680

0

دولة يهودية دون قيم إنسانية ...

تعارض مطلق مع التوراة وكل التعاليم السماوية ..؟ !

 بقلم : مسعود قادري

ماذا يفعل المواطن العربي الجريح  الذي جفت عيناه من الدمع وبح صوته من الصراخ وفقد الأمل فيمن يديرون شؤونه لينوبوا عنه بمواقف رجولية ميدانية أو على الأقل كلمة حق في وجه عدو ظالم وجد من يسانده ويدعمه ويقدم له النصائح  ويخفي عنه الفضائح ، وينتقم من كل من يقف أمام جرائمه التي تعدت كل الحدود ولم تحترم لا قوانين السماء التي يتسترون وراءها افتراء على الله ويدعون حمل لوائها ظلما وزورا، ولا قوانين البشر التي وضعوها وفق مصالحهم وقيمهم الشيطانية وأهدافهم الماسونية الخبيثة التي لا علاقة لها في الأصل بأي عقيدة، لا يهودية لا نصرانية بل  عقيدة حاقدة تمليها عليهم أطماعهم المادية ويزينها لهم إبليس ومردته من الجن والإنس ، وتتبناها طائفة منحرفة ضالة من اليهود والنصارى الجدد في أمريكا .
وهي طائفة لا فرق بين سياستها العدوانية والتوسعية على حساب الشعوب والأمم من سياسة فرعون وهتلر والقوى الاستعمارية الغربية التي خربت العالم في القرنين الماضيين وتسببت في حروب عالمية وجهوية ، كانت نتائجها وخيمة على البشرية التي دفعت فاتورة ثقيلة من الأرواح سددتها الشعوب الضعيفة التي دارت رحى الحرب في أوطانها.
من نفس الفكر التوسعي الاستيطاني الغربي الذي سمح لفرنسا وبريطانيا سابقا من اقتسام قارتي إفريقيا وآسيا وإهانة شعوبها لامتصاص خيراتها،أقيمت إسرائيل في قلب الأمة العربية خزان الخيرات الباطنية وملتقى الطرق البحرية بين القارات وسبيل التنافس بين قوى التجارية العالمية حاليا ومستقبلا. 
زرعت هذه العصابة فوق أرض لا علاقة لها بها، فقط ، لتكون حارسا أمينا على مصالح الغرب الذي هيأ لها الظروف والمحيط لتكون سيدة في المنطقة والعالم كله يخضع لرغبات مجرميها .
فما يقوم به الجزار "النتن" ومن معه من حثالة البشر في فلسطين عامة وغزة بالخصوص منذ 23 شهرا وما أقدم عليه من فساد في أرض ، أهديت لأسلافه ظلما ونصبوه عليها لصا ومجرما لا يراعي حرمة مخلوقات الله ولا صنائع البشر وآثار الحضارات التي سبقته منذ غابر الأزمان تعدى كل تصور بشري وفاق كل الأحقاد العنصرية والعرقية .


ظلم غير مسبوق في تاريخ البشرية 

منذ أن خلق الله آدم وإلى اليوم، ظلم فاق طغيان النمرود وعاد وثمود وتعدى ظلم فرعون وهتلر وكل جبابرة العالم في العصور السابقة واللاحقة؟ !..
ماذا بإمكان أي مواطن عربي يري ويسمع ويتابع يوميا ما يجري على واقع الأرض  المقدسة وما حولها ، وملوكه وأمراؤه ورؤساؤه  المنصبين عن غير حق أم من الخبائث "إنجلترا " رأس كل المصائب والمكائد التي مرت وتمر بالعالم الإسلامي منذ سقوط الخلافة ، فهي من نصب ساسة العرب المتخمين بالخيرات ، المثقلين بالأموال، المتباهين والمفتخرين بموالاتهم للعدو بما يمنحونه له من مساعدات وينتظرون إقامة الأفراح بعد أن ينهي حربه الدنيئة وإبادته لشعب متمسك بأرضه وتاريخه .


غزة موطن الكرامة والعزة ..


