480

0

فلاحو التفاح بالأوراس يقرعون ناقوس الخطر

"منتوجنا مهدد بالتلف وسياسات مرتجلة تحاصر الشعبة"

اجتمع اليوم الثلاثاء، قرابة 1000 فلاح منتج للتفاح بقاعة السينما محمد بوروح -بلدية إشمول- في لقاء وصف بالطارئ لمناقشة الوضعية الحرجة التي تعيشها شعبة التفاح في الأوراس، وقد حضر اللقاء ممثلون عن مختلف دوائر وبلديات ولاية باتنة، على غرار كيمل، إينوغيسن، إشمول، آريس، تيمڨاد، سيدي معنصر، المعذر، تازولت، مروانة وغيرها من المناطق الجبلية المعروفة بإنتاج هذا الصنف من الفاكهة.

ضياء الدين سعداوي

"الفلاح الصغير هو الحلقة الأضعف"

في تصريح للموقع الإخباري" بركة نيوز"، أوضح صالح مختاري، رئيس الجمعية الفلاحية لمنتجي التفاح أوراس البهجة، أن الإجتماع جاء كرد فعل على "الإنتكاسة غير المسبوقة التي يعيشها الفلاح المنتج للتفاح"، مؤكداً أن 80 بالمئة من فلاحي التفاح في الولاية هم من صغار المنتجين، الذين لا يتجاوز عدد أشجارهم المئة أو المئتين ، أغلبها مزروعة في المناطق الجبلية الوعرة.

يضيف رئيس الجمعية الفلاحية قائلاً: "هؤلاء الفلاحون لا يملكون وسائل نقل منتوجهم خارج الولاية، ولا يمتلكون غرف تبريد تحفظ ثمارهم، الأمر الذي جعلهم عرضة لإستغلال المضاربين الذين يقترحون أسعاراً متدنية لا تغطي حتى تكاليف الإنتاج."

قرارات مربكة وضغوط متزايدة

وأشار المجتمعون إلى أن الإجراءات التي فرضتها مديرية التجارة، وعلى رأسها قرار تسقيف أسعار التفاح، ساهمت في عزوف التجار عن اقتناء المنتوج المحلي، ما أفسح المجال للسماسرة والمضاربين للهيمنة على السوق، كما انتقدوا زيارات أعوان التجارة الميدانية، التي تحولت – بحسبهم – من آلية دعم ومرافقة إلى ضغوط يومية أربكت الفلاحين وأصحاب المخازن.

أعباء ثقيلة وأسعار مجحفة

من بين الإنشغالات التي رفعتها الجمعية، ارتفاع تكاليف الإنتاج (أسمدة، أدوية، يد عاملة، نقل...) مقابل أسعار منخفضة لا تغطي المصاريف، إلى جانب غياب سياسة وطنية واضحة لإنشاء مخازن إستراتيجية تحفظ المنتوج وتضمن استقرار السوق. هذا الوضع، حسب الفلاحين، يهدد بتلف كميات هائلة من التفاح المكدس في البساتين، ويلحق خسائر مالية ومعنوية جسيمة بالمزارعين، ما قد يدفع الكثير منهم إلى هجر النشاط الفلاحي كلياً.

مطالب عاجلة

وفي ختام اللقاء أوصى الفلاحون جملة من المطالب الأساسية لرفعها إلى السلطات الوصية أبرزها التدخل العاجل لمراجعة أو إلغاء قرار تسقيف أسعار التفاح و إلزام مديريات التجارة بالإنتقال من الرقابة التعسفية إلى المرافقة الحقيقية للفلاحين و وجوب إشراك الفلاحين في صناعة القرارات الخاصة بالشعبة إلى جانب إطلاق آلية للتعاقد مع شركات وطنية عمومية وخاصة لشراء المنتوج مباشرة من الفلاح ثم وضع برنامج تخزين إستراتيجي للتفاح يحمي المنتوج من التلف ويحافظ على استقرار الأسعار.

"إنقاذ التفاح ..إنقاذ للاقتصاد الوطني"

وأكد صالحي بأن إنقاذ شعبة التفاح ليس مجرد قضية فلاحية محلية، بل رهان إقتصادي ووطني يرتبط بشكل مباشر بالأمن الغذائي، مضيفاً بأن: "فلاح شعبة التفاح اليوم يرفع صوته عالياً، رافضاً أن يكون كبش فداء لسياسات مرتجلة، ومؤكداً أن إنقاذ هذه الشعبة الإستراتيجية هو إنقاذ للإقتصاد الأوراسي والأمن الغذائي الوطني."

بهذا يكون فلاحو الأوراس قد أطلقوا إنذاراً واضحاً للسلطات، مؤكدين أن استمرار الوضع الراهن قد يؤدي إلى إنهيار واحد من أهم الفروع الفلاحية بالجزائر، في منطقة تعرف تاريخياً بكونها "عاصمة التفاح".

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services