534

0

دار الشباب القبة...... مرفق حيوي يستقطب مئات الشباب سنويا

 

 احتواء الشباب و المراهقين من براثن الآفات الاجتماعية و تداعيات  تكنولوجيا العصر الراهن، بات من أولويات الهيئات والمؤسسات التربوية و الشبانية بما فيها دور الشباب، التي تعد من أهم المرافق الحيوية التي تفتح أبوابها أمام هؤلاء واحتضان ميولاتهم و أفكارهم  ،سواء كانت في الرياضة أو الثقافة و الفنون وغيرها من المجالات، وذلك لصقل موهبتهم واكسابهم الخبرة اللازمة التي تساعدهم على تحقيق طموحاتهم.

شيماء منصور بوناب

 وبالحديث عن هذه المرافق الحيوية يقودنا الأمر إلى التركيز على دار الشباب بالقبة كوجهة تربوية ترفيهية تضم في كنفها نخبة من الشباب الهاوي المبدع ، يقودهم ثلة من الأساتذة المكونين والمنشطين الأكفاء ، الذين يتخذون من البرامج  البيداغوجية   استراتيجية هادفة تحقق  الرؤية التكاملية للتكوين من خلال الجمع بين النشاط التربوي والثقافي والترفيهي والتكويني،وفق عملية تشاركية بين إطارات المؤسسة.

دار الشباب القبة .....مصداقية وسمعة طيبة

 وعن مسارها التاريخي ، تعود بنا مديرة دارالشباب القبة عواطف عرفي، إلى سنة 1956 حين كانت الجزائرلا تزال تحت وطأة الإستعمار، حينها شيدت المؤسسة، لتستغل بعد الإستقلال في تأطيرشباب الجزائرعلى النهج الصحيح، مما أكسب المؤسسة سمعة طيبة بفضل كفاءة من تداول على إدارتها.

من جهتها تضيف إيمان برحال إطار بدارالشباب ومنشطة نادي الصحافة الرقمية"المؤسسة قديمة النشأة، تسعى لتحقيق التميزوالمثالية من خلال تظافرجهود القائمين عليها و السهرعلى إدارة نقائصها وإعادة تنظيم برامجها و نشاطاتها حسب ما يطلبه الوقت الراهن و مستجدات العصرنة ، دون تناسي المرجعية الثقافية و الهوية الوطنية.

وتابعت موضحة أن السمعة الطيبة للمؤسسة وما تقدمه من خدمات نوعية ، جعلتها تعرف توافد كبيرمن الشباب من بلدية القبة وماجاورها من البلديات والأحياء الأخرى، جعلت من طاقة استيعابها تفوق حجمها كمؤسسة نظرا للطلبات المتزايدة عليها للانخراط في برامجها والانتساب إليها.

وعن عدد مرافق المؤسسة حسب مديرة دار الشباب، خمسة قاعات بيداغوجية بجانب قاعة الرياضات والعروض التي تعرف ديناميكية كبيرة لا تعرف الانقطاع إلا في ساعات متأخرة، تصل إلى الساعة التاسعة ليلا ، تجمع محبي الرياضة الذي تشير إحصاءاتهم إلى ما يفوق 300 شاب يقصدون المؤسسة يوميا لممارسة الرياضة التي تهويهم.

وعلى ذلك تضيف محدثتنا" تخصيص ساعات متأخرة مسائية لممارسة هذه الرياضات يعكس مدى اهتمام دار الشباب بالجانب الرياضي البدني للناشئة الجديدة ."

وهوما دعمته برحال في قولها  "تشتهر دار الشباب القبة  بالرياضات القتالية كالجودو والتايكواندو و بكستاي التي لاقت رواجا كبيرا وسط الشباب بمختلف أعمارهم لما وجدو فيها من متنفس يكون بمثابة قطب لشحن قدراتهم و طرد الطاقة السلبية من أجسادهم في نهاية اليوم ".

بين البرامج التربوي والثقافية .... رؤية استشرافية

من جهة أخرى تعتبردارالشباب القبة مركز إشعاع ثقافي وملتقى تربوي ترفيهي يقصده الشباب  لتطوير مواهبهم و ثقافتهم وترقيتها بما يتماشى مع اهتماماتهم من خلال  تلبية متطلباتهم و تنمية قدراتهم بنشاطات مختلفة تشمل في مجملها الفن و الإعلام الآلي والإعلام والثقافة وغيرها من الإختصاصات، التي تشير إليها  برحال  كالثقافة و الفن كأحد أهم رافد الحضارة التي توليها المؤسسة اهتماما بالغا .

وفي هذا الصدد تقول " تولي المؤسسة اهتماما كبيرا بالثقافة والفون، من خلال تسطير برنامج ثريا متكامل الأطر و المضامين و المحاور، يشمل المسرح  والموسيقى  و حتى  الاشغال اليدوية و الرقص و الرسم وغيرها من الفنون التي يتداول عليها أصحاب النظرة الجميلة بمختلف أعمارهم ."

وتحت شعار "العمر مجرد رقم" تشير عرفي إلى تشكيل فرقة موسيقية لكبار السن من النساء المتقاعدات اللواتي اتخذن من الفن الموسيقي فضاء نفسي علاجي ساعدهن على التنفيس من ضغوطات الحياة وكذا ابراز كفاءتهن في مجال الموسيقى التراثية التي أصبحت لهن بمثابة العلاج والترفيه في آن واحد.

