78
0
خبراء يؤكدون أن الجيل الخامس ركيزة أساسية في التحول الرقمي

أكد المتدخلون في الدورة التكوينية الموجهة لفائدة الصحفيين، أن إطلاق تكنولوجيا الجيل الخامس يُعد نقلة نوعية، لما تتميز به من قدرة عالية على نقل البيانات بسرعات فائقة، وزمن استجابة شبه لحظي، بالإضافة إلى إمكانياتها في الربط الذكي بين ملايين الأجهزة والأنظمة.
نسرين بوزيان
وقد تم تنظيم الدورة التكوينية من قِبل وزارة الاتصال بالشراكة مع وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، والتي حملت عنوان "التقنيات الإعلامية الجديدة، وبخاصة تقنية الجيل الخامس"،
أداة محورية للتحول الرقمي
وفي عرض قدمه ممثل شركة موبيليس، يانيس عواجبت، حول تجربة تكنولوجيا الجيل الخامس، أوضح أن هذه التقنية لا تقتصر فقط على توفير إنترنت أعلى، بل تمثل أداة محورية للتحول الرقمي في قطاعات حيوية مثل الصحة، التعليم، الصناعة والترفيه.
وأكد أن موبيليس تعد فاعلا وطنيا رائدا في هذا المجال، حيث شرعت في استغلال الجيل الخامس لتقديم حلول واقعية، من أبرزها العدادات الذكية ضمن منظومة إنترنت الأشياء، إلى جانب دعم الألعاب الإلكترونية، وتمكين استخدام السيارات ذاتية القيادة، بالإضافة إلى الجراحة عن بعد، إلى غير ذلك.
تطور ملحوظ في السوق الجزائرية
من جانبه، أشار مدير الابتكار التكنولوجي بشركة جازي، إسماعيل سعيد، إلى أن السوق الجزائرية تعرف تطورًا ملحوظًا في استخدام الإنترنت عبر الهاتف المحمول، حيث تم تسجيل أكثر من 54.8 مليون اتصال، بنسبة تفوق 116% من عدد السكان، وهو ما يمثل ارتفاعًا قدره 5.89% مقارنة بسنة 2024.
كما بلغ عدد مستخدمي الإنترنت 36.2 مليون شخص، أي ما يعادل نسبة انتشار تقدر بـ 76.9%، فيما تجاوز عدد مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي 25.6 مليون مستخدم، بنسبة 54.2% من مجموع السكان.
وأوضح أن 91.4% من الاتصالات عبر الإنترنت تتم حاليًا عبر شبكات الجيلين الثالث والرابع.
وبين المتحدث أن تطوير شبكة الجيل الخامس يعتمد على ثلاث ركائز أساسية، تتمثل في زيادة سرعة نقل البيانات، وتقليص زمن الاستجابة بشكل كبير، إلى جانب القدرة على استيعاب عدد ضخم من الأجهزة المتصلة في وقت واحد.
كما أشار سعيد إلى أن شبكات الجيل الخامس مطالبة بتوفير سرعات أكبر بعشر مرات من تلك التي توفرها شبكات الجيل الرابع، إضافة إلى تقليص زمن الاستجابة بعشر مرات، مما يتيح تطبيقات متقدمة مثل السيارات ذاتية القيادة، المدن الذكية، التعليم عن بعد، والصناعة والطب الذكي. واعتمادًا على إنترنت الأشياء، ستكون هذه الشبكات قادرة على إدارة ملايين الاتصالات المتزامنة بكفاءة عالية.
تكامل الجيل الخامس مع المؤسسة الذكية
بدوره، أكد ممثل شركة أوريدو، عبد الكريم معلاب، أن تقنية الجيل الخامس تشكل مع مفهوم المؤسسة الذكية ثنائيا لا يمكن فصله، باعتبار أن هذه التكنولوجيا تمثل نقلة نوعية لا تتوقف عند تحسين سرعة الإنترنت، بل تشمل بنية قابلة للتطور تتماشى مع احتياجات السوق المتغيرة.
وأوضح أن أداء الشبكة في شركة أوريدو يسمح بوصول سرعة التحميل إلى 1 جيجابت في الثانية، أي أسرع بخمس مرات من شبكة الجيل الرابع، بينما انخفض زمن الاستجابة من 50 مللي ثانية إلى أقل من 10 مللي ثانية، مما يعزز من كفاءة التطبيقات الحساسة.
وأشار معلاب إلى أن شبكات الجيل الخامس قادرة على دعم عدد من الأجهزة أكبر بعشر إلى مئة مرة مقارنة بشبكات الجيل الرابع، مع تحسين الكفاءة الطيفية وتقليل استهلاك الطاقة، وذلك عبر تقنيات مبتكرة، مثل الهوائيات الذكية، واستخدام حلول بيئية وبيولوجية جديدة.
كما تحدث عن دور الجيل الخامس في تطوير قطاع الصناعة، خصوصًا في تعزيز الاتصال داخل المصانع، بما يسمح بالوصول الفوري إلى المخططات والوثائق، رقمنة مواقع العمل، التتبع وضمان الجودة، إضافة إلى الصيانة عن بُعد وأتمتة الخدمات اللوجستية.
ولإبراز الاستخدامات الفعلية لتقنية الجيل الخامس، استعرض ممثل أوريدو تجارب واقعية مثل التغطية عالية الكثافة خلال احتفالات رأس السنة الصينية لعام 2024، وألعاب سوكان في ماليزيا سنة 2021، حيث تم الاعتماد على كاميرات ذكية للنقل الفوري وبث المحتوى بجودة عالية. كما أشار إلى مشاريع حالية تشمل العمليات الجراحية عن بعد والمراقبة الطبية في الزمن الحقيقي، فضلاً عن دعم وسائل النقل الذكية، وإدارة حركة المرور، والمصانع المؤتمتة ضمن مفاهيم الصناعة.