريخ طويل نشأت عنه ذكريات مختلفة وأحيانا متكاملة

معلوم أنه الاستعمار الفرنسي دخل في أفريقيا مبكرًا، إذ كان للفرنسيين مراكز تجارية ساحلية  هناك منذ القرن السابع عشر.. كان هذا هو الوقت الذي ترسخت فيه فرنسا في أمريكا وكندا وخاصة في جزر الأنتيل الغنية حيث كان يتم إنتاج السكر. ومن أجل الاستحواذ على خيرات هذه الجزر شاركت فرنسا، إلى جانب العديد من البلدان الأوروبية، بشكل كامل في تنظيم تجارة الرقيق عبر الأطلسي، حتى تم حظره في فرنسا عام 1817.

أما استعمار فرنسا للأراضي الأفريقية فقد جاء في وقت لاحق، في القرن التاسع عشر.

أولاً، كان استعمار الجزائر في عام 1830. ثم، ابتداءً من مؤتمر برلين عام 1885، شاركت فرنسا في "تقسيم أفريقيا".

وكما أوضح جول فيري، فقد كان الأمر يتعلق بالقوة في سياق القومية والتنافسات داخل أوروبا. و هكذا تمكنت فرنسا من بناء إمبراطورية استعمارية واسعة، وبسطت سلطتها على المغرب العربي وغرب أفريقيا وأفريقيا الاستوائية. وانتهى هذا الاستعمار، على مضض، بالنسبة لفرنسا، في عام 1956 بالنسبة لاستقلال المغرب وتونس، وفي عام 1962 بالنسبة لاستقلال الجزائر. في حين حصلت أفريقيا السوداء على استقلالها في عام 1960 (باستثناء غينيا في عام 1958).

Après l’humiliation de Diên Biên Phu en 1954 en Indochine, et la victoire du FLN en Algérie

بعد معركة إذلال حقيقي لفرنسا، معركة ديان بيان فو المعروفة، عام 1954 في الهند الصينية، وبعد انتصار جبهة التحرير الوطني في الجزائر والانفصال المؤلم لأصحاب الاندماج، كان ديغول يعتزم النجاح في إنهاء الاستعمار في أفريقيا السوداء. والأمر كان يتعلق بالحفاظ على العلاقات بين الحكام الجدد و "الأم  الحنون فرنسا"، أليست أفريقيا الناطقة بالفرنسية، كما يسميها  ديغول، "الحديقة الخلفية" لفرنسا؟ أي منطقة نفوذها المخصصة؟

وهنا يوضح فرانسيس أكينديس، الأستاذ بجامعة بواكي في ساحل العاج، العواقب المترتبة على ذلك، أي "بعد الاستقلال، غادر البريطانيون دون أن يتركوا عنوانًا، لكن غادر الفرنسيون قائلين "نحن لا نزال هنا". ومنذ ذلك الحين، كان لدى مواطني البلدان الإفريقية الناطقة بالفرنسية في فترة ما بعد الاستعمار انطباع دائم، سواء كان هذا الانطباع صحيحا أو خاطئا، بأن القرارات تتخذ في باريس، من وراء البحر الأبيض المتوسط. "( جريدة لوموند، 7/11/2022).

« Après les indépendances, les Britanniques sont partis sans laisser d’adresse. Les Français, eux, sont partis en disant “nous sommes toujours là”. Depuis, les citoyens des postcolonies d’Afrique francophone ont toujours l’impression, à tort ou à raison, que les décisions se prennent à Paris. » (Le Monde, 7/11/2022).

ماذا تمثل افريقيا ، لتكون محل أطماع و سيلان لعاب القوى الدولية ؟

قارة افريقيا تبلغ مساحتها حوالي 30 مليون كيلومتر مربع (22% من مساحة الأرض)، وتضم 54 دولة. وإذا أخذنا بعين الاعتبار جزر المحيط الهندي مثل موريشيوس، فإن هذا العدد يوضح مدى الأهمية التي يمكن أن تتمتع بها هذه الأصوات في الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي وصفها يوما ما الجنرال شارل ديغول، غير معترف بها بقوله"الشيء المسمى بالأمم المتحدة "، في العاشر من سبتمبر/أيلول 1960، أين ألقى الجنرال ديغول في نانت هذه العبارة القاتلة، التي سجلت الى الآن في كتب التاريخ. و السبب أنه في ذلك الوقت، رفض الجنرال تمويل رحلة الخوذ الزرقاء إلى الكونغو (البلجيكية سابقًا).

« Le machin qu'on appelle ONU. » Le 10 septembre 1960, à Nantes, le général de Gaulle assène cette formule assassine, désormais inscrite dans les livres d'histoire.

