466
0
كيف نستقي البصائر الإيمانية من طوفان الأقصى في غزة الابية..
ندوة إلكترونية هادفة نظمتها جمعية ألاء للتنمية الأسرية

في اطار برنامج ندوات "طوفان القلوب ومدرسة رمضان"، أكدت لطيفة العرجون رئيسة المكتب جمعية آلاء للتنمية الأسرية ، أن طوفان الأقصى مدرسة للمسلمين وغيرهم يستقى منها الفرد الدروس والعبر التي تزيد وعيه بما حوله من قضايا حياتية تستلهمه للنظر بعمق فيما يأثر به و يتأثر به.
شيماء منصور بوناب
جاءت الندوة الثالثة لجمعية آلاء للتنمية الاسرية عبر تقنية الزوم ،بعنوان "رمضان وبصائر ايمانية من طوفان الأقصى" الذي سلطت من خلالها الإعلامية نوال يوسفي الضوء على الواقع التشريعي و التأصيلي لرمضان في غزة الابية التي تعاني منذ انطلاق الطوفان من الحرمان و الدمار و التجويع في حرب إبادة جماعية لا تعترف بالإنسانية.
طوفان الأقصى..... يعيد ترتيب الأولويات
وأوضحت يوسفي أن طوفان الأقصى قضية عالمية تلخص في مفهومها واقع الحق و الباطل في حياة بني أدم دون استثناء رغم وجود معطيات كثيرة لا تنصف الواقع في غزة وحال الفلسطينيين عامة .
وتابعت مؤكدة أن الطوفان أعاد الاعتبار للقضية من وجهة اظهار حقيقة الكيان على الساحة العامة أمام مرآى العالم، الذي بات يشاهد قوة الزاد الإيماني الروحي لأبناء غزة أثناء نكبتهم ووسط معاناتهم التي زادتهم تعلقا بقضاء الله وايمانا بحتمية النصر القريب التي بنية عليه عقيدة المجتمع الفلسطيني.
ومن هذا المنطلق أشارت يوسفي لبنية المجتمع الفلسطيني الذي تربى في بيئة حاضنة للأفكار التحررية و النضالية التي أنشأتهم على فطرة الاستعداد المسبق لأي طارئ من خلال التمسك بدين الحق و الانقياد لضوابطه التي تزيد في داخلهم شحنة الايمان لمواجهة اعتداءات الكيان الصهيوني .
في ذات الجهة ،نوهت بأن القضية الفلسطينية هي قضية أمة مسلمة وليس كما يروج لها على أنها تخص الفلسطينيين فقط ،باعتبار أن السياسة الصهيونية اتخذت في منهاجها قضية اضعاف الأمة العربية المسلمة عبر حصر القضية في غزة فقط محاولة إزاحة الالتفاف عنها كقضية مقدسات تخص المسلمين دون استثناء.
وهوما دعمه البروفيسور بدر الدين زواقة ،في مداخلته أين طرح مشكلة الامة وموقعها في القضية المركزية ،التي تفرض الرجوع للقيم الأساسية التي تفيق الضمير ، الذي ارتبط تواجده بوجود السنن الكونية التي لم تتحقق في حقيقتها ،لأنها بحاجة لتراكمات تبنى الرأي و توجه القرار لما يخدم القضية .
مشيرا لركيزة التراكمات التي تأخذ من المقاومة الفلسطينية منعطفا حاسما يعيد ترتيب الاعتبارات للكثير من القضايا الكبرى خاصة ما تعلق منها بالتوجهات الفكرية والسلوكية التي تضبط القيم و توجهها في المنحى الذي يحقق التوازن و العدل المجتمعي بكل انصاف و حرية .
وعلى ضوء ذلك ، أفادت الإعلامية بأن استحضار القضية في كل المحافل و المناسبة هو واجب مفروض على الامة المسلمة والعربية وغيرهما ، لأن الدعم الذي يقدمه أشقاء القضية هو مكسب حقيقي يهين الكيان الصهيوني و يزيد من عزيمة و قوة المقاومة و من صمود الشعب الفلسطيني .
رمضان .... دورة تدريبية بشهادة ايمانية
وبالعودة لموضوع رمضان ركز زواقة على مقاصده التي تعتمد على ثلاثية متكاملة قائمة على " الفكر و الذكر و الشكر"،من منظور يلخص قيمة الشهر الفضيل في حياة بني أدام باعتباره دورة تدريبية مجانية بشهادة ايمانية تدرب النفس على الصوم على المعاصي و الشهوات و الانفعالات التي تخلق روح جديدة طاهرة من الدنس.
في ذات السياق ، أسقط ذات المتحدث محور الانفعالات على السلوك الجزائري الذي لم يستطع بلوغ درجة التحكم بها نظرا لبنية المجتمع و لتاريخه الذي جعل من التنافس و التسابق على أمور سلبية يزيد من حدة الانفعالات التي من المفروض يتم تهذيبها في رمضان من خلال استحضار الوعي العقلي و الروحي بشكل متكامل .
أما بخصوص جوهر قبول أجر الصيام و العبادات في رمضان، أشار البروفيسور لأبعاد فهم العلاقة بين الإنسان و القرآن و رمضان بحد ذاته ، الذي يفصل بين ما هو واجب على الانسان من طاعة و عبادة من جهة ،و بين ما هو مكسب له يضاف في ميزان اعماله من أجر و بركة و ثواب يحقق الرضا بداخله و يساعد على ظهور نفس او روج جديدة متشبعة بالإيمان .
الاحتواء العائلي ....سلوك يعزز بصائر رمضان
وتحت عنوان" مائدة رمضان ...احتواء اجتماعي" ، تطرقت البروفيسور سامية جباري لبصائر رمضان المستخلصة من قيمة الاجتماع في طاولة واحدة تلم باحتياجات أطرافها و تحتضن رغباتهم ، من خلال اطباق روحانية مقصدها الأول هو التقرب إلى الله و التركيز على الروحانيات من خلال ابراز المسؤوليات التي تنطلق من الوالدين ودورهما في تربية الأطفال على حب الطاعات ، ثم مسؤولية الأطفال بحد ذاتهم من خلال الانقياد بأوامر الاولياء و التمسك بها كعادة دينية لما بعد رمضان أيضا.
وفي حديثها عن الطبق الثاني القائم على "بداية العادات الصحية ووقف العادات السلبية" ركزت ذات المتحدث على أهمية التلاقي و الجلوس معا لما يفتح المجال للإنصات والاستماع لمشاكل الغير واحتياجاتهم من منطلق تفعيل أساسيات الحوار البناء و التشاور الذي يعزز التماسك الاسري و التعاون بين افراد الاسرة الواحدة.
وتابعت مؤكدة على دور التنقية الإيجابية كطبق فكري يساعد على تصفية الذات معرفيا من خلال تقبل فكرة التعاون و رفض الشحناء ، التي تكسب الانسان قناعة تامة بإمكانية تطوير ذاته نفسيا بالتعامل مع ما يواجهه بكل شفافية و ذهن راقي يتخذ من التفهم محورا لقبول الغير .