غزة المضطهدة الجريحة الجائعة والعارية ، العطشى الشهيدة، يراها بعض قادة العرب الذين فقدوا كل انتماء ونخوة ورجولة وإنسانية، جسما غريبا في الجسد العربي لأنه رفض الانصياع لما انصاعوا إليه واتباع الطريق الذي أدى بهم إلى الضعف والوهن والاستكانة، يتابعون أمريكا ويخضعون لها ،بدلا من خضوعهم واعتمادهم على لله ويبحثون عن الحجج الواهية المغلفة بفتاوى مزيفة من أشباه علماء باعوا ذممهم بمكاسب وامتيازات دنيوية فانية  ليقفوا ، ليس متفرجين على المذابح اليومية التي ترتكب ضد الباحثين عن لقمة عيش او النائمين في الخيام والعراء ، بل حملوهم مسؤولية ما يجري لأنهم رفضوا الظلم والاحتلال والعنصرية  وتمسكوا بحقهم في العيش الكريم على أرضهم  ومقاومة المحتل بكل ما يملكون.
هذا هو ذنبهم في نظر يهود الجزيرة الجدد الذين يريدون تشويه الدين إسلامي وتوقيف حدوده وإبعاده عن حياة الأمة بما يطرحون ،كحل للتصالح بين الأديان غير مهتمين بما نص عليه القرآن الكريم بأن الدين الوحيد هو الإسلام ومن يبتغ غير ذلك فلن يقبل منه "، ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ...."(آل عمران ، الآية 85). ناهيك عن الآيات  القرآنية الكثيرة والأحاديث النبوية العديدة التي تنبه وتحذر من اتباع اليهود والنصار وسلوك مسلكهم المعوج في الحياة، هذه الآيات والأحاديث التي تشكل حصنا حصينا للأمة المحمدية وحافظا لها من الوقوع في شراك التحريف والتزوير كما فعل اليهود والنصارى، هي التي سعى بعض أهل المال في الخليج لإزالتها من الكتاب وابتدعوا ديانة جديدة سموها الديانة الإبراهيمية التي لا أصل ولا فصل لها في العقيدة ولافي الفكر البشري قديما وحديثا. 
ولم يكتفوا بالدعوة لهذه الديانة التي تآخي بين الموحدين والمشركين، بل اجتهدوا في محاربة من يخالفهم الانحراف بكل القوى وهو ما يفعلونه مع حركة حماس المتهمة باتباع حركة إسلامية لا يريدون لها البقاء لأنها لا توافق مسارهم في التطبيع ومسايرة أمريكا والغرب في كل ما يخططون للأمة الإسلامية عامة والعرب بالخصوص..؟ .


دولة يهودية تقيم ماسونية !؟ ..


عندما تضيق الدائرة السياسية والشعبية العالمية على المجرم نتنياهو، يعود لسياسة التضليل وتحريك الشعور الديني عند اليهود والنصارى الجدد في أمريكا بالدرجة الأولى ، فبعد إطلاق أسماء ذات علاقة بالديانة اليهودية على بعض عملياته العسكرية الفاشلة في غزة .
عاد للحديث عن العماليق وما فعلوه في أجداده المغتصبين مؤكدا أن الفلسطينيين هم العماليق ويجب القضاء عليهم  ، وبينما يتحرك العالم كله ضد المجازر اليومية التي يذهب ضحيتها مئات البشر أغلبهم من الأطفال الجيع والشيوخ والنساء العاجزين عن الحركة جراء الحصار الغذائي الظالم ، يخرج  حليف إسرائيل الأول بتصريح يضرب فيه كل المحاولات القائمة  بين المتفاوضين الساعين لتوقيف العدوان الذي لا يريد زعيم أمريكا الأول أن يتوقف" كل المحللين يقولون أن نهاية الحرب بيد ترامب الذي لايريدها أن تتوقف دون القضاء على المقاومة كما قضى أسلافه على الهنود الحمر !!..؟ 
حاكم العصابة يقول صراحة بأنه سيحتل أراضي أخرى في الضفة  تحت كرسي " سي عباس "  ثم سيواصل نحو الأردن  . وفي كل حالة يستدل بتوراته وما جاء فيها من تحريفات يعترف اليهود أنفسهم بها ، فالذي نعرفه نحن عن شريعة سيدنا موسى عليه السلام، وما ورد في التوراة وصدقها الإنجيل والقرآن لأـنها تعليمات إلهية تصدر من مشكاة واحدة ولا يمكن أن تكون متعارضة.

فقد حرم الله في كل الشرائع السماوية قتل النفس البشرية بغير حق  واعتبر في التورية بالذات وفق ما ورد في القرآن الكريم في نهاية نبأ أبني آدم (هابيل وقابيل ) قوله تبارك تعالى " .. من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكـأنما أحي الناس جميعا ..(المائدة32)   :" ثم الآية 45 من نفس السورة "..وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والانف بالأف والأذن بالأذن والسن بالسن  والجروح قصاص..." فهل يوجد في الكتاب الذي يقرأه ترامب ونتنياهو ومن يسير معهم  مثل هذا التحريم المطلق على البشرية كلها لأنه الله خلق الانسان وكرمه ولم يجعله لعبة يتباهى بقتلها القتلة ويتنافس بتعذيبها المجرمون والظلمة ...؟ ! .