و اليوم هذه المستعمرات تنطوي تحت هيئة قارية تسمى "الاتحاد الأفريقي " وهو المنظمة الإقليمية للقارة الافريقية. ويبلغ عدد أعضائها 55 عضوا، لأن الصحراء الغربية ممثلة فيها أيضا. و رغم قبولها بتقسيم القارة نتيجة للفترة الاستعمارية، فإنها تجسد حلم الوحدة الأفريقية، لأنها غنية بتنوع عظيم، جعلها عبارة عن فسيفساء من الشعوب و الأديان ويتحدث فيها أكثر من ألف لغة !!

إذ تشكل الديموغرافيا بعدا رئيسيا في الواقع الجيوسياسي الأفريقي. كما يبلغ عدد سكان القارة اليوم 1.4 مليار نسمة، وذلك بالنسبة لقارة لا تزال غير مكتظة بالسكان إلى حد كبير (50 نسمة/كم²). علما أنه في عام 1950، كان عدد سكان القارة حوالي 250 مليون نسمة فقط، وفي أقل من 30 عامًا، أي في عام 2050، سوف يتضاعف هذا العدد أو يتضاعف تقريبًا، ليصل إلى 2.5 مليار نسمة، أو 25% من سكان العالم. ومن الواجب أيضًا أن نضع في الاعتبار أن نصف السكان شباب أي أنهم دون العشرين عامًا.

لا تزال منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تضم أكثر من ثلثي أفقر بلدان العالم

ومع ذلك، في مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدا للعالم أجمع أن أفريقيا مدفوعة بديناميكية واعدة. وبفضل ارتفاع أسعار المواد الخام خلال العقد الأول من القرن العشرين، أصبحت الصناعة جذابة لرؤوس الأموال. وصرنا نسمع عن النهضة الأفريقية، وعن طيران إفريقيا، وعن الأسود الأفريقية لاقتصاداتها الأكثر ديناميكية!!

لكن صورة القارة اليوم مليئة بالتفاصيل و التشوهات. لقد تضررت بشكل غير مباشر ولكن شديد من الأوبئة و الأمراض المادية والمعنوية، ومن انكماش الاقتصاد العالمي، ومن الحرب في أوكرانيا وبعص الحروب الداخلية الأخيرة بعد رحيل فرنسا، الخ ... حاليا 19 دولة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أصبحت الآن مثقلة بالديون !!

غانا، الدولة التي طالما تم تقديمها كنموذج للحكم الرشيد والوعود، أعلنت أخيرا تخلفها عن سداد ديونها المتراكمة. وفي ظل هذه الظروف، أصبحت الديمقراطية، التي أحرزت تقدماً كبيراً على مدى الأعوام الثلاثين الماضية، في تراجع في جل دول أفريقيا. وبطبيعة الحال، يعلن الجميع أنهم ديمقراطيون، ولكن كما حدث مع كاغامي في رواندا، فهذا لا يعني تبني نموذج الديمقراطية الغربية. وفي غرب أفريقيا، تتزايد الانقلابات (غينيا ومالي وبوركينا فاسو) والأنظمة الاستبدادية، في حين يستمر تدهور الوضع الأمني، وبالتالي تدهور الوضع الغذائي و الصحي للمواطن في القارة السمراء عموما، مما فتح ملف الهجرة الى الشمال، بل و الى أوروبا التي كانت تستعمر أجدادهم و أراضيهم !!

السياسة الفرنسية في المدة الأخيرة مع مستعماراتها القديمة في افريقيا

منذ بداية عام 2023، كان الرئيس الفرنسي نشطًا للغاية على الصعيد الدبلوماسي الأفريقي. وفي يناير/ كانون الثاني، استقبل الرئيس الإيفواري الحسن واتارا في قصر الإليزيه. في فبراير/ شباط، التقى الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد. وفي بداية شهر مارس/ آذار، قام بجولة مكوكية سريعة شملت أربع دول في وسط أفريقيا: الكونغو وأنغولا والجابون، بمناسبة قمة الغابة الواحدة.

"One Forest Summit"

والرسالة واضحة، من الرئاسة الفرنسية من هذه الحركات المكوكية، التي تصب في خوف كبير من ضياع مكاسب ثمينة في المنطقة، و لسان حال فرنسا يقول: " يجب علينا مواجهة الدعاية الروسية التي تصور فرنسا كقوة استعمارية"

Le message est clair : il faut contrecarrer la propagande russe qui dépeint la France comme une puissance coloniale.

حيث علق الكاتب الصحافي أنطوان قلاسير، جازما بقوله  "لقد أيقظ الدب الروسي الديك الفرنسي"،.

