641
0
ديدوش مراد ... القائد الفذ و أسد الشمال القسنطيني..محور ندوة تاريخية
تناول منتدى الذاكرة الذي نظمته جمعية مشعل الشهيد، اليوم الأربعاء، أهمية حماية الذاكرة الوطنية بتسليط الضوء على شخصية ديدوش مراد ، إحياء للذكرى 69 لاستشهاده، وذلك من خلال مذكرات رفقائه بالولاية الثانية التاريخية العقيد علي كافي ، عبد الله بن طوبال ، محمد قديد، ذلك بمقر جريدة المجاهد بالعاصمة الجزائر.
مريم بوطرة
في المستهل شدد رئيس جمعية مشعل الشهيد محمد عباد، على ضرورة صون الذاكرة الوطنية مبرزا بطولات المناضل الشهيد ديدوش مراد الذي يعد أصغر القادة الستة الذين فجروا الثورة التحريرية، و أكثرهم علما و ثقافة، و أولهم استشهادا في ساحة الشرف و عمره لا يتجاوز 28 سنة و ذلك في 18 جانفي 1955 بوادي بوكركر شرق بلدية زيغود يوسف اليوم بولاية قسنطينة.
ملامح شخصية ديدوش مراد من خلال مذكرات رفقائه
وخلال مداخلة الدكتور احسن تليلاني ،أستاذ بجامعة سكيكدة أشاد بالمذكرات التي تحدثت عن شخصية ديدوش مراد على رأسها محمد قديد الذي خصص له أزيد من 100صفحة والذي كان مرافق له في جل خرجاته في كتابه ذكر اجتماعاته تبين من خلال ما سرده قديد أنه شخصية قوية عمل بانضباط تام في اقناع الشعب من أجل اندلاع الثورة.
وأضاف أن ديدوش مراد في مذكرات محمد قديد يبدو شخصية ذات كاريزما قوية و كفاءة عالية في القيادة ، فالجميع يحترمه و يهابه و ينصت إليه و يطبق توجيهاته بكل محبة و احترام، و هذا رغم بساطته و تواضعه و حسن تعامله، فهو يحاور الجميع و ينصت لآرائهم و يناقش مسؤولي النواحي و يستمع لانشغالاتهم.
بل و لا يكتفي كما قال قديد ( ص 119 ) بالتقارير و هي شفوية في أغلبها المقدمة له من مسؤولي النواحي .بل كان يقوم بزيارات متكررة إلى كل نواحي المنطقة، و يحسن ضبط جدول أعمال الاجتماعات، و يتابع كل عروض مسؤولي النواحي باهتمام بالغ و يستوقف القائم به عند كل أمر يتطلب التوضيح أو التدقيق أو المراجعة.
ونوه الدكتور تيلاني بالشمال القسنطيني الذي كان له ثقل كبير و وزن حاسم في مسار الثورة وبالمقابل قدم طرح لمذكرات عبد الله بن طوبال الذي بدوره اعتبر مراد ديدوش صاحب روئ استشرافية أين قدم تخطيط مسبق لكيفية التحضير للثورة 1954 وأضاف واصفا مراد بالقيادي الشجاع الذي أبدع وتفنن في القيادة وفي التوجيه وفي نشر الثورة بعد اندلاعها .
كما ذكر بن طوبال تفاصيل كثيرة عن الشهيد ديدوش وجه رسالة هامة قال فيها عنه " كان وجوده (مراد ديدوش ) يزيل عنا الخوف"، وأشار الاستاذ المحاضر أن ديدوش هو صاحب فكرة الثورة وهو من قنع بوضياف الذي كان قائد له بها.
وذكر أيضا مذكرات علي كافي الذي عايش الشهيد روى حادثة عنه تبين أن ديدوش مراد لم يعرف احد اسمه الحقيقي، لكن حبه للوطن كان ظاهرا فعمل جاهدا من أجل تكوين الشباب و بث فكرة الثورة في أوساط المواطنين و تنظيم ولايته.
ديدوش القائد و الملهم و المحرك و المفجر للطاقات الوطنية رغم صغر سنه
سرد قائلا :" ذات ليلة توجه إلى سكيكدة حاملا حقيبة صغيرة تركها عند حلاق على أساس انه يعود ويسترجعها إلا أنه استشهد قبل العودة وبقيت حقيبة ديدوش عند الحلاق الذي لا يعرف لا إسمه ولا أي شيء عنه وهو ما يعكس شهامة هذا الرجل الذي عمل طيلة حياته سرا.
في الأخير قدم تلايلني استنتاج من خلال المذكرات الثلاث عن الشهيد القائد تمثلت في التزامه المطلق بالقضية الوطنية بالإضافة إلى قوة شخصيته و صبره و شجاعته الباسلة و ثقافته العالية و قدرته الفائقة على القيادة و لم شمل المناضلين و دفعهم نحو خيار الكفاح المسلح حيث بذل في ذلك جهودا مضنية و تنقلات كثيرة هنا و هناك و اتصالات جمة و حوارات و صراعات خرج منها منتصرا ثابتا مؤمنا بالحرية و الاستقلال، فهو القائد و الملهم و المحرك و المفجر للطاقات الوطنية رغم صغر سنه مقارنة بمساعديه و رفاقه أمثال زيغود يوسف و بن طوبال و بن عودة و غيرهم.
وذكر المجاهد بوعلام شريفي بعض المواقف التي ثبتت عن هذا الشهيد وعائلته بعد وفاته في سبيل هذا الوطن والذي اعتبره إحدى اركان الثورة والذي قال عنه لقد آمن ديدوش مراد بالثورة التحريرية سبيلا لخلاص الشعب الجزائري من الاستعمار فكان ملتزما بها مكافحا في سبيلها حتى استشهاده يوم 18 جانفي 1955 .