فلو كان أي من هؤلاء الغلاة المعتدين الظلمة لهم عقيدة يهودية حقة ما سمحوا بذلك  ولما سكتوا عن كل ما سفكه الأمريكان والفرنسيون والإنجليز من دماء في العالم ظلما وعدوا ولما غضوا النظر عن الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني  منذ سنتين تقريبا والعالم كله يتفرج رغم كل الضغوط التي مارستها الشعوب الحرة وتغافلت عنها الدول والهيئات الأممية برمتها ...؟

لأن الأمر في الأصل كله تضليل غربي صهيوني متفق عليه ومهيأ مسبقا ...؟!


استهداف الصحفيين ..


جريمة المنكرة هدفها القضاء على كل شاهد مضاد ، ثقافة يهودية عريقة استهدفت في القديم الرسل والأنبياء لأنهم يحملون رسائل خير للبشرية  ويصححون أخطاء الحياة عند المنحرفين والمحرفين للعقيدة  والرسائل السماوية..  استهداف الصحفي أنس الشريف وقبله آخرون من قناة الجزيرة وغيرهم من ممثلي هيئات إعلامية أخذت على عاتقها مسؤولية الوقوف بكل مهنية وحرية إعلامية ـ وفق منطق الإعلام الحر عند الغرب ..؟، دفاعا عن المظلومين من أهل الأرض ونقل صور حية توثيقا لكل ما يجري في القطاع  والضفة ليكون شهادات مثبتة تدين ممارسات بربرية لم تكن مسبوقة وفي التاريخ ولم تقرها الشرائع السماوية التي جاءت بها الكتب المنزلة من عند الله .

لكن الذين حرفوا شريعة الله  وخضعوا للشيطان وقوانين الماسونية  النتنة  أحلوا دماء البشر كما تحل دماء الأنعام وأكثر  فعاثوا في الأرض فسادا ، وتخطوا كل الحدود الأرضية والسماوية و القوانين والأعراف الدولية التي  لا تنفذ إلا ضد الدول الضعيفة لأسباب تافهة وتقف عاجزة  أمام جرائم كيان دخيل مستعمر ملكوه أرضا لا علاقة له بها ،

رغم ما يدعيه من خرافات تاريخية في عقيدته المحرفة ولا أساس لها من الصحة  تاريخيا واجتماعيا وديني ، فاستهداف الصحفيين  لم يكن  مجرد حوادث عابرة كما يحدث في الحروب التقليدية  ، ولو كان كذلك ما بلغ عدد الصحفيين المغتالين بعمليات دقيقة مخططة ومبرمجة الـ 200صحفي ليتعدى هذا العدد كل ما قتل من صحفيين في كل المواجهات العسكرية التي وقعت بعد الحرب العالمية الثانية مما يبين ان قيادات الكيان لا ترضى بالصحافة التي تنقل وقائع الميدان الحقيقية كما هي، بل تعتمد على الصحافة الموالية التي تخضع للمبدأ الفرعوني " ما أريكم إلا ما أرى..ّ"

وهو حال الكثير من القنوات الغربية والعربية التي تسير في فلك الأنظمة المطبعة والتي تساهم في تضليل الرأي العام العربي ، ليقف في صف حكامه المتواطئين مع العدو ضد إخوانهم الضعفاء الذين لا ناصر لهم في الميدان إلا الله... نصرهم الله وأعزهم بمدد من عنده ليزيد في خذلان المتخاذلين  وخيانة الخونة ...
استهداف هذا الصحفي ومن قبله أثار الكثير من السخط والتنديد عبر العالم ، وقد قررت الأمم المتحدة فتح تحقيق مثل الذي فتح من قبل عند اغتيال العديد من الصحفيين الفلسطينيين، لكن نتائج التحقيقات تبقى حبيسة الأدراج حتى تبلل ويشرب ماؤها " كما يقول مثلنا الشعبي "من قبل من يومنون بها علهم يفيقون  من غفوتهم ويتأكدون من أن الكيان الصهيوني ..جعلته ـ أمريكا فرعونة العالم الحديث ـ فوق الجميع ولا يسمح بمساءلته من أي كان ...؟
لكن الله يمهل ولا يهمل ،  وكما قال الشاعر العربي للحرية الحمراء باب  بكل يد مضرجة يدق  

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services