« L’Ours russe a réveillé le coq français »

متسائلا : فهل يعني هذا الانطباع أن فرنسا أصبحت الآن غير مرغوب فيها في القارة السمراء؟

وقد انعكس هذا الفشل السياسي سلباً على فرنسا لأنها كانت عرضة للهجوم بشكل خاص

من ناحية أخرى، بسبب ماضيها الاستعماري، الذي يجعل التصرفات الفرنسية مشبوهة، ومتهمة بأنها ذات أهداف استعمارية جديدة. في الأساس، من خلال القول باستمرار بأن فرنسا لديها مسؤوليات خاصة في أفريقيا، فإن هذا قد أدى إلى نتائج عكسية وأصبحت فرنسا هدفًا جاهزًا.

ومن ناحية أخرى، جعلت فرنسا نفسها عرضة للخطر بسبب التباين المستمر في خطابها. وتصر على قيم معينة مثل حقوق الإنسان والديمقراطية، وتنتقد الزعماء الذين وصلوا لسدة الحكم بالانقلابات.

لكنها في الوقت نفسه لم تحيد عن سلوكياتها التي تعود إلى حقبة فرنسا وأفريقيا،FrancAfrique ومعنى هذا المصطلح الذي صار تاريخا " أن فرنسا تحافظ على دعمها القوي للزعماء الاستبداديين والفاسدين"، من بيا في الكاميرون إلى بونغو في الغابون. كما ساندت الزعيم التشادي الجديد، نجل الرئيس إدريس ديبي.

و علق مختصون في السياسة الفرنسية " أن فرنسا عالقة في تناقضات لا يمكنها الهروب منها. إما أنها تنوي القطع مع ماضيها من التدخلات المتعددة، والتي لا تقل عن 55 تدخلاً للجيش الفرنسي منذ عام 1960 في أفريقيا".." وفي هذه الحالة، فإنها تثير عدم ثقة القادة الذين رأوا فيها ضمانة لسلطتهم، مع خطر اختيارهم لشركاء آخرين".." إما أن تستمر في التدخل ودعم أنظمة معينة. ولكن في هذه الحالة يبدو الأمر استعماريا جديدا ويشكل كابحا للتطلعات الديمقراطية في عقول الشعوب، كل هذا يثير التساؤل حول إرث السياسات الفرنسية في أفريقيا !!".. 

حان وقت طلاق إفريقيا مع فرنسا، فمن المستفيد من الغنيمة: هل هي إسرائيل، أم تركيا، روسيا أم الصين؟ أم كلهم !!

في السادس من فبراير 2023 ، تمكنت أميرة بوراوي، الصحافية والناشطة الفرنسية الجزائرية، تمكنت من الفرار من بلدها إلى تونس، متجهة إلى فرنسا. ومادامت تملك جنسية فرنسية نجت من الترحيل للجزائر. وهنا استدعت الجزائر سفيرها من فرنسا، دون تردد و تأتي هذه الموجة "الباردة" الجديدة بين البلدين في وقت تسعى فيه باريس والجزائر، في صيف عام 2022، إلى إعادة تنشيط تعاونهما، كما أقدمت فرنسا على خطوة عدها آخرون مخاطرة و عدها جزائريون خيانة، بتغيير موقف فرنسا من ملف الصحراء الغربية التي تأزم علاقة الاتحاد المغاربي منذ عقود. وهذا مثال آخر على الصعوبة التي تواجهها فرنسا في إقامة علاقات سلمية قائمة على الثقة مع مستعمراتها السابقة في شمال أفريقيا

وبعيداً عن شمال أفريقيا، فإن مكانة فرنسا بأكملها في أفريقيا هي التي أصبحت موضع تساؤل اليوم للعديد من المراقبين. هل تستطيع السياسة الواقعية التي يقودها حاليا إيمانويل ماكرون، والذي يتحدث فيها عن شراكة جديدة بين أفريقيا وفرنسا، وإخفاء حقيقة أن فرنسا في خضم طلاق من دولة إفريقية لأخرى ؟ فهل هذه مجرد لحظة في التاريخ تجعل من فرنسا كبش فداء لحالات الأزمات بين الضفتين ؟

فهل هذا الطلاق مع مجموعة أولى من الدول الافريقية هو ببساطة الغاية النهائية لإنهاء الاستعمار أم أنه أشبه بالطلاق بسبب الخطأ المرتبط بسلوك فرنسا الاستعماري الجديد؟ فهل هو قرار أفريقي بسيط أم عملية تلاعب بالأفارقة من قبل قوى أجنبية، وفي مقدمتها روسيا والصين، كما يلاحظ آخرون ؟

رحيل الجنود الفرنسيين من مالي، القطرة التي أفاضت الكأس !!

في نهاية شهر فبراير/ شباط، اضطر 400 جندي من القوات الخاصة الفرنسية إلى مغادرة قاعدتهم العسكرية في واغادوغو بناء على طلب السلطات المحلية في بوركينا فاسو.