بجانب ذلك نجد المؤسسة تهتم بالفئات المهمشة أيضا، كمبادرة نوعية تخلق الانفرادية بها ، من خلال التكفل بتعليم أفراد من محو الأمية و كذا ذوي الهمم عبر اشراكهم في برامج المؤسسة و محاولة خلق بيئة اجتماعية لهم تعوض النقص الذي يشعرون به.

خليةالإعلام و الإنصات... عصب المؤسسة و نواتها

بما أن خلية الاعلام هي نواة المؤسسات،تشير برحال إلى اهتمام دار الشباب القبة بهذا العنصر منذ مراحل نشأتها الأولى ، باعتبار الإعلام مرآة عاكسة لصورة تلك المؤسسة فهة السبب و المسبب في نجاحها أو تدهورها .

وعلى ذلك تفيد بأن قسم الإعلام من شأنه تنظيم وتنفيذ برامج مديرية الشباب و الرياضة والترفيه و ديوان مؤسسات الشباب من خلال العمل على تقديم و تقييم كل نشاطات المؤسسة عبر التدوين و التوثيق ليكون مرجعا لكل إنجازاتها.

 اما الاصغاء فهو حسب ما وضحته  محدثتنا ،  عصب المؤسسة تديره أخصائية نفسية عيادية  تتكفل بكل انشغالات الشباب من داخل المؤسسة و خارجها ،كما تسعى لتوعيتهم من خلال أيام تحسيسية تتعلق بالمواضيع الراهنة للمجتمع .

دار الشباب القبة .... تستجيب لمتطلبات الإعلام الرقمي    

على صعيد آخر تطرقت مسؤولة نادي الصحافة الرقمية بدار الشباب القبة، إيمان برحال في لقائنا معها إلى واقع مجال الاعلام الرقمي، التي كانت السباقة في انشاء أول نادي صحافة للأطفال تحت مسمى:

Kids communicationsسنة 2018 كتسمية أولى عدلت فيها بعد ذلك مديرية الشباب والرياضة  والترفيه لولاية الجزائر لتصبح نادي الصحفي الصغير.

وتابعت مضيفة" عملنا في البداية على احتواء الأطفال من سن  الثامنة إلى عشرة سنوات وتلقينهم التكوين اللازم والدقيق في مجال الصحافة والإعلام ، لأن الأطفال الذين وقع الاختيارعليهم كانوا موهوبين بالفطرة و مولعين بالأضواء وآلة التصوير وهذا ما سهل علينا الأمرمن حيث التدريب والتعليم التكويني."

مؤكدة بذلك على أن المرحلة الأولى كانت بمثابة محطة استكشاف لهذا العالم الإعلامي بأعين صغيرة قادها مجموعة من الأطفال الذين لم يتعد عددهم العشرة ، لأن التركيز على الجودة و النوعية كان أهم من الكمية .

فتأطيرخمسة أطفال كل سنة بشكل ميداني يمس كل جوانب العمل الصحفي و الإعلامي من خلال صناعة الفيديوهات التحسيسية و إقامة لقاءات إعلامية و إذاعية وغيرها كان له الفضل في تنشأة صحفيين واعلاميين صغار أبدعوا في الاعلام قبل نضجهم الكامل .

أما نادي الصحافة الرقمية فهو وليد نادي الصحفي الصغير، جاء بعد زيادة الطلب عليه من الطلبة و الشباب الذين تستهويهم الكلمة و القلم ولديهم الشغف بعالم الصحافة، يضاف إليه أسعار الدورات التكوينية الخاصة التي تفوق قدرة الطالب الجزائري .

وبذلك اتخذت دارالشباب على عاتقها مسؤولية احتواء هؤلاء الطلبة سنة 2021 بوسائل بسيطة ومتواضعة الهدف منها احتضان قدراتهم و مواهبهم الإعلامية .

وفي هذا الصدد توضح برحال إيمان "قمنا لغاية اليوم بتاطير أربعين متربص  منهم من التحق  بقنوات خاصة ومن هم من لا زال يواصل تدربهم في صفوفنا التي نركز فيها على الخرجات الميدانية و الاحتكاك الفعلي بقامات إعلامية كبيرة في الجزائر قصد صقل موهبتهم وتنمية حسهم الصحفي".

الافاق المستقبلية.....  

في ختام اللقاء نوهت مؤطرة نادي الصحافة الرقمية بأهم الطموحات والآفاق التي تسعى لتحقيها على المدى القريب دار الشباب القبة، عبر إرساء النادي لبرالأمان باعتباره النادي الوحيد الجزائر من حيث التأطير والمرافقة و القيمة المضافة التي يقدمها للشباب، وكذا تعزيز الخرجات الميدانية وزيادة الاحتكاك مع أعلام صحفية كبيرة يستمد منها المتربصين الخبرة و المعرفة، إضافة إلى السعي نحو الاحترافية عبر توفير كافة الوسائل والامكانية المادية الضرورة بالنادي والمؤسسة كحد سواء.

 

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services