أصدرت وزارة الخارجية الأردنية، بالتنسيق مع عدد من الدول العربية والإسلامية، بياناً مشتركاً يرفض بشكل قاطع إعلان إسرائيل يوم 26 كانون الأول 2025 عن اعترافها بما يسمى "أرض الصومال"، الواقعة ضمن أراضي جمهورية الصومال الفيدرالية.

ضياء الدين سعداوي 

وجاء البيان بإسم 18 دولة ومنظمة التعاون الإسلامي، من بينها دولة الجزائر، في خطوة تعبر عن رفض جماعي للخطوة الإسرائيلية التي وصفتها الدول الموقعة بأنها "خرق سافر للقانون الدولي" و"تهديد للسلم والأمن في منطقة القرن الأفريقي".

وجدد البيان الإدانة الشديدة لهذا الإعتراف كونه يمثل انتهاكاً صريحاً لميثاق الأمم المتحدة ومبدأ سيادة الدول وسلامة أراضيها، وأكد على الدعم الكامل لسيادة الصومال الفيدرالية ووحدة أراضيها، محذراً من أن الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الدول يمثل سابقة خطيرة وتهديداً للسلم والأمن الدوليين. كما رفض البيان أي ربط بين هذا الإجراء وأي مخططات تتعلق بالقضية الفلسطينية.

وشملت قائمة الدول العربية الموقعة البارزة، إلى جانب الجزائر، المملكة الأردنية الهاشمية، جمهورية مصر العربية، دولة الكويت، دولة قطر، المملكة العربية السعودية، جمهورية العراق، دولة فلسطين، دولة ليبيا، الجمهورية اليمنية، وجمهورية السودان. كما وقّعت دول إسلامية مؤثرة أخرى مثل جمهورية تركيا، جمهورية إيران الإسلامية، جمهورية باكستان الإسلامية، وسلطنة عمان.

فيما لوحظ غياب ثلاث دول عربية عن التوقيع، هي: المملكة المغربية، والإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، وهي الدول التي تربطها اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل. ويأتي غيابها في سياق متكرر من الإمتناع عن الإنضمام إلى المواقف العربية الجماعية التي تنتقد السياسات الإسرائيلية، سواء تعلق الأمر بالحرب على غزة أو الإعتداءات على الدول المجاورة.

ويرسل البيان المشترك - الذي انضمت إليه الجزائر بشكل واضح - رسالة قوية برفض الإعتراف بأي كيانات منفصلة داخل دول ذات سيادة، ويعتبر الخطوة الإسرائيلية سابقة خطيرة تهدد إستقرار المنطقة والعالم. في المقابل، يبرز غياب الدول المطبعة تساؤلات حول حدود التزامها الصامت بعدم معارضة إسرائيل، حتى عندما تهدد سياساتها الوحدة الترابية لدولة شقيقة وعضو في النظام العربي.