وكانت هذه القوات ، قد احضرت في إطار "مكافحة الإرهاب" في مختلف أنحاء منطقة الساحل.

وفي أوائل شهر مارس/آذار، ندد الزعيم الشاب للبلاد، القبطان تراوري، الذي وصل إلى السلطة في سبتمبر في انقلاب ضد المقدم داميبا (الذي جاء هو نفسه عبر انقلاب)، باتفاقية الدفاع التي ربطت بلاده بفرنسا. بعد تغيير في سياسة البلد لربط علاقات جديدة مع موسكو، وحظر بث إذاعة فرنسا الدولية في البلاد.

انطلقت المظاهرات في العاصمة واغادوغو، حيث ردد المتظاهرون شعارات مثل "أيها الجيش الفرنسي، ارحل عن بلادنا!". "أو "لا لفرنسا، لص أفريقيا"

 «Armée française, partez de chez nous ! » ou encore « Non à la France, voleur de l’Afrique »,

ويأتي طرد الفرنسيين هذا في أعقاب طرد جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي.

في عام 2013، وبناء على طلب من الحكومة في باماكو، أطلق الرئيس الفرنسي هولاند عملية سيرفال.

Serval

وتهدف العملية إلى صد القوات" الجهادية" التي تتقدم نحو العاصمة. لقد كان نجاحًا عسكريًا وحظيت القوات الفرنسية بالثناء، من طرف الحكومة في باريس.

في عام 2014، بدأت عملية برخان. وهي تحل محل عمليتي " سيرفال وإيبيرفيي"،  (المهمة الفرنسية في تشاد منذ عام 1986). حيث يقوم الجيش الفرنسي بتأسيس وجود دائم في منطقة الساحل لمحاربة الجماعات الجهادية. ويفعل ذلك بالتعاون الوثيق مع دول مجموعة الساحل الخمس: موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد. وتضم عملية برخان 5 آلاف جندي فرنسي كحد أقصى، كما ضمت، اعتبارًا من عام 2018، قوات من دول أوروبية أخرى.

شركة الأمن الروسية "فاغنر"، درع أم تـدخل ؟

أين حقق الجيش انتصارات تكتيكية ويحيّد، أي يقتل، قادة الجهاديين، حسب زعم فرنسا. لكن انعدام الأمن لا يزال قائما، وخاصة في منطقة الحدود الثلاثية عند تقاطع مالي وبوركينا فاسو والنيجر. وفي هذا السياق، أدت انقلابان متتاليان، في أغسطس/آب 2020 ومايو/أيار 2021، إلى وصول العقيد أسيمي غويتا إلى السلطة في باماكو.

كما تم تأكيد وجود شركة الأمن الروسية "فاغنر" في نهاية عام 2021. سرعان ما توترت العلاقات الفرنسية المالية واضطر السفير الفرنسي إلى مغادرة البلاد في بداية عام 2022،أين كان القطيعة كاملة و الطلاق نهائيا بينهما. وكانت أشد الانتقادات عنفاً (خاصة على منصة الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي) موجهة إلى الفرنسيين لتدخلهم السافر في الشؤون الافريقية. ويتهم هؤلاء بـ "ممارسات استعمارية جديدة، واستعلائية، وأبوية وانتقامية"، وحتى بتزويد الجماعات الجهادية بالأسلحة والذخائر والمعلومات الاستخباراتية.

وفي هذا السياق، غادرت القوات الفرنسية البلاد في صيف عام 2022. وأعلنت فرنسا انتهاء عملية برخان والإبقاء على قوة مخفضة في منطقة الساحل. ليعلن الطلاق أو القطيعة مع مالي كاملة، حيث حظرت الحكومة المالية لحد الساعة على المنظمات غير الحكومية تلقي الأموال الفرنسية أو أي نوع من المساعدات !!

لماذا هذه الإخلاءات وهذا الطلاق مع هذه الدول الثلاث؟

في المقام الأول، تجدر الإشارة إلى أن إدانة الروابط مع فرنسا تشكل عنصراً قوياً للتعبئة في البلدان الأفريقية الناطقة بالفرنسية الأخرى، سواء في الشمال أو الجنوب.

وفي السنغال، على سبيل المثال، يستغل عثمان سونكو، الخصم الرئيسي للرئيس ماكي سال، التنديد بالروابط بين داكار وباريس لتعبئة الشباب السنغالي ضد رئيسه. "لقد حان الوقت لأن ترفع فرنسا ركبتها عن أعناقنا". فلماذا كل هذا العداء؟

« Il est temps que la France lève son genou de notre cou », ex. Président Macky Sall, Sénégal

 

( يتبع ..  )

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services