بقلم الحاج بن معمر
منذ استقلال الجزائر في عام 1962، تبنت الجزائر سياسة خارجية مبنية على مبادئ الحق والعدالة واحترام السيادة الوطنية، هذه السياسة الخارجية كانت وما زالت ركيزة أساسية في نهج الدبلوماسية الجزائرية على مدى العقود الماضية.
الدفاع عن القضية الفلسطينية:
لطالما كانت الجزائر داعمة قوية للقضية الفلسطينية، وكانت من أوائل الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ودعمت حقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
الجزائر تواصل تقديم الدعم السياسي والمادي للفلسطينيين على مختلف الأصعدة، من خلال منابر الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي، تسعى إلى تعزيز الدعم الدولي للقضية الفلسطينية.
*الشاهد:
في عام 1974، استضافت الجزائر القمة العربية السابعة، حيث تم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، هذا الموقف التاريخي يعكس مدى التزام الجزائر بالقضية الفلسطينية ودعمها.
دعم حركات التحرر الوطني:
خلال القرن العشرين، لعبت الجزائر دورًا بارزًا في دعم حركات التحرر الوطني في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، و كانت ملاذًا للقادة الثوريين ومركزًا للتدريب والدعم اللوجستي لحركات التحرر، احتضنت العديد من المؤتمرات والاجتماعات التي هدفت إلى دعم حقوق الشعوب في نيل استقلالها وحقها في تقرير مصيرها.
*الشاهد:
في عام 1965، استضافت الجزائر المؤتمر الآسيوي الأفريقي الثاني، والذي جمع العديد من حركات التحرر الوطني من مختلف القارات، هذا المؤتمر كان فرصة لتبادل الخبرات وتعزيز التضامن بين الشعوب المكافحة من أجل الحرية. الوساطات في مناطق النزاع:
في العقود الأخيرة، برز دور الجزائر في دعم جهود السلام في مناطق النزاع مثل ليبيا ومالي والصحراء الغربية، كما قدمت العديد من المبادرات والوساطات التي تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار في هذه المناطق، وعملت على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
الشاهد:
في عام 2015، لعبت الجزائر دورًا حاسمًا في التوصل إلى اتفاق سلام بين الأطراف المتنازعة في مالي، هذا الاتفاق كان خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار في منطقة الساحل الأفريقي.
تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري:*
تلعب الدبلوماسية الجزائرية دورًا هامًا في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول من خلال مشاركتها في المنظمات الدولية والإقليمية، تسعى الجزائر إلى تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق التنمية الاقتصادية للشعوب.
*الشاهد:*
الجزائر كانت عضوًا مؤسسًا في منظمة الإتحاد الأفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي، وتسعى من خلال هذه المنظمات إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتنمية المستدامة في القارة الأفريقية والعالم الإسلامي.
*حقوق الإنسان والحريات الأساسية:*
تعمل الجزائر على تعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية من خلال مشاركتها في مختلف المنابر الدولية والدفاع عن حقوق الإنسان وتسعى لتعزيز العدالة والمساواة.
*الشاهد:*
الجزائر كانت عضوًا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لعدة مرات، وتعمل من خلال هذا المنبر على تعزيز حقوق الإنسان ومكافحة التمييز والعنف.
*دور الإعلام والنخب:
لا يمكن أن نغفل الدور الهام للإعلام الوطني والدولي في دعم الدبلوماسية الجزائرية وفضح المغالطات والمخططات التي تستهدف المساس بسيادة الجزائر وكرامتها، يجب على الإعلام أن يكون صوت الحق والعدالة، وأن يعمل على نقل الحقائق وتوضيحها للرأي العام الدولي.
في هذا السياق، على النخب الجزائرية في الداخل والخارج أن تلعب دورًا هامًا في التصدي لهذه المغالطات والابتزاز و أن يكونوا صوتًا قويًا يعبر عن الحقيقة ويدافع عن كرامة وسيادة الجزائر.
النخب الجزائرية، سواء كانوا أكاديميين، مثقفين، أو سياسيين، يجب أن يتحدوا ويعملوا معًا لفضح هذه المحاولات البائسة والتصدي لها بكل قوة.
الإعلام يجب أن يكون وسيلة لنقل الحقيقة وكشف الأكاذيب والمغالطات و يجب أن يكون هناك تغطية شاملة وموضوعية للأحداث، وأن يتم تسليط الضوء على الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها فرنسا خلال فترة الاستعمار وبهذا يكون الإعلام صوتًا للحق والعدالة، وأن يعمل على توعية الرأي العام الدولي بحقيقة ما يحدث.
ختاما: الجزائر ستظل دائمًا بلد الأحرار والثوار، وستواصل الدفاع عن القضايا العادلة بكل قوة وإصرار، الشعب الجزائري والدبلوماسية الوطنية والإعلام يجب أن يتحدوا ويعملوا معًا لتعزيز السلام والعدالة في العالم.
الجزائر بلد ذو سيادة واستقلال، ولن تقبل بأي شكل من الأشكال المساس بكرامتها وسيادتها، تصريحات ماكرون تعكس حالة من الفشل والإحباط في السياسة الخارجية الفرنسية، ومحاولة لتصدير الأزمات الداخلية إلى الخارج، الجزائر ستظل دائمًا رمزًا للصمود والتحدي في وجه الاستعمار وأي محاولات للتدخل في شؤونها الداخلية.